بحثت دراسة أميركية في مدى تأثير نوبات العمل الليلية على الإصابة بأمراض معينة، وانتهت إلى أن العمل لبضعة أيام فقط في الورديات الليلية يمكن أن يزيد من خطر إصابة الأشخاص بالسمنة والسكري.
وتوصلت الدراسة التي نُشرت نتائجها، الخميس، بدورية «Proteome Research» إلى أدلة جديدة في سبب تعرُّض عمال الوردية الليلية لخطر أكبر للإصابة بالسكري والسمنة وغيرهما من الاضطرابات الأيضية.
وبيَّنت أن نوبات العمل الليلية، التي تمتد عادة بين الساعة 10مساءً و6 صباحاً، تحمل تحديات صحية متعددة بالنسبة للعاملين الذين يواجهون اضطرابات النوم، بسبب التعارض مع الإيقاع الطبيعي للجسم، مما يؤدي إلى صعوبة النوم في النهار، كما أنهم معرضون لمخاطر أعلى للإصابة بأمراض مزمنة، مثل السكري واضطرابات القلب.
بالإضافة إلى ذلك، يعاني العاملون ليلاً من تأثيرات نفسية وعاطفية سلبية بسبب العزلة والتوتر، الأمر الذي يؤثر على صحتهم العقلية، كما أن الإرهاق والتعب الناتجين عن العمل الليلي يقللان أيضاً من كفاءتهم الإنتاجية، ويزيدان خطر وقوع حوادث وارتكاب أخطاءٍ في مكان العمل، وفق دراسات سابقة.
وشملت الدراسة الجديدة تجربة معملية خاضعة للرقابة، لمجموعة من المتطوعين وُضعوا على جداول ورديات ليلية أو نهارية لمدة 3 أيام.
وبعد انتهاء ورديتهم الأخيرة، أُبقي المشاركون مستيقظين لمدة 24 ساعة تحت ظروف ثابتة من الإضاءة، ودرجة الحرارة، والوضعية، وتناول الطعام، لقياس إيقاعاتهم البيولوجية الداخلية.
وحُللت عينات الدم التي سُحبت بانتظام منهم طوال فترة الـ24 ساعة، لتحديد البروتينات الموجودة في خلايا الجهاز المناعي بالدم.
ووجد الباحثون أن العمل لبضعة أيام فقط على جدول الوردية الليلية يمكن أن يؤدي إلى خللٍ في إيقاعات البروتينات المرتبطة بتنظيم الغلوكوز في الدم، وعملية التمثيل الغذائي للطاقة، والالتهاب، وهي عمليات قد تؤثر على تطور الحالات الأيضية المزمنة، وعلى رأسها السمنة والسكري من النوع الثاني.
ووجدوا أيضاً أن الآلية التي تحافظ على مستويات الغلوكوز في الجسم ضمن نطاق صحي، لم تعد متزامنة لدى المشاركين في الورديات الليلية.
وأشار الباحثون إلى أن مستويات الغلوكوز المتغيرة قد تُلحق الضرر بالخلايا والأعضاء، وقد تُسبب مشكلة صحية على المدى الطويل.
وقال الدكتور هانز فان دونغن، الباحث الرئيسي للدراسة في جامعة ولاية واشنطن: «تعاني العمليات المرتبطة بالساعة البيولوجية في الدماغ من الاضطراب عند العمل بالنوبات الليلية، وتُظهر إشارات متناقضة تُعد النهار ليلاً والليل نهاراً، مما يسبب ضغطاً مستمراً على النظام البيولوجي للجسم ويؤدي إلى مشاكل صحية طويلة المدى».
وأضاف فان دونغن، عبر موقع الجامعة: «تُظهر الدراسة أن تلك الإيقاعات المضطربة يمكن أن يظهر تأثيرها على الجسم خلال أقل من 3 أيام، مما يُعد مؤشراً لإمكان التدخل المبكر للوقاية من الأمراض، مثل السكري والسمنة والأمراض القلبية الوعائية».