«أسود ملون» يغادر سينمات مصر بعد «إيرادات هزيلة»

مخرج الفيلم عدّ العائدات مناسبة كونه عملاً شبابياً

يضم «أسود ملون» مجموعة كبيرة من الممثلين الشباب (الشركة المنتجة)
يضم «أسود ملون» مجموعة كبيرة من الممثلين الشباب (الشركة المنتجة)
TT

«أسود ملون» يغادر سينمات مصر بعد «إيرادات هزيلة»

يضم «أسود ملون» مجموعة كبيرة من الممثلين الشباب (الشركة المنتجة)
يضم «أسود ملون» مجموعة كبيرة من الممثلين الشباب (الشركة المنتجة)

رغم مرور 20 يوماً فقط على طرحه، سُحب فيلم «أسود ملون» من صالات العرض المصرية، بعد تحقيقه إيرادات وُصفت بـ«الهزيلة».

يضم الفيلم مجموعة كبيرة من الفنانين من بينهم، بيومي فؤاد، وأحمد فتحي، ورنا رئيس، ومنة عرفة، وميس حمدان، ومحمد كيلاني، وهو من تأليف أحمد عبد الفتاح عثمان، وإخراج حسن البلاسي في أولى تجاربه الإخراجية بالسينما.

وقال المخرج المصري حسن البلاسي إن السبب وراء سحب الفيلم من السينمات هو «عرض أفلام أخرى سواء عربية أو أجنبية للجمهور في مصر»، مشيراً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «القدرة الاستيعابية للسينمات عامة، تتطلّب عدد أفلامٍ معين للوجود بها حسب مواسم العرض المختلفة».

بيومي فؤاد في لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

ونوّه البلاسي إلى بدء عرض الفيلم في السينمات بدول الخليج رغم رفعه من دور العرض في مصر.

ورأى البلاسي الذي يستعدّ حالياً لتقديم تجربتين جديدتين في الإخراج إحداهما في السينما والأخرى في التلفزيون، أن إيرادات الفيلم مناسبة ومرضية له بصفته مخرجاً، لأن العمل شبابي بسيط، مؤكداً أن الفيلم «تجربة مرحة ومختلفة عن مشاريعه الماضية».

الفيلم حقق إيرادات هزيلة (الشركة المنتجة)

وحقق فيلم «أسود ملون»، إيرادات قدرها نحو 13 ألف جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 47.85 جنيه مصري)، في آخر يوم عرض قبل رفعه، محققاً إجمالي إيرادات قدره 2.2 مليون جنيه خلال فترة وجوده في السينمات، حسب بيان الموزع السينمائي المصري محمود الدفراوي، فيما تصدر فيلم «السرب»، قائمة الإيرادات في أول أيام عرضه الأربعاء، بينما تراجع فيلم «شِقو»، للمرتبة الثانية بعد تصدره للقائمة منذ طرحه يوم 9 أبريل (نيسان) الماضي.

لقطة من فيلم «أسود ملون» (الشركة المنتجة)

وشهد موسم عيد الفطر الماضي طرح أفلام قليلة على غرار «شِقو»، بطولة عمرو يوسف، وفيلم «فاصل من اللحظات اللذيذة»، بطولة هشام ماجد، وفيلم «عالماشي»، بطولة علي ربيع، بالإضافة لفيلم «أسود ملون»، كما استمر عرض فيلم «الحريفة»، منذ طرحه في مطلع العام الحالي حتى موسم عيد الفطر، بينما سُحب أيضاً بعد تحقيقه إيرادات إجمالية بلغت 74.3 مليون جنيه.

ورأى الناقد الفني المصري كمال القاضي أن رفع فيلم «أسود ملون» من دور العرض بهذه السرعة دليل قاطع على أن السينما أصبحت مجرد سلعة اقتصادية، فالمنتج ليس لديه استعداد لتحمل أي خسارة؛ لأن ذلك يعطل دورة رأس ماله الاقتصادية ويتسبب في مزيد من الخسائر.

رنا رئيس في أحد مشاهد الفيلم (الشركة المنتجة)

ويضيف القاضي لـ«الشرق الأوسط»: «قد يعود قرار رفع الفيلم من دور السينما إلى أسباب فنية بحتة تتعلّق بالمستوى الضعيف للمحتوى ككل، لأن الإيرادات التي سجلها شباك التذاكر أقل من التكلفة بكثير وهو مبرر كافٍ لرفعه».


مقالات ذات صلة

فنانون مصريون يتجهون للإنتاج السينمائي والدرامي

يوميات الشرق ياسمين رئيس مع أسماء جلال في مشهد من الفيلم (حسابها على «فيسبوك»)

فنانون مصريون يتجهون للإنتاج السينمائي والدرامي

انضمت الفنانة المصرية ياسمين رئيس لقائمة الممثلين الذين قرروا خوض تجربة الإنتاج السينمائي من خلال فيلمها الجديد «الفستان الأبيض».

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما يبدأ الجزء الثاني من سجن آرثر فليك.. الصورة من صالة سينما سعودية حيث يُعرض الفيلم حالياً (الشرق الأوسط)

فيلم «الجوكر2»... مزيد من الجنون يحبس أنفاس الجمهور

يخرج آرثر فليك (واكين فينيكس) من زنزانته، عاري الظهر، بعظام مقوّسه، يسحبه السجانون بشراسة وتهكّم...

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق يشجّع المهرجان الأطفال والشباب في مجال صناعة السينما (الشرق الأوسط)

الشيخة جواهر القاسمي لـ«الشرق الأوسط»: الأفلام الخليجية تنمو والطموح يكبُر

الأثر الأهم هو تشجيع الأطفال والشباب في مجال صناعة السينما، ليس فقط عن طريق الإخراج، وإنما أيضاً التصوير والسيناريو والتمثيل. 

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق صورة تذكارية لفريق عمل مهرجان «الجونة» (إدارة المهرجان)

فنانون ونقاد لا يرون تعارضاً بين الأنشطة الفنية ومتابعة الاضطرابات الإقليمية

في حين طالب بعضهم بإلغاء المهرجانات الفنية لإظهار الشعور القومي والإنساني، فإن فنانين ونقاد رأوا أهمية استمرار هذه الأنشطة وعدم توقفها كدليل على استمرار الحياة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق البرنامج يقدم هذا العام 20 فيلماً تمثل نخبة من إبداعات المواهب السعودية الواعدة (مهرجان البحر الأحمر)

«سينما السعودية الجديدة» يعكس ثقافة المجتمع

أطلق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي برنامج «سينما السعودية الجديدة»؛ لتجسيد التنوع والابتكار في المشهد السينمائي، وتسليط الضوء على قصص محلية أصيلة.

«الشرق الأوسط» (جدة)

فنانون مصريون يتجهون للإنتاج السينمائي والدرامي

ياسمين رئيس مع أسماء جلال في مشهد من الفيلم (حسابها على «فيسبوك»)
ياسمين رئيس مع أسماء جلال في مشهد من الفيلم (حسابها على «فيسبوك»)
TT

فنانون مصريون يتجهون للإنتاج السينمائي والدرامي

ياسمين رئيس مع أسماء جلال في مشهد من الفيلم (حسابها على «فيسبوك»)
ياسمين رئيس مع أسماء جلال في مشهد من الفيلم (حسابها على «فيسبوك»)

انضمت الفنانة المصرية ياسمين رئيس لقائمة الممثلين الذين قرروا خوض تجربة الإنتاج السينمائي من خلال فيلمها الجديد «الفستان الأبيض» المنتظر أن يشارك في النسخة السابعة من مهرجان الجونة السينمائي، المقرر انطلاقها يوم 24 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

وأظهر «التريلر» الدعائي للفيلم، الذي تقوم ببطولته ياسمين رئيس مع أسماء جلال، اسم رئيس كمنتج شريك في الفيلم مع المنتج محمد حفظي بأولى تجاربها في مجال الإنتاج الفني، وهو الفيلم الذي كتبته وتخرجه جيلان عوف، فيما تدور الأحداث حول قصة فتاتين تُضطر إحداهن للبحث عن فستان زفافها عشية العرس، لكن رحلة البحث تتحول لرحلة من أجل اكتشاف الذات.

تقول ياسمين رئيس إن خوضها للتجربة ارتبط بقوة المشروع والسيناريو الذي اطلعت عليه، مضيفة لـ«الشرق الأوسط» أنها اتخذت القرار لإعجابها بالفكرة والمعالجة وطريقة تقديمها، مشيرة إلى أن رغبتها في خروج الفيلم للنور ورؤية الجمهور شخصية «وردة» التي تقدمها بالأحداث في الصالات السينمائية جعلها تنخرط كشريكة في الإنتاج لدعم المشروع.

ويشيد الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين بخطوة ياسمين رئيس للمشاركة في الإنتاج، معرباً عن أمله في أن يتجه الفنانون للانخراط في تجارب إنتاجية تقدمهم بشكل مختلف.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «كثيراً من الفنانين خاضوا تجربة الإنتاج وقدموا تجارب مهمة سينمائياً، سواء فيما يتعلق بالأدوار التي قدموها أو حتى بالقضية التي تناولوها، منهم الفنان الراحل فريد شوقي الذي خاض تجربة الإنتاج بفيلم (جعلوني مجرماً) الذي تسبب في تغيير القوانين وقتها».

وياسمين رئيس ليست الممثلة الأولى التي تخوض تجربة الإنتاج هذا العام، فقد سبقتها الفنانة هند صبري بمشاركتها كمنتج فني لمسلسلها «البحث عن علا 2» الذي انطلق عرضه الشهر الماضي على منصة «نتفليكس».

هند وظافر في مشهد من «البحث عن علا 2» (نتفليكس)

ويملك عدد من الفنانين شركات إنتاج في الوقت الحالي أو شركاء فيها مع آخرين من بينهم أحمد حلمي، ومنى زكي، ومحمد هنيدي، وإلهام شاهين، بالإضافة إلى بعض صناع السينما، منهم المخرجان رامي إمام وطارق العريان، بالإضافة إلى المؤلف صلاح الجهيني.

وأوضح الناقد المصري محمد عبد الخالق أن «مشاركة الفنانين في الإنتاج لا يكون الهدف منها ضخ الأموال فحسب، ولكن مرتبط برغبة الممثل في تقديم التجربة بمستوى وشكل معين ربما لا يلقى الحماس من المنتج بحماس الممثل نفسه الذي تكون لديه حرية أكبر بالعمل عندما يكون منتجاً أو شريكاً في إنتاج العمل الفني».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن هند صبري قدمت هذا النموذج في مسلسل (البحث عن علا) بجزأيه، فلم يكن ذلك مرتبطاً بضخ الأموال في الإنتاج بقدر اهتمامها بمتابعة جميع التفاصيل الفنية الخاصة بالعمل، من الكتابة والتصوير والنقاش مع الكتاب بمنظور الممثلة والمنتجة وصولاً لتسليم الحلقات وبدء عرضها».

وخاضت الفنانة إلهام شاهين تجربة الإنتاج من خلال عدة أفلام؛ أبرزها «يوم للستات» الذي حصد العديد من الجوائز في المهرجانات التي شارك بها، لكن إلهام أكدت في تصريحات تلفزيونية سابقة أن تجربة الإنتاج جعلتها تخسر على المستوى المادي بسبب اهتمامها بأدق التفاصيل، رغم تصريحها بمساندة زملائها لها بتخفيض أجورهم في الأعمال التي أنتجتها.

وأكدت إلهام أن الخسائر التي تعرضت لها على المستوى الإنتاجي كانت سبباً في عدم قدرتها على إنتاج أعمال أخرى كانت ترغب في تقديمها من بينها فيلم «حظر تجول» الذي استمر معها لمدة عام، ولم تستطع إنتاجه إلى أن تحمست له شركة أخرى قامت بإنتاجه.

ويختتم محمد عبد الخالق حديثه بالتأكيد على أن «مشاركة الفنانين في العملية الإنتاجية أمر إيجابي؛ لأنهم سيكونون قادرين على تقديم أعمال فنية تبقى في ذاكرة السينما والدراما، دون التركيز على الربح المادي».