أوقفت شركة البريد الألمانية العملاقة «دويتشه بوست» رحلات الطيران المحلّية لنقل الرسائل البريدية، بعد أكثر من 62 عاماً على بدء تسيير هذه الرحلات.
وذكرت «وكالة الأنباء الألمانية» أنّ آخر طائرة تحمل بريداً محلّياً أقلعت من برلين إلى شتوتغارت، تزامناً مع إقلاع طائرات تحمل البريد من هانوفر وميونيخ وشتوتغارت.
وكانت الطائرات الستّ التي أقلعت تحمل رسائل وطروداً بريدية فقط، بلغ مجموعها نحو 1.5 مليون رسالة وطرد، تزن نحو 53 طناً، وتعادل نحو 3 في المائة من وزن الرسائل البريدية التي تنقلها «دويتشه بوست» بين أنحاء ألمانيا يومياً.
ولن تستخدم شركة البريد بعد اليوم الطائرات في نقل الرسائل المحلّية بهدف خفض النفقات، وتقليص بصمتها الكربونية. ووفق الشركة، فإن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل رسالة ستنخفض بنحو 80 في المائة عند نقلها بالطرق البرّية بدلاً من الطائرات.
على مدى عقود، ظلت «دويتشه بوست» تعتمد على الطائرات لنقل رسائل البريد المحلّي، لأنّ القانون ألزمها بتوصيل 80 في المائة على الأقل من الرسائل في يوم العمل التالي لتسلم الرسالة من المُرسل، و95 في المائة من الرسائل خلال يوم العمل الثاني.
ووفق تعديلات قانون البريد الألماني التي اقترحتها الحكومة بهدف خفض نفقات خدمات البريد، ستُخفَّف اشتراطات مواعيد تسليم الرسائل البريدية للعملاء، مما يعني انتظارهم وقتاً أطول لتلقّيها.
وكان ثمة اتفاق عام في البلاد على هذه التغييرات، نتيجة تحوّلات الطلب على الخدمات البريدية من جانب السكان مع تزايد الاعتماد على الإنترنت في الحصول على الخدمات والاتصالات.
وتستخدم «دويتشه بوست» الطائرات لنقل الرسائل في مختلف أنحاء ألمانيا أثناء الليل منذ سبتمبر (أيلول) 1961، ووصلت حركة النقل إلى ذروتها في 1996، عندما بلغ متوسّط وزن الرسائل التي تُنقَل بالطائرات يومياً 430 طناً.