«الفتى النورس»... بطل مسابقة «النعيق» الأوروبية

تتخطّى التسلية إلى التعاطف مع «جرذان البحر»

«الفتى النورس» وشقيقته (صورة العائلة)
«الفتى النورس» وشقيقته (صورة العائلة)
TT

«الفتى النورس»... بطل مسابقة «النعيق» الأوروبية

«الفتى النورس» وشقيقته (صورة العائلة)
«الفتى النورس» وشقيقته (صورة العائلة)

سافر الفتى كوبر (9 سنوات) من بلدة تشيسترفيلد في ديربيشاير ببريطانيا، إلى بلدة دي بان الساحلية البلجيكية للمنافسة في مسابقة «نعيق النوارس الأوروبية».

تشكّلت انطباعاته الأولى عن النورس بعدما عضَّه أحد طيورها وهو يأكل شطيرة التونة. أراد أن يصبح «طفل النورس»، كما أصبح بيتر باركر «الرجل العنكبوت» بعدما عضَّه العنكبوت.

تنقل «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) عن كوبر قوله: «إنها حيوانات جميلة حقاً؛ أحبُّها بسبب ضجيجها. أحياناً قد تكون مخيفة بعض الشيء، ولا أزال حذراً من تناول الطعام على الشاطئ».

تبلّغت العائلة بالمسابقة من رجل سمع كوبر وهو يتحدّث عن النوارس في نادٍ للألعاب ويجيد تقليدها، ورأى أنه قد يكون مؤهَّلاً لخوض منافسة تشترط إتقان إصدار أصواتها واتّباع سلوكها.

سجَّل 92 نقطة من أصل 100، مما يعني أنه فاز عن فئة الأحداث وحصل أيضاً على أعلى النقاط في المسابقة.

الفئات الأخرى كانت للبالغين وأيضاً لـ«المستعمرات»، أي مجموعة ممن يقلّدون النورس ويقدّمون انطباعات متطابقة عنه.

كان والداه وجدّاه في أقصى الحماسة لدعمه، وكذلك شقيقته شيلبي التي وقفت إلى جانبه وهو يتسلَّم المركز الأول؛ بينما أكّد عالم الأحياء البحريّة وأحد الحكام في المسابقة جان سيز أنّ المتسابِق «تمكن من تضمين أنواع عدّة من النداءات في أدائه، يُشبه كل واحد منها نداء حقيقياً للنورس بشكل مثير للإعجاب».

وتابع: «في الحقيقة، لم يكن اللاعب الأفضل بالنسبة إليّ فقط من بين الشباب، بل أيضاً من بين جميع المشاركين في البطولة».

منحه كل حَكَم ما يصل إلى 20 نقطة، مع 5 نقاط إضافية عن كيفية ارتداء الملابس والسلوك الذي يُظهره، بينما مُنِحت النقاط المتبقّية عن كيفية محاكاة نداء النورس. علَّق سيز: «نحن نهتمّ بالرنين، والإيقاع، والتنوُّع. في النهاية، لدى طيور النورس مجموعة كبيرة من الأصوات، تتراوح بين نداءات الإنذار، والنداءات الطويلة التي توضح أنها لا تريد أي دخلاء غير مرغوب فيهم في أراضيها»، مضيفاً: «ثمة دافع جدّي وراء المنافسة. إنها أكثر من مجرَّد تسلية، بل تهدف أيضاً إلى إثارة بعض التعاطف تجاه طيور النورس التي تُعدُّ عنصراً أساسياً في ساحلنا، لكنها توصف غالباً بأنها (جرذان البحر)».

وإذ شدَّد على جدّية الأحكام بالتعاون مع هيئة محلَّفين مؤلَّفة من مهنيين خبراء في مجالَي البحوث وأساليب محاكاة النوارس، لفت في السياق عينه إلى أنه لا يعرف كثيراً عن اللغة المستخدمة لدى هذه الطيور: «بعض الأصوات معروفة ونموذجية تعبيراً عن سلوك معيَّن، ولكن كم سيكون مثيراً ألا نفقه لغتها بشكل كامل، حين يتعلّق الأمر بفهم ما تقوله لبعضها البعض، أو حتى للحيوانات الأخرى؟».

وختم: «ذلك مهم لفهم كيف تشرح لبعضها أنه في مكان ما بدأ أحد المزارعين بحراثة الأرض، أو أنّ أحد الصيادين سحب شباكه للتوّ من البحر في مكان آخر».


مقالات ذات صلة

رسالة لأحد الناجين من «تيتانيك» تباع بـ400 ألف دولار

يوميات الشرق الرسالة التي بيعت في المزاد (أ.ب)

رسالة لأحد الناجين من «تيتانيك» تباع بـ400 ألف دولار

بيعت رسالة كتبها أحد الناجين من كارثة غرق سفينة «تيتانيك»، قبل أيام من غرقها، بمبلغ قياسي بلغ 300 ألف جنيه إسترليني (نحو 400 ألف دولار أميركي) في مزاد علني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الزواج السعيد يحتاج إلى جهد متبادل من الطرفين (أ.ف.ب)

لزواج سعيد... شيئان عليك قبولهما في شريكك

نقل موقع «سايكولوجي توداي» عن عالم نفس أميركي قوله، إن هناك أمرين عليك قبولهما في شريكك لضمان سعادتك في الزواج.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق وسائل التواصل الاجتماعي تُهدد الصحة النفسية للمراهقين (رويترز)

طرق لمساعدة ابنك المراهق على الابتعاد عن الشاشات

ذكر موقع «سايكولوجي توداي» أن هناك عدة طرق، لمساعدة ابنك المراهق على الابتعاد عن الشاشات والأجهزة الذكية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك قضم الأظافر يُعد من أكثر السلوكيات التكرارية المتمركزة على الجسم شيوعاً (رويترز)

ليس مجرد عادة... لـ«قضم الأظافر» عواقب جسدية ونفسية... كيف تحمي نفسك منها؟

عند مناقشة السلوكيات التكرارية المتمركزة على الجسم، قد تتبادر إلى الأذهان حالات مثل حك الشعر أو قضم الجلد أو مضغ اللسان أو عض الشفاه.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الاستقلالية في العمل تمثل دافعاً كبيراً (رويترز)

أعطهم حريتهم واتركهم وشأنهم... كيف تحصل على أفضل أداء من موظفيك؟

تُظهر الأبحاث، دون شك، أن الناس يرغبون في العمل، فهم يفضلون «النشاط الإنتاجي والهادف»، لكن كيف تكون بيئة العمل المثالية؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

​«الرحلة» منحوتات رمزية تستكشف المجهول

المراكب تحمل سمات الحضارة المصرية القديمة (الشرق الأوسط)
المراكب تحمل سمات الحضارة المصرية القديمة (الشرق الأوسط)
TT

​«الرحلة» منحوتات رمزية تستكشف المجهول

المراكب تحمل سمات الحضارة المصرية القديمة (الشرق الأوسط)
المراكب تحمل سمات الحضارة المصرية القديمة (الشرق الأوسط)

في تحدٍ لنفسه ينتقل الفنان التشكيلي المصري هاني السيد بشكل مستمر من المعلوم إلى المجهول، محاولاً سبر أغوار مشاعره وأفكاره والعالم من حوله، وفي أحدث معارضه الفردية بقاعة «ياسين» في القاهرة يخوض الفنان رحلة رمزية استكشافية جديدة من خلال 22 عملاً فنياً.

دمج السيد الشقين المعنوي والمادي معاً لمفهوم الرحلة، فهؤلاء الشخوص الذين يطالعوننا في المعرض نجد أن البعض منهم على متن مركب يستمتع برحلة بحرية وربما نهرية، والبعض الآخر في حركة توحي بالتأهب للرحيل، ومن جهة أخرى يخوض هو نفسه رحلة أخرى معنوية من حيث تطور تجربته الفنية.

الفنان التشكيلي المصري هاني السيد (الشرق الأوسط)

في حديث له مع «الشرق الأوسط» يقول السيد: «ترمز كلمة الرحلة إلى فكرة الترحال، أو التنقل من مكان إلى آخر، لكنها قد تشير أيضاً إلى الانتقال إلى مرحلة أو مستوى آخر من المرحلة الحياتية أو العملية». وأضاف: «وفي معرضي هذا بدأت استخدام خامات مغايرة مع الغرانيت، كما استخدمت الرخام؛ لتحقيق فكرة وجود اللونين في عمل واحد، كما استخدمت الزجاج والاستانليس؛ لكي أصل إلى فكرتي».

ألفة وونس في رحلة الحياة (الشرق الأوسط)

ومن هنا اختار الفنان عنوان ومفهوم الرحلة لمعرضه المستمر حتى 28 أبريل (نيسان) الحالي؛ لأنه أراد التأكيد على أن رحلته لا تتوقف: «فهي مستمرة، وستبقى مستمرة من خلال الاستكشاف والتطور» على حد قوله.

لكن تتجاوز رحلة هاني السيد ذلك إلى الانتقال إلى الفنون المصرية القديمة؛ حيث يظهر تأثره بها، فعلى سبيل المثال نجد أنه استخدم رمز الطائر في كثير من الأعمال، كما تتشابه مراكبه النحتية مع التصميم الفرعوني، مثل الاستطالة والخطوط الأفقية والرأسية، فضلاً عن التلخيص الواضح في شخوصه، عن ذلك يقول: «نعم ربما تكون رحلتي قد وصلت إلى حضارة أجدادي، لكن بأسلوب عصري من دون محاكاة».

الشخوص في رحلة نهرية أو بحرية (الشرق الأوسط)

ويواصل: «لذلك حين قدمت الشخوص اختزلتهم في شكل (الأوت لاين) أو الإطار الخارجي، وجعلت ملابسهم تستمد شكلها ونسيجها ولونها من الخامة نفسها سواء كان الحجر أو الرخام».

وتحمل الشخوص في المعرض تطوراً آخر في الرحلة الفنية للنحات المصري، فبعد أن كانت بعض التفاصيل الجسدية مثل الأكتاف والرأس واضحة اختلف الأمر الآن؛ حيث بالكاد تلمح الرقبة، مع اهتمام بارز بالأرجل وأصابعها، يقول هاني: «أخوض هنا تجربة تتسم بقدر أكبر من الاختزال، وفي الوقت نفسه أركز على الفكرة التي أهتم بها».

إذ إن الساق بالنسبة له ترمز إلى الثبات والحركة معاً، ويقول: «تعطي المعنيين، وعندما أجسد الأرجل أشعر بعضوية الأصابع، وهي بالنسبة لي عنصر مؤثر بصرياً، وفي الوقت نفسه لا أحتاج إلى حشد تفاصيل كثيرة، فأقدم خطوطاً ترمز إلى نتوءات الأصابع، وربما يكون ذلك تأثراً مرة أخرى بالفنان المصري القديم».

يحتفي الفنان بالأرجل كونها رمزاً للاستقرار والحركة معاً (الشرق الأوسط)

ورغم صعوبة خامة الحجر، فإن الفنان يعد التشكيل بها «متعة كبيرة»، ويوضح السيد قائلاً: «تندرج هذه الخامة تحت قائمة (خامات النحت بالحذف)، بمعنى أنه لكي يتم تجسيد منحوتة ينبغي أن نزيل جزءاً من الخامة، وهو أمر صعب؛ لأن الجزء الذي نزيله لا يمكن إعادته مرة أخرى، وهذا يقتضي التخطيط المسبق، والتأكد من القياسات الدقيقة للعمل، على عكس الخامات الأخرى مثل الطين».

تجريد الشخوص (الشرق الأوسط)

وعن التحدي الذي يواجهه الفنان أثناء تعامله مع هذه المادة الصلبة يقول السيد: «مع الحجر أشعر بأنني أتعامل مع خامة غير لينة معطياتها محدودة، وهذا يخرج أفضل ما في النحات؛ الذي يحاول مواجهة صعوبتها بمزيد من التفكير، وذلك أيضاً يمتد إلى الجمهور الذي يقدر من دون شك رحلة الفنان مع الخامة، وكلما عمل الفنان أكثر على ذلك كانت النتائج أكثر إبهاراً».

استخدم الفنان خامة الرخام في أحدث معارضه (الشرق الأوسط)

لكن في ظل هذه النظرة الفلسفية للخامة، وتجريد الشخوص التي يتناولها التشكيلي المصري هل تُعد أعماله موجهة للنخبة؟ ينفي ذلك قائلاً: «أي متلق يستمتع بالعمل الفني بأي طريقة، بغض النظر عن الخامة أو التقنية المستخدمة، وذلك عندما يجد الفكرة أمامه تدعوه للتفاعل معها، كما أن الاستعانة بالحجر هو استخدام لخامة طبيعية، وهي أكثر صدقاً وقدرة على مخاطبة الجمهور».