أقل من 60 شركة مسؤولة عن نصف التلوث البلاستيكي في العالم

أقل من 60 شركة متعددة الجنسيات مسؤولة عن أكثر من نصف التلوث البلاستيكي بالعالم (أ.ب)
أقل من 60 شركة متعددة الجنسيات مسؤولة عن أكثر من نصف التلوث البلاستيكي بالعالم (أ.ب)
TT

أقل من 60 شركة مسؤولة عن نصف التلوث البلاستيكي في العالم

أقل من 60 شركة متعددة الجنسيات مسؤولة عن أكثر من نصف التلوث البلاستيكي بالعالم (أ.ب)
أقل من 60 شركة متعددة الجنسيات مسؤولة عن أكثر من نصف التلوث البلاستيكي بالعالم (أ.ب)

أكدت دراسة جديدة أن أقل من 60 شركة متعددة الجنسيات مسؤولة عن أكثر من نصف التلوث البلاستيكي في العالم.

وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد خلص الباحثون إلى أنه مقابل كل نسبة زيادة في إنتاج البلاستيك، هناك زيادة مماثلة في التلوث البلاستيكي في البيئة.

وقام فريق دولي من المتطوعين بجمع ومسح أكثر من مليون و800 ألف قطعة من النفايات البلاستيكية في 84 دولة على مدار 5 سنوات.

وكان الجزء الأكبر من هذه النفايات التي تم جمعها عبارة عن عبوات تُستخدَم مرة واحدة لتغليف الأغذية والمشروبات ومنتجات التبغ.

وكان نصف النفايات البلاستيكية تابعاً لـ56 شركة متعددة الجنسيات، متخصصة في السلع الاستهلاكية.

وكانت شركتا «ألتريا» و«فيليب موريس إنترناشيونال» لإنتاج التبغ والسجائر مسؤولتين عن 2 في المائة من هذه النفايات البلاستيكية، في حين أنتجت شركتا «دانون» و«نستله» 3 في المائة منها، وكانت شركة «بيبسيكو» مسؤولة عن 5 في المائة من النفايات، مقابل 11 في المائة لـ«كوكا كولا».

وتعليقاً على ذلك، قالت شركة «كوكا كولا» لـ«الغارديان»: «نحن نتعهد بجعل 100 في المائة من عبواتنا قابلة لإعادة التدوير عالمياً بحلول عام 2025، وباستخدام ما لا يقل عن 50 في المائة من المواد المعاد تدويرها في التغليف بحلول عام 2030».

ومن جهتها، قالت «نستله» إنها خفضت من استخدام البلاستيك بنسبة 14.9 في المائة في السنوات الخمس الماضية.

ولفتت إلى أنها تدعم إنشاء لائحة عالمية ملزمة قانوناً بشأن التلوث البلاستيكي.

منشأة لإعادة تدوير البلاستيك في سريلانكا (أ.ف.ب)

ومع ذلك، في حين أن مجموعة من هذه الشركات اتخذت تدابير طوعية لتقليل التلوث البلاستيكي، فإن الخبراء الذين يقفون وراء الدراسة يقولون إن هذه التدابير لا تعمل.

ولفتوا إلى أن إنتاج البلاستيك تَضاعفَ منذ بداية عام 2000، وأن 9 في المائة فقط منه يخضع لإعادة تدويره.

وقال مؤلف الدراسة، ماركوس إريكسن، خبير التلوث البلاستيكي من معهد «5 غيريس» في لوس أنجليس: «إن الشركات والعلامات التجارية تحب دائماً أن تضع مسؤولية مثل هذه الأشياء على عاتق الفرد».

وأضاف: «لكننا نود أن نشير إلى أن العلامات التجارية هي التي تختار أنواع التغليف التي تستخدمها في منتجاتها المختلفة، وهو ما ينتج عنه تلوث بلاستيكي واسع».

ومن جهتها، قالت كاثي ويليس، عالمة البيئة من «منظمة الكومنولث للأبحاث العلمية والصناعية» في أستراليا، التي شاركت أيضاً في الدراسة، إن تحليلهم الإحصائي أظهر أن كل زيادة بنسبة 1 في المائة في إنتاج البلاستيك كانت مرتبطة بشكل مباشر بنحو زيادة بنسبة 1 في المائة في التلوث البلاستيكي.

وأضافت: «في الواقع، عندما رأيت هذه الزيادة بنسبة 1 إلى 1، شعرت بالذهول».

وأكدت الحاجة الملحة لوضع حد أقصى لكمية البلاستيك التي تنتجها الشركات.


مقالات ذات صلة

أنشطة منزلية تزيد من تعرضك للجزيئات البلاستيكية الضارة... تعرف عليها

يوميات الشرق عرض جزيئات بلاستيكية دقيقة تم جمعها من البحر باستخدام مجهر بجامعة برشلونة (أرشيفية - رويترز)

أنشطة منزلية تزيد من تعرضك للجزيئات البلاستيكية الضارة... تعرف عليها

حذر علماء من أن الأنشطة المنزلية اليومية مثل طي الملابس والجلوس على الأريكة قد تنبعث منها سحب من البلاستيك الدقيق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رجل يركب دراجة نارية وسط ضباب كثيف بالقرب من نيودلهي (إ.ب.أ)

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

مع تفاقم الضباب الدخاني السام الذي يلف نيودلهي هذا الأسبوع، فرضت السلطات في العاصمة الهندية مجموعة من القيود الأكثر صرامة على حركة المركبات والسكان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
أوروبا وزيرة البيئة الأوكرانية تلقي كلمة في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 29) في أذربيجان 20 نوفمبر 2024 (رويترز)

أوكرانيا تُقدّر الضرر البيئي نتيجة الحرب بـ71 مليار دولار

قالت وزيرة البيئة الأوكرانية إن الضرر البيئي بسبب العمليات العسكرية جراء الغزو الروسي لأوكرانيا منذ فبراير 2022 يقدّر بـ71 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (كييف)
بيئة ارتفاع مستويات الميثان من الأراضي الرطبة الاستوائية (أرشيفية - رويترز)

ارتفاع مستويات الميثان من الأراضي الرطبة الاستوائية يُهدد خطط المناخ

أظهرت أوراق بحثية أن الأراضي الرطبة الاستوائية حول العالم بات نبعث منها كميات من غاز الميثان أكبر من أي وقت مضى.

«الشرق الأوسط» (باكو)
يوميات الشرق صورة نشرها العلماء للدودة الجديدة المكتشَفة

دودة تأكل البلاستيك... اكتشاف لتقليل التلوث بسرعة وكفاءة

اكتشف عدد من العلماء دودة آكلة للبلاستيك  في كينيا، قالوا إنها يمكن أن تُحدث ثورة في تقليل التلوث بسرعة وكفاءة.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
TT

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب في جميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

وأظهرت الدراسة، التي قادها فريق من جامعة كوينزلاند في أستراليا، ونُشرت نتائجها، الجمعة، في دورية «The Lancet Psychiatry»، أن كثيرين من المصابين بالاكتئاب لا يتلقون العناية اللازمة، ما يزيد من معاناتهم ويؤثر سلباً على جودة حياتهم.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 300 مليون شخص الاكتئاب، مما يجعله السبب الرئيسي للإعاقة عالمياً. وتشير التقديرات إلى أن 5 في المائة من البالغين يعانون هذا المرض. وضمّت الدراسة فريقاً من الباحثين من منظمة الصحة العالمية وجامعتيْ واشنطن وهارفارد بالولايات المتحدة، وشملت تحليل بيانات من 204 دول؛ لتقييم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية النفسية.

وأظهرت النتائج أن 9 في المائة فقط من المصابين بالاكتئاب الشديد تلقّوا العلاج الكافي على مستوى العالم. كما وجدت الدراسة فجوة صغيرة بين الجنسين، حيث كان النساء أكثر حصولاً على العلاج بنسبة 10.2 في المائة، مقارنة بــ7.2 في المائة للرجال. ويُعرَّف العلاج الكافي بأنه تناول الدواء لمدة شهر على الأقل، إلى جانب 4 زيارات للطبيب، أو 8 جلسات مع متخصص.

كما أظهرت الدراسة أن نسبة العلاج الكافي في 90 دولة كانت أقل من 5 في المائة، مع تسجيل أدنى المعدلات في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا بنسبة 2 في المائة.

وفي أستراليا، أظهرت النتائج أن 70 في المائة من المصابين بالاكتئاب الشديد لم يتلقوا الحد الأدنى من العلاج، حيث حصل 30 في المائة فقط على العلاج الكافي خلال عام 2021.

وأشار الباحثون إلى أن كثيرين من المرضى يحتاجون إلى علاج يفوق الحد الأدنى لتخفيف معاناتهم، مؤكدين أن العلاجات الفعّالة متوفرة، ومع تقديم العلاج المناسب يمكن تحقيق الشفاء التام. وشدد الفريق على أهمية هذه النتائج لدعم خطة العمل الشاملة للصحة النفسية، التابعة لمنظمة الصحة العالمية (2013-2030)، التي تهدف إلى زيادة تغطية خدمات الصحة النفسية بنسبة 50 في المائة على الأقل، بحلول عام 2030. ونوه الباحثون بأن تحديد المناطق والفئات السكانية ذات معدلات علاج أقل، يمكن أن يساعد في وضع أولويات التدخل وتخصيص الموارد بشكل أفضل.

يشار إلى أن الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم، حيث يؤثر على ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، ويرتبط بشكل مباشر بمشاعر الحزن العميق، وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، مما يؤثر سلباً على الأداء الوظيفي والعلاقات الاجتماعية.