ضجيج حركة المرور يزيد مخاطر أمراض القلب

ضجيج حركة المرور يؤثر على صحة القلب  (رويترز)
ضجيج حركة المرور يؤثر على صحة القلب (رويترز)
TT

ضجيج حركة المرور يزيد مخاطر أمراض القلب

ضجيج حركة المرور يؤثر على صحة القلب  (رويترز)
ضجيج حركة المرور يؤثر على صحة القلب (رويترز)

ربط فريق بحث دولي بين ضجيج حركة المرور وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكتة الدماغية، عبر أدلة علمية حديثة.

ونتيجة لذلك، دعا الباحثون، من الدنمارك وسويسرا وأميركا وألمانيا، إلى الاعتراف بالضوضاء المرورية كعامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وفق نتائج دراسة نشروا نتائجها، الجمعة، بدورية «سيركوليشن» التابعة لجمعية القلب الأميركية.

وتشير الدراسات الوبائية إلى أن ضجيج حركة المرور، مثل ضجيج الطرق والسكك الحديدية والطائرات، يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والوفيات المرتبطة بها.

وهناك أدلة قوية تربط بين هذا الضجيج وتطور مشكلات القلب والتمثيل الغذائي، مثل مرض نقص تروية القلب، وفشل القلب، والسكتة الدماغية، والسكري.

ويؤدي ضجيج حركة المرور ليلاً، بحسب الدراسات السابقة، إلى انقطاع النوم المتكرر، وتقليل مدته، ما يسبب ارتفاعاً في مستويات هرمونات الإجهاد، وزيادة الإجهاد التأكسدي في النظام الدموي والدماغ، وهذه الظروف تسهم في زيادة تكوين الجذور الحرة؛ ما يمكن أن يعزز اضطرابات الأوعية الدموية، والالتهابات، وارتفاع ضغط الدم، وبالتالي يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وخلال الدراسة الجديدة، ركّز الفريق البحثي على التأثيرات الصحية غير المباشرة وغير السمعية لضوضاء وسائط النقل على القلب والأوعية الدموية. كما قدموا نظرة عامة محدثة على الأبحاث الوبائية التي تدرس تأثيرات ضجيج حركة المرور على الأمراض، وعوامل الخطر القلبية الوعائية.

وأظهرت النتائج أنه مع كل زيادة قدرها 10 ديسيبل (وحدة قياس شدة الصوت) في التعرض لضجيج حركة المرور، يرتفع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية وفشل القلب، بنسبة تصل إلى 3.2 في المائة.

ووفق الباحثين، فإن هناك تأثيرات محتملة للضوضاء على عدة جوانب بيولوجية، بما في ذلك التغيرات في شبكات الجينات، وإيقاع الساعة البيولوجية، والإشارات المتبادلة عبر المحور العصبي القلبي، يمكن أن تسبب الإجهاد التأكسدي، والالتهابات، وتؤثر على التمثيل الغذائي.

من جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة بجامعة ماينز في ألمانيا، الدكتور توماس مونزيل: «في ظل استمرار تعرض نسبة كبيرة من السكان لضوضاء المرور الضارة حتى بعد انتهاء جائحة كوفيد، تكتسب جهود مكافحة الضوضاء وتشريعات تقليلها أهمية كبرى للصحة العامة في المستقبل».

وأضاف عبر موقع الجامعة: «من الضروري أيضاً أن يُعترف بضجيج حركة المرور كعامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، نظراً للأدلة القوية المتوفرة في هذا الصدد».


مقالات ذات صلة

بريطانيا: أكثر من وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات «ستكون بسبب السرطان»

صحتك بحث يؤكد أن حالات الوفاة بالسرطان بين البريطانيين في ازدياد (رويترز)

بريطانيا: أكثر من وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات «ستكون بسبب السرطان»

خلص تقرير جديد إلى أن أكثر من حالة وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات في المملكة المتحدة ما بين الآن وعام 2050 ستكون بسبب السرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك شعار برنامج الدردشة الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي» (رويترز)

دراسة: «شات جي بي تي» يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض

كشفت دراسة علمية جديدة، عن أن روبوت الدردشة الذكي الشهير «شات جي بي تي» يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض؛ الأمر الذي وصفه فريق الدراسة بأنه «صادم».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم بولينا براندبرغ قالت على «إكس» إنها تعاني من «أغرب رهاب للموز في العالم» (رويترز)

غرف خالية من الموز بسبب «فوبيا» وزيرة سويدية

تسببت فوبيا تعاني منها وزيرة سويدية في دفع مسؤولين حكوميين إلى طلب إخلاء الغرف من الفاكهة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الإصابة بحصوات الكلى والنقرس من الحالات الشائعة (المعهد الوطني للصحة بالولايات المتحدة)

أدوية للسكري تخفّض خطر الإصابة بحصوات الكلى

أظهرت دراسة جديدة أنّ نوعاً من أدوية علاج مرض السكري من النوع الثاني قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بحصوات الكلى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك علب من أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» المضادة للسكري تكبح التدهور المعرفي المرتبط بألزهايمر

كشف فريق من الباحثين الأميركيين أن عقار سيماغلوتيد، الذي يتم تسويقه تحت اسمي «أوزمبيك» و«ويغوفي» من شأنه أن يحسن بشكل ملحوظ استهلاك الدماغ للسكر.

«الشرق الأوسط» (باريس)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
TT

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب في جميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

وأظهرت الدراسة، التي قادها فريق من جامعة كوينزلاند في أستراليا، ونُشرت نتائجها، الجمعة، في دورية «The Lancet Psychiatry»، أن كثيرين من المصابين بالاكتئاب لا يتلقون العناية اللازمة، ما يزيد من معاناتهم ويؤثر سلباً على جودة حياتهم.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 300 مليون شخص الاكتئاب، مما يجعله السبب الرئيسي للإعاقة عالمياً. وتشير التقديرات إلى أن 5 في المائة من البالغين يعانون هذا المرض. وضمّت الدراسة فريقاً من الباحثين من منظمة الصحة العالمية وجامعتيْ واشنطن وهارفارد بالولايات المتحدة، وشملت تحليل بيانات من 204 دول؛ لتقييم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية النفسية.

وأظهرت النتائج أن 9 في المائة فقط من المصابين بالاكتئاب الشديد تلقّوا العلاج الكافي على مستوى العالم. كما وجدت الدراسة فجوة صغيرة بين الجنسين، حيث كان النساء أكثر حصولاً على العلاج بنسبة 10.2 في المائة، مقارنة بــ7.2 في المائة للرجال. ويُعرَّف العلاج الكافي بأنه تناول الدواء لمدة شهر على الأقل، إلى جانب 4 زيارات للطبيب، أو 8 جلسات مع متخصص.

كما أظهرت الدراسة أن نسبة العلاج الكافي في 90 دولة كانت أقل من 5 في المائة، مع تسجيل أدنى المعدلات في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا بنسبة 2 في المائة.

وفي أستراليا، أظهرت النتائج أن 70 في المائة من المصابين بالاكتئاب الشديد لم يتلقوا الحد الأدنى من العلاج، حيث حصل 30 في المائة فقط على العلاج الكافي خلال عام 2021.

وأشار الباحثون إلى أن كثيرين من المرضى يحتاجون إلى علاج يفوق الحد الأدنى لتخفيف معاناتهم، مؤكدين أن العلاجات الفعّالة متوفرة، ومع تقديم العلاج المناسب يمكن تحقيق الشفاء التام. وشدد الفريق على أهمية هذه النتائج لدعم خطة العمل الشاملة للصحة النفسية، التابعة لمنظمة الصحة العالمية (2013-2030)، التي تهدف إلى زيادة تغطية خدمات الصحة النفسية بنسبة 50 في المائة على الأقل، بحلول عام 2030. ونوه الباحثون بأن تحديد المناطق والفئات السكانية ذات معدلات علاج أقل، يمكن أن يساعد في وضع أولويات التدخل وتخصيص الموارد بشكل أفضل.

يشار إلى أن الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم، حيث يؤثر على ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، ويرتبط بشكل مباشر بمشاعر الحزن العميق، وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، مما يؤثر سلباً على الأداء الوظيفي والعلاقات الاجتماعية.