عمّقت القوات الإسرائيلية، اليوم (الخميس)، توغلها في بعض البلدات على الجانب الشرقي من خان يونس جنوب قطاع غزة بعد ساعات من قول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمشرِّعين أميركيين إن الحكومة تشارك بشكل نشط في جهود مكثفة لإطلاق سراح الرهائن المتبقين، وفقاً لوكالة «رويترز».
كما أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس» اليوم، قتل وجرح أفراد قوتين إسرائيليَّتين في رفح جنوب قطاع غزة.
وقالت «القسام»، في منشور أوردته وكالة الصحافة الفلسطينية «صفا» على منصة «إكس» اليوم إنه «بعد عودتهم من عملياتهم القتالية... أبلغ مقاتلونا عن استدراج قوتين إسرائيليَّتين إلى نفقين وتفجيرهما بأفراد القوتين فور نزولهم داخلهما، وإيقاعهم بين قتيل وجريح في مخيم يبنا بمدينة رفح جنوب قطاع غزة».
وأعلنت «القسام» تمكُّن مقاتليها من قنص جندي إسرائيلي ببندقية «الغول» في منطقة الزنة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وكانت الوكالة قد أشارت إلى إطلاق القوات الإسرائيلية القنابل الدخانية في المناطق الشرقية من حي الزيتون جنوب شرقي المدينة.
وتركز القتال في الأيام القليلة الماضية حول بلدات بني سهيلا والزنة والقرارة، حيث قال الجيش الإسرائيلي إن القوات استعادت أمس (الأربعاء)، جثث 5 أشخاص قُتلوا في هجوم حركة «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، واحتُجزت في غزة منذ ذلك الحين.
واحتجز مقاتلو «حماس» أكثر من 250 رهينة في الهجوم المباغت على بلدات بجنوب إسرائيل وقتلوا 1200 شخص، وفقاً لإحصاءات إسرائيلية.
وردّت إسرائيل بالتعهد بالقضاء على «حماس» في قطاع غزة في حرب مستمرة منذ أكثر من 9 أشهر، وأسفرت عن مقتل أكثر من 39 ألف فلسطيني، بحسب مسؤولي وزارة الصحة في القطاع.
وقال مسؤولون بوزارة الصحة إن أشخاصاً عدة أُصيبوا في البلدات الواقعة في الشرق خلال قصف مدفعي وجوي إسرائيلي، بينما أسفرت غارة جوية شرق خان يونس عن مقتل 4 أشخاص.
وأفاد سكان ومسعفون بأن القصف الإسرائيلي اشتد في مناطق عدة في رفح المتاخمة للحدود مع مصر، في حين تحرّكت الدبابات شمالاً وغرباً وفي وسط المدينة. كما أُصيب عددٌ من الفلسطينيين بنيران إسرائيلية في وقت سابق من اليوم.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن القوات التي تنشط في خان يونس قتلت عشرات المسلحين، وفككت نحو 50 بنية تحتية عسكرية، في حين تواصل أنشطتها في رفح، مما أسفر عن مقتل مسلحَين اثنين.
وفي كلمة ألقاها أمام الكونغرس الأميركي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن حكومته تنخرط بشكل نشط في جهود مكثفة لإطلاق سراح الرهائن المتبقين، وإنه واثق من أن هذه الجهود ستُكلَّل بالنجاح.
خطاب مخيب للآمال
قالت «حماس» إن خطاب نتنياهو «مليء بالأكاذيب»، واتهمته بتثبيط الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب.
وخيّبت تصريحات نتنياهو آمال كثير من النازحين الفلسطينيين الذين كانوا يأملون في تلقي إشارة أكثر وضوحاً بنهاية وشيكة للقتال الذي دمّر القطاع المكتظ بالسكان وخلق أزمة إنسانية.
وقال تامر البرعي، أحد سكان مدينة غزة ممن نزحوا إلى دير البلح في وسط القطاع، «كان شي محبط على الآخر، ما ذكر وقف إطلاق النار على الإطلاق، ولا مرة حتى».
وأضاف لـ«رويترز» عبر تطبيق للتراسل: «الناس كانت مستنية مفاجأة، إنه مثلاً يعلن وقف إطلاق نار كهدية للرئيس الأميركي جو بايدن، لكن في الآخر راحوا ناموا وهما كتير محبطين لأنه أعاد تصميمه على مواصلة الحرب».
وتكتظ مدينة دير البلح، التي لم تجتحها الدبابات الإسرائيلية بعد، حالياً بمئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين من مناطق أخرى في القطاع البالغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة.
وأضاف البرعي: «نتنياهو خطب في مسرحية، وأمام مهرجين».
ويبدو أن الجهود الدبلوماسية التي يبذلها الوسطاء المصريون والقطريون، بدعم من الولايات المتحدة؛ للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، قد توقفت. ومن المتوقع أن تبعث إسرائيل بوفد لإجراء مزيد من المحادثات الأسبوع المقبل.
وقال مسعفون إن غارة جوية شنّتها إسرائيل على منزل في حي الشيخ رضوان بشمال غزة أسفرت عن مقتل 4 أشخاص، كما وصل 7 فلسطينيين إلى مستشفى في وسط غزة بعدما أفرجت عنهم القوات الإسرائيلية في منطقة قريبة من الحدود.