يمكن أن تكون المادة الفعالة في دوائي «أوزمبيك» و«ويغوفي» لها فوائد كبيرة لصحة القلب، مما يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو السكتة القلبية، حتى لدى أولئك الذين لا يفقدون الوزن.
تأتي البيانات من أكبر وأطول تجربة سريرية حول استخدام «سيماغلوتيد»، المادة الفعالة في العلاجين، بين أولئك الذين لا يعانون من مرض السكري، والتي تسمى تجربة «سيماغلوتيد» ونتائج القلب والأوعية الدموية. وشملت هذه الدراسة التاريخية ما يقرب من 17600 من البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، والذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية الموجودة مسبقاً، وتم تمويلها من قبل الشركة المصنعة للأدوية، «نوفو نورديسك».
ومع الأبحاث المستقبلية، فإن التأثيرات غير المتوقعة لـ«أوزمبيك»، المسمى أيضاً «العلاج السحري» للبدانة، على صحة القلب، يمكن أن تغير الطريقة التي يفهم بها العلماء السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية.
في العام الماضي، استخدم الباحثون هذه البيانات لإظهار أن الحقن الأسبوعية من «سيماغلوتيد» التي يتم تلقيها لأكثر من 3 سنوات، يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو النوبات القلبية أو أمراض القلب والأوعية الدموية المميتة، بنسبة 20 في المائة تقريباً في المتوسط.
الآن، أظهر فريق جديد، بقيادة طبيب القلب جون دينفيلد من جامعة كوليدج لندن، أن هذه الفوائد تحدث بغض النظر عن فقدان الوزن.
على الرغم من الوزن الأولي للمشاركين، أو الوزن الذي فقدوه عند تناول عقار «سيماغلوتيد»، فإن خطر تعرضهم لحدث سلبي في القلب والأوعية الدموية، مثل نوبة قلبية أو سكتة دماغية، لا يزال ينخفض بالمقدار نفسه تقريباً بين عامي 2018 و2023. وكان المشاركون في تجربة «سيليكت» يبلغون من العمر 45 عاماً، وكبار السن، وكان ما يقرب من ثلاثة أرباعهم من الذكور، حسبما نشر موقع «ساينس ألرت».
ويشتهر «سيماغلوتيد» الآن بقدرته على كبح الشهية، والحث على فقدان الوزن بسرعة، ولكن الدواء كان مصمماً في الأصل لعلاج مرض السكري. وفي حين أظهرت التجارب السريرية أن حقن «سيماغلوتيد» يمكن أن تقلل من النتائج الضارة للقلب والأوعية الدموية بين مرضى السكري، فإن الفوائد التي تعود على المرضى الذين لا يعانون من مشكلات الإنسولين أقل وضوحاً.
وافترض بعض العلماء أن علاج السمنة بمادة «سيماغلوتيد» هو ما يحسن صحة القلب والأوعية الدموية، وقد تكون هناك فوائد أخرى.
وفي تحليل حديث للتجربة المنشورة في دورية «ناتشر ميديسن»، وجدت الباحثة في الطب الحيوي دونا رايان وزملاؤها -بمن فيهم دينفيلد- فقداناً مستمراً للوزن (بنسبة 10 في المائة في المتوسط على مدار 4 سنوات) لدى الأشخاص من جميع الأجناس والأعمار وأحجام الجسم.
وتقول رايان، من «مركز بنينغتون لأبحاث الطب الحيوي» في الولايات المتحدة، عن النتائج: «إن هذه الدرجة من فقدان الوزن لدى عدد كبير ومتنوع من السكان، تشير إلى أنه قد يكون من الممكن التقليل من عبء الصحة العامة الناجم عن الأمراض المتعددة المرتبطة بالسمنة».
وأضافت: «بينما ركزت تجربتنا على أمراض القلب والأوعية الدموية، فإن كثيراً من الأمراض المزمنة الأخرى -بما في ذلك عدة أنواع من السرطان والتهاب المفاصل العظمي والقلق والاكتئاب- ستستفيد من إدارة الوزن الفعالة».
ولكن كما أشار دينفيلد ورايان وزملاؤهما في تحليلهم الجديد، فليست كل الفوائد الصحية لـ«سيماغلوتيد» تنبع بالضرورة من علاج السمنة. قد تكون هناك آلية غير معروفة في عمل المادة الفعالة تتجاوز مجرد تقليل الدهون في الجسم.
وقد قدم دينفيلد النتائج الجديدة في المؤتمر الأوروبي للسمنة، في وقت سابق من شهر مايو (أيار)، كما فعلت رايان. ولا شك أن الدراستين معاً ستثيران مزيداً من النقاش. كما تشير الدراسات السابقة إلى أنه بمجرد التوقف عن حقن «سيماغلوتيد»، يستعيد المرضى عادة نحو ثلثي الوزن الذي فقدوه خلال عام.
وتحتاج فوائد فقدان الوزن على المدى الطويل إلى مزيد من الدراسة، كما هي الحال بالنسبة للفوائد على مخاطر القلب والأوعية الدموية، عند التوقف عن حقن «سيماغلوتيد».
كما حذر الباحثون غير المشاركين في أي من الدراستين الجديدتين من وضع مجموعات كبيرة من السكان على «سيماغلوتيد» حتى يتم فهم المزيد حول كيفية عمل الدواء.