هل تعادل «اللحوم النباتية» القيمة الغذائية للبروتين الحيواني؟

الدراسة أُجريت على عينات من اللحوم النباتية واللحوم التقليدية (مجلة الكيمياء الزراعية والغذائية)
الدراسة أُجريت على عينات من اللحوم النباتية واللحوم التقليدية (مجلة الكيمياء الزراعية والغذائية)
TT

هل تعادل «اللحوم النباتية» القيمة الغذائية للبروتين الحيواني؟

الدراسة أُجريت على عينات من اللحوم النباتية واللحوم التقليدية (مجلة الكيمياء الزراعية والغذائية)
الدراسة أُجريت على عينات من اللحوم النباتية واللحوم التقليدية (مجلة الكيمياء الزراعية والغذائية)

أفادت دراسة إيطالية بأن منتجات اللحوم النباتية تحتوي على نسبة أقل من البروتين ومحتوى منخفض من الأحماض الأمينية، مقارنة بنظيراتها من اللحوم التقليدية.

وأوضح الباحثون بجامعة بارما الإيطالية أن هذه المنتجات قد تكون قابلة للمقارنة باللحوم التقليدية من حيث الملمس، إلا أن محتواها من الأحماض الأمينية وقابلية هضم البروتين يكونان أقل، ونُشِرت النتائج، الجمعة، بمجلة «الكيمياء الزراعية والغذائية».

ومع إقبال كثير من الأشخاص على النظام الغذائي النباتي، تتزايد شعبية بدائل اللحوم النباتية، وهي منتجات غالباً ما تكون مصنوعة من مكونات مثل الصويا والبازلاء والفطر ومصادر نباتية أخرى، وتحاكي طعم وملمس اللحوم التقليدية.

وعند الحديث عن اللحوم النباتية قد يتبادر إلى الأذهان أولاً «البرغر» الخالي من اللحوم أو لحم البقر المفروم، ولكن خيارات البدائل النباتية توسعت لتشمل قطعاً كاملة من اللحوم تشبه شرائح اللحم وصدور الدجاج، بالإضافة إلى شرائح اللحوم الباردة مثل السلامي.

وفي حين أن هذه المنتجات لم تتم دراستها على نطاق واسع مثل البرغر النباتي، فإنها أصبحت أكثر انتشاراً وشعبية بين المستهلكين، وفق الباحثين.

ونتيجة لذلك، من المهم أن نفهم كيف تختلف من الناحية الغذائية عن اللحوم التي تهدف إلى تقليدها واستبدالها. وبعبارة أخرى، ما مدى جودة هضم أجسامنا واكتسابها للعناصر الغذائية من هذه الأطعمة؟

وسعى الفريق إلى الإجابة عن هذا السؤال، من خلال مقارنة جودة البروتين وسلامته وقابلية هضمه، في مجموعة من شرائح اللحوم النباتية واللحوم الباردة مع نظيرتها من لحوم الأبقار.

وأجرى الفريق قياساً لمحتوى الدهون والملح والبروتين في كل منها، ثم خضعت العينات لعملية محاكاة الهضم في المختبر لفهم مدى تحلل البروتينات في الجهاز الهضمي للإنسان.

ووجد الباحثون أن منتجات اللحوم النباتية تحتوي على المزيد من الكربوهيدرات، ونسبة أقل من البروتين، ومحتوى منخفض من الأحماض الأمينية، مقارنة بنظيراتها من اللحوم.

وبشكل عام، تحتوي اللحوم الباردة النباتية على نسبة ملح أقل من اللحوم، وتحتوي على عدد أقل من الأحماض الأمينية الأساسية. وأظهرت منتجات اللحوم النباتية المختلفة أيضاً مستويات متباينة من الهضم، بسبب تنوُّع المكونات التي تحتوي عليها.

وبشكل عام، اعتمدت القيمة الغذائية للمنتجات النباتية بشكل كبير على النباتات المستخدَمة في تصنيعها، مما تسبب في تباين واسع في محتواها من الأحماض الأمينية وسهولة هضم بروتيناتها.

وأشار الباحثون إلى أن هذه النتائج تفيد بأنه ينبغي إجراء دراسة متأنية عند استبدال بدائل نباتية بمنتجات اللحوم التقليدية، وأن هذه الاختلافات في المظهر الغذائي يجب أن يتم إبلاغها للمستهلكين للسماح باتخاذ قرارات مستنيرة.


مقالات ذات صلة

ما مقدار النوم المناسب لصحتنا كل يوم؟

صحتك الحصول على قسط قليل جداً من النوم يمكن أن يسبب تأثيرات سلبية كثيرة (أرشيفية - رويترز)

ما مقدار النوم المناسب لصحتنا كل يوم؟

من المعروف أن النوم له فوائد صحية مذهلة ولكن ما مقدار النوم الذي يعد أكثر من اللازم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك جهاز قياس ضغط الدم (أرشيفية - رويترز)

كم ساعة تحتاجها أسبوعياً في التدريب لتحمي نفسك من «القاتل الصامت»؟

قالت دراسة جديدة إن الحفاظ على النشاط البدني أثناء مرحلة الشباب بمستويات أعلى من الموصى بها سابقاً قد يكون مهماً بشكل خاص لمنع ارتفاع ضغط الدم

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك كوب من القهوة وكابتشينو في متجر في بوغوتا - كولومبيا (أرشيفية - رويترز)

دراسة تحذر من الإفراط في القهوة... ومفاجأة عن «الشاي بالحليب»

أشارت دراسة جديدة إلى أن تناول المشروبات الغازية وعصائر الفاكهة، وأكثر من أربعة أكواب من القهوة يومياً قد يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
علوم سيتم الإعلان عن جوائز «نوبل» في الفيزياء والكيمياء والطب الأسبوع المقبل (رويترز)

إعلان الجوائز الأسبوع المقبل... 4 اكتشافات «مذهلة» كانت تستحق «نوبل» ولم تفز بها

سيتم تسليط الضوء على أفضل العقول في مجال العلوم الأسبوع المقبل عندما يتم الإعلان عن جوائز «نوبل» في الفيزياء والكيمياء والطب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الاختراق يأتي وسط «العصر الذهبي» لأبحاث السرطان (رويترز)

تجارب «مذهلة»... تركيبة دوائية توقف تطور سرطان الرئة لفترة أطول

أشاد الأطباء بنتائج التجارب «المذهلة» التي أظهرت أن تركيبة دوائية جديدة أوقفت تقدم سرطان الرئة لوقت أطول بـ40 في المائة من العلاج التقليدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«ودارت الأيام»... مسرحية مصرية تُحذّر من «تضحيات الزوجة المفرِطة»

الديكور جزء أساسي من مفردات العمل (إدارة مهرجان القاهرة للمونودراما)
الديكور جزء أساسي من مفردات العمل (إدارة مهرجان القاهرة للمونودراما)
TT

«ودارت الأيام»... مسرحية مصرية تُحذّر من «تضحيات الزوجة المفرِطة»

الديكور جزء أساسي من مفردات العمل (إدارة مهرجان القاهرة للمونودراما)
الديكور جزء أساسي من مفردات العمل (إدارة مهرجان القاهرة للمونودراما)

حين أطلق صُنّاع أغنية «ودارت الأيام» تحفتَهم الغنائية الخالدة عام 1970 لتصبح واحدة من روائع «كوكب الشرق» أمّ كُلثوم، ربما لم يخطر على بالهم أنها سوف تصبح اسماً لواحد من العروض المسرحية بعد مرور أكثر من نصف قرن.

وبينما تحفل الأغنية الشهيرة التي كتبها مأمون الشناوي، ولحّنها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، بالتفاؤل والنهاية السعيدة لجفوة قديمة بين حبيبَين التقيا بعد سنوات من الفراق، فإن المسرحية التي تحمل الاسم نفسه، وتُعرَض حالياً ضمن فعاليات مهرجان «أيام القاهرة للمونودراما الدّولي»، تحمل أجواءً حزينة مِلؤها الحسرة والأسى لزوجة تكتشف بعد فوات الأوان أنها خسرت كل شيء، وأن تضحياتها الزوجية عبر أحلى سنوات العمر ذهبت أدراج الرياح.

حالات متناقضة من المشاعر والانفعالات (إدارة مهرجان القاهرة للمونودراما)

تروي المسرحية قصة زوجة تستيقظ فجأةً على نبأ وفاة زوجها، بيد أن المصيبة هذه لم تأتِ بمفردها، بل جرّت معها مصائب متلاحقة، ليُصبح الأمر كابوساً متكامل الأركان، فالزوج لم يَمُت في بيت الزوجية، بل في بيت آخر مع زوجة أخرى اقترن بها سراً قبل نحو 15 عاماً، لتكتشف البطلة أنها عاشت مخدوعة لسنوات طوال.

محاولة لاستعادة الماضي بلا جدوى (إدارة مهرجان القاهرة للمونودراما)

تلك الصّدمة العاطفية الكُبرى شكّلت نقطة الانطلاق الحقيقية للعرض المسرحي الذي أخرجه فادي فوكيه، حين تأخذ البطلة التي جسّدت شخصيتها الفنانة وفاء الحكيم، في استرجاع ذكريات رحلتها الزوجية التي اتّسمت بتنازلها عن كثيرٍ من حقوقها بصفتها زوجة وأنثى، كما تروي مواقف عدّة، تقبّلت فيها معاملة زوجها المهينة ونظرته الدُّونية لها، وأنانيته وتغطرسه؛ إذ لم يكن يفكر إلا في نفسه، وكان يتعامل مع زوجته كأنها خادمة مسخّرة لتلبية رغباته، وليست شريكة حياة لها حقوق كما أن عليها واجبات.

عدّ الناقد المسرحي د. عبد الكريم الحجراوي، مسرح المونودراما الذي ينتمي إليه العمل «من أصعب أنواع القوالب الفنية؛ لأنه يعتمد على ممثّل واحد في مواجهة الجمهور، مطلوب منه أن يكون شديدَ البراعة ومتعددَ المواهب من حيث التّشخيص، والمرونة الجسدية، والاستعراض، والتحكم في طبقات صوته»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذا الممثل مُطالَب بالسيطرة على المتفرج، والإبقاء عليه في حالة انتباه وتفاعل طوال الوقت، ومن هنا تكمن الصعوبة، حيث لا وجود لشخصيات أخرى أو حوار.

ويضيف الحجراوي: «وجد ممثل المونودراما نفسه مطالَباً بالتعبير عن الصراع الدرامي بينه وبين الآخرين الغائبين، أو بينه وبين نفسه، فضلاً عن أهمية امتلاكه مرونة التعبير عن حالات مختلفة من المشاعر، والانفعالات، والعواطف المتضاربة التي تتدرّج من الأسى والحزن والشّجَن إلى المرح والكوميديا والسُّخرية، وهو ما نجحت فيه وفاء الحكيم في هذا العمل».

أداء تمثيلي اتّسم بالإجادة (إدارة مهرجان القاهرة للمونودراما)

ويُبرِز العمل الذي يُعدّ التجربة الأولى للمؤلفة أمل فوزي، كثيراً من محطات الخذلان والإحباط التي عاشتها الزوجة؛ فقد رفضت والدتها ذات الشخصية القوية، فكرة انفصالها عن زوجها في السنوات الأولى لحياتهما معاً، ومن ثَمّ رفضت الزوجة نفسها فكرة الانفصال بعد إنجاب أكثر من طفل، وتلوم البطلة نفسها بسبب قبولها لموضوع الزواج في سنٍّ صغيرة وهي لا تزال في بداية دراستها الجامعية، وعجزها عن التمرد بوجه زوجها حين رفض بإصرارٍ أن تُكمل دراستها، مخالِفاً بذلك وعدَه لها ولأسرتها أثناء فترة الخطوبة.

واللافت أن الزوجة لا تغار من الزوجة الثانية التي أنجبت هي الأخرى طفلاً من زوجهما المشترك، بل تلومُ نفسها على ضعف شخصيتها حيناً، وثقتها غير المبرّرة في زوجها أحياناً.