مؤلف «مسار إجباري»: أردت التأكيد على «قيم العائلة» بمواجهة سلوكيات «حادة» منتشرة عربياً

قال لـ«الشرق الأوسط» إن ذوق الجمهور تغيّر ومن الصعب توقع اختياراته

موت الأب يفجر مفاجآت في «مسار إجباري» (الشركة المنتجة)
موت الأب يفجر مفاجآت في «مسار إجباري» (الشركة المنتجة)
TT

مؤلف «مسار إجباري»: أردت التأكيد على «قيم العائلة» بمواجهة سلوكيات «حادة» منتشرة عربياً

موت الأب يفجر مفاجآت في «مسار إجباري» (الشركة المنتجة)
موت الأب يفجر مفاجآت في «مسار إجباري» (الشركة المنتجة)

حظي المسلسل المصري الرمضاني «مسار إجباري» بردود فعل إيجابية، خصوصاً مع اعتماده على مجموعة من المواهب الشابة الصاعدة، أبرزها أحمد داش وعصام عمر ومي الغيطي ونور إيهاب وياسمينا العبد.

ولم يقتصر الحضور الشبابي على فريق التمثيل، وإنما امتد إلى التأليف، حيث السيناريو والحوار بمشاركة الثلاثي أمين جمال ومينا بباوي ومحمد محرز.

العمل الذي يتكون من 15 حلقة يأتي إيقاعه الدرامي سريعاً ليصيبّ في عمق الحدث مباشرة، ورغم الحبكة البوليسية التي قام عليها المسلسل من خلال جريمة قتل يسعى لفك شفرتها أخوان شابان يجدان نفسيهما فجأة في مواجهة عصابة إجرامية، فإنه اتسم بالواقعية في تجسيد حياة الجيل الجديد وأحلامه وإحباطاته على صعيد العمل والحب والعائلة.

وأشاد مشاهير ومستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي بالعمل، منهم يوسف الشريف الذي كتب على «فيسبوك» إن «التصوير الخارجي في مناطق وسط البلد وحي السيدة زينب أضفى مصداقية على العمل». في حين رأى أحمد عبده أن «القصة حلوة وأداء الممثلين رائع».

وقال السيناريست باهر دويدار صاحب المعالجة الدرامية للمسلسل إن «صنّاع العمل كسبوا الرّهان على الشباب»، وهو رهانه الرابح، إذ لم تخذله مواهب الجيل الجديد أبداً، كما حدث في مسلسل «حكاية بنات»، الذي قدمه قبل 12 عاماً ولعبت بطولته أسماء جديدة تصدرت المشهد فيما بعد مثل دينا الشربيني وحورية فرغلي على سبيل المثال، كما كان مسلسل «حق ميت» من تأليفه، الذي عُرض في 2015، أول بطولة مطلقة لحسن الرداد.

صابرين تجسد شخصية امرأة ناجحة تعرضت لصدمات زوجية (الشركة المنتجة)

وأضاف دويدار لـ«الشرق الأوسط»: «(مسار إجباري) يؤكد على قيمة العلاقة بين الأشقاء، حتى لو لم يكونوا من نفس الأب والأم، وكيف أنه رغم الاختلاف الشديد في تكوين الشخصية بين شقيقين لم يتعرفا من قبل، يكتشفان أنهما بحاجة ماسة إلى بعضهما البعض بحثاً عن السند والدعم والمحبة غير المشروطة».

وذكر دويدار: «توقعت أن ينجح العمل لأن عناصر النجاح موجودة، لكنني لم أتوقّع هذا القدر من الدفء والتفاعل الذي استقبل به الجمهور التجربة»، مشيراً إلى أن «ذوق الجمهور تغير وأصبح من الصعب توقع اختياراته ولم يعد من الذكاء أن تنجح تجربة ما فيسارع البعض لاستنساخها لأن المتفرج أصبح لديه نوع من التشبع بسبب التكرار والتشابه بين الأعمال».

وكشف دويدار عن كواليس كتابة العمل منوهاً بأنه كتب بخط يده الفكرة العامة لقصة المسلسل في صيف عام 2015، ومن ثَمّ انشغل بمشروعات أخرى، وحين طلبت منه المنتجة دينا كريم عملاً يقوم ببطولته اثنان من الشباب، تذكر تلك الفكرة وشرع في تنفيذها وقدم بالفعل أول 5 حلقات، ولكن نظراً لانشغاله بمسلسل آخر هو «صيد العقارب» لغادة عبد الرازق، استُعين بزملاء آخرين لكتابة السيناريو والحوار وفقاً للمعالجة والرؤية التي سبق الاتفاق عليهما، وأنجزوا المهمة على أكمل وجه في وقت محدود.

وأكد أنه كان معنياً أثناء كتابة العمل بتقديم نموذج واقعي لاثنين من الشباب يبتعد عن المثالية، وفي الوقت نفسه لا يكون سلبياً للغاية، أي أن يكون نموذجاً يشبه الجيل الجديد بأحلامه وإحباطاته، مضيفاً أنه أراد التأكيد على قيم العائلة وأهمية القرب الإنساني بين الأم وابنها، بين الأخ وشقيقه، في زمن أصبح فيه التحفز والحدة عنوانين للسلوك الاجتماعي في المجتمعات العربية.

وقال الناقد الفني طارق الشناوي إن «تصدر اسمي أحمد داش وعصام عمر تترات البطولة كان اختياراً ذكياً ومحسوباً ببراعة لما يتمتعان به من موهبة لافتة وحضور قوي اختُبر سابقاً في أكثر من محطة»، مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «موافقة كل من صابرين وبسمة على أن يتصدر نجمان شابان جديدان البطولة قبلهما تنمّ عن ذكاء ونضج»، وذكر الشناوي أن «مخرجة العمل نادين خان للمرة الثانية في رمضان تقدم رؤية معاصرة لقضايا الواقع بطريقة لافتة».

«مسار إجباري» يمثل عودة قوية لبسمة (الشركة المنتجة)

بالإضافة إلى الممثلين الشباب، لا يخلو العمل من الفنانين أصحاب الخبرة مثل صابرين وبسمة ورشدي الشامي، فضلاً عن ظهور محمود البزاوي ومحمد لطفي وخالد الصاوي بصفتهم ضيوف شرف.

ويقدم المسلسل رشدي الشامي في دور مختلف، حيث يجسد شخصية محام شهير، واسع الثراء، لكنه فاسد ويتورط في ممارسات مشبوهة سعياً وراء المال. ويبدو الدور مفارقاً لما اعتاد عليه الجمهور من الشامي الذي عادة ما يتألق في دور الشخصية البسيطة التي تتمتع بنقاء القلب، لكنها مقهورة ومغلوبة على أمرها.


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

وزير الثقافة السعودي يلتقي مبتعثي «صناعة المانجا» في اليابان

وزير الثقافة السعودي مع عدد من الطلاب المبتعثين وقيادات هيئة الأدب والنشر والترجمة وشركة «مانجا للإنتاج» (واس)
وزير الثقافة السعودي مع عدد من الطلاب المبتعثين وقيادات هيئة الأدب والنشر والترجمة وشركة «مانجا للإنتاج» (واس)
TT

وزير الثقافة السعودي يلتقي مبتعثي «صناعة المانجا» في اليابان

وزير الثقافة السعودي مع عدد من الطلاب المبتعثين وقيادات هيئة الأدب والنشر والترجمة وشركة «مانجا للإنتاج» (واس)
وزير الثقافة السعودي مع عدد من الطلاب المبتعثين وقيادات هيئة الأدب والنشر والترجمة وشركة «مانجا للإنتاج» (واس)

حث الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي رئيس مجلس إدارة هيئة الأدب والنشر والترجمة، السبت، الطلاب المبتعثين في برنامج أسس صناعة القصص المصورة «المانجا» في اليابان، على أهمية التأهيل العلمي والأكاديمي في التخصصات الثقافية للإسهام بعد تخرجهم في رحلة تطوير المنظومة الثقافية في بلادهم.

وأكد الأمير بدر بن عبد الله، خلال لقائه عدداً من الطلاب المبتعثين في مقر إقامته في طوكيو، دعم القيادة السعودية لكل ما من شأنه تنمية القدرات البشرية في المجالات كافة.

ويُقام البرنامج التدريبي بالتعاون بين هيئة الأدب والنشر والترجمة، وشركة «مانجا للإنتاج»، التابعة لمؤسسة محمد بن سلمان «مسك»، الذي يستهدف موهوبي فن المانجا ضمن برنامج تدريبي احترافي باستخدام التقنيات اليابانية؛ منبع هذا الفن.

حضر اللقاء الدكتور محمد علوان الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة، والدكتور عصام بخاري الرئيس التنفيذي لشركة «مانجا للإنتاج»، وعددٌ من الطلاب والطالبات المبتعثين لدراسة فن المانجا في أكاديمية كادوكاوا، إحدى أكبر الأكاديميات في اليابان، التي تهتم بتدريب واستقطاب الخبرات والمهتمين بصناعة القصص المصورة.

يشار إلى أن البرنامج التدريبي يتضمن 3 مراحل رئيسية، بدءاً من ورش العمل الافتراضية التي تقدم نظرةً عامة حول مراحل صناعة القصص المصورة، تليها مرحلة البرنامج التدريبي المكثّف، ومن ثم ابتعاث المتدربين إلى اليابان للالتحاق بأكاديمية كادوكاوا الرائدة في مجال صناعة المانجا عالمياً.

كما تم ضمن البرنامج إطلاق عدد من المسابقات المتعلقة بفن المانجا، وهي مسابقة «منجنها» لتحويل الأمثلة العربية إلى مانجا، ومسابقة «مانجا القصيد» لتحويل القصائد العربية إلى مانجا، ومؤخراً بالتزامن مع عام الإبل 2024 أُطلقت مسابقة «مانجا الإبل» للتعبير عن أصالة ورمزية الإبل في الثقافة السعودية بفن المانجا.

وتجاوز عدد المستفيدين من البرنامج 1850 متدرباً ومتدربة في الورش الافتراضية، وتأهل منهم 115 للبرنامج التدريبي المكثّف، أنتجوا 115 قصة مصورة، وابتُعث 21 متدرباً ومتدربة إلى اليابان؛ لصقل مواهبهم على أيدي خُبراء في هذا الفن، إضافة إلى استقبال 133 مشاركة في مسابقة «منجنها»، وما يزيد على 70 مشاركة في مسابقة «مانجا القصيد»، وأكثر من 50 مشاركة في «مانجا الإبل».

يذكر أن هيئة الأدب والنشر والترجمة تقدم برنامج أسس صناعة القصص المصورة «المانجا» بالتعاون مع شركة «مانجا للإنتاج»، بهدف تأسيس جيل مهتم بمجال صناعة المانجا، وصقل مهارات الموهوبين، ودعم بيئة المحتوى الإبداعي في المملكة.