احتفت مصر بإنشاء أول دار حضانة صديقة للبيئة في قرية أغورمي بواحة سيوة (جنوب غربي القاهرة)، وذلك بإعلان وزارة التضامن الاجتماعي المصرية، السبت، عن إنجاز المشروع بالتعاون مع وزارة الإسكان.
يعدُّ المبنى صديقاً للبيئة بشكل كامل، سواء فيما يتعلّق بمواد البناء أو بمكوّنات الطاقة داخله. «جميعها من المواد الطبيعية، بهدف توفير جوّ صحّي، وكذلك العمل على توفير الطاقة»، وفق بيان للوزارة.
وقالت وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية نيفين القباج إنّ «الوزارة أنشأت بالتعاون مع الجهاز المركزي لبحوث الإسكان والبناء التابع لوزارة الإسكان، أول حضانة صديقة للبيئة على مستوى مصر والعالم العربي، وذلك باستخدام النظام الإنشائي الصديق للبيئة، في قرية أغورمي بسيوة».
ويتميّز النظام الإنشائي باستخدام بدائل للخرسانة المسلّحة، عبارة عن مواد عضوية من الطبيعة، فيُستَخدم هيكل خشبي بدلاً من الهيكل الخرساني للمبنى، وخشب الجزوارينا وهو من أكثر الأشجار انتشاراً بمصر لقدرته على تحمُّل المناخ الجاف والحار.
ويقوم النظام الإنشائي صديق البيئة أيضاً على تشكيل وصبّ حوائط المبنى باستخدام التربة الطبيعية، بدلاً من حوائط الطوب بأنواعه، كما توضع طبقات البياض الداخلي والخارجي ضمن خلطة مكوَّنة من التربة الطبيعية، بدلاً من البياض الأسمنتي العادي.
ورأت الوزيرة أنّ هذا المشروع يأتي ضمن إطار اعتماد الوزارة لاستراتيجيات بناء صديقة للبيئة، لمواكبة الاتجاه العالمي بتبنّي الأنظمة الصديقة للبيئة في مختلف المجالات، وجزءاً من الخطة العالمية لمواجهة التغيّرات المناخية شديدة الخطورة.
وكان مؤتمر المناخ العالمي الذي أقيم في مصر عام 2022 قد أوصى بالعمل على استخدام الطاقة النظيفة والمواد العضوية وتقليل الانبعاثات المضرّة للبيئة، كما أوصى مؤتمر المناخ للجامعات الأوروبية في مصر بـ«العمل على تحويل المنشآت السياحية مناطقَ صديقة للبيئة، وتقديم خطط تتماشى مع المسارات المتعلقة بخفض الانبعاثات الناتجة عن النشاط السياحي، والعمل على القياس والكشف عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون».
وتُعدّ واحة سيوة التي شهدت أول حضانة صديقة للبيئة، من الأماكن السياحية المعروفة، فتضمّ مباني عدّة ذات الطابع البدائي التي تعتمد على مواد عضوية صديقة للبيئة؛ إلى جانب معالم أثرية عائدة إلى العصرين الفرعوني والروماني، من بينها معبد جوبتير «آمون»، ومعبد الخزينة، وجبل الموتى الذي يضمّ مقابر فرعونية، بالإضافة إلى مياه كبريتية، ومواد عضوية تجعل من الواحة منتجعاً للاستشفاء.
كما يُعدّ المبنى الذي أنشأته وزارتا التضامن والإسكان صديقاً للبيئة لكونه يستخدم المواد الطبيعية في الإنشاء، ولا يسبّب أي انبعاثات لثاني أكسيد الكربون، فيوفر أجواء صحّية في داخله.
وزادت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن الطاقة بنسبة 0.9 في المائة، لتصل إلى رقم قياسي عالمي بلغ أكثر من 36.8 مليار طن، وفق تقرير نشرته الوكالة الدولية للطاقة عام 2023.