توصل باحثون بجامعة كولورادو بولدر الأميركية إلى اكتشاف جديد يفسّر سبب جفاف كوكب الزهرة، الجار اللاهب وغير الصالح للسكن لكوكب الأرض.
ورغم أن الزهرة والأرض متشابهان في الحجم والكتلة، فإن الزهرة يحتوي على كمية من الماء أقل بـ100 ألف مرة من الأرض، وفق الدراسة المنشورة، الاثنين، في دورية «نيتشر».
وأشارت الدراسات إلى أن كوكب الزهرة لم يكن دائماً بهذا الجفاف الشديد، إذ يعتقد العلماء أن هذا الكوكب، خلال تكوينه منذ مليارات السنين، كان يحتوي على كمية من الماء تقارب ما على الأرض.
ومع ذلك، حدثت كارثة غيّرت مجرى الأمور، فقد أطلقت سحب ثاني أكسيد الكربون الموجودة في الغلاف الجوي للزهرة أقوى تأثير للاحتباس الحراري في النظام الشمسي، ما أدى في النهاية إلى ارتفاع درجات الحرارة على سطح الكوكب إلى نحو 900 درجة فهرنهايت، وفق الدراسة.
ونتيجة لذلك، تبخرت كل المياه الموجودة في الزهرة وتحوّلت إلى بخار، وانجرف معظمها إلى الفضاء. لكن هذا التبخر القديم لا يمكن أن يفسر وحده سبب جفاف كوكب الزهرة كما هو عليه اليوم، أو كيف يستمر في فقدان المياه إلى الفضاء.
وكشف الباحثون، خلال دراستهم الجديدة التي استخدموا فيها نماذج حاسوبية، عن أن ذرات الهيدروجين في الغلاف الجوي للزهرة تتطاير إلى الفضاء ما يتسبب في خسارة الزهرة نحو ضعف كمية الماء كل يوم مقارنة بالتقديرات السابقة.
ووجد الباحثون أن جزيئاً يسمى «HCO+» وهو عبارة عن أيون يتكون من ذرة واحدة من الهيدروجين والكربون والأكسجين، ويوجد في الجزء العلوي من الغلاف الجوي للزهرة قد يكون السبب وراء فقدان الماء.
ووفق الفريق، فإن الماء مهم جداً للحياة، وهم بحاجة لفهم الظروف التي تدعم وجود الماء السائل في الكون، والتي قد تكون قد أدت إلى الحالة الجافة للزهرة اليوم.
وبينما زارت عشرات البعثات كوكب المريخ في العقود الأخيرة، فإن عدد المركبات الفضائية التي سافرت إلى الزهرة كانت أقل بكثير. ولم تحمل أي من هذه المركبات أدوات قادرة على اكتشاف الجزيء «HCO+».
وخلال السنوات الأخيرة، بدأ عدد متزايد من العلماء يركزون اهتمامهم على كوكب الزهرة. على سبيل المثال، تخطط مهمة وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» المسماة «البحث في الغلاف الجوي العميق للزهرة عن الغازات النبيلة والكيمياء والتصوير الإضافي» أو «DAVINCI» إلى إنزال مسبار عبر الغلاف الجوي للكوكب حتى يصل إلى سطحه. ومن المقرر إطلاق هذه المهمة بحلول نهاية العقد الحالي.
وعلى الرغم من أن المهمة المرتقبة لـ«ناسا» لن تكون قادرة على اكتشاف الجزيء «HCO+»، يأمل الباحثون أن تتمكن مهمة مستقبلية أخرى من الكشف عن جزء رئيسي آخر من قصة وجود الماء على كوكب الزهرة.