مهرجان السينما الأوروبية... لتعزيز التواصل بين صناع الأفلام الأوروبيين والسعوديين

انطلاق النسخة الثالثة بـ21 فيلماً وللمرة الأولى يُنظم في جدة

يشكل المهرجان فعالية رئيسية على روزنامة السعودية الثقافية (الشرق الأوسط)
يشكل المهرجان فعالية رئيسية على روزنامة السعودية الثقافية (الشرق الأوسط)
TT

مهرجان السينما الأوروبية... لتعزيز التواصل بين صناع الأفلام الأوروبيين والسعوديين

يشكل المهرجان فعالية رئيسية على روزنامة السعودية الثقافية (الشرق الأوسط)
يشكل المهرجان فعالية رئيسية على روزنامة السعودية الثقافية (الشرق الأوسط)

بات مهرجان السينما الأوروبية يشكّل فعالية رئيسية على روزنامة السعودية الثقافية، حيث أُعلن عن انطلاق النسخة الثالثة للمهرجان بـ21 فيلماً أوروبياً، كما توسّع ليُنظم للمرة الأولى في جدة إلى جانب العاصمة الرياض.

وحسب السيد كريستوف فارنو، سفير الاتحاد الأوروبي لدى السعودية، فإن المهرجان أخذ في التوسع على مدار السنوات، وقال: «يسعدني أن مهرجان السينما الأوروبية في المملكة قد تحوّل إلى فعالية رئيسية على روزنامتها الثقافية». مضيفاً: «على مدار السنوات، أخذ المهرجان في التوسع وأصبحنا لا نعرض أفلاماً أكثر فحسب، بل ستُنظم المهرجان في جدة للمرة الأولى، وأتمنى أن تتيح الفعالية الفرصة للمزيد من محبي الأفلام السعوديين لمشاهدة العديد من الأفلام المعروضة فضلاً عن الفعاليات الجانبية».

كريستوف فارنو سفير الاتحاد الأوروبي لدى السعودية (الشرق الأوسط)

ووفقاً لمندوبية الاتحاد الأوروبي في الرياض، بالتعاون مع سفارات الدّول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي ومجموعة الصور العربية للسينما، فإن النُسخة الثالثة لمهرجان السينما الأوروبية في السعودية تُقام خلال الفترة من 29 مايو (أيار) وحتى 6 يونيو (حزيران).

ويحتلّ المهرجان مساحة أكبر من أي وقت مضى، إذ يتضمن عرض 21 فيلماً أوروبياً من مختلف الدّول الأوروبية، بما في ذلك النمسا، وبلجيكا، وبلغاريا، وقبرص، والتشيك، والدنمارك، وإستونيا، وفنلندا، وفرنسا، وألمانيا، واليونان، وآيرلندا، وإيطاليا، وليتوانيا، وهولندا، وبولندا، والبرتغال، وسلوفاكيا، وسلوفينيا، وإسبانيا، والسويد.

ويضمّ المهرجان مجموعة من الأفلام الحائزة على الكثير من الجوائز، بما في ذلك جوائز «الأوسكار» و«السعفة الذهبية» في مهرجان «كان السينمائي».

من جانبه، أوضح أحمد طعيمة، الرئيس التنفيذي لمجموعة الصور العربية للسينما، أن «مهرجان السينما الأوروبية» أصبح إحدى أهم الفعاليات السينمائية في المملكة، لافتاً إلى جاذبيته الفريدة لجماهير السينما وعشاق الأفلام العالمية في المملكة.

ويهدف المهرجان إلى تسهيل التبادل الثقافي والترويج للسينما الأوروبية، والعمل على تعزيز التواصل بين صنّاع الأفلام الأوروبيين والسعوديين من خلال تنظيم فعاليات جانبية مخصّصة. ومن بين ضيوف المهرجان المخرج النمساوي ستيفان روزوتسكي، الحاصل على جائزة أوسكار، الذي سيقدم دورة متخصّصة على هامش فعاليات المهرجان. كما تشمل قائمة ضيوف المهرجان كيرياكوس توفاريديس من قبرص، وميكي دي يونج من هولندا، بالإضافة إلى روبرت هيجينز وباتريك ماكجيفني من آيرلندا، وسيلتقون جميعهم مع الجمهور في حوار مفتوح مع صناع الأفلام ومحبيها.


مقالات ذات صلة

انطلاق هاكاثون «تعلُّم واحتضان اللغة العربية» بالرياض

يوميات الشرق الهاكاثون يُمثِّل فرصةً مثاليةً لتطوير تجارب تعليمية تفاعلية تُعزِّز من تعلُّم اللغة العربية (وزارة الثقافة)

انطلاق هاكاثون «تعلُّم واحتضان اللغة العربية» بالرياض

تستضيف الرياض فعاليات هاكاثون «تعلُّم واحتضان اللغة العربية» الذي تنظمه وزارة الثقافة السعودية خلال الفترة بين 18 و19 سبتمبر الحالي في مقر «بينالي الدرعية».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الأمير محمد بن سلمان لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في الرياض (واس)

السعودية تُسمّي 2025 «عام الحِرف اليدوية»

أقرّ مجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، تسمية 2025 «عام الحرف اليدوية»، للاحتفاء بقيمتها الفريدة في الثقافة السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق منحوتاته تعكس صمود نساء يثابرن رغم ما يُعرقل (كارين أخيكيان)

الأرميني كارين أخيكيان لـ«الشرق الأوسط»: منحوتاتي صوت معارك النساء

كارين أخيكيان نحّات من أرمينيا، تستكشف أعماله موضوعات الصمود والعواطف المركَّبة. باستخدامه أسلاك الحديد والنحاس، يبتكر منحوتات تعكس تخبُّط الروح وإنجازاتها.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق السعودية تهدف من تنظيم الحدث في اليونان إلى ترسيخ التبادل الثقافي الدولي (رويترز)

اليونان تستضيف «الأسبوع الثقافي السعودي» أواخر سبتمبر

تحتضن العاصمة اليونانية «الأسبوع الثقافي السعودي» الذي تنظمه وزارة الثقافة السعودية خلال الفترة بين 27 سبتمبر و1 أكتوبر 2024 بمركز زابيون في حدائق أثينا.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
ثقافة وفنون المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة الدكتور سالم بن محمد المالك (صورة من الموقع الرسمي للإيسيسكو)

«الإيسيسكو» تؤكد أن المخطوطات شاهدٌ حيٌّ على أصالة العالم الإسلامي

أكد المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو»، الدكتور سالم بن محمد المالك، أن المخطوطات شاهدٌ حيٌّ على أصالة العالم الإسلامي.

«الشرق الأوسط» (الرباط)

أراجوز «مُعدّل» ينشر بهجة في شوارع مصرية

عبد التواب يقدم أحد عروض الأراجوز (الشرق الأوسط)
عبد التواب يقدم أحد عروض الأراجوز (الشرق الأوسط)
TT

أراجوز «مُعدّل» ينشر بهجة في شوارع مصرية

عبد التواب يقدم أحد عروض الأراجوز (الشرق الأوسط)
عبد التواب يقدم أحد عروض الأراجوز (الشرق الأوسط)

منذ أواخر عام 2018 وبعد إدراجه ضمن قوائم «اليونيسكو» للتراث العالمي غير المادي، الذي يحتاج للصون العاجل، صار هَمّ فناني الأراجوز المصري العمل على إعادته للشوارع والحدائق والميادين بوصفها حاضنة عُروضه الأساسية والبيئة الطبيعية التي يمكنه أن ينشط فيها بعروض مبهجة للأطفال، تزيل عنه بعضاً من أخلاقه القديمة التي كان معروفاً بها. فقد كان، مثل قول الفنان ناصر عبد التواب المشرف على عروض الأراجوز الأسبوعية في المركز القومي لثقافة الطفل، «عدوانياً، وسليط اللسان، وهي قيم ليست تربوية ارتبطت به لدى فناني العرائس القدامى، وكان يجب أن نطوّر رسالته، ونغيّر من طبيعته، ونقدمه في صورة جديدة، تتلافى هذه الخصال دون أن يتخلى الأراجوز عن صناعة البهجة وإضحاك الأطفال».

ويضيف عبد التواب، وهو مخرج مسرح عرائس ولاعب أراجوز، لـ«الشرق الأوسط»: «منذ عام 2007 وأنا أقدّم عروضاً عرائسية في الحديقة الثقافية للأطفال بمنطقة السيدة زينب بالقاهرة، كما دربت ابتداء من عام 2019 أكثر من 60 من الكوادر على تحريك العرائس، وقدّمت على مدار أعوام عروضاً كثيرة منها (أحلام العصافير)، و(قسم وأرزاق)، فضلاً عن حفلات عديدة لفن الأراجوز، تختلف عن (النمر التراثية)، وتقوم أساساً على الارتجال».

أطفال مصريون يشاهدون عروض الأراجوز (الشرق الأوسط)

ولفت عبد التواب إلى أن العروض التراثية مثل «الأراجوز والبربري»، و«الأراجوز والشحات»، وغيرهما، تتضمن أفكار «عنف وتنمر» لا تصلح للأطفال. «وكانت لدينا وقفة كي يقوم الأراجوز بدوره التقويمي للسلوك، وغيّرنا شكله، من رجل كبير لديه شارب، إلى أراجوز طفل يتعلم منه الأطفال. كنا نريد ونحن نسعى لترسيخ الدور التربوي لفن العرائس أن نجعل الطفل لا يتعدى حدوده ويتجرأ على الكبار، ويقوم بتصحيح سلوكهم، كان هدفنا المحافظة على قيمة الكبير في نظر الأطفال»، وفق قوله.

ويضيف عبد التواب: «كان التغيير في هيئة الأراجوز من رجل كبير يرتسم على وجهه شارب، إلى طفل صغير، هو الأنسب ليكون أكثر قرباً للأطفال».

وركزت عروض الأراجوز التي قدّمها عبد التواب وزملاؤه في شوارع عدد من محافظات مصر في الجنوب والشمال بدءاً من الجيزة وبني سويف والمنيا وأسيوط وقنا وسوهاج ومطروح... على فكرة الانتماء، وأهمية الوقت، واحترام الكبير، وقيمة الاعتذار، والبعد عن العنف، وتقوم على التفاعل مع الأطفال بعيداً عن فكرة التلقين، وشارك فيها فنانون جدد كانوا نتاج برنامج تدريبي اعتمده المركز القومي لثقافة الطفل منذ 6 سنوات للمحافظة على فن الأراجوز من الاندثار.

الفنان ناصر عبد التواب وزملاؤه يقدمون عروض العرائس للأطفال (الشرق الأوسط)

ويقدم فنانو الأراجوز عدداً من العروض في حدائق وشوارع القاهرة يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، ويوم 28 من كل شهر، فضلاً عن العروض التي تُقدّم في ملتقى الأراجوز السنوي 28 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، بمناسبة وضع الأراجوز على قائمة «اليونيسكو» بوصفه تراثاً أولى بالحماية، وعنصراً من مكونات الثقافة المصرية.

قصة تسجيل الأراجوز ضمن التراث المصري في «اليونيسكو» يحكيها الباحث أحمد عبد العليم مدير مركز ثقافة الطفل المُشرف على عروض فن العرائس، مشيراً إلى أن «لجنة مصرية قامت بجهود كبيرة في مواجهة الرغبة التركية لتسجيلها ضمن تراثها، ونجح كل من نبيل بهجت ونهلة إمام وأحمد مرسي، في إقناع المنظمة الدولية بأحقية مصر في ذلك».

ويضيف عبد العليم لـ«الشرق الأوسط»: «تلقفنا قرار (اليونيسكو) وبدأنا في عمل برنامج عاجل لحماية فن الأراجوز والعرائس التقليدية، وجمعنا كل الفنانين أصحاب الشأن، كانوا لا يزيدون عن 7، وكان لا بد من تدريب أجيال جديدة من أجل وراثته وتطويره، كان ذلك في الملتقى الأول عام 2018، ورعته وزيرة الثقافة وقتها الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم».

أحد عروض الأراجوز في شوارع مصر (الشرق الأوسط)

وقال عبد العليم: «كان الملتقى (أشبه بالمولد)، ويحمل ملامح المناخ نفسه الذي نشأ فيه الأراجوز، بعروض احتضنتها الشوارع»، لافتاً إلى أن «فن الأراجوز يحتاج إلى ممارسة يومية ليتمكن الفنان من إجادته، ويجب أن يُقبل عليه بمحبة وشغف ليواصل العمل فيه، والآن لدينا أكثر من 25 فناناً عرائسياً قديراً. أما الباقون، ويزيد عددهم عن 40 فناناً، فيقومون بدور (الملاغي)، وهو عنصر مهم في العروض الأراجوزية التي يقدمها المركز وتحمل رسالة وقيماً إنسانية».

ويُقبل على عروض حديقة السيدة زينب جمهور كبير من الأُسر المصرية تأتي بأطفالها لمشاهدتها والاستمتاع بها، ومنهم والد الطفل يوسف أحمد الذي قال إنه «يحب هو وأبناؤه الأراجوز، وصوته الجميل، ولا يتوقف عن الضحك من مواقفه، وألعابه وأغنياته».