كيف ينفق بيل غيتس ثروته البالغة 153 مليار دولار؟

الملياردير الأميركي الشهير بيل غيتس (رويترز)
الملياردير الأميركي الشهير بيل غيتس (رويترز)
TT

كيف ينفق بيل غيتس ثروته البالغة 153 مليار دولار؟

الملياردير الأميركي الشهير بيل غيتس (رويترز)
الملياردير الأميركي الشهير بيل غيتس (رويترز)

يعد الملياردير الأميركي بيل غيتس، المؤسس المشارك لمجموعة «مايكروسوفت»، خامس أغنى رجل في العالم، بحسب مؤشر «بلومبرغ» للمليارديرات لعام 2024، حيث يبلغ صافي ثروته 153 مليار دولار.

فكيف ينفق غيتس كل هذه الأموال؟

على الرغم من ثروته الهائلة، قال غيتس (68 عاماً) في أحد البرامج التلفزيونية إنه عندما أصبح مليارديراً في سن 31 عاماً، لم يندفع في فورة الإنفاق.

لكن مع مرور الوقت، بدأ يهتم بالإنفاق في بعض الرفاهيات.

فقد قام غيتس ببعض عمليات الشراء الكبيرة على مر السنين. فهو يمتلك عقاراً في واشنطن بقيمة 183.5 مليون دولار، وطائرة خاصة «Bombardier BD-700 Global Express»، يمكن أن تستوعب ما يصل إلى 19 شخصاً، ومجموعة من السيارات الفاخرة. لكن هذه الرفاهيات لا تشكل سوى جزء صغير من ثروته الهائلة، بحسب موقع «بيزنس إنسايدر».

وتبرع غيتس بالكثير من الأموال لدعم قضايا إنسانية وخيرية من خلال مؤسسته «بيل وميليندا غيتس». وفي عام 2022، قال غيتس إن «مركزه في قائمة أغنى الأشخاص في العالم سيتراجع بالتدريج، وإنه سيكون خارج القائمة في نهاية المطاف»، حيث يخطط للتبرع بكل ثروته «تقريباً» للمؤسسة الخيرية.

عقارات

أنفق الملياردير الأميركي الكثير على عقاره Xanadu 2.0 بواشنطن. وبحسب ما ورد فقد استغرق بناء هذا العقار الفخم سبع سنوات وبلغت تكلفته 63 مليون دولار.

ويمتلك غيتس ما لا يقل عن 12 قطعة أرض حول العقار تبلغ مساحتها نحو 10.5 فدان، تم شراؤها بنحو 34 مليون دولار بين عامي 1988 و2009. وإجمالاً، تبلغ القيمة المقدرة لعقاره وقطع الأرض مجتمعة نحو 183.5 مليون دولار.

ويحتوي عقار غيتس على مسبح مساحته 60 قدماً (18 متراً) في مبنى منفصل خاص به مساحته 3900 قدم (1118 متراً) - مزود بنظام صوتي يعمل تحت الماء.

وبحسب ما ورد، فقد دفع الملياردير أموالاً طائلة لاستيراد رمال من سانت لوسيا في منطقة البحر الكاريبي ووضعها في الشاطئ المحيط بمنزله.

عقار بيل غيتس الفاخر في واشنطن (رويترز)

ويحتوي العقار أيضاً على مكتبة تبلغ مساحتها 2100 قدم (640 متراً)، توجد بها مخطوطة ليوناردو دافنشي تعود للقرن السادس عشر اشتراها غيتس في مزاد مقابل 30 مليون دولار في عام 1994.

ويحتوي منزل غيتس على لوحات باهظة الثمن، من بينها لوحة للرسام الأميركي وينسلو هومر اشتراها مقابل 36 مليون دولار في عام 1988.

وبالإضافة إلى 6 مطابخ، و24 حماماً، ومسرح منزلي يتسع لـ20 ضيفاً، يضم منزل غيتس مواقف عدة متنوعة تتسع لـ23 سيارة.

وخارج واشنطن، يمتلك غيتس عقاراً مساحته 20 فداناً في ويلينغتون بولاية فلوريدا، اشتراه بنحو 35 مليون دولار.

ويشتمل العقار على قصرين على الأقل، أحدهما مساحته 6668 قدماً (2032 متراً) والآخر مساحته 5716 قدماً (1742 متراً).

وفي كاليفورنيا، يمتلك غيتس مزرعة رانشو باسيانا التي تبلغ مساحتها 228 فداناً، والتي اشتراها بمبلغ 18 مليون دولار.

كما يمتلك منزل مطل على المحيط في مدينة ديل مار بكاليفورنيا اشتراه في عام 2020 بـ43 مليون دولار.

ويمتلك الملياردير أيضاً منزلاً مكوناً من 6 غرف نوم على أراضي نادي Indian Wells الشهير، ومنزل آخر على أرض النادي الريفي، نادي سانتالوز، في سان دييغو.

واشترى غيتس أيضاً عقاراً في نادي يلوستون في مونتانا.

ويعد غيتس أحد أكبر ملاك الأراضي الخاصة في الولايات المتحدة، حيث يمتلك أكثر من 250 ألف فدان، معظمها من الأراضي الزراعية، وفقاً لتقرير نشرته مجلة «ذا لاند ريبورت» المتخصصة في الاستثمار الزراعي بالولايات المتحدة

فنادق

قام غيتس بالعديد من الاستثمارات من خلال شركته الاستثمارية الشخصية، «كاسكيد Cascade»، بما في ذلك الملكية الجزئية لفندق «تشارلز أوتيل Charles Hotel» في كامبريدج بولاية ماساتشوستس.

وأدت الصفقة التي تم الإعلان عنها في عام 2021 إلى رفع حصة ملكيته في سلسلة فنادق «فور سيزونز» إلى نحو 71.25 في المائة.

وفي عام 2013، دفع غيتس والعديد من المشترين الذين لم يذكر أسماءهم 161 مليون دولار مقابل فندق «ريتز كارلتون» في سان فرنسيسكو.

الملياردير الأميركي بيل غيتس (أ.ب)

إجازات فاخرة

بينما قال غيتس في عام 2019 إنه كان «لا يؤمن» بقضاء عطلات نهاية الأسبوع أو الإجازات الطويلة خلال عمله في «مايكروسوفت»، فقد قام ببعض الرحلات الفاخرة مع عائلته.

وفي عام 2014، قضى مع عائلته عطلة في البحر الأبيض المتوسط على متن اليخت الفاخر سيرين الذي يبلغ طوله 439 قدماً، والذي استأجره مقابل 5 ملايين دولار في الأسبوع. واستخدم في الرحلة طائرة هليكوبتر أيضاً للتنقل.

وسافر أيضاً إلى أستراليا وكرواتيا ومدينة بليز والأمازون في البرازيل في رحلات اتسمت بالفخامة.

الأعمال الخيرية

تحدث غيتس كثيراً عن عطائه الخيري واستثماراته في الرعاية الصحية.

وأدت منحة من مؤسسة «بيل وميليندا غيتس» إلى إنشاء «أميريس» في عام 2003، وهي شركة بيولوجيا اصطناعية أنتجت مركبات أولية لأدوية الملاريا والوقود الحيوي القائم على الهيدروكربون. وتستخدم هذه الشركة أيضاً التكنولوجيا في أشياء مثل العطور والعناية بالبشرة والمحليات.

إلا أن الشركة تقدمت بطلب للإفلاس في عام 2023.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، استثمر غيتس 50 مليون دولار في أبحاث مرض ألزهايمر.

وواصل هذه الجهود في عام 2018 من خلال استثمار 30 مليون دولار مع مجموعة من المستثمرين في Diagnostics Accelerator، وهو صندوق «مشروع خيري» لتشخيص ألزهايمر في وقت مبكر.

وكثيراً ما يتم تسمية غيتس من بين أكثر فاعلي الخير سخاءً في الولايات المتحدة من قِبل موقع تسجيل الأعمال الخيرية «The Chronicle of Philanthropy».

وتعهد غيتس وزوجته السابقة ميليندا بتقديم نحو ملياري دولار لهزيمة الملاريا من خلال مؤسستهما، وتبرعا بأكثر من 50 مليون دولار لمكافحة الإيبولا، وتعهدا بتقديم 38 مليون دولار لشركة أدوية يابانية تعمل على إنتاج لقاح منخفض التكلفة لشلل الأطفال.

وخلال الوباء، أعلنت مؤسستهما عن التزام بقيمة 1.6 مليار دولار لمدة 5 سنوات لتقديم اللقاحات لأفقر دول العالم.

وتقدم مؤسسة غيتس أيضاً تبرعات لدعم التعليم، ضمن مبادرة تبلغ قيمتها 1.6 مليار دولار.

وقدمت المؤسسة 77.6 مليار دولار على شكل منح منذ إنشائها وحتى الربع الرابع من عام 2023، ويبلغ إجمالي تبرعات بيل وميليندا للمؤسسة خلال تلك الفترة الزمنية 59.5 مليار دولار.

وتبلغ ميزانيتها لعام 2024، 8.6 مليار دولار، وتستهدف المؤسسة ميزانية سنوية قدرها 9 مليارات دولار بحلول عام 2026.

وعندما يتعلق الأمر بمستقبل ثروته، قال غيتس إنه سيترك 10 ملايين دولار لكل من أبنائه الثلاثة، جينيفر وروري وفيبي، وهو جزء صغير من صافي ثروته.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق لمُّ الشمل (مواقع التواصل)

اثنان من قدامى المحاربين يلتقيان مصادفةً بعد 70 عاماً

التقى اثنان من قدامى المحاربين مصادفةً بعدما فرّقتهما الأيام لـ70 عاماً... هذه قصتهما.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق وداعٌ بعد أعوام طويلة (غيتي)

ألمانيا تودّع متحف البطريق بعد نفاد صبر إدارته

قرّر متحف البطريق الوحيد في ألمانيا بيع مقتنياته التي وصفها بأنها أكبر مجموعة من نوعها في العالم؛ وذلك قبل إغلاق أبوابه في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق تقدير وفخر (إكس)

مربّى يعمّق العلاقات اليابانية - البريطانية

كُرِّمت سيدة تنشر متعة صناعة «المَرْمَلَاد» (نوع من المربّى) لمساهمتها في تعزيز العلاقات بين بريطانيا واليابان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق العناكب كابوسية هنا ولطيفة هناك (غيتي)

عشاق العناكب في كولورادو: كائنات أليفة وليست كابوسية

إنه موسم تزاوج العناكب، فتخرج الذكور من جحورها بحثاً عن شريكة، ويتوافد المئات من عشاقها إلى بلدة لا جونتا الزراعية الصغيرة لمشاهدتها بأعداد غفيرة.

«الشرق الأوسط» (لا جونتا (كولورادو الأميركية))

«تيتا زوزو» يثير استياء «الموسيقيين» في مصر

إسعاد يونس في لقطة من مسلسل «تيتا زوزو» (منصة «واتش إت»)
إسعاد يونس في لقطة من مسلسل «تيتا زوزو» (منصة «واتش إت»)
TT

«تيتا زوزو» يثير استياء «الموسيقيين» في مصر

إسعاد يونس في لقطة من مسلسل «تيتا زوزو» (منصة «واتش إت»)
إسعاد يونس في لقطة من مسلسل «تيتا زوزو» (منصة «واتش إت»)

أثار مسلسل «تيتا زوزو» استياء «الموسيقيين» في مصر، الذين اعترضوا على مشهد تضمّن حواراً بين الفنانة إسعاد يونس بطلة العمل وأحد الفنانين المشاركين يتحدث عن التحاقه بكلية «التربية الموسيقية»، وخلال المشهد يتم وصم منسوبيها بـ«الفشل»، ووصفهم بـ«الآلاتية».

وأصدرت كلية «التربية الموسيقية» بجامعة «حلوان» بياناً استنكر «الحوار»، كما عدّت الكلية أن ما قِيل على لسان صُنّاع العمل يُعدّ إساءة بالغة للموسيقيين، كأنه يشير إلى أن من يتقدّم للالتحاق بكلية «التربية الموسيقية» شخص «فاشل».

وأكد بيان الكلية أن «الوصف يمسّ كرامة العاملين والطلاب وأعضاء هيئة التدريس، ويقلّل من شأن مؤسسة عريقة أسهمت في تطوير الموسيقى المصرية على مدار عقود».

وأوضح البيان أن كلية «التربية الموسيقية» من القلاع الفنية في مصر، مثل: المعاهد المتخصصة الأخرى كـ«المعهد العالي للموسيقى العربية» و«الكونسرفتوار».

من جانبه قال وكيل ثانٍ «نقابة الموسيقيين»، أستاذ بكلية «التربية الموسيقية» بجامعة «حلوان» الدكتور محمد عبد الله، إن «خريجي الكلية يلعبون دوراً مهماً في مجالات التدريس الموسيقي، وتأليف الموسيقى التصويرية والتوزيع، وغيرها من أدوات العمل الفني».

الملصق الدعائي لمسلسل «تيتا زوزو» (الشركة المنتجة)

وفي تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أكد عبد الله أن «الكاتب هو المسؤول الأول عن هذه الإساءة، وكان يتعيّن عليه الإشارة إلى الموسيقى وعدم أهميتها، ما دام أنه يرى ذلك أو يريد توصيل هذا المعنى، ولكن بوجه عام دون تحديد اسم الكلية».

ووصف عبد الله الحوار الدرامي بأنه «فخ وقع به المؤلف، الذي لم يتدارك الموقف خلال الحلقة ويصلح ما أفسده»، ويتابع: «كلمة (مشخصاتي) التي كانت تُطلق على الممثل قديماً طُمست ولم تعد تُقال، فلماذا تتم الإساءة للموسيقي ووصفه بـ(الآلاتي) إذن؟ وهي الكلمة التي كانت تُقال للشخص الذي يتقن العزف على آلة بعينها، في ثلاثينات القرن الماضي قبل إنشاء الكليات المتخصصة».

وقال وكيل ثانٍ «نقابة الموسيقيين» إنه «غير عاتب على الفنانة إسعاد يونس ولا غيرها من الممثلين، فهم أدوات في يد صناع العمل»، وفق قوله، ولكنه «عاتب على المخرج والكاتب والرقابة على المصنفات الفنية في مصر التي مررت المشهد دون حذفه أو تعديله، والسماح بالإساءة إلى صرح أكاديمي عريق يضم قيادات وطلبة وأساتذة جامعيين».

إسعاد يونس في لقطة من مسلسل «تيتا زوزو» (منصة «واتش إت»)

وطالب عبد الله باعتذار رسمي من صُنّاع العمل ومحاولة حذف المشهد، مؤكداً أن «الفن لغة للجمال وليس للإساءة، وأن كتابة النص تحتاج إلى الدقة والحرص البالغ، حتى لا يقع الكاتب في فخ الإهانة والسخرية من أي مهنة أو شخص».

وذكر عبد الله أن صُنّاع العمل لم يتواصلوا مع إدارة الكلية، ولم يقدم أحد اعتذاره عما قيل.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع بعض صنّاع العمل، لمعرفة موقفهم من بيان الكلية والرد عليه، ومن بينهم المخرجة شيرين عادل والكاتب محمد عبد العزيز، دون أن نتلقى رداً أو تعليقاً.

وترى الناقدة الفنية المصرية خيرية البشلاوي أنه «لا بد من التدقيق في جوهر العمل بكامله، وهل السياق العام يُهين خريجي الكلية أم مجرد مشهد عابر يمهد لتوضيح أهمية الموسيقيين خلال الحلقات المقبلة».

وتضيف البشلاوي لـ«الشرق الأوسط»: «إسعاد يونس فنانة وإعلامية تعي جيداً ما تقدّم، ولن تقبل الإساءة إلى أي مهنة»، كما ترفض البشلاوي حذف المشهد من السياق؛ لكنها تطالب بمتابعة الأحداث للنهاية، لتكوين تصور عام يوضح ما دار بالمشهد.

لم تكن واقعة اتهام مسلسل «تيتا زوزو» بالإساءة إلى إحدى المهن هي الأولى، وإنما وُجهت اتهامات مماثلة إلى أعمال أخرى، من بينها اتهام صُنّاع مسلسل «البيت بيتي 2» بالإساءة لمزارعي مصر، وكذلك اتهام صناع مسلسل «أشغال شقة» الذي عُرض في رمضان الماضي بالإساءة إلى مهنة الطب الشرعي، وكذلك اتهام مسلسل «الكبير أوي»، بالإساءة إلى مهنة التمريض، واتُّهم صناع مسلسل «مع سبق الإصرار» بالإساءة إلى مهنة المحاماة، وواجه صناع فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» في وقت سابق اتهامات بالإساءة إلى مهنة التدريس.