اعتراضاً على ظروف العمل... صينيون يرتدون بيجامات وملابس قبيحة بالمكاتب

صورة نشرها أحد المشاركين في التحدي على موقع «ويبو» الصيني
صورة نشرها أحد المشاركين في التحدي على موقع «ويبو» الصيني
TT

اعتراضاً على ظروف العمل... صينيون يرتدون بيجامات وملابس قبيحة بالمكاتب

صورة نشرها أحد المشاركين في التحدي على موقع «ويبو» الصيني
صورة نشرها أحد المشاركين في التحدي على موقع «ويبو» الصيني

استخدم شباب الصين طريقة جديدة ومبتكرة لإظهار تمردهم واعتراضهم على ظروف العمل البغيضة، من الرؤساء السيئين إلى الأجور المنخفضة وساعات العمل الطويلة، تتمثل في ارتداء ملابس قبيحة في أماكن عملهم.

وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد نشر عدد كبير من الشباب في الصين صوراً وفيديوهات يظهرون فيها بملابس غير مهندمة وغير نظيفة، بل وصل الأمر ببعضهم إلى ارتداء بيجامات ونعال المنزل غير النظيفة في المكاتب.

وأنشأ الشباب تحدياً على الإنترنت بعنوان «من هو الشخص الذي سيرتدي أسوأ ملابس للعمل؟»، في تحدٍ واضح للشركات وأصحاب العمل. وقد استخدموا في هذا التحدي هاشتاغات مثل (#grossoutfitforwork) أي «ملابس سيئة مخصصة للعمل»، و(#uglyclothesshouldbeforwork) أي «الملابس القبيحة يجب ارتداؤها في العمل».

وقد اجتذب هاشتاغ (#grossoutfitforwork) أكثر من 140 مليون تفاعل على منصة التواصل الاجتماعي الصينية «ويبو» وحدها.

صورة نشرها أحد المشاركين في التحدي على موقع «ويبو» الصيني

وقال أحد الشباب الذين شاركوا في التحدي: «أعطاني مديري 50 يواناً (نحو 7 دولارات) لغسل ملابسي، وأخبرني أنني لم أصافح العملاء مرة أخرى».

وقال آخر: «مع حصولي على راتب قليل جداً في العمل، وتعاملي مع زملاء عمل سيئين، ماذا تتوقع أن يكون شكل ملابسي؟».

ويأتي هذا التحدي في الوقت الذي ترى فيه البلاد آفاقاً اقتصادية قاتمة ومعدلات بطالة مرتفعة بين الشباب.

وأفادت الحكومة الصينية في يناير (كانون الثاني) بأن معدل البطالة في ديسمبر (كانون الأول) 2023 بلغ 14.9 في المائة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاماً.

وكان الرقم قد وصل في السابق إلى أعلى مستوى له عند 21.3 في المائة في يونيو (حزيران) الماضي.

ومن جهته، علق بوهان تشيو (29 عاماً)، مؤسس شركة «بوه» للعلاقات العامة والإبداعية ومقرّها شنغهاي على الأمر بقوله إن ارتداء الملابس غير الرسمية للعمل كان دائماً شائعاً في الصين وسيستمر، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيكون منتشراً بشكل خاص في أماكن العمل التي يعمل بها الموظفون لساعات طويلة أو ساعات إضافية».

الشباب ارتدوا ملابس غير مهندمة وغير نظيفة بالعمل (موقع ويبو الصيني)

وأضاف تشيو أنه على الرغم من أن موظفيه لا يرتدون الملابس التي يرتديها الأشخاص في مقاطع الفيديو واسعة الانتشار، فإنهم يميلون إلى ارتداء ملابس مريحة وفضفاضة، وأحياناً يأتون وهم يرتدون السراويل الرياضية والسراويل القصيرة والنعال وما شابه ذلك، وأنه يتقبل ذلك «ما دام أنهم يؤدون مهام عملهم بشكل مبتكر».

ومن ناحيتها، وصفت صحيفة «الشعب» اليومية ظاهرة ارتداء الملابس القبيحة في العمل بأنها نوع من «إهانة الذات».


مقالات ذات صلة

اكتشاف «مدينة سرية» أسفل طبقات الجليد في غرينلاند

يوميات الشرق بدأ البناء في القاعدة الغامضة في عام 1959 (غيتي)

اكتشاف «مدينة سرية» أسفل طبقات الجليد في غرينلاند

أسفل طبقة الجليد السميكة في غرينلاند تقع شبكة من الأنفاق التي كان يُعتقد يوماً ما أنها المكان الأكثر أماناً على الأرض في حال نشوب أي حرب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق صورة أصدرتها شرطة تشيستر للدرج التي خبأت به الأم طفلتها

حبس أم خبأت طفلتها في درج لمدة ثلاث سنوات

حكم على سيدة بريطانية خبأت ابنتها الرضيعة في درج أسفل سريرها حتى بلغت الثالثة من عمرها تقريباً بالسجن لمدة سبع سنوات ونصف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك القلق قد يتسبب في مشكلات نفسية وجسدية للشخص (رويترز)

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

يسيطر القلق على أفكار كثير من الأشخاص، إذ يميل البعض إلى توقع حدوث الأحداث المروعة أو الكارثية في المستقبل ويعتقدون أن القلق قد يساعد على منع حدوثها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

يفتتح «بيروت ترنّم» أيامه بأمسية موسيقية مع الأوركسترا اللبنانية الوطنية وتتضمن مقاطع موسيقية لموزارت بمشاركة السوبرانو ميرا عقيقي.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق «الكلب الإسباني» (سوذبيز)

«كلب» من القرن الـ18 بمليونَي إسترليني

المرّة الأخيرة التي أُتيحت للجمهور فرصة مشاهدتها كانت عام 1972 داخل دار «سوذبيز» للمزادات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الببغاوات لا تمتلك الخبرة الكافية للعيش في البرية

التدريب على الطيران الحر يُعيد الببغاوات إلى البرية (جامعة تكساس إيه آند إم)
التدريب على الطيران الحر يُعيد الببغاوات إلى البرية (جامعة تكساس إيه آند إم)
TT

الببغاوات لا تمتلك الخبرة الكافية للعيش في البرية

التدريب على الطيران الحر يُعيد الببغاوات إلى البرية (جامعة تكساس إيه آند إم)
التدريب على الطيران الحر يُعيد الببغاوات إلى البرية (جامعة تكساس إيه آند إم)

يعمل الباحثون في كلية الطب البيطري والعلوم الطبية الحيوية في جامعة تكساس إيه آند إم بالولايات المتحدة مع خبراء الطيران الحر للببغاوات والشركاء في البرازيل، في محاولة لزيادة معدّل نجاح إطلاق الببغاوات الأسيرة في البرية.

في دراستهم المَنشورة في مجلة «بيردز» (Birds)، أطلق الفريق بنجاح قطيعاً صغيراً من ببغاوات المكاو الزرقاء والصفراء، بهدف التّعرض التدريجي للبيئة الطبيعية، من أجل إعداد هذه الببغاوات للبقاء على قيد الحياة في البرية.

وبعد عامين، لا تزال جميع الطيور الستة قيد الدراسة على قيد الحياة، كما أنها نجت حتى من حريق غابات كان قد حدث في المنطقة.

قال الدكتور دونالد برايتسميث، أستاذ في قسم علم الأمراض البيطرية في جامعة تكساس إيه آند إم: «الببغاوات هي واحدة من أكثر مجموعات الطيور المهددة بالانقراض في العالم».

وأضاف في بيان صادر الثلاثاء: «بالنسبة للعديد من الأنواع، فإن أفضل أمل لدينا لزيادة أعدادها هو تربيتها في الأسر ومن ثَمّ إطلاق سراحها. لكن بعض البرامج تنفق آلاف، بل وملايين الدولارات على تربية الببغاوات في الأسر، فقط لتكتشف أن هذه الطيور غير قادرة على البقاء على قيد الحياة في البرية لأنها لا تمتلك ما يكفي من «الخبرة في العالم الحقيقي».

وتستخدم الطريقة الجديدة استراتيجية «تدريب الطيران الحر» الواعدة لأنها تستفيد من التّطور الطبيعي للببغاوات مع السّماح للباحثين بالتحكم في متغيرات معينة مثل الموقع، على سبيل المثال.

«نحن نسهل على الببغاوات الصغيرة تعلّم الطيران والانضمام إلى القطعان والهرب من الحيوانات المفترسة من خلال تعريضها بعناية للمواقف التي قد تواجهها عادةً على أي حال، ويجري كل ذلك بما يتناسب مع كل مرحلة من مراحل النمو»، كما قال كريس بيرو من منظمة «أجنحة الحرية» (Liberty Wings).

وشدّد الدكتور كوني وودمان، مدير برنامج منح الابتكار في مجال الحفاظ على البيئة التابع لوزارة الزراعة الأميركية في جامعة تكساس إيه آند إم، على أن «هذه الطريقة فعالة بشكل لا يصدق لأنها لا تتطلّب أجيالاً من النوع نفسه تعلم كيفية البقاء في بيئة معينة عن طريق التجربة والخطأ».

وأوضح: «من خلال التحليق في بيئة الإطلاق ومشاهدة البالغين المدربين، يمكن لطيورنا التي أُطلق سراحها أن تتعلّم بسرعة مهارات البقاء الأساسية وزيادة فرص بقائها بشكل كبير».

يبدأ إعداد طيور الببغاوات الأسيرة للبقاء في البرية عندما تكون الطيور صغيرة، في الوقت الذي تبدأ فيه النظر بفضول حول العالم خارج العش.

«قبل أن يبدأ الببغاء الصغير في التحليق يبدأ بالتسلق والنظر إلى العالم الخارجي»، كما قال بيرو. «بالفعل، يقوم هذا الفرخ بإنشاء قاعدة بيانات ذهنية لما هو طبيعي في عالمه. إذا رأى حيواناً مفترساً، فسيكون ذلك خارجاً عن المألوف، لذا على الفرخ أن يتعلّم كيفية الرد على التهديدات».

في مرحلة لاحقة من النمو، تُشجّع الفراخ على المشي على عصي مصمّمة لهذا الغرض، ثم القفز إلى عصي أخرى قريبة. ومن هناك، تبدأ في تعلّم الطيران.

«لمساعدة الفراخ على تعلّم الطيران سرباً، نُدرّبها حتى مع الفراخ الأخرى والطيور البالغة المدربة، حتى تتعلّم الانتقال من (النقطة أ) إلى (النقطة ب) معاً وفي أسراب»، كما قال برايت سميث.

وفي الليل وبين جلسات التدريب، تستريح الببغاوات بأمان في القفص، حيث تتلقى الطعام والماء. ولكن مع مرور الوقت، تقضي الطيور الصغيرة وقتاً أقل فأقل في القفص ومع الطيور البالغة، كما تتعلم كيفية العثور على الطعام والماء بنفسها.

قال برايتسميث: إن «جزءاً رئيسياً من هذه العملية هو في الواقع كسر الرابط بين الببغاوات والبشر الذين كانوا يطعمونها».

وأوضح أنه في عمله مع الببغاوات، اكتشف كريس بيرو أنه عندما يبلغ عمر الكتاكيت الصغار نحو 8 أشهر، فإنها تبدأ بالابتعاد عن والديها وتصبح مستقلة. نتأكد من فطام الطيور عن التغذية اليدوية بحلول هذا الوقت حتى تنتقل إلى أن تكون طيوراً برّية مستقلة، تماماً كما تفعل مع والديها».