ما حقيقة نجاح مصر في توطين زراعة «البن»؟

حجم استهلاك مواطنيها من القهوة بلغ 70 ألف طن خلال 2023

خطة مصرية طموحة لتوطين زراعة البن في أراضيها (الهيئة العامة للاستعلامات)
خطة مصرية طموحة لتوطين زراعة البن في أراضيها (الهيئة العامة للاستعلامات)
TT

ما حقيقة نجاح مصر في توطين زراعة «البن»؟

خطة مصرية طموحة لتوطين زراعة البن في أراضيها (الهيئة العامة للاستعلامات)
خطة مصرية طموحة لتوطين زراعة البن في أراضيها (الهيئة العامة للاستعلامات)

أثارت أنباء عن نجاح مصر في تجارب «أولية» لزراعة «البن» في أراضيها؛ تمهيداً لتوطين زراعته محلياً، بعد نحو 40 عاماً من التجارب العلمية، تساؤلات حول إمكانيات النجاح في تعميم التجربة بالبلاد، والمعوقات المناخية التي يسعى العلماء لحلها.

وفي حين قوبلت الأنباء بترحيب واسع من قطاعات واسعة من المصريين، واحتفاء على مواقع التواصل الاجتماعي، رأى خبراء أنه من السابق لأوانه الحكم على نجاح التجربة، لا سيما أن المناخ المصري غير مناسب لزراعة البن، كما أنه وفق الخبراء يوجد الكثير من العوامل الأخرى المؤثرة، منها جودة المنتج، وتكاليف إنتاجه.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر بوزارة الزراعة المصرية (الأربعاء) تأكيدها أن «معهد البساتين التابع لوزارة الزراعة يجري حالياً التجارب على زراعة البن المصري في منطقة القناطر الخيرية (شمال القاهرة)، حيث إنه من المستهدف زراعة 120 ألف شتلة وفقاً للخريطة التي يعدها معهد البساتين في عدة محافظات، لم يتم تحديدها حتى الآن»، وأشارت المصادر إلى أنه «فور الانتهاء من تجارب زراعة شتلات البن المصري، سيتم الإعلان رسمياً عن المحافظات التي يتم زراعته فيها».

مزارع يتابع قطف البن بالقناطر الخيرية (شمال القاهرة) (الهيئة العامة للاستعلامات)

وذكرت الهيئة العامة للاستعلامات عبر صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك»، الثلاثاء، تحت عنوان «البن هيبقى مصري»، أنه «لأول مرة في تاريخها الزراعي... مصر تحصد إنتاجها من البن بالقناطر الخيرية»، وقالت الهيئة، إنه «بعد عدة تجارب لمدة 40 عاماً، نجح معهد البحوث الزراعية في زراعة وحصاد البن بعدد من المحافظات منها القليوبية والبحيرة والإسماعيلية وأسيوط والمنيا بطاقة تصل إلى 600 طن على أن يتم تعميم التجربة بشكل أوسع الفترة المقبلة».

وتشكل القهوة أهمية كبيرة للمصريين، وترتبط بفكرة «المزاج» والاستمتاع بالحياة، وشهدت الأسواق المصرية ارتفاعاً مستمراً لأسعار البن خلال العامين الماضيين، ويبلغ استهلاك المصريين من البن نحو 70 ألف طن سنوياً، وفق شعبة البن بالغرفة التجارية بالقاهرة. ويواجه محصول البن أزمة عالمية نتيجة انخفاض الإنتاجية بسبب التغيرات المناخية، والتضخم العالمي الذي أدى إلى زيادة تكلفة الإنتاج، وحذرت دراسة لمنظمة القهوة العالمية «ICO» في فبراير (شباط) 2022 من استمرار انخفاض إنتاجية البن عالمياً، وقالت الدراسة إن «مزارعي البن في بعض البلدان المنتجة مثل: البرازيل، وكولومبيا، وكوستاريكا، والسلفادور، يتكبدون خسائر في الفترة الأخيرة».

مصر تراهن على توطين زراعة البن لتقليل فاتورة الاستيراد (الهيئة العامة للاستعلامات)

وقال خبراء لـ«الشرق الأوسط» إن «زراعة البن» تحتاج إلى مناخ خاص، كما يجب أن يزرع في أرض يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر ما بين 1200 و1600 متر، ويبلغ الإنتاج العالمي من البن نحو 10 ملايين طن سنوياً، وتحتل البرازيل قائمة الدول الأكثر إنتاجاً، حيث تنتج ما بين 30 و32 في المائة من الإنتاج العالمي، تليها فيتنام 18 في المائة، ثم كولومبيا وإندونيسيا بنسبة 8 في المائة لكل منهما، وإثيوبيا 6 في المائة، وتنتج دول أخرى نسباً أقل، منها أوغندا والهند والمكسيك. فيما يتم الاحتفال باليوم العالمي للقهوة في أول أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام.

ورأى أستاذ الاقتصاد الزراعي الدكتور جمال صيام أنه «من السابق لأوانه الحكم على تجربة مصر في زراعة البن»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «عمليات ضبط بيئة الزراعة بسبب عدم تناسب مناخ مصر مع زراعة البن قد يؤدي إلى زيادة تكلفة الإنتاج، كما أنه من المستبعد منافسة دول (مخضرمة) في زراعة البن، مثل البرازيل وكولومبيا، وستتضح الكثير من التفاصيل بعد خوض التجربة ونتائجها».

باحثة بمعهد البساتين التابع لوزارة الزراعة المصرية (الهيئة العامة للاستعلامات)

وأكد مدير معهد البساتين بوزارة الزراعة المصرية الدكتور أيمن حمودة «نجاح التجارب المبدئية لزراعة البن»، وقال في تصريحات صحافية إن «النتائج المبدئية لزراعة البن مبشرة، حيث وصلت إنتاجية الشجرة ما بين 7 إلى 9 كيلو غرامات»، موضحا أنه «يتم استخدام بعض المركبات للحد من تأثير ارتفاع درجات الحرارة والتغيرات المناخية التي تؤثر سلباً على محصول البن».

وقوبلت أنباء زراعة البن في مصر باحتفاء واسع على منصات التواصل الاجتماعي، وحرص كثير من المشاركين على نشر صور لأول حصاد لمحصول البن، مصحوبة بتعليقات مرحبة.

وأكد رئيس شعبة البن في غرفة تجارة القاهرة حسن فوزي لـ«الشرق الأوسط» إن «زراعة البن في مصر ستوفر ملايين الدولارات التي ننفقها في الاستيراد، وأتمنى نجاح التجربة، إذ من الممكن أن نقوم بالتصدير للخارج»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن الحكم على التجربة بالوقت الراهن، لكن سننتظر تكلفة الإنتاج وجودة البن، وهل هو مناسب للذوق والمستهلك المصري أم لا».


مقالات ذات صلة

كيف تؤثر القهوة في أمعائك؟

صحتك شرب القهوة يزيد من تنوع ميكروبيوم الأمعاء (إ.ب.أ)

كيف تؤثر القهوة في أمعائك؟

كشفت دراسة جديدة عن أن شرب القهوة يزيد من تنوع ميكروبيوم الأمعاء ويعزز نمو البكتيريا المفيد بها، الأمر الذي يؤثر بالإيجاب في صحتنا ككل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك القهوة غنية بمضادات الأكسدة (أ.ف.ب)

فوائد تناول البروتين مع القهوة في الصباح

يمكن للقهوة والبروتين تعزيز صحتك بطرق متنوعة، فالقهوة غنية بمضادات الأكسدة ويمكن أن تساعد في مقاومة الإجهاد التأكسدي، الذي يرتبط بالإصابة بالأمراض المزمنة.

صحتك لا يقتصر حب القهوة على تناول فنجان أو اثنين في اليوم... فمنهم مَن يشرب 50 منها (رويترز)

ماذا يحدث لجسمك عند تناول رشفة من الكافيين؟

يرصد التقرير كيف يؤثر الكافيين علينا ويسبب تغيراً بيولوجياً في أجسامنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد نائب أمير منطقة جازان يدشن المركز وإلى جانبه نائب الرئيس للشؤون العامة في «أرامكو» خالد الزامل (أرامكو)

«أرامكو» تدشّن مركز تطوير البن السعودي في منطقة جازان

دشّنت «أرامكو السعودية» مركز تطوير البن السعودي في جازان ضمن مبادرات المواطنة التي تقدمها لدعم زراعة وإنتاج البن في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (الظهران)
يوميات الشرق لا يقتصر حب القهوة على تناول فنجان أو اثنين في اليوم... فمنهم مَن يشرب 50 منها (رويترز)

ومن البُنِّ ما قتل... مشاهير أدمنوا القهوة فشربوا 50 فنجاناً في اليوم

وصل هَوَس الكاتب هونوري ده بالزاك بالقهوة حدّ تناول 50 فنجاناً منها يومياً، أما بريتني سبيرز فتشربها بالـ«غالونات». ما سر هذا المشروب الذي أدمنه المشاهير؟

كريستين حبيب (بيروت)

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)
فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)
TT

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)
فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)

أكد الفنان السعودي فهد المطيري أن فيلمه الجديد «فخر السويدي» لا يشبه المسرحية المصرية الشهيرة «مدرسة المشاغبين» التي قدمت في سبعينات القرن الماضي، لافتاً إلى أن الفيلم يحترم دور المعلم ويقدّره حتى مع وجود الطابع الكوميدي في العمل.

الفيلم الذي عُرض للمرة الأولى ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية» بالنسخة الماضية من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تدور أحداثه في 8 فصول حول رهان مدير المدرسة على تأسيس «الفصل الشرعي» ليقدم من خلاله نهجا مختلفاً عن المتبع.

وقال المطيري لـ«الشرق الأوسط» إن «المدرسة تشكل فترة مهمة في حياة كل شخص ولا تزال هناك ذكريات ومواقف راسخة في ذاكرتنا عنها، الأمر الذي سيجعل من يشاهد الفيلم يشعر بأن هناك مواقف مشابهة ربما تعرض لها أو شاهدها بالفعل خلال مسيرته التعليمية»، مرجعاً حماسه لتقديم شخصية الأستاذ «شاهين دبكة» مدير ثانوية «السويدي الأهلية» رغم كون الدور لرجل أكبر منه سناً إلى إعجابه بالفكرة التي يتناولها العمل وشعوره بالقدرة على تقديم الدور بشكل مختلف.

فهد المطيري مع أبطال الفيلم (الشركة المنتجة)

وأضاف المطيري: «إن الماكياج الذي وضعته لإظهار نفسي أكبر عمراً، استوحيته جزئياً من الفنان الراحل حسين الرضا خصوصاً مع طبيعة المدير ومحاولته المستمرة إظهار قدرته في السيطرة على الأمور وإدارتها بشكل جيد، وإظهار نفسه ناجحاً في مواجهة شقيقه الأصغر الذي يحقق نجاحات كبيرة في العمل ويرأسه».

وحول تحضيرات التعامل مع الشخصية، أكد المطيري أن خلفيته البدوية ساعدته كثيراً لكونه كان يحضر مجالس كبار السن باستمرار في منزلهم الأمر الذي لعب دوراً في بعض التفاصيل التي قدمها بالأحداث عبر دمج صفات عدة شخصيات التقاها في الواقع ليقدمها في الدور، وفق قوله.

وأوضح أنه كان حريصاً خلال العمل على إبراز الجانب الأبوي في شخصية شاهين وتعامله مع الطلاب من أجل تغيير حياتهم للأفضل وليس التعامل معهم على أنه مدير مدرسة فحسب، لذلك حاول مساعدتهم على بناء مستقبلهم في هذه المرحلة العمرية الحرجة.

وأشار إلى أنه عمل على النص المكتوب مع مخرجي الفيلم للاستقرار على التفاصيل من الناحية الفنية بشكل كبير، سواء فيما يتعلق بطريقة الحديث أو التوترات العصبية التي تظهر ملازمة له في الأحداث، أو حتى طريقة تعامله مع المواقف الصعبة التي يمر بها، وأضاف قائلاً: «إن طريقة كتابة السيناريو الشيقة أفادتني وفتحت لي آفاقاً، أضفت إليها لمسات شخصية خلال أداء الدور».

المطيري خلال حضور عرض فيلمه في «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

وعن تحويل العمل إلى فيلم سينمائي بعدما جرى تحضيره في البداية على أنه عمل درامي للعرض على المنصات، أكد الممثل السعودي أن «هذا الأمر لم يضر بالعمل بل على العكس أفاده؛ لكون الأحداث صورت ونفذت بتقنيات سينمائية وبطريقة احترافية من مخرجيه الثلاثة، كما أن مدة الفيلم التي تصل إلى 130 دقيقة ليست طويلة مقارنة بأعمال أخرى أقل وقتاً لكن قصتها مختزلة»، موضحاً أن «الأحداث اتسمت بالإيقاع السريع مع وجود قصص لأكثر من طالب، والصراعات الموجودة»، مشيراً إلى أن ما لمسه من ردود فعل عند العرض الأول في «القاهرة السينمائي» أسعده مع تعليقات متكررة عن عدم شعور المشاهدين من الجمهور والنقاد بالوقت الذي استغرقته الأحداث.

ولفت إلى أن «الفيلم تضمن تقريباً غالبية ما جرى تصويره من أحداث، لكن مع اختزال بعض الأمور غير الأساسية حتى لا يكون أطول من اللازم»، مؤكداً أن «المشاهد المحذوفة لم تكن مؤثرة بشكل كبير في الأحداث، الأمر الذي يجعل من يشاهد العمل لا يشعر بغياب أي تفاصيل».

وحول تجربة التعاون مع 3 مخرجين، أكد فهد المطيري أن الأمر لم يشكل عقبة بالنسبة له كونه ممثلاً، حيث توجد رؤية مشتركة من جميع المخرجين يقومون بتنفيذها في الأحداث، ولافتاً إلى أن حضورهم تصوير المشاهد الأخرى غير المرتبطة بما سيقومون بتصويره جعل الفيلم يخرج للجمهور بإيقاع متزن.