أصيل هميم... سفيرة النغم العراقي إلى قلب نيويورك

الفنانة العراقية لـ«الشرق الأوسط»: أنا اليوم نجمة وفخورة بالتعاون مع منصة "سبوتيفاي"

الفنانة العراقية أصيل هميم في لقاء خاص مع «الشرق الأوسط» (إدارة أعمال هميم)
الفنانة العراقية أصيل هميم في لقاء خاص مع «الشرق الأوسط» (إدارة أعمال هميم)
TT

أصيل هميم... سفيرة النغم العراقي إلى قلب نيويورك

الفنانة العراقية أصيل هميم في لقاء خاص مع «الشرق الأوسط» (إدارة أعمال هميم)
الفنانة العراقية أصيل هميم في لقاء خاص مع «الشرق الأوسط» (إدارة أعمال هميم)

حلّ النغم العراقي ضيفاً على ساحة تايمز سكوير في نيويورك، عندما اختارت منصة «سبوتيفاي» للبثّ الموسيقي الفنانة العراقية أصيل هميم سفيرةً بالوجه والصوت لبرنامجها Equal Arabia لشهر مايو (أيار).

أثّرت هذه الإطلالة العالميّة كثيراً في هميم، خصوصاً أنها تحمل شعار المساواة بين الفنانات العربيات والغربيّات. في لقاءٍ مع «الشرق الأوسط»، تحدّثت الفنانة العراقية عن سعادتها وفخرها بهذه التجربة مع «سبوتيفاي»، والتي وضعتها في صدارة قائمة Equal (متساوية). ويتابع هذا المشروع الذي أطلقته المنصّة عام 2022 خطواته في اتّجاه تمكين الفنانات العربيّات، المخضرمات منهنّ كما المبتدئات، من خلال الإضاءة على أعمالهنّ والترويج لها بكثافة.

صورة هميم في تايمز سكوير في نيويورك كسفيرة لمشروع Equal Arabia من منصة سبوتيفاي لشهر مايو (سبوتيفاي)

«يعني لي الكثير أن تدعم منصة عالمية الأصوات النسائية العربية»، تقول هميم. وتضيف أنّ ظهور صورتها في «تايمز سكوير» أسعد قلبها وهو «خطوة كبيرة»، معتبرةً أنه «ليس جديداً على سبوتيفاي أن تدعمنا بالأفكار وتجتهد معنا، من أجل تعزيز حضورنا على الساحة العالمية وليس العربية فحسب».

تقدّر هميم روح التعاون تلك لأنها تدرك أنّ يداً واحدة لا تصفّق، هي التي اختبرت بداياتٍ شاقّة لم يكن من السهل خلالها دخول مجال الفن؛ «أوّلاً لأنّي ابنة عائلة محافظة جداً، وثانياً لأنّي كنت أعمل وحيدةً بلا شركة إنتاج ولا دعم ولا فريق محترف».

إلّا أنّ الحظّ ابتسمَ في النهاية وشُرّعت الأبواب، فاخترقت الشابّة الساحة الموسيقية ببصمتها الصوتية الدافئة والمسكونة بالشجن. قدّمت أغاني راقت للجمهورَين العراقي والخليجي وللمستمعين العرب عموماً. كانت «بلاني زماني» فاتحة خير، ثمّ كرّت السبحة على أعمال تشبّهها هميم اليوم بالدرجات التي سمحت لها بصعود السلّم.

خلال زيارة هميم إلى مكاتب شركة سبوتيفاي في دبي (إنستغرام)

تنهمك المطربة العراقية حالياً بإصدار ألبومها الجديد «شموخ» على مراحل، وكانت أولى أغانيه «مستفزّ الناس» قد لاقت إعجاب المستمعين خليجياً وعربياً. أما باقي الأغاني فيُستكمل إصدارها قريباً بفارق أسبوع أو 10 أيام بين الواحدة والأخرى. تحرص هميم على الموازنة بين إصداراتها العراقية وتلك الناطقة باللهجات الخليجيّة؛ «أنا ابنة العراق وأحاول أن أقدّم أعمالاً تليق بعراقيّتي. أنا محسوبة كذلك على منطقة الخليج ككلّ، حيث أقيم منذ فترة طويلة».

غير أنّ ذلك لا يعني أنها ستقف عند حدود الأغنيتين العراقية والخليجية، فهي تؤكّد أنها لن تتردّد في خوض كل ما يضيف إلى مسيرتها الفنية. توضح هميم: «أنا في بحث دائم عن أغانٍ باللهجات اللبنانية، والسورية، والمغربية، والمصرية إذ إنني أجيدها كلها. وما إن تصلَني أغنية لافتة بإحداها، فسأسجّلها على الفور».

حين تنظر أصيل هميم إلى السنوات الـ5 المنصرمة من مسيرتها الغنائية، تشعر بالامتنان، معتبرةً أنّ هذه الفترة كانت الأفضل. بثقةِ مَن لمست تفاعلَ الناس مع أغانيها، وبفرحِ من وجدَ بعد جدّ تقول: «وصلت إلى مكانة اكتسبت فيها أهمية في الوسط الفنّي». ثم تضيف من دون تردُّد: «اليوم أعتبر نفسي نجمة».

لم تأتِ النجوميّة من عدم، فهي ثمرة زَرعٍ موسيقيّ موفّق تَجسّد في أغانٍ مثل «سرّ الحياة»، و«شكد حلو»، و«أنت السعادة»، و«يشبهك قلبي»، وغيرها. وعن «يشبهك قلبي» تحديداً، تقول هميم إنها «شكّلت فعلاً نقلة نوعيّة وفتحت أبواب العمل أمامي». تضيف: «شهادتي مجروحة بالشاعر الإماراتي أنور المشيري الذي كتب (يشبهك قلبي). هو يقدّم دائماً صورة مختلفة عن الحب. فور سماعي لحن سلطان السيف دخلت مزاج العمل. ثم جاء توزيع عثمان عبّود ليضيف الكثير إلى الأغنية».

هذه الأغنية، وهي إحدى أقرب الأغاني إلى قلب هميم، ما زالت تلقى رواجاً مع أنها صادرة عام 2020. تتابع الحديث عنها: «في اليوم الذي تلا إصدارها، صحيت من النوم لأكتشف أن الناس وقعت في حبّها أكثر منّي».

تحرص هميم على تقديم الأغنية الراقية، انطلاقاً من أنها تشرّبت الفن الأصيل في البيت منذ الطفولة. والدها هو الفنان كريم هميم، الذي غالباً ما صرّح بأنه يخشى على الأغنية العراقية من الإسفاف. وهي تشاركه هذه الخشية، رافضةً أن «يؤدّي أحد الأغنية العراقية بطريقة تخدشها». أما مَن يفعلون ذلك، فلا يُحسَبون وفق هميم على الفنّ، ولا يمثّلون الأصالة العراقية.

ترفض هميم أن يؤدّي أحد الأغنية العراقية بشكلٍ يخدشها (إنستغرام)

تعتزّ بأنّها تعكس صورة محترمة عن وطنها، هي التي تزوره كلّما سنحت الفرصة للقاء الأهل واسترجاع حنين الطفولة؛ «كنت صغيرة عندما فهمت أنه يجب أن تحمل الأغنية العراقية رسالة سامية وصورة لائقة. العراق حضارة فنية عريقة، ومنه خرج ناظم الغزالي وزهور حسين وكاظم الساهر وغيرهم الكثير. لذلك فأنا لا أقبل أن يكون كلام الأغنية مبتذلاً، كما أنني أعتني كثيراً بالجملة اللحنيّة».

ترحّب بكل تجربة غنائية باللهجة العراقية، «حتى وإن لم يتقن جميع الفنانين لهجتنا الصعبة بشكلٍ كامل». انطلاقاً من هذا الانفتاح على التنوّع والاحتفاء بالتبادل الثقافي والموسيقي، ما زالت أصيل هميم تحلم بمشاريع كثيرة تفتح لها أبواب التعاون مع فنانين مثل عبد المجيد عبد الله، وكاظم الساهر، وماجد المهندس. مع العلم بأنها كانت قد سجّلت مجموعة من الديوهات مع الفنانين مروان خوري، وعيضة المنهالي، ومحمود التركي.


مقالات ذات صلة

بين تايلور سويفت وترمب... من يتمتع بشعبية أكثر؟

الولايات المتحدة​ النجمة تايلور سويفت والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)

بين تايلور سويفت وترمب... من يتمتع بشعبية أكثر؟

أظهر استطلاع رأي أن عدد الأميركيين الذين ينظرون إلى نجمة البوب تايلور سويفت بشكل إيجابي أقل من أولئك الذي ينظرون بطريقة إيجابية للمرشح الجمهوري دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق النجمة الأميركية تايلور سويفت (رويترز)

ابنة مارك زوكربيرغ تطمح إلى أن تصبح مثل تايلور سويفت... كيف ردّ والدها؟

كشف الملياردير مارك زوكربيرغ، المؤسس المشارك لشركة «ميتا»، مؤخراً عن كيفية إحباطه لحلم ابنته بأن تصبح يوماً ما مثل نجمة البوب تايلور سويفت.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق مَن زرع حصد (مواقع التواصل)

جائزة «البطل المجهول» لممرّضة تُداوي آهات الأطفال بالغناء

فازت الممرّضة المتخصّصة في علاج سرطان الدم سالي سبنسر بجائزة؛ تقديراً لها لابتكارها برنامجاً للتعافي يتضمّن الغناء للأطفال المرضى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية حفلة تايلور سويفت بملعب سانتياغو برنابيو التي جرت في الصيف تسببت بضجيج لسكان الحي (رويترز)

معركة قانونية بين ريال مدريد وجيران برنابيو بسبب «إزعاج الحفلات الموسيقية»

يقول خوسيه مانويل باريديس: «نحن مثل نملة صغيرة في كل هذا». لديك ريال مدريد، وملعب سانتياغو برنابيو، ومجلس بلدية مدريد، وشركة «ليغندز» الأميركية، وصندوق الاستثما

The Athletic (مدريد)
يوميات الشرق علي الحجار منسجماً مع ألحان مكتشفه الموسيقار الراحل بليغ حمدي (دار الأوبرا المصرية)

علي الحجار يستعيد مشوار بليغ حمدي في «100 سنة غنا»

استعاد الفنان المصري على الحجار مشوار الموسيقار بليغ حمدي في ذكرى رحيله الـ31 بحفل كبير، يعد الثالث في مشروعه «100 سنة غنا».

انتصار دردير (القاهرة )

أسماء المدير: «كذب أبيض» فتح أمامي أبواب السينما العالمية

أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)
أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)
TT

أسماء المدير: «كذب أبيض» فتح أمامي أبواب السينما العالمية

أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)
أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)

قالت المخرجة المغربية أسماء المدير، إن رحلتها من أجل الحصول على تمويل لفيلمها «كذب أبيض» لم تكن سهلة، بل عاشت معاناة على مدى 10 سنوات معه، بيد أن هذا لم يُزعزع ثقتها أبداً، مؤكدةً في حوار مع «الشرق الأوسط» أنها شَرَعت في العمل على فيلم جديد، وتعكف حالياً على كتابة عملٍ روائيٍّ طويل مُستمَداً من الواقع.

وأشارت أسماء المدير إلى أنها لا تضع نفسها تحت ضغوط النجاح، وليس بالضرورة أن يحظى فيلمها المقبل بقدر نجاح «كذب أبيض»، وأن هذا حدث مع كبار مخرِجي السينما في العالم.

وحرصت المخرجة الشابة على حضور المهرجان الدولي لفيلم المرأة الذي يُقام بمدينتها «سلا» بالمغرب، وقد استقبلها الجمهور بحفاوة، وأقام المهرجان حواراً معها بحضور المخرجين الشباب، وطلبة مدارس السينما.

ووضع فيلم «كذب أبيض» أسماء المدير في مكانة سينمائية جيدة، بعدما طافت معه على مدى عام في مهرجانات عدة، حاصداً جوائز كثيرة، فما وقْعُ ذلك كله عليها؟

تجيب أسماء المدير: «لم أتغيّر، لكن مسيرتي المهنية تغيّرت، فقد تحقّق جزء كبير من أحلامي السينمائية، من بينها وصول الفيلم لمهرجان (كان) وفوزه بجائزتين، وتمثيله لبلادي بالأوسكار، وقد حقّقت ما أردته من أن يكون إنتاجاً عربياً خالصاً، من المغرب والسعودية وقطر، كما نجاحه بوصفه أول فيلمٍ مغربي يحصل على الجائزة الكبرى في مهرجان (مراكش)، وترشّحي لجائزة (الروح المستقلة) مع سينمائيين كبار، على غرار مارتن سكورسيزي، وجوستين تريت؛ مخرجة فيلم (تشريح سقوط)، لا شك أن (كذب أبيض) فتح أمامي أبواب السينما العالمية».

لقطة من فيلم «كذب أبيض» (إدارة مهرجان «سلا»)

لم يكن نجاح الفيلم لحظياً، فالنجاح في رأي أسماء مجموعة من المحطات عبر الزمن، وسنوات تتخلّلها مراحل سقوط ونهوض، تُعِدّ نفسها كما لو كانت في سفر ووصلت إلى المحطة التي تبغيها، مثلما تقول: «قد يجعلني ذلك لا أشعر بنشوة النجاح سوى مع مرور الوقت، حين ألتقي بصُنّاع أفلام كبار يقولون لي: لقد نجحت».

هل يكون النجاح الباهر عائقاً أمام تجربتها السينمائية المقبلة، ومتى تبدأها؟

تجيب أسماء، ذات الـ34 عاماً، قائلة: لقد «بدأتها بالفعل، أعمل على فكرة فيلم روائي مرتبط بقصة حقيقية، ولكن بطريقتي، وأحاول أن أستمد أفلامي من الواقع، ولا أضع نفسي تحت ضغوط النجاح، وليس بالضرورة أن يكون العمل المقبل بنجاح (كذب أبيض)، نعم سأشتغل عليه بالجدية نفسها، لكنني لا أتحكم في النجاح، فقد لا يعجب الجمهور مثلاً، وليس معنى ذلك أنني فشلت، بل عليّ أن أُجرّب شكلاً آخر، ومَن يخشى التجربة يفتح لنفسه باب الفشل».

وتضيف موضّحةً: «مُخرِجون كبار حدث معهم هذا، ومنهم المخرج الإيراني عباس كياروستامي الذي قدّم أفلاماً قوية، ومن ثمّ قدّم فيلماً لم يكتب عنه ناقد واحد، حتى المخرج يوسف شاهين تعجبني بعض أفلامه، وبعضها ليس على المستوى نفسه، وأذكر حين زارنا المخرج محمد خان خلال دراستنا السينما، قال إنه يصنع أفلامه كما يريدها، وهذا كل شيء، لذا أقرأ النقد وأدَعُه جانباً، فقد انتهى الفيلم بالنسبة لي».

تأثّرت أسماء المدير بمخرجين مغاربة كبار، ومن بينهم حكيم بلعباس في كل أفلامه، ومحمد المعنوني بفيلمه «الحال»، وفوزي بن سعيدي في «ألف شهر».

المخرجة المغربية أسماء المدير (إدارة مهرجان سلا)

عاشت أسماء المدير رحلة معاناة تَعُدُّها رحلة صحية، قائلة: «عانيت مع الفيلم 10 سنوات، كبرت خلالها معه سعياً وراء الإنتاج الذي حلمت به في كل تفاصيله، المونتاج والإخراج والكتابة، وقد بدأته في 2016، وفي عام 2020 وصلنا لآخر محطة تصوير، وخلال عامَي 21 و22 كان المونتاج، ليصدر الفيلم في 2023، قبل ذلك عشت مراحل من الفشل والنجاح، كنت أقدّم ملف الفيلم لصناديق دعم فترفضه، لكنني كنت واثقة أنني أصنع فيلماً حقيقياً، فلم يتزعزع إيماني به، ولم أستسلِم لثقة اكتسبتها، فأنا لا أعرف شيئاً آخر سوى السينما، هي شغفي ودراستي ومهنتي، ومجالي الذي اخترته وتخصصت فيه، وصارت الهواية مهنة، وعندي دائماً نظرة بعيدة أتجاوز بها العراقيل، وأتطلّع لما بعد».

تنظر لما مرّت به بشكل إيجابي، قائلة: «أرى أن هذه الرحلة تجربة صحية، فلو حصلت على دعم كبير في البداية كنت سأجد صعوبة في تحقيق ما وصلت إليه في النهاية، بالنسبة لي هي أشياء صحية لأي مبتدئ، وأغلب صُنّاع الأفلام يواجهون ذلك في البداية».

وتنحاز المخرجة المغربية للأفلام الوثائقية، مؤكّدة: «إنه مجال خصب، وبه حرية أكبر وأشكال كثيرة ممكن تجريبها، الأفلام الروائية أحياناً تكون متشابهة، ومنذ زمن لم نشاهد تجارب مبهرة تخرج عن المألوف، لكن الوثائقي لا يزال خصباً».

فرحتها الكبيرة حين تُوِّج فيلمها بالجائزة الكبرى في «مراكش» (إدارة مهرجان سلا)

لحظات سعادة عاشتها أسماء المدير مع الفيلم في مدن عدة، لكن أسعدها يوم عُرض في مهرجان «مراكش»، تقول: «أجمل ما سمعت عن الفيلم كان في مراكش أيضاً، الجمهور المغربي كان رائعاً في استقباله للفيلم، وقد حظي بنجاح أسعدني، كما عُرض في مهرجان (البحر الأحمر السينمائي)، والآن هناك موزّع سينمائي في مصر يتفاوض على عرضه بالقاهرة مع الجهات التي تملك حقوق توزيعه».