الجسد هرِم لكن القلب شباب... تعرف على «بارادوكس» تقدم المرأة بالعمر

عدم تطابق المشاعر والشكل لدى النساء قد يدفعهن لعمليات تجميل مؤلمة ومكلفة

عمر الأربعين من المفترض أن تبدأ فيه المرأة كره وجهها وجسدها
عمر الأربعين من المفترض أن تبدأ فيه المرأة كره وجهها وجسدها
TT

الجسد هرِم لكن القلب شباب... تعرف على «بارادوكس» تقدم المرأة بالعمر

عمر الأربعين من المفترض أن تبدأ فيه المرأة كره وجهها وجسدها
عمر الأربعين من المفترض أن تبدأ فيه المرأة كره وجهها وجسدها

مع اقتراب المرأة من منتصف العمر، وخصوصاً عند تخطيها عتبة الأربعين، تبدأ الضغوط النفسية لديها من «بارادوكس» (تتناقض) الشيخوخة، وتعززها الإعلانات والتوجيهات على السوشيال ميديا التي تتحدث عن كيفية جعلها تبدو أصغر سناً، وأكثر صحة، وأكثر جمالاً.

الأربعون قد يكون العمر الذي من المفترض أن تبدأ فيه المرأة بكره وجهها وجسدها اللذين بدآ يهرمان، وغالباً ما تنشغل بكيفية جعل مظهرها رشيقاً وشبابياً، فتنفق وقتها وأموالها على أحدث المنتجات والإجراءات المضادة للشيخوخة التي ستجعلها تبدو في سن العشرين مرة أخرى في وقت قصير، بحسب تقرير لموقع «سايكولوجي توداي».

ووفق طبيبة علم النفس المعرفي أمبر واردل، يبدو أن سن الأربعين وما بعده «مليء بالتناقضات»، فمن جهة أبلغت الكثير من النساء عن شعورهن وكأنهن وجدن ذواتهن الحقيقية أخيراً بعد إنهاء سنوات العشرينات والثلاثينات، بعد أن اكتشفن أصالة خالية من الشعور بعدم الأمان والتوقعات. ومن جهة أخرى، شعرت بعض النساء أيضاً بالإهمال أو التهميش أو عدم الظهور مع تقدمهن في السن، ويكافحن من أجل العثور على هوية جديدة لا تعيش تحت التدقيق الدائم لنظرة الذكور لهن.

لكن كيف يمكن أن تشعر بثقة أكبر وأقل في الوقت نفسه؟

المرأة خلف القناع

وشرحت واردل أن هناك مصطلحاً يعود لعقود من الزمن يساعد في تفسير هذه المفارقة الغريبة، يطلق عليه تسمية «قناع الشيخوخة»، موضحة أن «قناع الشيخوخة» هذا يمثل التجربة الفينومينولوجية لبعض النساء مع تقدمهن في السن، «حيث لا يستطعن التوفيق بين ذواتهن الداخلية الشابة وأجسادهن الخارجية الهرِمة».

وهذا التناقض بين ما يشعرن به وكيف يبدو مظهرهن يمكن أن يكون مربكاً ومزعجاً، وفقاً لها، وفسّرت أن النساء من الداخل يشعرن بالشباب والحيوية، وبعد أن اكتسبن أيضاً الحكمة التي تعطيها تجربة الحياة، فإنهن يشعرن الآن بالشباب والحكمة على حد سواء، وهو مزيج ناجح من المؤكد أنه سيزيد من احترام الذات وصورتهن الذاتية.

وتابعت: «ولكن عندما ينظرن في المرآة ويرين امرأة تبدو حكيمة تماماً ولكنها ليست صغيرة جداً، فمن الصعب قبول عدم التطابق. إن انعكاسهن لهذه المرأة المسنة يعدّ بمثابة خيانة للمرأة الشابة التي ترتبط بها هويتهن الداخلية. ويصبح هذا التناقض تهديداً لقيمتهن الذاتية».

ورأت واردل أن هذا هو السبب وراء معاناة الكثير من النساء من مظهرهن مع تقدمهن في العمر، وتابعت: «نحن نعيش في ثقافة تصرّ على أن نبقى شباباً دائماً أو نفقد قيمتنا. ونتيجة لذلك؛ فإننا غالباً ما نتحمل إجراءات تجميلية مكلفة ومؤلمة، ونبالغ في الالتزام بإجراءات العناية بالبشرة التي تستغرق وقتاً طويلاً، ونحاول الضغط على أجسادنا التي تغير شكلها وحشرها في ملابس لم تعد تناسبنا».

وأشارت إلى أننا «بدلاً من احتضان الحرية التي تأتي مع العثور على ذواتنا الحقيقية مع تقدمنا في السن، فإننا نتراجع إلى جهود عقيمة لمكافحة الشيخوخة والتي لا يمكنها أن تفعل أكثر من مجرد شراء الوقت. لن تعود عقارب الساعة إلى الوراء أبداً، ولن تثمر تلك الجهود بجلب الصورة الذاتية الإيجابية التي نسعى إليها».

واكدت واردل أن «دخول عتبة الأربعينات وما بعدها يمكنه أن يكون وقتاً للتحرر الهائل».

تغيير السيناريو

واردل رأت أنه لقد حان الوقت لكي تبدأ النساء في إعادة تشكيل السيناريو حول الشيخوخة، وربما يكون هذا العمل داخلياً، وتساءلت عما إذا كان الكثير من النساء في حاجة إلى القيام بالتشافي العميق لصورتهن الذاتية وقيمهن قبل البدء في محاولة تغيير الصور النمطية الراسخة في الثقافة عن النساء مع تقدمهن في العمر.

وللوصول إلى هذا التشافي حددت واردل بعض الحقائق التي يجب أن تتقبلها المرأة على عتبة الأربعين:

- النظرة الذكورية قمعية ولا تعطي شيئاً عن قيمة المرأة الفعلية.

- لا حرج في رؤية عدم التطابق بين مشاعر المرأة الداخلية ومظهرها الخارجي. تتغير الأجسام والوجوه مع التقدم في العمر، لكن عالمنا النفسي الداخلي يمكن أن يظل شاباً ما دمنا نرغب في ذلك.

- الشيخوخة أمر صحي وطبيعي رغم ما تريد «مصانع مكافحة الشيخوخة» التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات أن تقوله للنساء.

- تحدث المرأة بصوت عالٍ عن احتياجاتها وتجاربها هو الطريقة التي يمكنها من خلالها تطبيع المواقف الصحية تجاه شيخوخة المرأة ووضع حد للتمييز والتهميش والمحو.

وختمت بالقول: «عندما نتعلم كيف نحرّر هويتنا وقيمتنا الذاتية من هوس ثقافتنا المريض بالشباب، فسوف نصبح مناصرين أفضل لأنفسنا وللنساء».


مقالات ذات صلة

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

يوميات الشرق امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

أصبحت سيدة تبلغ 61 عاماً أكبر امرأة تلد طفلاً في مقدونيا الشمالية، وفق ما أعلنت السلطات الصحية في الدولة الواقعة في منطقة البلقان الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (سكوبيي (مقدونيا الشمالية))
شؤون إقليمية رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الحليف الأقرب لإردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان الثلاثاء (حزب الحركة القومية)

حليف إردوغان يؤكد دعوة أوجلان للبرلمان ويتخلى عن إطلاق سراحه

زاد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الجدل المثار حول دعوته زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان للحديث بالبرلمان وإعلان حل الحزب وانتهاء الإرهاب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
يوميات الشرق جانب من جلسة في دورة سابقة لمنتدى المرأة العالمي في دبي (الشرق الأوسط)

منتدى المرأة العالمي ينطلق اليوم في دبي ويناقش دورها في 3 محاور رئيسية

ينطلق منتدى المرأة العالمي دبي 2024 اليوم ويناقش محاور رئيسية ذات أبعاد استراتيجية تتعلق بدور المرأة العالمي ويبحث اقتصاد المستقبل والمسؤوليات المشتركة.

مساعد الزياني (دبي)
شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
يوميات الشرق في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

«نانسي» و«سهى» و«هناء»... 3 أسماء لـ3 نساءٍ كدن يخسرن حياتهنّ تحت ضرب أزواجهنّ، قبل أن يخترن النجاة بأنفسهنّ واللجوء إلى منظّمة «أبعاد».

كريستين حبيب (بيروت)

«القاهرة للسينما الفرانكفونية» يراهن على أفلام عالمية تعالج الواقع

تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
TT

«القاهرة للسينما الفرانكفونية» يراهن على أفلام عالمية تعالج الواقع

تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)

بالتضامن مع القضية الفلسطينية والاحتفاء بتكريم عدد من السينمائيين، انطلقت فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان «القاهرة للسينما الفرانكفونية»، الخميس، وتستمر فعالياته حتى الثاني من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بعرض 75 فيلماً من 30 دولة فرانكفونية.

وشهد حفل الافتتاح تقديم فيلم قصير منفذ بالذكاء الاصطناعي، للتأكيد على أهمية تطويع التكنولوجيا والاستفادة منها في إطار تحكم العقل البشري بها، بجانب عرض راقص يمزج بين ألحان الموسيقار الفرنسي شارل أزنافور احتفالاً بمئويته، وموسيقى فريد الأطرش في ذكرى مرور 50 عاماً على رحيله.

وكرّم المهرجان المخرج المصري أحمد نادر جلال، والإعلامية المصرية سلمى الشماع، إلى جانب الممثلة إلهام شاهين التي تطرقت في كلمتها للتطور الذي يشهده المهرجان عاماً بعد الآخر، مشيدة بالأفلام التي يعرضها المهرجان كل عام من الدول الفرانكفونية.

وأكد رئيس المهرجان ياسر محب «دعم المهرجان للشعب الفلسطيني في الدورة الجديدة»، مشيراً إلى أن السينما ليست بمعزل عما يحدث في العالم من أحداث مختلفة.

وأوضح أنهم حرصوا على تقديم أفلام تعبر عن التغيرات الموجودة في الواقع الذي نعيشه على كافة المستويات، لافتاً إلى أن من بين الأفلام المعروضة أفلاماً تناقش الواقع السياسي.

جانب من الحضور في حفل الافتتاح (حساب إلهام شاهين على «فيسبوك»)

وشهد حفل الافتتاح كلمة للمستشار الثقافي للسفارة الفلسطينية بالقاهرة ناجي الناجي، أكد فيها على دور الفن في دعم القضية الفلسطينية، مشيداً بدور الأعمال الفنية المتنوعة في التعبير عن القضية الفلسطينية وعرض 14 فيلماً عنها ضمن فعاليات الدورة الجديدة للمهرجان.

وتضمن حفل الافتتاح رسالة دعم ومساندة للشعب اللبناني من خلال عرض الفيلم التسجيلي «ثالث الرحبانية» عن حياة وإبداعات الموسيقار اللبناني إلياس الرحباني، وحظي بتفاعل كبير من الحضور.

وقال المنتج الفلسطيني حسين القلا الذي يترأس مسابقة الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة لـ«الشرق الأوسط» إن «السينما ليست مجرد مشاهدة للأفلام فحسب، ولكن ربط بين الثقافات والحضارات المختلفة»، مشيراً إلى طغيان ما يحدث في غزة على كافة الفعاليات السينمائية.

ويترأس القلا لجنة التحكيم التي تضم في عضويتها الفنانة التونسية عائشة عطية، والفنان المصري تامر فرج الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «المهرجان ليس منصة فقط لعرض الأفلام السينمائية للدول الفرانكفونية، ولكنه مساحة للتعبير عن المبادئ التي تجمع هذه الدول، والقائمة على المساواة والأخوة والسعي لتحقيق العدل، الأمر الذي ينعكس على اختيارات الأفلام».

وعدّ الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين، المهرجان «من الفعاليات السينمائية المهمة التي تهدف لتعزيز التبادل الثقافي مع 88 دولة حول العالم تنتمي للدول الفرانكفونية، الأمر الذي يعكس تنوعاً ثقافياً وسينمائياً كبيراً»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المهرجان يركز على استقطاب وعروض أفلام متنوعة وليس (الشو الدعائي) الذي تلجأ إليه بعض المهرجانات الأخرى».

وعبر عن تفاؤله بالدورة الجديدة من المهرجان مع أسماء الأفلام المتميزة، والحرص على عرضها ومناقشتها ضمن الفعاليات التي تستهدف جانباً ثقافياً بشكل بارز ضمن الفعاليات المختلفة.