مصر: أبطال فيلم «السرب» يراهنون على ضخامة الإنتاج والجودة

تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» عن كواليس تصوير العمل

لقطة من فيلم «السرب» (الشركة المنتجة)
لقطة من فيلم «السرب» (الشركة المنتجة)
TT

مصر: أبطال فيلم «السرب» يراهنون على ضخامة الإنتاج والجودة

لقطة من فيلم «السرب» (الشركة المنتجة)
لقطة من فيلم «السرب» (الشركة المنتجة)

لفت المقطع الدعائي للفيلم المصري الجديد «السرب» اهتمام جمهور السوشيال ميديا في مصر، وذلك بعد أن طرحه المنتج المصري تامر مرسي عبر حساباته على مواقع التواصل، مشيراً إلى قرب عرضه بدور العرض المصرية وذلك بعد نحو 3 سنوات من التأجيل.

ويروي فيلم «السرب» تفاصيل الضربة الجوية التي شنتها القوات الجوية المصرية، ضد تنظيم «داعش»، في فبراير (شباط) 2015، بعد ذبح التنظيم 21 مصرياً مسيحياً في منطقة درنة الليبية.

وأعرب متابعون عن تشوقهم لمشاهدة العمل، مشيرين إلى أنه يبدو عملاً ضخماً من خلال لقطات المقطع الترويجي الذي يظهر أسراب المقاتلات المصرية الحديثة، وهي تحلق في السماء خلال مهمة عسكرية.

الفيلم من بطولة أحمد السقا، وشريف منير، ومحمد دياب، وآسر ياسين، ومحمود عبد المغني، ومحمد ممدوح، وأحمد حاتم، ومصطفى فهمي، وعمرو عبد الجليل، وتأليف عمر عبد الحليم، وإخراج أحمد نادر جلال.

وراهن أبطال الفيلم على ضخامة إنتاجه وجودته وتشويق أحداثه، ووصف الفنان أحمد السقا مشاركته فيه بأنها «أهم أدوار مسيرته الفنية»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «كانت إحدى أمنياتي الفنية المشاركة في عمل سينمائي وطني، وتحقق هذا الحلم بالمشاركة في فيلم (السرب)، فالفيلم يعد أهم عمل في مسيرتي السينمائية لما يحمله من أهداف، ترصد واقعاً حقيقياً مررنا به خلال فترة عصيبة».

رفض السقا الكشف عن تفاصيل دوره في العمل: «جميع الأخبار التي تناولت دوري في العمل غير صحيحة، وليس لدي الحق في الحديث عنها حالياً، لأنها قد تتسبب في حرق أحداث الفيلم، ولكن ما أستطيع قوله أن دوري أحد الأدوار الرئيسية».

أحمد السقا في لقطة من العمل (الشركة المنتجة)

ونوه السقا إلى أن الفيلم يرصد مرحلة مهمة من تاريخ مصر: «الفيلم يرصد الفترة التي كانت الحياة المصرية العامة مليئة بالاغتيالات، والسينما في العادة يكون تأثيرها أقوى على المشاهد من الرسائل المباشرة».

ويؤكد الفنان المصري محمد دياب الذي اعتاد تقديم أدوار الشر في الدراما المصرية، أن الشر الذي سيقدمه في فيلم «السرب» مختلف تماماً عن أي دور شرّ قدمه من قبل، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المرة سيكون شراً مختلفاً، هو شر قاتل؛ حيث أجسد في الفيلم دور (العقرب) قائد الجناح العسكري لتنظيم (داعش) في منطقة درنة، ربما أكون قدمت أدواراً تتميز بالشر كثيراً في مسيرتي الفنية، ولكن هذا الدور ربما يكون الأصعب فيها».

الفنان المصري دياب (الشركة المنتجة)

شدّد دياب على أن الفيلم سيكون مفاجأة للجمهور بسبب حجم الإنتاج الضخم الذي وضع جميع إمكاناته ليخرج الفيلم في أفضل صورة: «الشركة المنتجة قدّمت كل سبل النجاح للفيلم، وصُوّرت المشاهد على درجة عالية من الكفاءة لكي نُظهر للمشاهدين أمجاد وبطولات القوات المسلحة المصرية».

وكشف الفنان مصطفى فهمي عن تفاصيل دوره في الفيلم قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «أجسد في (السرب) شخصية رئيس جهاز المخابرات المصرية، وهي المرة الثالثة التي ألعب فيها دور رجل المخابرات، أول مرة كانت في مسلسل (دموع في عيون وقحة) بالمخابرات الإسرائيلية، والمرة الثانية كانت في فيلم (الحفار)، وهذه هي المرة الثالثة».

وأشار فهمي إلى أنه غيّر من شكله تماماً ليُقدّم الشخصية في أبهى صورها: «سيناريو العمل رائع، وكُتب على درجة رائعة من الاحترافية، لذلك كان لا بدّ من رسم شخصية رئيس جهاز المخابرات بطريقة احترافية فذاكرت أشكال وسمات رؤساء جهاز المخابرات المصرية خلال الفترة الماضية، ووضعت لنفسي شكلاً في طريقة الشعر أظهر به في الفيلم».


مقالات ذات صلة

المخرج عمرو سلامة يجدد أزمة انتقاد رموز الفن المصري

يوميات الشرق إسماعيل ياسين ونجله الراحل ياسين (الشرق الأوسط)

المخرج عمرو سلامة يجدد أزمة انتقاد رموز الفن المصري

جدّد حديث المخرج المصري عمرو سلامة عن الفنان المصري الراحل إسماعيل ياسين خلال حضوره ضيفاً على «ليك لوك 3» أزمة انتقاد رموز الفن المصري.

داليا ماهر (القاهرة )
سينما «طريق الريح» لترينس مالك (بابلسبيرغ بيكتشرز)

12 فيلماً جديداً برسم الدورة الـ78 لمهرجان «كان»

محظوظة السينما بأفلامها، وأفلامها محظوظة بمهرجاناتها. من «برلين» إلى «نيويورك» ومن «تورنتو» و«مونتريال» إلى «سان سيباستيان».

محمد رُضا (لندن)
سينما «المستعمرة» (ماد سوليوشن)

شاشة الناقد: المستعمرة

بعد بداية تُثير القلق حول مستوى الفيلم، تتبدَّى الخيوط على نحوٍ أوضح يقود المخرج الجديد محمد رشاد فيلمه صوب نتائج فنية ملائمة لما يريد الحديث فيه وكيف.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق لدى المسلسل ما يقوله وسط الكلام المُكرَّر وما يُصوِّره خارج المشهد الجاهز (البوستر الرسمي)

«ليالي روكسي»... حكايةُ ولادة أول فيلم سينمائي سوري

للمسلسل مزاجه، وقد يراه البعض بطيئاً ومملاً. لا تتسارع الأحداث ولا تتزاحم المفاجآت، بقدر ما يتمهَّل برسم ملامح زمن ساحر تلفحه ذكريات الأوقات الحلوة...

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق إيفان فوند خلال تسلمه الجائزة على المسرح في برلين (إدارة المهرجان)

المخرج الأرجنتيني إيفان فوند: السينما مساحة للتجربة والدهشة

وصف المخرج الأرجنتيني، إيفان فوند، «السينما بأنها مساحة للتجربة والدهشة تعيدنا إلى الطفولة».

أحمد عدلي (القاهرة)

«الكابتن»... كوميديا فانتازية لأكرم حسني في «عالم الأرواح»

مشهد من المسلسل (الشركة المنتجة)
مشهد من المسلسل (الشركة المنتجة)
TT

«الكابتن»... كوميديا فانتازية لأكرم حسني في «عالم الأرواح»

مشهد من المسلسل (الشركة المنتجة)
مشهد من المسلسل (الشركة المنتجة)

في إطار كوميدي لا يخلو من الطابع الفانتازي الخيالي، تدور أحداث المسلسل المصري «الكابتن» الذي قام ببطولته أكرم حسني، وعرض خلال النصف الأول من شهر رمضان، على مدار 15 حلقة، وتدور أحداثه حول شخصية الطيار حسام، الذي يقود طائرة تتعرض لحادث يُسفر عن وفاة عدد من الركاب، وبعد أن يتعافى من الحادث يشاهد أشباح 6 من ركاب الطائرة المنكوبة يطلبون منه تحقيق أمنياتهم.

يسعى حسام لإرضاء ضحاياه، فيدخل في مشكلات ومواقف كثيرة مليئة بالكوميديا، مع تكرار ظهور أشباحهم وإصرارهم أن يقوم بتنفيذ ما يطلب منه. وفي الوقت نفسه لا يستطيع أي أحد رؤية هذه الأشباح أثناء حديثها مع حسام.

يقول صاحب قصة المسلسل، أيمن الشايب، لـ«الشرق الأوسط»: «بدأ العمل على المشروع عام 2022، ولم يكن بنفس الصورة التي خرج بها للمشاهدين، حيث تطورت الفكرة مرات عدة جراء حماس المنتج كريم أبو ذكري. وبسبب المناقشات التي جرت في مرحلة الكتابة، ومنها تلك التي دارت مع الفنان أحمد أمين، الذي تحدّث عن فكرة مشابهة قدّمت بالفيلم الأميركي (قلوب وأرواح) بالتسعينات».

أكرم حسني على الملصق الدعائي للمسلسل (حسابه على «فيسبوك»)

وأوضح الشايب أنه حرص على مشاهدة كثير من الأعمال الأجنبية والمصرية التي تناولت فكرة مشابهة، مؤكداً حرصه الشديد على تقديم الفكرة برؤية خالصة ومقبولة ضمناً في الثقافة المصرية، وهو ما ركّز عليه في المواقف التي يمرّ بها بطل العمل مع طلبات الأشباح، التي اعتمدت على أمور قابلة للتنفيذ.

وأكد المؤلف أنه حرص على تحقيق توازن بين مشاهد الرعب والكوميديا التي تضمّنها العمل، مع التركيز على أن تكون المواقف مرحة، دون أن تفقد مصداقيتها داخل عالم المسلسل عبر «الفانتازيا» الواقعية، التي يوجد منطق في تنفيذها، وليست قائمة على الخيال بشكل كامل، لافتاً إلى أن تقديم العمل في 15 حلقة جعله يكتفي بالأشباح الستة، وهو أمر جاء أيضاً لعدم التشتت في الأحداث بشكل كبير.

لكن الناقد الفني طارق الشناوي يرى أن «المسلسل واجه مشكلة في الكتابة بسبب تكرار بعض المشاهد، ما أدى إلى تراجع تأثيره الكوميدي بمرور الوقت»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «العمل لا يمكن وصفه بالسيئ، لكن في الوقت نفسه يمكننا القول إنه بعد فترة فقد القدرة على إضحاك المشاهدين». موضحاً أن «الكوميديا الفعّالة تعتمد على عنصر المفاجأة، لكن عندما يُعاد تقديم نفس المشهد، يفقد الجمهور الإحساس بالمفاجأة، وبالتالي يقلّ تأثير الضحك، مع إعادة تدوير نفس المواقف»، لافتاً إلى أن «المسلسل كان بإمكانه تعزيز عنصر المفاجأة بشكل أكبر، بحيث تكون المواقف الكوميدية أكثر تنوعاً وثراءً».

أكرم حسني مع مخرج المسلسل معتز التوني في كواليس التصوير (حساب أكرم حسني على «فيسبوك»)

هذا الرأي يختلف معه الناقد الفني محمد عبد الرحمن، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «المسلسل وإن لم يقدم فكرة جديدة تماماً، لكنه استطاع تقديمها بأسلوب يناسب جمهور بطله أكرم حسني»، مشيراً إلى أن «العمل لم ينطلق من فكرة غير مسبوقة، لكنه يتميز بمعالجة تتماشى مع الجمهور الباحث عن الكوميديا الخفيفة».

وأضاف أن «المسلسل في الأساس يهدف إلى الترفيه، وليس بالضرورة أن يحمل قضية أو رسالة اجتماعية عميقة. ومع ذلك، تضمنت بعض حلقاته إشارات لقضايا اجتماعية، مثل الإساءة للسمعة والتنمر، وهي قضايا طُرحت بطريقة خفيفة ومناسبة لطبيعة العمل».

وفي الختام، أشاد عبد الرحمن بوجود مساحة كبيرة للجيل الصاعد من الفنانين في الكوميديا. الأمر الذي أضفى تنوعاً على الأداء الكوميدي، لافتاً إلى أن أكرم حسني لم يعتمد على نفسه فقط في إضحاك الجمهور، بل أتاح الفرصة لزملائه، ما خلق توازناً في الأداء الكوميدي.