لماذا تحدث المطبات الهوائية وكيف تؤثر على الطائرات؟

المطبات الهوائية نوع من الاضطرابات الجوية التي تنجم عن الحركات الفوضوية للهواء (رويترز)
المطبات الهوائية نوع من الاضطرابات الجوية التي تنجم عن الحركات الفوضوية للهواء (رويترز)
TT

لماذا تحدث المطبات الهوائية وكيف تؤثر على الطائرات؟

المطبات الهوائية نوع من الاضطرابات الجوية التي تنجم عن الحركات الفوضوية للهواء (رويترز)
المطبات الهوائية نوع من الاضطرابات الجوية التي تنجم عن الحركات الفوضوية للهواء (رويترز)

لقي شخص حتفه وأصيب 30 بجروح أمس (الثلاثاء) عندما تعرّضت طائرة من طراز «بوينغ 777» تابعة للخطوط الجوية السنغافورية إلى مطبّات هوائية شديدة، خلال رحلة من لندن، وأُجبرت على الهبوط الاضطراري في بانكوك.

فما هي المطبات الهوائية وكيف تحدث؟

المطبات الهوائية هي نوع من الاضطرابات الجوية التي تصيب الطائرات، وتنجم عن الحركات الفوضوية للهواء. أو بمعنى آخر: التقاء الهواء عند درجات حرارة أو ضغط أو سرعات مختلفة؛ حيث تتصادم أنماط الرياح المختلفة بشكل يشبه إلى حد ما القوارب التي تواجه فجأة مياهاً متلاطمة، حسبما نقلته صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وفي حين أن بعض الظروف الجوية والجغرافية، مثل العواصف الرعدية، والسلاسل الجبلية، وظهور بعض السحب، يمكن أن تشير إلى احتمالية حدوث مطبات جوية، فإن هناك أيضاً «مطبات الهواء الصافي» التي يمكن أن تفاجئ طياري الطائرات، وتحدث دون سابق إنذار.

ما مدى احتمالية تسببها في سقوط ضحايا؟

على الرحلات الجوية الدولية المجدولة، تكون الوفيات الناجمة مباشرة عن المطبات الهوائية نادرة للغاية. فعادة ما يكون الطيارون قادرين على إعطاء تحذير مسبق من هذه المطبات، والتأكد من ربط جميع من على متن الطائرة أحزمة الأمان.

أما فيما يخص الطائرات الخاصة الصغيرة أو طائرات رجال الأعمال، فإن الإصابات الخطيرة أو الوفيات تكون أكثر تواتراً. فعلى سبيل المثال، سجل المجلس الوطني لسلامة النقل في الولايات المتحدة أكثر من 100 إصابة وعشرات الوفيات، خلال ما يزيد قليلاً عن عقد من الزمن، على الرحلات الداخلية، على الرغم من أن الوفيات حدثت في الغالب حين تسببت المطبات الجوية في تحطم الطائرات.

وفي الطائرات الأكبر حجماً، قد تتسبب المطبات الهوائية في حدوث إصابات للمسافرين، بسبب الحركة العنيفة التي يمكن أن تسببها، والتي يمكن أن تؤدي إلى رمي أي شخص لا يرتدي حزام الأمان عبر المقصورة.

ويقول غاي غراتون، الأستاذ المشارك في الطيران والبيئة في جامعة كرانفيلد البريطانية، لشبكة «بي بي سي» البريطانية، إن «الطائرات مصممَّة لتتحمل أسوأ ما يمكن أن تسببه لها الاضطرابات الجوية».

ويضيف أنه من «غير المرجح» أن تؤدي المطبات الهوائية إلى تدمير طائرة، ولكنها قد تتسبب في أضرار بها، حسب مدى قوة الرياح.

المطبات الهوائية تسببت في تحطم أجزاء من سقف الطائرة السنغافورية (رويترز)

ومن جهته، قال جون ستريكلاند، خبير الطيران، إن الإصابات الناجمة عن الاضطرابات الشديدة «نادرة نسبياً» في سياق ملايين الرحلات الجوية التي يتم تشغيلها.

ويعد طاقم الطائرة أكثر عرضة للخطر، ولديه أكبر نسبة من الإصابات.

هل أزمة المناخ تجعل الأمر أسوأ؟

نعم، وفقاً لدراسة واحدة على الأقل. وقال علماء في جامعة ريدينغ البريطانية، إن أبحاثهم أظهرت أن ارتفاع درجات الحرارة نتيجة أزمة المناخ يؤدي إلى زيادات كبيرة في الاضطرابات الجوية خلال الرحلات الجوية عبر المحيط الأطلسي.

ووجدوا أن حوادث المطبات الشديدة زادت بنسبة 55 في المائة بين عامي 1979 و2020، وذلك بسبب التغيرات في سرعة الرياح على ارتفاعات عالية.

ما الذي يمكن للمسافرين فعله للبقاء آمنين؟

نقلت شبكة «بي بي سي» البريطانية عن مجموعة من الخبراء، قولهم إن الركاب عليهم أن يرتدوا أحزمة الأمان في جميع الأوقات، وذلك لأن الاضطرابات الجوية يمكن أن تكون غير متوقعة.

كما أشار الخبراء إلى أهمية عدم إخراج الركاب أشياء وأغراض ثقيلة من حقائبهم، تجنباً لإمكانية تطايرها في الهواء عند حدوث أي اضطراب جوي.


مقالات ذات صلة

«طيران الرياض» يكشف عن أزياء طاقمه بدرجة لون جديدة كلياً

يوميات الشرق كشف خلال فعاليات أسبوع الأزياء الراقية في باريس عن 15 تشكيلة أساسية تتضمن أزياء طواقم طائرات طيران الرياض (الشرق الأوسط)

«طيران الرياض» يكشف عن أزياء طاقمه بدرجة لون جديدة كلياً

كشف طيران الرياض، المملوك بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة السعودية، عن أول خط إنتاج لأزياء أفراد طواقم المقصورة لطائراته، بالتعاون مع المصمم السعودي محمد آشي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق هناك أطعمة ومشروبات ينبغي توخي الحذر بشأنها عند ركوب الطائرة (رويترز)

أطعمة ومشروبات يُنصح بتجنبها على متن الطائرة

كشفت مجموعة من مضيفات الطيران عن الأطعمة والمشروبات التي ينبغي توخي الحذر بشأنها عند ركوب الطائرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق السفر بالطائرة قد يؤثر سلباً على جسم الإنسان (رويترز)

ماذا يحدث لجسمك عند ركوب الطائرة؟

تطير الطائرات على ارتفاعات متعددة تتراوح ما بين 35 إلى 45 ألف قدم فوق مستوى سطح البحر، وهي ارتفاعات شاهقة قد تؤثر سلبا على جسم الإنسان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد طائرات الخطوط الجوية التركية على مدرج مطار إسطنبول (رويترز)

«الخطوط التركية» تجري محادثات مع «بوينغ» لشراء 225 طائرة

قال رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية التركية أحمد بولات، يوم الثلاثاء، إن الشركة تحرز تقدماً في محادثاتها مع شركة «بوينغ» الأميركية.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الاقتصاد ويلي والش مدير عام «إياتا» خلال الاجتماع السنوي في دبي (الشرق الأوسط)

«إياتا»: وقود الطيران سيشكل 31 % من تكاليف التشغيل لشركات النقل بفاتورة 291 مليار دولار

توقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) أن يشكل وقود الطيران 31 في المائة من التكاليف الإجمالية لتشغيل شركات الطيران حول العالم.

«الشرق الأوسط» (دبي)

أنطوان وديع الصافي لـ«الشرق الأوسط»: أنا في غربة فنّية

«مُتعِب» حفظ إرث وديع الصافي في زمن قلَّ كباره (صور أنطوان الصافي)
«مُتعِب» حفظ إرث وديع الصافي في زمن قلَّ كباره (صور أنطوان الصافي)
TT

أنطوان وديع الصافي لـ«الشرق الأوسط»: أنا في غربة فنّية

«مُتعِب» حفظ إرث وديع الصافي في زمن قلَّ كباره (صور أنطوان الصافي)
«مُتعِب» حفظ إرث وديع الصافي في زمن قلَّ كباره (صور أنطوان الصافي)

يرى الفنان اللبناني أنطوان وديع الصافي، الشخصية المرموقة في الفنّ المعاصر والمتشرِّب عذوبة النغمات منذ الصغر؛ بالأسئلة المطروحة عليه حول أحوال الأغنية ومصيرها «وضعاً للإصبع على الجرح». فالحوار عن آلام مُعاصَرة الكبار، ثم الارتطام بمَن هم دونهم بكثير، يقول إنه «مسَّه». يُخبر «الشرق الأوسط» بأنه عَرَف قامات الغناء العربي بين لبنان ومصر، منهم عبد الحليم حافظ، ومحمد عبد الوهاب، وفريد الأطرش... «إلا أم كلثوم». غُربته مردُّها أنّ ما شهده يُناقض ما وصل إليه عصرهم.

أنطوان الصافي شخصية مرموقة في الفنّ المعاصر (صور الفنان)

يُحمِّل الإعلام المسؤولية، وقلَّما يستثني. برأيه، «ينعدم دوره حيال الحفاظ على المستوى العالي، بدعمه مَن لا يستحقّون الوصول، وإذعانه لأصحاب المال في مسارهم لاقتحام الفنّ وتشويهه». تصبح المعادلة على هذا الشكل: «الفنّ يحتاج إلى مجتمع وبيئة فنّية بمؤازرة الصحافة المسؤولة ليُثمر. في لبنان، كلاهما مفقود».

لعلّه «مُتعِب» أن يكون المرء ابن وديع الصافي في زمن قلَّ كباره. نسأله كيف يُقيّم واقع الأغنية اللبنانية في هذه الأيام المتقلِّبة؟ أهي انعكاس لانحدار عام، أم أنّ النوع الهابط رفيق جميع العصور؟ يوافق على الجانب الثاني: «حلَّ الهبوط في زمن الكبار أيضاً، لكنه حُصِر وقُيِّد. لم يكن يُعمَّم. وجودهم لم يمنع صعود الخواء والأشياء العادية؛ تلك الأقل من أن تكون عظيمة. في البداية، لم يمثّل هذا الانحدار الجزئي مشكلة. فوجود الكبار لم يمنع ظهور الأقلّ مرتبة. لكنّ السؤال أصبح: كيف قوَّض الخواء استمرارَ الكبار؟ كأنّ وُجهة التركيز تحوَّلت من إعلاء القيم إلى الاستثمار بالفراغ».

وديع الصافي كبير لبنان الخالد في الذاكرة («فيسبوك» أنطوان الصافي)

يسأل «لماذا؟»، ويجيب «لا أدري». ثم يذكُر ما ورد أعلاه عن الإعلام والمصفّقين. يستثني السوبرانو هبة القواس، وعمّه الموسيقي المتقاعد إيليا فرنسيس، وهو يتحدَّث عمَن يبقى. «لا كبار غيرهما»، نقطة على السطر. يلوم المهرجانات أيضاً: «يأتون فقط بمَن يتنقّلون على الشاشات. ثمة أسماء يكرّسها الإعلام ويحوّلها مرجعية يستدعيها كلما احتاج إلى سدّ الفراغ. المهرجانات تتواطأ لتكريس هذه الوظيفة. كأنّ ثمة شراكة بين الطرفين للإبقاء على مستوى يُراوح مكانه. الإشكالية أنّ مَن شَهَرَتهم برامج الغناء قبل عقود؛ ممَّن يتحلّون ببذرة موهبة؛ لم يخضعوا بما يكفي للتوجيه والاختصاص والتكوين الفنّي والأخلاقي. هذا التغيير لم يطلهم ولم يسعوا إليه. وإنْ طرأ، حلَّ على شكل تراجع. إلى الخلف. وفي أحسن الأحوال، بقوا حيث هم».

انحدار المستويات يؤلم أنطوان وديع الصافي (صور الفنان)

«كان على التصفيق أن يسبقه التعليم والتكوين المهنيّ الصحيح، مع التحلّي بأخلاق المهنة لبلوغ الأفضل وعدم الاكتفاء بما حقّقه مَن يناله. لكنّه (التصفيق) حلَّ أولاً». يُكمل أنطوان وديع الصافي: «لكبار الفنّ في لبنان والشرق الأوسط فضلٌ في مَنْحه القيمة وجعله أمثولة، كان من المُسلَّمات احتذاء المغنّي بها. لكنّ العكس حصل. فمَن اقتحموا، قطفوا زرع الكبار وأفسدوا الأرض. المشكلة الكبرى أنّ عَرْض اللون الواحد والنوع الواحد على الجمهور يحجب التمييز بين السيئ والأسوأ. المقارنة حين تشير إلى الهبوط، تؤكد المسار الانحداري. وحين تُلمح إلى الصعود، كأنْ تقول: (هناك مَن هو أفضل منك، وينصّ مجرى التطوُّر على عدم التوقُّف عند النجاح)، عندها تسير المقارنة في اتجاه التفوُّق». ينعى الفنّ من أجل الفنّ، ويُحزنه تبخُّر آلية «الإذاعة اللبنانية» التي خرَّجت المُستحقّين، «فالكلمة، اليوم، لمَن يملك المال والمدعوم بسلطة الميديا».

كان الفنّ وسيلة لتقريب الروح البشرية من خالقها. اليوم التوجّه لتقريب الفنّ من الغزائز ما يدمِّر الروح إنه فنٌّ مُهدِّم

الفنان اللبناني أنطوان وديع الصافي

يردُّ سرعة انطفاء الأغنية إلى ضآلة جودتها: «أغنيات اليوم تُحاكي الغرائز أكثر مما تفعل حيال الروح البشرية. نمطها تشاؤمي وسلبي. ومعظمها يُعنى بإحداث الحالة الراقصة. موسيقى للأقدام، لا للأذن والوجدان. طوال عصور، كان الفنّ وسيلة لتقريب الروح البشرية من خالقها. اليوم، التوجّه لتقريب الفنّ من الغزائز، ما يدمِّر الروح. إنه فنٌّ مُهدِّم».  

أمام الحقيقة المُرَّة، كيف يصون أبناء وديع الصافي إرثه؟ يشترط أولاً «التحلّي بأخلاقياته والحفاظ على نهجه». هذا على المستوى الشخصي، «وعلى المستوى العام، اتفقنا مع (جامعة الروح القدس) بحفظ أرشيفه المرئي والمكتوب والمسموع، في مكتباتها، للأجيال المقبلة. هذا مفيد أكاديمياً».

غنّى «جنّات»؛ تحفة والده، في مئوية «اللبنانية الأميركية»، فماذا يبقى من لبنان وجنّاته؟ «يبقى وديع الصافي، وليتنا نحافظ على القليل المتروك لنا. الشجر حُرق وتسبَّبت قوانين العمارة المُجحفة بصعود غابات الباطون. لكنّ فكرة لبنان التي زرعها أجدادنا لا تزول».

يذكُر «علاقة الانصهار» مع والده: «كنتُ الرقم 4 في أسرتي. وُجد بيننا ما يُشبه الاتفاق الدائم. فما يقوله أوافق عليه، وما يأكله آكله. نهلت أذني كلّ نظيف وغرفتُ من النبع. أعترفُ بأنني لم أستطع النظر إلى مَن هم دون أبي. مع الوقت، تعلّمتُ تقدير اللمعة في كل موهبة. كان الوالد شقيق روحي، وكنتُ مرافقه وطبيبه الجسدي والداخلي. أحبَّ رفقتي. عشتُ من أجله وبقينا معاً حتى نَفَسه الأخير. ولم أتردَّد ببيع بيتي لأضمن له نهاية كريمة. فقدان الأب يُشبه مقتل الروح. ابني المبلّل بعطر جدّه، عزائي وجبر خاطري».