جدّة بريطانية تتسلّق جبلاً بدراجتها دعماً لغزة

كافحت البرد والأمطار وهي تقطع مسافة 20 كيلومتراً

الإنسانية بأبهى تجلّياتها (برس أسوشياتد البريطانية)
الإنسانية بأبهى تجلّياتها (برس أسوشياتد البريطانية)
TT

جدّة بريطانية تتسلّق جبلاً بدراجتها دعماً لغزة

الإنسانية بأبهى تجلّياتها (برس أسوشياتد البريطانية)
الإنسانية بأبهى تجلّياتها (برس أسوشياتد البريطانية)

صعدت جدّة تبلغ 82 عاماً إلى أحد أشهر جبال فرنسا لسباق الدراجات، بهدف جمع الأموال لغزة.

وذكرت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، أنّ آن جونز، من مدينة لويشام جنوب لندن، قطعت مسافة 20 كيلومتراً (12 ميلاً) فوق جبل فينتو لدعم مناشدة مؤسّسة «آموس تراست» لمصلحة القطاع المحترق.

كافحت البرد والأمطار والضباب، وهي تركب الدراجة لـ6 ساعات للوصول إلى قمّة الجبل على ارتفاع 1910 أمتار (6270 قدماً) فوق مستوى سطح البحر. الخلاصة: جمعت 13 ألف جنيه إسترليني من أجل المناشدة الخيرية.

وأعربت الجدّة لـ6 أطفال عن سرورها لإنجاز هذا العمل الرائع، متمنّية أن يغيّر ذلك من «الافتراضات» التي يتّخذها الناس عندما يرون «وجهاً قديماً».

وقالت اختصاصية العلاج النفسي والاجتماعي المتقاعدة: «كثر يصلون إلى سنّ الـ65 ويعتقدون أنّ أعمارهم تعني أنهم لا يستطيعون القيام بأشياء. رسالتي هي أنهم يستطيعون ذلك».

في البداية، استلهمت جونز الصعود إلى الجبل المعروف باسم «وحش بروفانس» خلال رحلة ركوب الدراجات في الصيف الماضي مع مدير مؤسّسة «آموس تراست» كريس روز. وقالت إنها تشعر بأنّ عليها «مسؤولية» القيام بهذا الإنجاز لمصلحة الشعب الفلسطيني.

وكتبت على صفحتها في موقع «جاست غيفينغ»: «أفضّل أن أستغلّ وقتي بهذه الطريقة، بدلاً من أن أرهق نفسي في اليأس والألم». ورافق جونز فريقٌ، من بينهم روز وميغان ويليامز من «آموس تراست» في تلك الجولة. وقالت ويليامز إنّ السيدة البالغة 82 عاماً كانت «مصدر إلهام لنا جميعاً».

وإذ أكدت جونز التي تطوّعت سابقاً في أماكن من بينها الهند ورومانيا، أنها تلقّت دعماً كبيراً من العائلة والأصدقاء والناس في غزة، أضافت: «كان هناك كثير من التبرّعات، وهذا أمر رائع. شكَّل هذا دافعاً آخر للإصرار على عدم خذلان الناس»، وهي تُخطّط الآن لمواصلة عملها التطوّعي في مدينة كاليه الفرنسية، حيث تقدّم دروساً في اللغة الإنجليزية وتساعد اللاجئين على إصلاح ملابسهم.


مقالات ذات صلة

المشرق العربي عنصرا أمن من «حماس» يقومان بدورية في أحد شوارع غزة (إ.ب.أ)

الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عنصر من «الجهاد» في غزة رغم الهدنة

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل عنصراً في «الجهاد الإسلامي» في جنوب غزة، في واقعة هي الأولى من نوعها منذ بدء وقف إطلاق النار مع «حماس».

المشرق العربي عناصر من الشرطة في قطاع غزة بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» (الصفحة الرسمية للوزارة بفيسبوك)

«داخلية غزة»: منتشرون في جميع محافظات القطاع منذ وقف إطلاق النار

أعلنت وزارة الداخلية في غزة، اليوم الأربعاء، أن عناصر الشرطة تنتشر في جميع محافظات القطاع منذ وقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الخليج وزير الخارجية السعودي خلال مشاركته في جلسة حوارية ضمن المنتدى الاقتصادي العالمي (د.ب.أ) play-circle 00:32

وزير الخارجية السعودي: نأمل أن يصمد اتفاق وقف النار في غزة

أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، اليوم الأربعاء، أن مسؤولية الحفاظ على وقف النار بغزة تقع على عاتق الجميع في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (دافوس)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال توقيعه قرارات تنفيذية في البيت الأبيض مساء الاثنين (رويترز)

هل تنهي تطلعات ترمب مستقبل نتنياهو وحكومته اليمينية؟

أضاف تشكيك الرئيس الأميركي دونالد ترمب بصمود الهدنة في قطاع غزة بين إسرائيل و«حركة حماس» مزيداً من عدم اليقين بشأن نهج واشنطن المقبل تجاه الشرق الأوسط.

إيلي يوسف

«لا أرض أخرى» يصل للقائمة القصيرة في ترشيحات «الأوسكار»

باسل ويوفال في مشهد من الفيلم (مهرجان برلين)
باسل ويوفال في مشهد من الفيلم (مهرجان برلين)
TT

«لا أرض أخرى» يصل للقائمة القصيرة في ترشيحات «الأوسكار»

باسل ويوفال في مشهد من الفيلم (مهرجان برلين)
باسل ويوفال في مشهد من الفيلم (مهرجان برلين)

وصل الفيلم الفلسطيني «لا أرض أخرى» إلى القائمة القصيرة لترشيحات جوائز «الأوسكار»، ضمن الأفلام المتنافسة على جائزة «أفضل فيلم وثائقي طويل»، بالنسخة 97 من الجائزة التي تحظى باهتمام عالمي، ومن المقرر إقامة حفل تسليم الجوائز الخاصة بها في 3 مارس (آذار) المقبل.

وأعلنت «أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة» القائمة القصيرة لجميع الأفلام المرشحة، في مؤتمر صحافي، الخميس، بعد تأجيلات عدة؛ على خلفية حرائق الغابات المستمرة في لوس أنجليس، وعقب قرار تمديد فترة التصويت من أجل منح الفرصة للأعضاء، مع إلغاء حفل الغداء السنوي للمرشحين للجوائز الذي كان من المقرر إقامته في 10 فبراير (شباط) المقبل.

وجاء وصول الفيلم الفلسطيني للقائمة القصيرة ليكون الممثل الوحيد للسينما العربية، بعد استبعاد مشروع أفلام «المسافة صفر» الذي يُشرف عليه المخرج رشيد مشهراوي بمسابقة «الأفلام الروائية»، والفيلم الفلسطيني القصير «برتقالة من يافا» للمخرج محمد المغني من مسابقة «الأفلام القصيرة»، وهي الأفلام التي وصلت إلى القائمة «المختصرة» وأُعلنت، الشهر الماضي.

عُرض «لا أرض أخرى»، وهو إنتاج فلسطيني نرويجي، للمرة الأولى في النسخة الماضية، ضمن برنامج «بانوراما» في مهرجان «برلين السينمائي». وتدور أحداثه خلال رحلة توثيق الناشط الفلسطيني باسل عدرا، وزميله الإسرائيلي يوفال أبراهام، معاناة أهالي قرى «مسافر يطا» الفلسطينية بالضفة الغربية، مع إبراز الضغوط التي يتعرضون لها للتهجير من أراضيهم لصالح المستوطنين.

وعلى مدار نحو 95 دقيقة، يوثِّق الفيلم، الذي جرى العمل عليه لنحو 5 سنوات، مواقف إسرائيلية متناقضة دعماً للمستوطنين، فبالتزامن مع توسيع دائرة الاستيطان، والاعتداء على المنازل الفلسطينية، تُطارد قوات الاحتلال الفلسطينيين وتهدم منازلهم وتلاحقهم؛ أملاً في إجبارهم على الرحيل عن أراضيهم.

ويُوثِّق الفيلم، عبر لقطات عدة، انتهاكات كثيرة بحق الفلسطينيين، من بينها تعرض منازلهم للسرقة والهدم، بجانب إخفاقهم في معركة قانونية أمام المحكمة الإسرائيلية من أجل الدفاع عن أرضهم والبقاء لها، بعدما قضت المحكمة الإسرائيلية العليا بأن المنطقة مخصّصة للتدريبات العسكرية.

ومن بين ما يوثِّقه الفيلم من اعتداءات المستوطنين، مقتل أحد الفلسطينيين على يد مستوطن إسرائيلي في حماية الشرطة، بجانب تعرض ممتلكات الأهالي الفلسطينيين للسرقة والسطو، مع توفير حماية للمستوطنين وانتهاكاتهم من الجانب الإسرائيلي.

واستعان مُخرجا الفيلم بمواد أرشيفية مصوَّرة على مدى أكثر من 20 عاماً، لإضافتها على الأحداث، وشرْح جزء من المعاناة التاريخية بالمنطقة، في حين حصل الفيلم على جائزة «أفضل فيلم وثائقي»، و«جائزة الجمهور»، في برنامج «البانوراما» لأفضل فيلم وثائقي بـ«مهرجان برلين».

باسل عدرا في مشهد من الفيلم (مهرجان برلين)

وكان المُخرج الفلسطيني باسل عدرا قد أكد، في تصريحات سابقة، لـ«الشرق الأوسط»، أن صداقته مع الصحافي والناشط الإسرائيلي يوفال أبراهام، قبل الفيلم، ساعدته في خروج العمل إلى النور، مع تسهيل وصوله لقطاعات مختلفة، وحصولهما على دعم من «مهرجان صندانس» في مرحلة الإنتاج، مشيراً إلى أن صديقه الإسرائيلي من القليلين الذين يساندون المجتمعات العربية وحقّهم في البقاء بأراضيهم.

ويلفت الناقد السينمائي المصري خالد محمود إلى أن وجود مُخرج إسرائيلي شريك في الفيلم دون وجود شراكة إنتاجية إسرائيلية، أمر أدى لحدوث اهتمام إعلامي بالتجربة، مع تركيز العمل على فكرة التعايش السلمي وتقديم رؤية فكرية مغايرة للصورة النمطية، مؤكداً أن الفيلم يحمل رسائل إيجابية كثيرة.

وأضاف محمود، لـ«الشرق الأوسط»، أن وصول السينما الفلسطينية إلى المراحل الأخيرة في الاختيار، أمر ليس مستغرباً مع جودة الأعمال التي تُقدَّم والقضايا الواقعية التي تُناقَش في التجارب المختلفة، لافتاً إلى أن وصول «لا أرض أخرى» تحديداً يعكس اهتمام الأكاديمية بالتفاعل مع القضايا الواقعية التي تُقدَّم بشكل فني، وتحمل جانباً إنسانياً لا يمكن إغفاله.