«اليوغا» علاج تكميلي لمرضى قصور القلب

تمارين «اليوغا» تركز على التنفس والتأمل والاسترخاء (رويترز)
تمارين «اليوغا» تركز على التنفس والتأمل والاسترخاء (رويترز)
TT
20

«اليوغا» علاج تكميلي لمرضى قصور القلب

تمارين «اليوغا» تركز على التنفس والتأمل والاسترخاء (رويترز)
تمارين «اليوغا» تركز على التنفس والتأمل والاسترخاء (رويترز)

أفادت دراسة هندية بأن «اليوغا» التي تركز على التنفس والتأمل والاسترخاء مرتبطة بتحسن الأعراض لدى المرضى الذين يعانون من قصور القلب.

وأوضحت نتائج الدراسة التي عُرضت أمام مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب المنعقد بين 11 إلى 14 مايو (أيار) الحالي في لشبونة أن «اليوغا» يمكن أن تكون علاجاً تكميلياً مفيداً للمرضى الذين يعانون من قصور القلب.

وذكرت الدراسة أن قصور القلب هو حالة خطيرة تؤثر على أكثر من 64 مليون شخص عالمياً؛ حيث يكون القلب غير قادر على أداء وظيفته الطبيعية المتمثلة في ضخ الدم إلى الجسم، ما قد يؤدي لآثار مدمرة على نوعية الحياة، حيث يشعر المرضى بالتعب وضيق التنفس، وعدم القدرة على المشاركة في أنشطتهم المعتادة.

وأظهرت دراسات سابقة فوائد «اليوغا» على المدى القصير لدى المرضى الذين يعانون من قصور القلب، ولكن هذه الدراسة توفر معلومات جديدة حول فوائدها على المدى الطويل.

وشملت الدراسة 85 مريضاً بقصور القلب، تتراوح أعمارهم بين 30 إلى 70 عاماً، يتابعون في قسم العيادات الخارجية لأمراض القلب في مستشفى كاستوربا في مانيبال بالهند.

وخضع جميع المشاركين لعملية جراحية في القلب بين 6 أشهر إلى عام مضى، وكانوا يتناولون أدوية قصور القلب الموصى بها حسب المبادئ التوجيهية.

وبدأ المرضى بتعلم تدريبات التأمل والاسترخاء، ثم مارسوا تمارين «اليوغا» في المنزل مرة واحدة في الأسبوع لمدة 50 دقيقة. وكان هناك تواصل بين المرضى وأحد المدربين بعد كل جلسة منزلية للتحقق من التقدم.

واستمرت فترة المتابعة بين 6 أشهر إلى عام، وقيّم الفريق خلالها بنية القلب ومدى قدرته على ضخ الدم، كما فحصوا ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ووزن الجسم ومؤشر كتلة الجسم، بالإضافة لتقييم عبء الأعراض والقدرة على القيام بالأنشطة العادية مثل المشي وتسلق السلالم.

وأظهرت مجموعة «اليوغا» تحسينات أكبر بكثير في جميع القياسات، مقارنة مع المجموعة الضابطة التي لم تمارس «اليوغا».

وقال الباحث الرئيسي للدراسة من المجلس الهندي للأبحاث الطبية الدكتور أجيت سينغ: «المرضى الذين مارسوا (اليوغا) بالتوازي مع تناول أدويتهم، شعروا بتحسن، وكانوا قادرين على القيام بالمزيد من الأنشطة، وكانت لديهم قلوب أقوى من أولئك الذين تناولوا أدوية لعلاج قصور القلب فقط».

وأضاف عبر موقع الجمعية الأوروبية لأمراض القلب: «يجب على المرضى الذين يعانون من قصور القلب التحدث إلى طبيبهم قبل البدء في ممارسة (اليوغا)، ويجب أن يتلقوا بعد ذلك تدريباً من مدرب ذي خبرة، كما يجب أن يستمروا في تناول الأدوية الموصوفة لهم».

لكنه شدد على أن «(اليوغا) قد لا تتناسب مع مرضى قصور القلب الذين يعانون من أعراض حادة، حيث تم استبعادهم من المشاركة في هذه الدراسة».

.


مقالات ذات صلة

صحتك الأطباء يؤكدون وجود صلة راسخة بين النشاط البدني وصحة الدماغ (رويترز)

كيف تعتني بدماغك؟ أطباء يقدمون 10 طرق بسيطة

كلما تقدمنا ​​في العمر، ازداد خطر إصابتنا بالضعف الإدراكي. ويتساءل الكثير من الناس حول كيفية تأخير ظهور الأعراض.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أفادت الدراسات بأن الكركمين يؤثر على معدل حيوية الخلايا وتنظيم دورة الخلية للخلايا الدهنية (موقع ايفري دا هيلث)

الكركمين... فاعلية مذهلة لعلاج السمنة والالتهابات والأمراض العصبية

يُظهر الكركمين فعالية واعدة في علاج السمنة والالتهابات والأمراض العصبية التنكسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك بطانة الرحم المهاجرة حالة صحية شائعة ومؤلمة (رويترز)

«بطانة الرحم المهاجرة» تزيد خطر الإصابة بأمراض المناعة

أظهرت دراسة جديدة أن مرض بطانة الرحم المهاجرة يجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بمجموعة من أمراض المناعة الذاتية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يبدأ الجسم بامتصاص المغنسيوم بعد نحو ساعة من تناوله ويصل الامتصاص إلى نحو 80 في المائة من الجرعة بعد ست ساعات في الظروف الطبيعية (متداولة)

كم يبقى المغنسيوم في جسمك؟... اكتشف السر

المغنسيوم معدن أساسي يلعب دوراً محورياً في وظائف متعددة بالجسم، أبرزها تعزيز صحة العظام وتنظيم ضغط الدم ودعم عمل العضلات.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

ما أفضل طريقة لتعلم الأطفال الرياضيات؟

تساعد ممارسة الرياضيات في وقت مبكر الأطفال على فهم معاني الأرقام والعمليات الحسابية (أسوسييشن سايكولوجيكال ساينس)
تساعد ممارسة الرياضيات في وقت مبكر الأطفال على فهم معاني الأرقام والعمليات الحسابية (أسوسييشن سايكولوجيكال ساينس)
TT
20

ما أفضل طريقة لتعلم الأطفال الرياضيات؟

تساعد ممارسة الرياضيات في وقت مبكر الأطفال على فهم معاني الأرقام والعمليات الحسابية (أسوسييشن سايكولوجيكال ساينس)
تساعد ممارسة الرياضيات في وقت مبكر الأطفال على فهم معاني الأرقام والعمليات الحسابية (أسوسييشن سايكولوجيكال ساينس)

ما أفضل طريقة لتعلم الأطفال الرياضيات وفنون الحساب... حفظ قيم الأعداد وجداول الضرب، أم دراسة الرياضيات على مستوى مفاهيمي أعمق؟

لطالما ناقش المعلمون مزايا هذين النهجين، لكن تقريراً جديداً نُشر في مجلة «سيكولوجيكال ساينس إن ذا بابليك إنترست» يُظهر أن الأطفال يتعلمون بفعالية أكبر عندما يتبع النظام التعليمي دورات تعليمية قائمة على تقديم الأدلة: ترسيخ الحقائق، واستخدام تدريب مُحدد بوقت قصير لجعل هذه الحقائق تبدو تلقائية، قبل العودة إلى النقاش والتأمل لتعميق هذه المعرفة المكتسبة.

كما يتناول تقريرهم رؤى من «علم الإدراك التنموي» لإظهار أفضل السبل لتعزيز الطلاقة الحسابية لدى الأطفال، والتي تُعرّف عموماً بأنها قدرة الطفل على حل المسائل الرياضية بسرعة ودقة. ويقترح الباحثون تعريفاً موسعاً للطلاقة الحسابية، بحيث لا يقتصر على التذكر التلقائي للحقائق، مثل 6×8 = 48، بل يشمل أيضاً ملاحظة العلاقات بين الأعداد واستخدامها في حل المسائل.

قالت نيكول ماكنيل، المؤلفة الرئيسية، والباحثة في قسم علم النفس بجامعة نوتردام الأميركية، في بيان نشر الثلاثاء: «لا يتعين على المعلمين الاختيار بين التدريب المحدد بوقت والمناقشات الصفية الثريّة. إن اتباع نهج منظم بعناية، يجمع بين جلسات قصيرة محددة بوقت معين، بحيث تُعزز الحقائق في الذاكرة، على أن يصاحب ذلك أنشطة تفكير ونقاش هادفة تُدمج هذه الحقائق في شبكة معرفية متكاملة، هو ما يمنح الطلاب الطلاقة الحسابية التي يحتاجون إليها للنجاح».

وارتكزت هذه الورقة البحثية على نتائج تجارب سلوكية، ودراسات طولية، ونتائج التصوير العصبي، لتسليط الضوء على أساسيات الطلاقة الحسابية ونتائجها، والتي تبدأ بإدراك الأرقام والتفكير العددي في سنوات ما قبل المدرسة.

وبينت النتائج أنه كما تدعم الصوتيات القراءة في وقت مبكر من عملية التعلم، تساعد تجارب ممارسة الرياضيات في وقت مبكر الأطفال على فهم معنى الأرقام والعلاقات والعمليات الحسابية.

ويقترح الباحثون أنه يمكن للآباء والمعلمين اغتنام الفرص لمساعدة الأطفال على عدّ وتسمية العدد الإجمالي للأشياء في مجموعات يومية، مثل المكعبات أو قطع الحبوب.

خطوات سهلة

ويوضح الباحثون أن الأطفال يبدأون أولاً بطرق بديهية في جمع الأرقام دون أن يتمكنوا من التعبير عن طريقة تفكيرهم. ثم تدريجياً، يجعلون هذه المعرفة صريحة، ويوضحون الأنماط والاستراتيجيات التى تربط بينها (مثل: «ابدأ بالرقم الأكبر»، «الترتيب لا يهم عند الجمع»، «استخدام العدد 10 كنقطة مرجعية للحسابات الذهنية السهلة»). ثم تُعيد الممارسة المُتأنية والمنظمة تنظيم هذه المعرفة الصريحة، مما يسمح للطلاب باسترجاع الحقائق والاستراتيجيات الحسابية تلقائياً، ودون بذل جهد ذهني يُذكر.

وتوصي الدراسة أنه يجب على التعليم أن يُعزز التحولات في كلا الاتجاهين بين المعرفة الضمنية والصريحة، مع استخلاص الأسباب الكامنة وراء الحدس المبكر وتوفير تدريب مُستهدف كافٍ لتصبح هذه الأفكار سريعة وسهلة لحل المشكلات على مستوى أعلى.

كما شددت على أن أهمية المناقشة، والتأمل، وتقديم المبررات، مما يُتيح للطلاب فرصة التعبير عن أفكارهم في أنشطة الرياضيات، ومساعدتهم على فهم المبادئ الأساسية للحساب.

وتُظهر دراسات سابقة أن الطلاب ذوي الطلاقة الحسابية العالية يكونون أكثر استعداداً لتعلم علوم الجبر، وحل المسائل الكلامية، والتفكير باستخدام الكسور. كما تربط الأبحاث الطلاقة الحسابية بنتائج الحياة اللاحقة، مثل التحصيل التعليمي بشكل عام ومستوى الدخل.

وتقول عالمة النفس التنموي ميليسا إي ليبرتوس، من جامعة بيتسبرغ: «تُثير هذه المراجعة البحثية أيضاً بعض العوامل المهمة للبحوث المستقبلية، مثل استخدام الأجهزة والأدوات الرقمية الحديثة لتسهيل تعلم الحساب الشخصي، وقلق الآباء تجاه الرياضيات في تعزيز مهارات أطفالهم الرياضية».

وأكدت ليبرتوس أن «ماكنيل وزملاءها يُقدمون حجةً مُقنعة على أن تعليم الطلاقة الحسابية يلعب دوراً مهماً في مساعدة الطلاب على تطوير مهارات الرياضيات من أجل النجاح في سوق العمل مستقبلاً».