اكتشاف كوكب جديد يشبه الأرض

«غليزا 12 ب» يدور حول نجم قزم أحمر يبعد نحو 40 سنة ضوئية عن الأرض (ناسا)
«غليزا 12 ب» يدور حول نجم قزم أحمر يبعد نحو 40 سنة ضوئية عن الأرض (ناسا)
TT

اكتشاف كوكب جديد يشبه الأرض

«غليزا 12 ب» يدور حول نجم قزم أحمر يبعد نحو 40 سنة ضوئية عن الأرض (ناسا)
«غليزا 12 ب» يدور حول نجم قزم أحمر يبعد نحو 40 سنة ضوئية عن الأرض (ناسا)

اكتشف فريق من علماء الفلك في بريطانيا وأستراليا واليابان كوكباً خارج المجموعة الشمسية شبيهاً بالأرض، ويحتمل أن يكون صالحاً للحياة.

وأوضح الباحثون أن هذا الكوكب يسمى «غليزا 12 ب (Gliese 12 b)»، ويدور حول نجمه المضيف كل 12.8 يوماً، وفق نتائج دراسة نُشرت، الخميس، بدورية «الإشعارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية».

ويشبه «غليزا 12 ب» في حجمه كوكب الزهرة، لذا فهو أصغر قليلاً من الأرض، وتُقدر درجة حرارة سطحه بنحو 42 درجة مئوية، وهي أقل من معظم الكواكب الخارجية المكتشَفة حتى الآن.

ويدور «غليزا 12 ب» حول نجم قزم أحمر يسمى «غليزا 12» الذي يبعد نحو 40 سنة ضوئية عن الأرض في كوكبة الحوت. ويبلغ حجم النجم المضيف نحو 27 في المائة من حجم شمسنا، ودرجة حرارة سطحه نحو 60 في المائة من درجة حرارة شمسنا.

الكوكب الجديد يشبه في حجمه كوكب الزهرة وأصغر قليلاً من الأرض (ناسا)

ويشير الباحثون إلى أن الخطوة التالية الحاسمة هي تحديد ما إذا كان لدى الكوكب غلاف جوي؛ لأن ذلك سيساعد في معرفة ما إذا كان يمكنه الحفاظ على درجات حرارة مناسبة للمياه السائلة، وربما للحياة.

و«غليزا 12 ب» ليس أول كوكب شبيه بالأرض يُكتشف، ولكن، وفقاً لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، هناك عدد قليل فقط من العوالم التي تستحق فحصاً دقيقاً.

وقد وُصف بأنه «أقرب عالم عابر ومعتدل بحجم الأرض حتى الآن»، وهو هدف محتمل لمزيد من التحقيق بوساطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي، التابع لـ«ناسا».

وقالت الباحثة المشارِكة في الدراسة، لاريسا بالثورب، طالبة الدكتوراه بجامعة إدنبرة البريطانية: «العامل الرئيسي الذي يحدد صلاحية الكوكب للحياة هو وجود الماء السائل على سطحه، إذ يمكن أن يكون الكوكب قريباً جداً من نجمه فيصبح حاراً جداً، أو بعيداً جداً فيصبح بارداً جداً».

وأضافت، لـ«الشرق الأوسط»: «وجود الغلاف الجوي أيضاً مهم جداً لتقييم صلاحية كوكب خارج المجموعة الشمسية للسكن، وإذا كان للكوكب غلاف جوي سميك، فيجب أن يكون بعيداً عن نجمه ليكون بارداً بما يكفي للحفاظ على الحياة، بينما الكوكب الذي لا يحتوي على غلاف جوي يكون بارداً جداً ويفتقر إلى الأكسجين؛ وهو شرط للحياة، كما نعرف، لذلك فإن الغلاف الجوي مهم أيضاً للرصد، مما يسمح لنا باكتشاف العناصر الموجودة فيه، واستنتاج مدى صلاحيته للسكن».

وأشارت إلى أن «اكتشافات مثل (غليزا 12 ب) تسهم في فهمنا للكون ومعرفة مكاننا فيه، ورغم أننا لا نستطيع تحديد صلاحيته للعيش إلا بعد مزيد من الملاحظات الجوية، يمكن لهذا الكوكب أن يعلمنا الكثير، فبينما ظلت الأرض صالحة للسكن، وكوكب الزهرة لم يكن كذلك، يقع (غليزا 12 ب) في مكانٍ بينهما. لذا فهو مكان جيد جداً لبدء دراسة إمكانية العيش على الكواكب الأخرى».


مقالات ذات صلة

نيزك يكشف وجود مياه على المريخ قبل 742 مليون سنة

يوميات الشرق النيزك «لافاييت» عُثر عليه بمدينة لافاييت في ولاية إنديانا الأميركية (جامعة بوردو)

نيزك يكشف وجود مياه على المريخ قبل 742 مليون سنة

توصل باحثون من جامعة بوردو الأميركية إلى أن نيزكاً يعود أصله إلى المريخ تعرضَ لتفاعل مع المياه السائلة أثناء وجوده على سطح الكوكب الأحمر قبل نحو 742 مليون سنة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق يمنح الغبار هذه المجرات الضخمة الثلاث مظهراً أحمر مميزاً (تلسكوب جيمس ويب)

اكتشاف 3 مجرات من «الوحوش الحمراء»

تمكن فريق دولي، بقيادة جامعة جنيف السويسرية (UNIGE)، يضم البروفيسور ستين وويتس من جامعة باث في المملكة المتحدة، من تحديد 3 مجرات فائقة الكتلة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق صورة تخيلية لمركبة «أوروبا كليبر» وهي تحلق بالقرب من قمر «المشتري - أوروبا» (ناسا - رويترز)

«المشتري»... كوكب بلا سطح ويتسع لأكثر من 1000 أرض بداخله

قال بنيامين رولستون الأستاذ المساعد في الفيزياء بجامعة كلاركسون الأميركية، إنه لا توجد لكوكب «المشتري» أرض صلبة ولا سطح مثل العشب أو التراب الذي نطأه على الأرض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الصين تُخطِّط لِما لا يُنسى (أرشيفية - أ.ب)

للبيع في الصين... تذكرتان لاختبار انعدام جاذبية الفضاء

طَرحت شركة صينية للبيع تذكرتين لرحلة فضائية تجارية من المزمع تسييرها عام 2027... ما ثمنهما؟

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق محطة الفضاء الدولية (أ.ب)

تأجيل عودة طاقم بمحطة الفضاء الدولية منذ مارس بسبب الظروف الجوية

تأجلت عودة أفراد الطاقم الموجودين على متن محطة الفضاء الدولية منذ مارس (آذار) بسبب الظروف الجوية السيئة، وفقاً لما ذكرته وكالة «ناسا».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

زافين قيومجيان في برنامج «شو قولك» ينقل رؤية جيل الغد

برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
TT

زافين قيومجيان في برنامج «شو قولك» ينقل رؤية جيل الغد

برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)

في حوارات جدّية تتّسم بالموضوعية وبمساحة تعبير حرّة يطالعنا الإعلامي زافين قيومجيان ببرنامجه التلفزيوني «شو قولك» وعبر شاشة «الجديد» ينقل للمشاهد رؤية جيل الشباب لمستقبل أفضل للبنان.

ويأتي هذا البرنامج ضمن «مبادرة مناظرة» الدّولية التي تقوم على مبدأ محاورة أجيال الشباب والوقوف على آرائهم. اختيار الإعلامي زافين مقدّماً ومشرفاً على البرنامج يعود لتراكم تجاربه الإعلامية مع المراهقين والشباب. فمنذ بداياته حرص في برنامجه «سيرة وانفتحت» على إعطاء هذه الفئة العمرية مساحة تعبير حرّة. ومنذ عام 2001 حتى اليوم أعدّ ملفات وبرامج حولهم. واطّلع عن كثب على هواجسهم وهمومهم.

يرتكز «شو قولك» على موضوع رئيسي يُتناول في كل حلقة من حلقات البرنامج. وينقسم المشاركون الشباب إلى فئتين مع وضد الموضوع المطروح. ومع ضيفين معروفَين تأخذ الحوارات منحى موضوعياً. فيُتاح المجال بين الطرفين للنقاش والتعبير. وبتعليقات قصيرة وسريعة لا تتجاوز الـ90 ثانية يُعطي كل فريق رأيه، فتُطرح سلبيات وإيجابيات مشروع معيّن مقترح من قبلهم. وتتوزّع على فقرات محدّدة تشمل أسئلة مباشرة وأخرى من قبل المشاهدين. ولتنتهي بفقرة الخطاب الختامي التي توجز نتيجة النقاشات التي جرى تداولها.

ويوضح قيومجيان لـ«الشرق الأوسط»: «يهدف البرنامج إلى خلق مساحة حوار مريحة للشباب. ومهمتي أن أدير هذا الحوار بعيداً عن التوتر. فلا نلهث وراء الـ(تريند) أو ما يُعرف بالـ(رايتينغ) لتحقيق نسبِ مشاهدة عالية. وبذلك نحوّل اهتمامنا من محطة إثارة إلى محطة عقل بامتياز».

تجري مسبقاً التمرينات واختيار الموضوعات المُراد مناقشتها من قبل الشباب المشاركين. فالبرنامج يقوم على ثقافة الحوار ضمن ورشة «صنّاع الرأي»؛ وهم مجموعات شبابية يخضعون سنوياً لتمارين تتعلّق بأسلوب الحوار وقواعده. ويطّلعون على كلّ ما يتعلّق به من براهين وحجج وأخبار مزيفة وغيرها. فيتسلّحون من خلالها بقدرة على الحوار الشامل والمفيد. ويوضح زافين: «عندما يُختار موضوع الحلقة يجري التصويت لاختيار المشتركين. وبعد تأمين الفريقين، يلتقي أفرادهما بضيفي البرنامج. ومهمتهما دعم الشباب والوقوف على آرائهم. ونحرص على أن يكونا منفتحين تجاه هذا الجيل. فأهمية البرنامج تتمثل في التوفيق بين المشتركين بمستوى واحد. ولذلك نرى الضيفين لا يتصدران المشهدية. وهي عادة متّبعة من قبل المبادرة للإشارة إلى أن الشباب هم نجوم الحلقة وليس العكس».

يمثّل المشاركون من الشباب في «شو قولك» عيّنة عن مجتمع لبناني ملوّن بجميع أطيافه. أما دور زافين فيكمن في حياديته خلال إدارة الحوار. ولذلك تختار المبادرة إعلاميين مخضرمين لإنجاز هذه المهمة.

طبيعة الموضوعات التي تُثيرها كلّ مناظرة حالياً ترتبط بالحرب الدائرة في لبنان.

ويستطرد زافين: «عادة ما تُناقش هذه المناظرات موضوعات كلاسيكية تهمّ الشباب، من بينها الانتحار والموت الرحيم، ولكن هذه الاهتمامات تقلّ عند بروز حدث معيّن. فنحاول مواكبته كما يحصل اليوم في الحرب الدائرة في لبنان».

ضرورة فتح مطار ثانٍ في لبنان شكّل عنوان الحلقة الأولى من البرنامج. وتناولت الحلقة الثانية خدمة العلم.

ينتقد قيومجيان أسلوب بعض المحاورين على الشاشات (زافين قيومجيان)

«شيخ الشباب» كما يحبّ البعض أن يناديه، يرى زافين أن مهمته ليست سهلةً كما يعتقد بعضهم. «قد يُخيّل لهم أن مهمتي سهلة ويمكن لأي إعلامي القيام بها. فالشكل العام للبرنامج بمثابة فورمات متبعة عالمياً. والمطلوب أن يتقيّد بها فريق العمل بأكمله». ويستطرد: «يمكن عنونة مهمتي بـ(ضابط إيقاع) أو (قائد أوركسترا)؛ فالمطلوب مني بصفتي مقدّماً، التّحكم بمجريات الحلقة ومدتها ساعة كاملة. فالتجرّد وعدم التأثير على المشاركين فيها ضرورة. أنا شخصياً ليس لدي هاجس إبراز قدراتي وذكائي الإعلامي، والمقدم بصورة عامة لا بدّ أن ينفصل عن آرائه. وأن يكون متصالحاً مع نفسه فلا يستعرض إمكانياته. وهو أمر بتنا لا نصادفه كثيراً».

يقول زافين إن غالبية إعلاميي اليوم يتّبعون أسلوب «التشاطر» على ضيفهم. وهو أمر يبيّن عدم تمتع الإعلامي بالحرفية. ولنتمكّن من الإبقاء على هذا الأسلوب المرن لا بدّ أن نتدرّب على الأمر. وأن نملك الثقة بالنفس وهو ما يخوّلنا خلق مساحة حوار سليمة، تكون بعيدة عن الاستفزاز والتوتر وتأخذ منحى الحوار المريح».

يستمتع زافين قيومجيان بتقديم برنامجه «شو قولك»، ويقول: «أحب اكتشاف تفكير الشباب كما أني على تماس مستمر معهم من خلال تدريسي لطلاب الجامعة، وأنا أب لشابين».

يحضّر زافين قيومجيان لبرنامج جديد ينوي تقديمه قريباً عبر المحطة نفسها. ولكنه يرفض الإفصاح عن طبيعته. ويختم: «سيشكّل مفاجأة للمشاهد وأتمنى أن تعجبه».