أفادت دراسة هندية بأن «اليوغا» التي تركز على التنفس والتأمل والاسترخاء مرتبطة بتحسن الأعراض لدى المرضى الذين يعانون من قصور القلب.
وأوضحت نتائج الدراسة التي عُرضت أمام مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب المنعقد بين 11 إلى 14 مايو (أيار) الحالي في لشبونة أن «اليوغا» يمكن أن تكون علاجاً تكميلياً مفيداً للمرضى الذين يعانون من قصور القلب.
وذكرت الدراسة أن قصور القلب هو حالة خطيرة تؤثر على أكثر من 64 مليون شخص عالمياً؛ حيث يكون القلب غير قادر على أداء وظيفته الطبيعية المتمثلة في ضخ الدم إلى الجسم، ما قد يؤدي لآثار مدمرة على نوعية الحياة، حيث يشعر المرضى بالتعب وضيق التنفس، وعدم القدرة على المشاركة في أنشطتهم المعتادة.
وأظهرت دراسات سابقة فوائد «اليوغا» على المدى القصير لدى المرضى الذين يعانون من قصور القلب، ولكن هذه الدراسة توفر معلومات جديدة حول فوائدها على المدى الطويل.
وشملت الدراسة 85 مريضاً بقصور القلب، تتراوح أعمارهم بين 30 إلى 70 عاماً، يتابعون في قسم العيادات الخارجية لأمراض القلب في مستشفى كاستوربا في مانيبال بالهند.
وخضع جميع المشاركين لعملية جراحية في القلب بين 6 أشهر إلى عام مضى، وكانوا يتناولون أدوية قصور القلب الموصى بها حسب المبادئ التوجيهية.
وبدأ المرضى بتعلم تدريبات التأمل والاسترخاء، ثم مارسوا تمارين «اليوغا» في المنزل مرة واحدة في الأسبوع لمدة 50 دقيقة. وكان هناك تواصل بين المرضى وأحد المدربين بعد كل جلسة منزلية للتحقق من التقدم.
واستمرت فترة المتابعة بين 6 أشهر إلى عام، وقيّم الفريق خلالها بنية القلب ومدى قدرته على ضخ الدم، كما فحصوا ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ووزن الجسم ومؤشر كتلة الجسم، بالإضافة لتقييم عبء الأعراض والقدرة على القيام بالأنشطة العادية مثل المشي وتسلق السلالم.
وأظهرت مجموعة «اليوغا» تحسينات أكبر بكثير في جميع القياسات، مقارنة مع المجموعة الضابطة التي لم تمارس «اليوغا».
وقال الباحث الرئيسي للدراسة من المجلس الهندي للأبحاث الطبية الدكتور أجيت سينغ: «المرضى الذين مارسوا (اليوغا) بالتوازي مع تناول أدويتهم، شعروا بتحسن، وكانوا قادرين على القيام بالمزيد من الأنشطة، وكانت لديهم قلوب أقوى من أولئك الذين تناولوا أدوية لعلاج قصور القلب فقط».
وأضاف عبر موقع الجمعية الأوروبية لأمراض القلب: «يجب على المرضى الذين يعانون من قصور القلب التحدث إلى طبيبهم قبل البدء في ممارسة (اليوغا)، ويجب أن يتلقوا بعد ذلك تدريباً من مدرب ذي خبرة، كما يجب أن يستمروا في تناول الأدوية الموصوفة لهم».
لكنه شدد على أن «(اليوغا) قد لا تتناسب مع مرضى قصور القلب الذين يعانون من أعراض حادة، حيث تم استبعادهم من المشاركة في هذه الدراسة».
.