فنانون عرب يستكشفون الجنوب المصري عبر «سمبوزيوم المرأة والحياة»

6 دول تشارك في الفعاليات بأسوان

عمل للفنانة الإيطالية ليتشيا مارتينيز (الشرق الأوسط)
عمل للفنانة الإيطالية ليتشيا مارتينيز (الشرق الأوسط)
TT

فنانون عرب يستكشفون الجنوب المصري عبر «سمبوزيوم المرأة والحياة»

عمل للفنانة الإيطالية ليتشيا مارتينيز (الشرق الأوسط)
عمل للفنانة الإيطالية ليتشيا مارتينيز (الشرق الأوسط)

عبر 30 لوحة تُبرز سحر الطبيعة والتراث في جنوب مصر، افتُتحت الدورة الثالثة من «سمبوزيوم المرأة والحياة»، مساء الاثنين، في مدينة أسوان (جنوب مصر).

وعبرت اللوحات عن مدى تأثّر الفنانين بالطبيعة في أسوان، وبالعادات والتقاليد والأزياء والسّمات المميزة للمرأة في المجتمع الأسواني، من خلال مدارس فنية مختلفة تتراوح بين التعبيرية والرمزية والسريالية.

ووفق نيرمين عامر منسقة «السمبوزيوم» فإن الدورة الجديدة منه تضمّ فنانين من 6 دول، وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «للمرة الأولى يشارك معنا فنانٌ من البحرين هو محمود الملا، كما تشارك الفنانة الإيطالية ليتشا مارتيني، ومن مصر الدكتور سمير شاهين الأستاذ في كلية الفنون الجميلة، والدكتور أشرف مهدي، والدكتورة داليا فؤاد، والفنانة المصرية أزميرالدا».

لوحة الفنانة الكويتية ليلى دشتي (الشرق الأوسط)

وصفت نيرمين عامر مشاركة الفنانين العرب بـ«السمبوزيوم» بـ«الثرية جداً» وأوضحت: «تشارك في الدورة الحالية 3 فنانات من الكويت هنَّ ليلى دشتي، ودانة الخشتي، وعائشة الذياب؛ ومن العراق الفنان عماد منصور، وعبّرت ورشة العمل خلال السمبوزيوم عن المرأة وقضاياها».

وافتتح معرض نتاج «السمبوزيوم» الفنان المصري صبري فواز، بحضور عدد من الفنانين من بينهم سلوى محمد علي، والسيناريست محمد عبد الخالق، والفنان التشكيلي طارق الكومي، وعدد من أهالي أسوان.

عن لوحتها تقول ليلى دشتي، الفنانة الكويتية، إنها تعبّر عن نساء في حالات مختلفة بين الحزن والسعادة، وتضيف: «اخترت أن تكون الملابس بالتصاميم النوبية لتعبّر عن أهل أسوان»، مُبدية سعادتها بالحضور إلى المدينة التي وصفتها بـ«المحفزة على الإبداع».

في حين صوّرت الفنانة عائشة الذياب، المرأة في صورة شجرة تتوسط أرضاً قاحلة.

لوحة الشجرة للفنانة الكويتية عائشة الذياب (الشرق الأوسط)

وقالت الذياب لـ«الشرق الأوسط»: «تحمل هذه اللوحة فكرة رمزية تتجلى في قدرة المرأة على العطاء في المجتمع».

من جانبها، ذكرت دانة الخشتي أنها قدّمت عملاً يشير إلى المرأة بوصفها رمزاً للأمل، وأضافت: «في كل عام أختار قيمة مرتبطة بالمرأة وأعبّر عنها في لوحتي، وقد تأثرت كثيراً بمدينة أسوان وأهلها».

أما الفنانة الإيطالية ليتشا مارتيني، فتقول إنها لم تفكر في اللوحة التي سترسمها خلال «السمبوزيوم»، ولكنها انتهت إلى أن عبرت عن الطبيعة والمرأة بطريقة تُظهر قوّتها، وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أنها قدّمت لوحة تعبّر عن امرأة تقف على نيل أسوان وتمسك فرشاة كبيرة زرقاء وتحرّكها في السماء كأنها ترسمها، وبجوارها ابنتها ترسم هي الأخرى النهر وباقي مفردات الطبيعة.

لوحة للفنان أشرف مهدي من مصر (الشرق الأوسط)

وجاءت بقية الأعمال معبّرة عن روح كلّ فنان بشكل خاص، حيث قدم البحريني محمود الملا عملاً فنياً ضمن مدرسة الحروفية يحمل أبعاداً جمالية ورمزية متنوعة، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إنه فنان خط عربي، لكنه يؤمن بقدرة الخط على الوصول لمعانٍ عميقة داخل النفس البشرية، والتعبير عن قيم جمالية متنوعة. موضحاً أن عمله الذي شارك به في «السمبوزيوم» يعبّر عن تلك القيم والمعاني، ويستدعي بعض الثيمات التراثية.

«ميزة الفن أنه يقدّم صورة أخرى عن الواقع»، هذا ما يراه الفنان العراقي عماد منصور، الذي يشير إلى أهمية أن يعكس الفن قضايا المجتمع، ويذكر لـ«الشرق الأوسط» أن النيل وانعكاس الحياة على صفحته كان محفّزاً له في العمل الفني الذي شارك به خلال أعمال «السمبوزيوم».

عمل للفنانة الكويتية دانة الخشتي (الشرق الأوسط)

نُظّم «السمبوزيوم» ضمن فعاليات «مهرجان أسوان الدّولي لأفلام المرأة»، الذي استضافته مدينة أسوان خلال الفترة من 20 إلى 25 أبريل (نيسان) الحالي.


مقالات ذات صلة

ملتقى الأقصر الدولي للتصوير يتفاعل مع روح المدينة القديمة

يوميات الشرق ملتقى الأقصر الدولي للتصوير (إدارة الملتقى)

ملتقى الأقصر الدولي للتصوير يتفاعل مع روح المدينة القديمة

مع انطلاق فعاليات الدورة الـ17 من «ملتقى الأقصر الدولي للتصوير» في مصر، الاثنين، بدأ الفنانون المشاركون في التفاعل مع فضاء مدينة الأقصر.

منى أبو النصر (القاهرة )
يوميات الشرق شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)

«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمود

تُعدّ لوحات الفنان السوري ماهر البارودي بمنزلة «شهادة دائمة على معاناة الإنسان وقدرته على الصمود».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من معرض أبوظبي للفنون (الشرق الأوسط)

القديم والحديث والجريء في فن أبو ظبي

احتفل فن أبوظبي بالنسخة الـ16 مستضيفاً 102 صالة عرض من 31 دولة حول العالم.

عبير مشخص (أبوظبي)
يوميات الشرق أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

عُمر الغاليري في الشارع الشهير نحو 12 عاماً. تدرك صاحبته ما مرَّ على لبنان خلال ذلك العقد والعامين، ولا تزال الأصوات تسكنها، الانفجار وعَصْفه، الناس والهلع...

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون العالم الجغرافي والمحقق اللغوي الكويتي د. عبد الله الغنيم شخصية معرض الكتاب لهذا العام

معرض الكويت الدولي للكتاب ينطلق غداً... وعبد الله الغنيم «شخصية العام»

ينطلق غداً (الأربعاء) معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ47، بمشاركة 544 دار نشر، من 31 دولة، منها 19 دولة عربية و12 أجنبية.

«الشرق الأوسط» (الكويت)

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)
فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)
TT

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)
فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)

أكد الفنان السعودي فهد المطيري أن فيلمه الجديد «فخر السويدي» لا يشبه المسرحية المصرية الشهيرة «مدرسة المشاغبين» التي قدمت في سبعينات القرن الماضي، لافتاً إلى أن الفيلم يحترم دور المعلم ويقدّره حتى مع وجود الطابع الكوميدي في العمل.

الفيلم الذي عُرض للمرة الأولى ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية» بالنسخة الماضية من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تدور أحداثه في 8 فصول حول رهان مدير المدرسة على تأسيس «الفصل الشرعي» ليقدم من خلاله نهجا مختلفاً عن المتبع.

وقال المطيري لـ«الشرق الأوسط» إن «المدرسة تشكل فترة مهمة في حياة كل شخص ولا تزال هناك ذكريات ومواقف راسخة في ذاكرتنا عنها، الأمر الذي سيجعل من يشاهد الفيلم يشعر بأن هناك مواقف مشابهة ربما تعرض لها أو شاهدها بالفعل خلال مسيرته التعليمية»، مرجعاً حماسه لتقديم شخصية الأستاذ «شاهين دبكة» مدير ثانوية «السويدي الأهلية» رغم كون الدور لرجل أكبر منه سناً إلى إعجابه بالفكرة التي يتناولها العمل وشعوره بالقدرة على تقديم الدور بشكل مختلف.

فهد المطيري مع أبطال الفيلم (الشركة المنتجة)

وأضاف المطيري: «إن الماكياج الذي وضعته لإظهار نفسي أكبر عمراً، استوحيته جزئياً من الفنان الراحل حسين الرضا خصوصاً مع طبيعة المدير ومحاولته المستمرة إظهار قدرته في السيطرة على الأمور وإدارتها بشكل جيد، وإظهار نفسه ناجحاً في مواجهة شقيقه الأصغر الذي يحقق نجاحات كبيرة في العمل ويرأسه».

وحول تحضيرات التعامل مع الشخصية، أكد المطيري أن خلفيته البدوية ساعدته كثيراً لكونه كان يحضر مجالس كبار السن باستمرار في منزلهم الأمر الذي لعب دوراً في بعض التفاصيل التي قدمها بالأحداث عبر دمج صفات عدة شخصيات التقاها في الواقع ليقدمها في الدور، وفق قوله.

وأوضح أنه كان حريصاً خلال العمل على إبراز الجانب الأبوي في شخصية شاهين وتعامله مع الطلاب من أجل تغيير حياتهم للأفضل وليس التعامل معهم على أنه مدير مدرسة فحسب، لذلك حاول مساعدتهم على بناء مستقبلهم في هذه المرحلة العمرية الحرجة.

وأشار إلى أنه عمل على النص المكتوب مع مخرجي الفيلم للاستقرار على التفاصيل من الناحية الفنية بشكل كبير، سواء فيما يتعلق بطريقة الحديث أو التوترات العصبية التي تظهر ملازمة له في الأحداث، أو حتى طريقة تعامله مع المواقف الصعبة التي يمر بها، وأضاف قائلاً: «إن طريقة كتابة السيناريو الشيقة أفادتني وفتحت لي آفاقاً، أضفت إليها لمسات شخصية خلال أداء الدور».

المطيري خلال حضور عرض فيلمه في «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

وعن تحويل العمل إلى فيلم سينمائي بعدما جرى تحضيره في البداية على أنه عمل درامي للعرض على المنصات، أكد الممثل السعودي أن «هذا الأمر لم يضر بالعمل بل على العكس أفاده؛ لكون الأحداث صورت ونفذت بتقنيات سينمائية وبطريقة احترافية من مخرجيه الثلاثة، كما أن مدة الفيلم التي تصل إلى 130 دقيقة ليست طويلة مقارنة بأعمال أخرى أقل وقتاً لكن قصتها مختزلة»، موضحاً أن «الأحداث اتسمت بالإيقاع السريع مع وجود قصص لأكثر من طالب، والصراعات الموجودة»، مشيراً إلى أن ما لمسه من ردود فعل عند العرض الأول في «القاهرة السينمائي» أسعده مع تعليقات متكررة عن عدم شعور المشاهدين من الجمهور والنقاد بالوقت الذي استغرقته الأحداث.

ولفت إلى أن «الفيلم تضمن تقريباً غالبية ما جرى تصويره من أحداث، لكن مع اختزال بعض الأمور غير الأساسية حتى لا يكون أطول من اللازم»، مؤكداً أن «المشاهد المحذوفة لم تكن مؤثرة بشكل كبير في الأحداث، الأمر الذي يجعل من يشاهد العمل لا يشعر بغياب أي تفاصيل».

وحول تجربة التعاون مع 3 مخرجين، أكد فهد المطيري أن الأمر لم يشكل عقبة بالنسبة له كونه ممثلاً، حيث توجد رؤية مشتركة من جميع المخرجين يقومون بتنفيذها في الأحداث، ولافتاً إلى أن حضورهم تصوير المشاهد الأخرى غير المرتبطة بما سيقومون بتصويره جعل الفيلم يخرج للجمهور بإيقاع متزن.