20 عاماً على زواج فيليبي وليتيسيا وتحسين صورة الملكية الإسبانية

ملك إسبانيا وأسرته في يوليو الماضي (أ.ف.ب)
ملك إسبانيا وأسرته في يوليو الماضي (أ.ف.ب)
TT

20 عاماً على زواج فيليبي وليتيسيا وتحسين صورة الملكية الإسبانية

ملك إسبانيا وأسرته في يوليو الماضي (أ.ف.ب)
ملك إسبانيا وأسرته في يوليو الماضي (أ.ف.ب)

تمكن الملك فيليبي السادس والملكة ليتيسيا اللذان يحتفلان بالذكرى العشرين لزواجهما، الأربعاء، من تحسين صورة الملكية الإسبانية التي شهدت تقلبات في عهود سابقة.

في 22 مايو (أيار) 2004، تزوج فيليبي دي بوربون (36 عاماً آنذاك) وليتيسيا أورتيز مذيعة الأخبار التلفزيونية السابقة (31 عاماً) في كاتدرائية ألمودينا في مدريد بحضور شخصيات ووسائل إعلام من العالم أجمع.

يقول الصحافي خوسيه أنطونيو زارزاليخوس، الخبير في الشؤون الملكية: «شكّل ذلك منعطفاً في تاريخ إسبانيا، لم يتزوج أي وريث للعرش من شخص لم يكن من المستوى الاجتماعي نفسه»، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

فيليبي ملك إسبانيا وزوجته أميرة أستورياس ليتيسيا أورتيز يقفان لالتقاط صورة عائلية في القصر الملكي في مدريد في 22 مايو 2004 (أ.ف.ب)

اختار فيليبي امرأة من عامة الشعب تنتمي إلى الطبقة الوسطى ومطلقة استقبلتها العائلة المالكة «بازدراء»، كما تقول الصحافية ومؤلفة العديد من الكتب عن الملكية الإسبانية بيلار آير.

تولي العرش

في 2 يونيو (حزيران) 2014، بعد عشر سنوات على هذا الزواج، تنازل الملك خوان كارلوس الأول، عن العرش لصالح فيليبي مثيراً مفاجأة لدى الجميع.

ليتيسيا وفيليبي عام 2004 (أ.ف.ب)

وعد فيليبي بـ«تجديد» المؤسسة وهو مدرك تماماً أن عليه أن يتصرف عكس ما كان يتصرف والده في حياته العامة كما في حياته الخاصة.

أمر سريعاً بتدقيق في حسابات القصر الملكي ونشر مدونة سلوك لأعضائه.

فيليبي ملك إسبانيا وزوجته أميرة أستورياس ليتيسيا أورتيز يقفان مع الملك خوان كارلوس داخل القصر الملكي في مدريد في 22 مايو 2004 (أ.ف.ب)

ورغم أن التحقيقات التي استهدفت ثروة الملك السابق خوان كارلوس أُغلقت لاحقاً في إسبانيا، ظل فيليبي بعيداً عن والده.

يقول القاضي خافيير أيوسو، مدير الاتصالات في القصر الملكي من 2012 إلى 2014 والذي كان في المقدمة خلال فترة الخلافة: «كان العرش في أزمة وقام (فيليبي وليتيسيا) بتصحيح الوضع في عشر سنوات».

عملا على تعزيز صورتهما بعناية، وقاما بتحديث البروتوكول كما أن ليتيسيا حملت شخصياً «رياح تجدد» من خلال «جلب أحد المكونات الضرورية للحفاظ على الملكية: القرب من الشعب».

ورقة ليونور

تمكن فيليبي وليتيسيا أيضاً من إعادة ترسيخ صورة عائلة موحدة وهادئة، مع ابنتيهما، وفي عملية التجديد هذه، «شكّل بلوغ أميرة أستورياس سن الرشد لحظة مهمة جداً لترسيخ المؤسسة الملكية في إسبانيا»، كما يقول أبيل هيرنانديز، المتخصص في القضايا الملكية.

تتسلم ولية العهد الإسبانية أميرة أستورياس ليونور وسام طوق تشارلز الثالث الإسباني من ملك إسبانيا فيليبي السادس خلال حفل بعد أداء قسم الولاء للدستور في مدريد (أ.ف.ب)

في عيد ميلادها الثامن عشر في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، أقسمت ليونور، وريثة العرش، على الولاء للدستور أمام البرلمان، وهي خطوة حتمية لتتمكن في أحد الأيام من خلافة والدها رئيساً للدولة.

تحظى الأميرة بشعبية متزايدة في البلاد، «حتى في صفوف الشباب الأكثر تشكيكاً» بالملكية، و«يعتمد مستقبل الملكية الإسبانية الآن على ليونور أكثر من ليتيسيا»، بحسب آبيل هيرنانديز.

ولية العهد الإسبانية أميرة أستورياس ليونور (أ.ف.ب)

لم يعلن القصر الملكي إقامة أي احتفال الأربعاء في مناسبة ذكرى زواج الملك والملكة، لكنه نشر السبت سلسلة صور للعائلة - وليس للزوجين - يظهر فيها فيليبي وليتيسيا وليونور وشقيقتها صوفيا وهم يبتسمون في حدائق القصر.



قرية إيطالية تُعين «مرشدين شوارع» لمواجهة السياحة المفرطة

يتزاحم السياح في ساحة سان ماركو بالبندقية الإيطالية (غيتي)
يتزاحم السياح في ساحة سان ماركو بالبندقية الإيطالية (غيتي)
TT

قرية إيطالية تُعين «مرشدين شوارع» لمواجهة السياحة المفرطة

يتزاحم السياح في ساحة سان ماركو بالبندقية الإيطالية (غيتي)
يتزاحم السياح في ساحة سان ماركو بالبندقية الإيطالية (غيتي)

في عصر السياحة المفرطة، وصلت كل وجهة سياحية شهيرة إلى نقطة الانهيار في إيطاليا. وبالنسبة لقرية «سيرميوني» تلك البقعة الضيقة من الأرض التي تُلامسها مياه بحيرة غاردا الزرقاء المخضرة، جاءت تلك اللحظة الحاسمة خلال عطلة عيد العمال الطويلة في البلاد، مما دفع القرية الإيطالية العائدة للعصور الوسطى إلى تعيين «مرشدين شوارع» لتنظيم تدفق الزوار وضمان السلوك الحسن، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.

فقد فوجئت القرية، التي تُعتبر جوهرة في منطقة بحيرات لومباردي، في 2 مايو (أيار) الماضي بحشود من السياح تزاحمت أثناء محاولتهم عبور جسرها الحجري الصغير (الذي كان يُستخدم سابقاً جسراً متحركاً) لدخول أزقتها الضيقة المتشعبة. ما كان يُفترض أن يكون يوماً ممتعاً بزيارة قلعة سيرميوني من القرن الـ14 أو فيلا مغنية الأوبرا الأسطورية ماريا كالاس، يتبعه تناول معكرونة المحار وقيلولة على شاطئ البحيرة، تحول بسرعة إلى كابوس للسائحين ونحو 200 من سكان القرية الدائمين.

وصلت طوابير الانتظار إلى 40 دقيقة لعبور الجسر الذي يستغرق عادة 10 ثوانٍ، بينما تزاحم المشاة مع السيارات التي تنقل الضيوف الأثرياء إلى فنادقهم. وانتشرت صور ومقاطع الفيديو لهذه الفوضى على وسائل التواصل الاجتماعي، مما دفع بسيرميوني (الأكثر زيارة في بحيرة غاردا) إلى صدارة النقاش حول السياحة المفرطة في إيطاليا.

وتقول كريستينا فونتانا (التي تمشي يومياً لعملها في كشك لبيع الصحف): «انسد الجسر بالكامل، ووصلت إلى العمل صباحاً في الوقت المحدد، لكن العودة إلى المنزل استغرقت وقتاً طويلاً. نعيش على السياحة، لكن هذا اليوم كان استثنائياً».

أوضحت رئيسة البلدية، لويزا لافيلي، أن الزحام على الجسر خف سريعاً، لكن مع تصاعد الغضب والنقد، اضطرت لاتخاذ إجراءات عاجلة لمنع انهيار القرية تحت وطأة الزوار. وتجذب سيرميوني 1.3 مليون سائح سنوياً في المتوسط (دون حساب الزوار اليوميين)، وخلال عطلة مايو هذا العام، زارها 45 ألف سائح إضافي مقارنة بعام 2024.