40 فناناً عربياً في معرض لـ«محو الأمية البصرية» بالقاهرة

المشروع يستهدف تجميل الشوارع والميادين باللوحات والتماثيل

الفنان المصري جورج البهجوري يظهر في لوحة للفنان محمد عبد الجليل (الشرق الأوسط)
الفنان المصري جورج البهجوري يظهر في لوحة للفنان محمد عبد الجليل (الشرق الأوسط)
TT

40 فناناً عربياً في معرض لـ«محو الأمية البصرية» بالقاهرة

الفنان المصري جورج البهجوري يظهر في لوحة للفنان محمد عبد الجليل (الشرق الأوسط)
الفنان المصري جورج البهجوري يظهر في لوحة للفنان محمد عبد الجليل (الشرق الأوسط)

ضمن مشروع لمحو الأمية البصرية، يستهدف تجميل الشوارع والميادين في مصر باللوحات والتماثيل، شارك 40 فناناً من مصر والوطن العربي في معرض جماعي بقاعة «آرت كورنر» وسط القاهرة.

وأبرز الفنانون تفاصيل الحارة المصرية والمناطق الشعبية في لوحاتهم التي وصلت إلى 52 عملاً، تتضمن مفردات مختلفة من الشارع المصري والعربي.

ومن بين الفنانين الذين شاركوا في المعرض: السوري سرور علواني، والسوداني عادل كبيدة، والعراقي أمير حنون، فضلاً عن الفنانين المصريين إبراهيم البريدي، ونجلاء سلامة، وشيرين جواد، وماجدة الشرقاوي، وإيمان حكيم، والفنان جورج البهجوري، ومحمد حاكم، وخضير البورسعيدي، ومحمد عبد الجليل. وجاءت أعمال المعرض بمثابة بنية تأسيسية للمشروع الذي أطلقه الشاعر المصري السعدني السلاموني قبل 24 عاماً لتقديم لوحات الفن التشكيلي بصورة شعرية تخاطب العين والعقل والقلب، حسبما أوضح السلاموني لـ«الشرق الأوسط».

معرض محو الأمية البصرية (الشرق الأوسط)

كان مشروع «محو الأمية البصرية» عبارة عن 4 دواوين شعرية، تتضمن قصائد يقرأ الشاعر من خلالها لوحات الفن التشكيلي، ويضيف: «استعدت شخصية الدكتور طه حسين، ورحت أقدم الأعمال المصرية والعالمية منطلقاً من حسّه وبصيرته التي يرى بها كل شيء، كانت الأداة عندي هي الصورة الشعرية، لم تتجاوز القصيدة 5 أسطر. وقد صدرت المجلدات مقرونة بالصور واللوحات بدعم من فاروق حسني وزير الثقافة وقتها، والفنان أحمد سليم، والدكتور أحمد نوار رئيس قطاع الفنون التشكيلية. من هنا، كان الشعر في البداية هو وسيلتي لشرح اللوحات في صورة بسيطة، تخدم فكرة محو الأمية البصرية التي ينصبّ عليها المشروع كله».

وتخاطب لوحات المعرض البصر والبصيرة، كما يتضح في مشاركة الفنان خضير البورسعيدي بالمعرض، وهي لوحة تتضمن آيات قرآنية بخط الثلث، وتتحقق فيها أهداف المشروع، ومثلها أيضاً لوحات الفنان جورج البهجوري، والفنان الدكتور محمد عرابي، والفنان محمد حاكم.

لوحات المعرض التي شارك بها الفنانون جاءت كمساهمة منهم في دعم المشروع، من أجل تنمية تأسيسه، والعمل على تجميل الشوارع والميادين بلوحات فنية وتماثيل، تجعل منها معارض مفتوحة تساهم في تنمية الذائقة العامة، وفق السلاموني.

أعمال الفنانين اتسمت بالبساطة والبهجة (الشرق الأوسط)

وقال الفنان السوداني عادل كبيدة: «إن المعرض محاولة بحثية جادة عن مفاهيم تعددت دروبها وباحثوها في الذات والهوية الثقافية».

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «المعرض بعنوانه (محو الأمية البصرية) دعوة للتبصر والامتزاج بقيم الخير والجمال الكامنة في الوجود لتعيد إلى الجماعة روح السلام النفسي والاجتماعي، والانطلاق إلى عالم أرحب».

وذكر أن «السؤال الجوهري والفلسفي المشكل لدعوة المعرض يتمحور حول من الذي يعقل، العين أم القلب؟ ومنه كان التشكيل ومنصة انطلاق الاحتفالية والمعرض».

وكانت مشاركة كبيدة في المعرض عبارة عن تجربة تشكيلية تنتمي للموضوعات الغيبية والفلسفية والروحية، أعادها إلى المتلقي في صيغة جمالية وإيحائية وأشكال ملغزة، لتعبر عن مفهوم التلاشي والتوحد في الآخر، متجاوزة قيود النوع الفني، ومحاولاً الجمع بين شعبية الصورة وحداثة التناول.

اختيار الفنانين المشاركين في المعرض الذي يستمر حتى نهاية مايو (أيار) الحالي جاء منطلقاً من مكانتهم في الفن المصري وقدراتهم على تقديم أعمال ممتعة، حسب قول سمير عبد الغني، قومسير المعرض، الذي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «المتعة واحدة من المعاني التي يسعى لنشرها مشروع محو الأمية البصرية، وتحققها لوحات واحد من رموز الفن التشكيلي في مصر، وهو جورج البهجوري، وأعمال الخط العربي التي قدّمها لنا خضير البورسعيدي».

الفنان خضير البورسعيدي اعتمد على فنون الخط العربي (الشرق الأوسط)

وتضمنت هذه الأعمال البيوت والحارات الشعبية والشجر، وأبرزها لوحة رسمها الفنان محمد عبد الجليل للفنان جورج البهجوري وهو خارج من أحد الأزقة حاملا أوراقه يضيء بابتسامته الظلام المحيط به، وهناك قطعة نحتية قدّمها الفنان جلال جمعة، واستخدم السلك خامة لتشكيلها في هيئة حمامتين تحملان كثيراً من الوداعة والسلام والمحبة.

كل فنان من المشاركين في المعرض يقدم - بحسب عبد الغني - لمحة جميلة من العالم الذي يتميز به، ويظهرها في أعماله، وقد جاءت فكرة المتعة التي يركز عليها المشروع واضحة في اللوحات، «هي واحدة من أهدافه، ساعد على إظهارها المشاركون في المعرض بوصفهم رموزاً كباراً في الفن التشكيلي المصري».


مقالات ذات صلة

«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمود

يوميات الشرق شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)

«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمود

تُعدّ لوحات الفنان السوري ماهر البارودي بمنزلة «شهادة دائمة على معاناة الإنسان وقدرته على الصمود».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من معرض أبوظبي للفنون (الشرق الأوسط)

القديم والحديث والجريء في فن أبو ظبي

احتفل فن أبوظبي بالنسخة الـ16 مستضيفاً 102 صالة عرض من 31 دولة حول العالم.

عبير مشخص (أبوظبي)
يوميات الشرق أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

عُمر الغاليري في الشارع الشهير نحو 12 عاماً. تدرك صاحبته ما مرَّ على لبنان خلال ذلك العقد والعامين، ولا تزال الأصوات تسكنها، الانفجار وعَصْفه، الناس والهلع...

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون العالم الجغرافي والمحقق اللغوي الكويتي د. عبد الله الغنيم شخصية معرض الكتاب لهذا العام

معرض الكويت الدولي للكتاب ينطلق غداً... وعبد الله الغنيم «شخصية العام»

ينطلق غداً (الأربعاء) معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ47، بمشاركة 544 دار نشر، من 31 دولة، منها 19 دولة عربية و12 أجنبية.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
لمسات الموضة كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع.

جميلة حلفيشي (لندن)

زافين قيومجيان في برنامج «شو قولك» ينقل رؤية جيل الغد

برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
TT

زافين قيومجيان في برنامج «شو قولك» ينقل رؤية جيل الغد

برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)

في حوارات جدّية تتّسم بالموضوعية وبمساحة تعبير حرّة يطالعنا الإعلامي زافين قيومجيان ببرنامجه التلفزيوني «شو قولك» وعبر شاشة «الجديد» ينقل للمشاهد رؤية جيل الشباب لمستقبل أفضل للبنان.

ويأتي هذا البرنامج ضمن «مبادرة مناظرة» الدّولية التي تقوم على مبدأ محاورة أجيال الشباب والوقوف على آرائهم. اختيار الإعلامي زافين مقدّماً ومشرفاً على البرنامج يعود لتراكم تجاربه الإعلامية مع المراهقين والشباب. فمنذ بداياته حرص في برنامجه «سيرة وانفتحت» على إعطاء هذه الفئة العمرية مساحة تعبير حرّة. ومنذ عام 2001 حتى اليوم أعدّ ملفات وبرامج حولهم. واطّلع عن كثب على هواجسهم وهمومهم.

يرتكز «شو قولك» على موضوع رئيسي يُتناول في كل حلقة من حلقات البرنامج. وينقسم المشاركون الشباب إلى فئتين مع وضد الموضوع المطروح. ومع ضيفين معروفَين تأخذ الحوارات منحى موضوعياً. فيُتاح المجال بين الطرفين للنقاش والتعبير. وبتعليقات قصيرة وسريعة لا تتجاوز الـ90 ثانية يُعطي كل فريق رأيه، فتُطرح سلبيات وإيجابيات مشروع معيّن مقترح من قبلهم. وتتوزّع على فقرات محدّدة تشمل أسئلة مباشرة وأخرى من قبل المشاهدين. ولتنتهي بفقرة الخطاب الختامي التي توجز نتيجة النقاشات التي جرى تداولها.

ويوضح قيومجيان لـ«الشرق الأوسط»: «يهدف البرنامج إلى خلق مساحة حوار مريحة للشباب. ومهمتي أن أدير هذا الحوار بعيداً عن التوتر. فلا نلهث وراء الـ(تريند) أو ما يُعرف بالـ(رايتينغ) لتحقيق نسبِ مشاهدة عالية. وبذلك نحوّل اهتمامنا من محطة إثارة إلى محطة عقل بامتياز».

تجري مسبقاً التمرينات واختيار الموضوعات المُراد مناقشتها من قبل الشباب المشاركين. فالبرنامج يقوم على ثقافة الحوار ضمن ورشة «صنّاع الرأي»؛ وهم مجموعات شبابية يخضعون سنوياً لتمارين تتعلّق بأسلوب الحوار وقواعده. ويطّلعون على كلّ ما يتعلّق به من براهين وحجج وأخبار مزيفة وغيرها. فيتسلّحون من خلالها بقدرة على الحوار الشامل والمفيد. ويوضح زافين: «عندما يُختار موضوع الحلقة يجري التصويت لاختيار المشتركين. وبعد تأمين الفريقين، يلتقي أفرادهما بضيفي البرنامج. ومهمتهما دعم الشباب والوقوف على آرائهم. ونحرص على أن يكونا منفتحين تجاه هذا الجيل. فأهمية البرنامج تتمثل في التوفيق بين المشتركين بمستوى واحد. ولذلك نرى الضيفين لا يتصدران المشهدية. وهي عادة متّبعة من قبل المبادرة للإشارة إلى أن الشباب هم نجوم الحلقة وليس العكس».

يمثّل المشاركون من الشباب في «شو قولك» عيّنة عن مجتمع لبناني ملوّن بجميع أطيافه. أما دور زافين فيكمن في حياديته خلال إدارة الحوار. ولذلك تختار المبادرة إعلاميين مخضرمين لإنجاز هذه المهمة.

طبيعة الموضوعات التي تُثيرها كلّ مناظرة حالياً ترتبط بالحرب الدائرة في لبنان.

ويستطرد زافين: «عادة ما تُناقش هذه المناظرات موضوعات كلاسيكية تهمّ الشباب، من بينها الانتحار والموت الرحيم، ولكن هذه الاهتمامات تقلّ عند بروز حدث معيّن. فنحاول مواكبته كما يحصل اليوم في الحرب الدائرة في لبنان».

ضرورة فتح مطار ثانٍ في لبنان شكّل عنوان الحلقة الأولى من البرنامج. وتناولت الحلقة الثانية خدمة العلم.

ينتقد قيومجيان أسلوب بعض المحاورين على الشاشات (زافين قيومجيان)

«شيخ الشباب» كما يحبّ البعض أن يناديه، يرى زافين أن مهمته ليست سهلةً كما يعتقد بعضهم. «قد يُخيّل لهم أن مهمتي سهلة ويمكن لأي إعلامي القيام بها. فالشكل العام للبرنامج بمثابة فورمات متبعة عالمياً. والمطلوب أن يتقيّد بها فريق العمل بأكمله». ويستطرد: «يمكن عنونة مهمتي بـ(ضابط إيقاع) أو (قائد أوركسترا)؛ فالمطلوب مني بصفتي مقدّماً، التّحكم بمجريات الحلقة ومدتها ساعة كاملة. فالتجرّد وعدم التأثير على المشاركين فيها ضرورة. أنا شخصياً ليس لدي هاجس إبراز قدراتي وذكائي الإعلامي، والمقدم بصورة عامة لا بدّ أن ينفصل عن آرائه. وأن يكون متصالحاً مع نفسه فلا يستعرض إمكانياته. وهو أمر بتنا لا نصادفه كثيراً».

يقول زافين إن غالبية إعلاميي اليوم يتّبعون أسلوب «التشاطر» على ضيفهم. وهو أمر يبيّن عدم تمتع الإعلامي بالحرفية. ولنتمكّن من الإبقاء على هذا الأسلوب المرن لا بدّ أن نتدرّب على الأمر. وأن نملك الثقة بالنفس وهو ما يخوّلنا خلق مساحة حوار سليمة، تكون بعيدة عن الاستفزاز والتوتر وتأخذ منحى الحوار المريح».

يستمتع زافين قيومجيان بتقديم برنامجه «شو قولك»، ويقول: «أحب اكتشاف تفكير الشباب كما أني على تماس مستمر معهم من خلال تدريسي لطلاب الجامعة، وأنا أب لشابين».

يحضّر زافين قيومجيان لبرنامج جديد ينوي تقديمه قريباً عبر المحطة نفسها. ولكنه يرفض الإفصاح عن طبيعته. ويختم: «سيشكّل مفاجأة للمشاهد وأتمنى أن تعجبه».