معرض مصري للأيقونات القبطية يوثّق أحداث «عيد البشارة»

أيقونات البشارة في متحف شرم الشيخ بمصر (وزارة السياحة والآثار المصرية)
أيقونات البشارة في متحف شرم الشيخ بمصر (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

معرض مصري للأيقونات القبطية يوثّق أحداث «عيد البشارة»

أيقونات البشارة في متحف شرم الشيخ بمصر (وزارة السياحة والآثار المصرية)
أيقونات البشارة في متحف شرم الشيخ بمصر (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بجوار الركن البيزنطي في قاعة الحضارات بمتحف شرم الشيخ (شمال شرق مصر)، يأتي هذا المعرض المؤقت للأيقونات القبطية الذي يتضمن ثلاث أيقونات هي «أيقونة البشارة»، و«أيقونة القديس يوحنا»، و«أيقونة القديس متى»، بمناسبة قرب حلول «عيد البشارة».

يأتي «عيد البشارة» في 29 برمهات بالتقويم القبطي لعام 1740، ويوافق 7 أبريل (نيسان) المقبل، و«هذا اليوم يوصف بأول الأعياد وأصل الأعياد، فهو اليوم الذي أرسل فيه الله رئيس الملائكة جبريل للسيدة مريم يبشرها بتجسد ابنه منها»، وفق موقع تراث الكنيسة الأرثوذكسية.

المعرض الذي جاء تحت عنوان «البشارة والعذراء» يستمر لمدة شهرين حتى نهاية مايو (أيار) المقبل، صاحبته ندوةٌ تناولت فن الأيقونات وأهميته وتاريخه، بالإضافة لشرح تفصيلي للأيقونة الخاصة بالمعرض المؤقت، وكلمة عن كيفية الترميم، وأهمية صيانة الأيقونات وحفظها، وفق ما نشرته صفحة المتحف على «فيسبوك».

إحدى الأيقونات المعروضة بمتحف شرم الشيخ (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويهدف المعرض إلى إبراز أهمية الأيقونات في توثيق الأحداث الكتابية، فالفنان الذي يقدم الأيقونة يصور ما قرأه، لتصبح الأيقونة بمنزلة كتاب لمن يجهل القراءة والكتابة، وتتم قراءة الأيقونات من خلال معرفة دلالات الرموز والألوان الموجودة بها.

ويصف الباحث في التراث القبطي روبير الفارس، الأيقونة، بأنها «الصورة المباركة ويتم تدشينها بالزيت المقدس. يسمى رسام الأيقونة كاتباً، لأنها تعد كتابة لتعليم الناس عن المسيحية من خلال الفن».

وذكر الفارس لـ«الشرق الأوسط» أن «أقدم أيقونة مرتبطة بالمسيحية تنسب للقديس لوقا الإنجيلي من رسل السيد المسيح وكان طبيباً ورساماً، ويعرف عنه أنه رسم أقدم أيقونة للعذراء مريم تحمل الطفل يسوع، وتوجد نسخة منها في القدس ونسخة في دير العذراء مريم المحرق بالقوصية في أسيوط (جنوب مصر)».

وأضاف أن «البشارة هو حدث رئيسي في المسيحية لأنه يعد الموقف الأول والمؤسس لميلاد المسيح، حيث بشر الملاك السيدة العذراء بحمله دون زرع بشر».

وتحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بـ«عيد البشارة» تعبيراً عن فرحتها بهذه البشارة التي أتت من السماء، وتصفها بأنها «بشارة للخلاص للبشرية كلها»، وحين يوافق «عيد البشارة» أسبوع الآلام لا يتم الاحتفال بـ«عيد البشارة» باعتبار البداية قد اكتملت، حسب تراث الكنيسة، وعادة ما يأتي هذا العيد في الصوم الكبير، الذي تزامن هذا العام مع بداية شهر رمضان.

ويعاود الفارس الحديث عن الأيقونات، لافتاً إلى «تتعدد موضوعاتها، وكلها تضم مشاهد من الكتاب المقدس وحياة السيد المسيح من ميلاده إلى صعوده ورسله وقديسي الكنيسة».

ولفت إلى أن «الكنيسة ميزت أيقونات قديسيها والملائكة بهالة من النور حول الرأس، إشارة إلى عملهم كنور العالم، أما أيقونة السيد المسيح فغالباً ما يرسم داخل الهالة صليب، وتكتب فيه الحروف الأولى لاسمه أو الحرفان الأول والآخر من اليونانية إشارة إلى لاهوته».

وأشار الفارس إلى ملاحظتين: «الأولى هي استخدام الهالة الدائرية فقط في الأيقونات وهي تشير إلى الأبدية، والثانية أنه لا توضع هالة حول صور الأشخاص الذين ما زالوا على قيد الحياة».

ويعد متحف شرم الشيخ أول متحف للآثار في جنوب سيناء، وهو يمثل ملتقى للحضارات الإنسانية، إلى جانب أنه يعرض صوراً مختلفة عن الحياة اليومية والبرية في مصر القديمة، كما يعرض قطعاً أثريةً مختلفةً تمثل العصور التي مرت بمصر، ويضم قطعاً فريدةً من مجموعة الملك توت عنخ آمون، وقد تم افتتاح المتحف عام 2020 ويضم 5200 قطعة أثرية.


مقالات ذات صلة

معرض في سويسرا يحتضن آثار غزة: تدميرها المُتعمَّد «جريمة حرب»

يوميات الشرق الإرث مرايا الشعوب (أ.ف.ب)

معرض في سويسرا يحتضن آثار غزة: تدميرها المُتعمَّد «جريمة حرب»

أُحضرت هذه الآثار التي توضح جوانب من الحياة اليومية المدنية والدينية من العصر البرونزي إلى العصر العثماني، إلى جنيف ضمن معرض «غزة على مفترق طرق الحضارات».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق أرشيفية من قمة العلا للآثار في 2023 (واس)

العلا تجمع علماء الآثار لبحث تراث المجتمعات المتنقلة عبر العصور

على أرض الحضارات تلتئم ندوة العلا للآثار جامعةً تحت سقفها مئات من الخبراء والمختصين في علم الآثار والتراث الثقافي من شتى دول العالم لتبادل خبراتهم العلمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق وزير الخارجية المصري يتفقد القطع الأثرية بنيويورك قبل إرسالها إلى القاهرة (وزارة الخارجية المصرية)

مصر لاستقبال قطع فرعونية نادرة بعد إحباط بيعها في أميركا

تترقب مصر استقبال قطع آثار فرعونية «نادرة» أحبطت السلطات الأميركية بالتعاون مع نظيرتها في القاهرة محاولات لبيعها أخيراً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني خلال كلمته (سبأ)

اليمن يسترد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية

في لحظة وصفت بـ«التاريخية»، أعلنت الحكومة اليمنية استرداد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية، ووضعها بمتحف المتروبوليتان للفنون بمدينة نيويورك بشكل مؤقت…

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق دهشة الذكاء الاصطناعي (رويترز)

الذكاء الاصطناعي «نجم» رسوم عمرها 2000 عام في بيرو

تُعدّ خطوط نازكا، التي تعود إلى 2000 عام مضت، رسوم لنباتات وحيوانات، يمكن رؤيتها فقط من السماء. وقد أُعلنت ضمن مواقع التراث العالمي لـ«يونيسكو» عام 1994.

«الشرق الأوسط» (بوينس آيرس)

رمال المريخ تصلح لبناء مستعمرات فضائية

فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)
فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)
TT

رمال المريخ تصلح لبناء مستعمرات فضائية

فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)
فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)

تَوَصَّلَ باحثون بجامعة ترينيتي في دبلن إلى طريقة لتحويل الرمال الموجودة على سطح المريخ والقمر إلى طوب صلب يمكن استخدامه في بناء مستعمرات مستقبلية في الفضاء.

واكتشف الباحثون طريقة لربط الصخور السطحية والرمال والغبار، والمعروفة باسم «الريغوليث»، باستخدام درجات حرارة منخفضة وكمية قليلة من الطاقة، وفق «بي بي سي».

وتعد فكرة بناء مستعمرات في الفضاء حلماً طموحاً يسعى العلماء والمهندسون لتحقيقه في السنوات المقبلة، حيث يمكن أن توفر هذه المستعمرات بيئة للعيش والعمل خارج كوكب الأرض، مثل القمر أو المريخ.

وتعتمد هذه الرؤية على استخدام الموارد المحلية، مثل الرمال والصخور الموجودة على السطح، لتقليل الاعتماد على النقل من الأرض؛ ما يقلل من التكاليف والانبعاثات البيئية.

وتمثل الابتكارات في تكنولوجيا البناء، مثل استخدام أنابيب الكربون النانوية والغرافين، خطوات مهمة نحو تحقيق هذا الحلم، حيث تسهم في إنشاء هياكل قوية وصديقة للبيئة قادرة على دعم الحياة البشرية.

وتمكّن الباحثون من ربط الجسيمات السطحية، مثل الصخور والرمال والغبار، معاً باستخدام درجات حرارة منخفضة وطاقة قليلة. وتتميز الكتل المبنية باستخدام أنابيب الكربون النانوية بكثافة منخفضة نسبياً، ولكنها تظهر قوة تقترب من قوة الغرانيت؛ ما يجعلها مناسبة لإنشاء هياكل خارج كوكب الأرض،.

وقال البروفيسور جوناثان كولمان، الذي يقود المشروع البحثي جامعة ترينيتي، إن هذا الاكتشاف قد يساعد على تقليل كمية مواد البناء التي تحتاج إلى النقل من الأرض لبناء قاعدة على القمر.

وأكد كولمان أن بناء قاعدة شبه دائمة على القمر أو المريخ سيتطلب استخداماً كافياً من المواد الموجودة في الموقع، وتقليل المواد والمعدات المنقولة من الأرض.

وعند بناء الهياكل في الفضاء، ستسهم الكتل المصنوعة من الجسيمات السطحية وأنابيب الكربون النانوية في تقليل الحاجة إلى نقل مواد البناء إلى الفضاء.

بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الكتل قادرة على توصيل الكهرباء؛ ما يمكن استخدامها كأجهزة استشعار داخلية لمراقبة الصحة الهيكلية للمباني خارج كوكب الأرض.

وتُبنى هذه الهياكل لتحتفظ بالهواء؛ لذا فإن القدرة على اكتشاف ومراقبة علامات التحذير المبكر لفشل الكتل أمر بالغ الأهمية.

ويعتقد الباحثون أن هذا الاكتشاف يمكن أن تكون له أيضاً تطبيقات عملية في صناعة البناء على الأرض، وذلك بسبب مادة نانوية مشابهة تسمى الغرافين، التي يمكن خلط كميات كبيرة منها مع الأسمنت في الخرسانة، ما يزيد من قوة الخرسانة بنسبة 40 في المائة.

كما يسهم تعزيز قوة الخرسانة في تقليل الكمية المطلوبة لبناء الهياكل. وتُعد الخرسانة حالياً أكثر المواد المستخدمة من صُنع الإنسان في العالم، حيث تشكل عملية تصنيع الخرسانة العالمية نحو 8 في المائة من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم.