على هامش زحام عروض الشاشة الرمضانية، يدخل فنانون مصريون على خط التفاعل المباشر مع جمهور وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما مع التصاعد الدرامي المشوّق للأحداث.
يتأسس هذا التفاعل على الارتباط الذي خلقته شخصيات المسلسلات مع الجمهور منذ بداية شهر رمضان، فظهرت الفنانة المصرية ليلى أحمد زاهر في مقطع فيديو ساخر تقمصت فيه شخصية «نسمة الكاريزما» بطريقتها وأسلوبها الشعبي الذي تؤديه في مسلسل «أعلى نسبة مشاهدة»، وردّت فيه على البلوغر «سوزي الأردنية» التي ادعت فيه تقليد ليلى زاهر لشخصيتها وطريقة أدائها في المسلسل، الذي يدور عالمه الدرامي حول عالم فتيات «التيك توك» وهوس السوشيال ميديا.
وجهت ليلى زاهر الفيديو إلى «الزميلة سوزي الأردنية»، وقد تخطّى هذا الفيديو حاجز المليون مشاهدة على صفحة الفنانة المصرية على «تيك توك».
ويُعدّ الكاتب الصحافي والناقد المصري محمد عبد الرحمن، أن هذا الفيديو يمثل شكلاً من «الدعاية العكسية، إذ يتناول المسلسل عالم السوشيال ميديا درامياً، في حين يقوم مثل هذا الفيديو، بالعكس، بأخذ الدراما إلى عالم السوشيال ميديا، والحقيقة أن متابعته تخطت ملايين المشاهدات، بشكل يحقق من دون أي شك دعاية مضاعفة للمسلسل، وسط فضول جمهور كبير يتابعون المسلسل، لمتابعة الجدل الذي أثاره الفيديو حول شخصية (نسمة الكاريزما) ومدى تقليدها لبلوغر معروفة، وهذا في النهاية استثمار يتحول إلى أرقام متابعة، وربما يدفع هذا النجاح لجزء ثان من المسلسل»، كما يقول في حديثه مع «الشرق الأوسط».
وتسأل الفنانة المصرية أروى جودة جمهورها «مين قابل (سارة مكاتب) في حياته؟»؛ في تلميح لدورها الذي تقوم به في مسلسل «نعمة الأفوكاتو»، وسط مئات التعليقات التي يغلب عليها تهنئة المتابعين لأروى على دورها، وبين مشاركات وانطباعات حول شخصية «سارة مكاتب» الذي تؤديه في المسلسل.
يُعلق الناقد محمد عبد الرحمن هنا بقوله إن التفاعل الذي يقوم به النجوم عبر صفحات مواقع التواصل هو شكل من أشكال الدعاية المخطط لها مسبقاً للأعمال الدرامية، ويقول: «من اللافت أن هناك تقاطعاً كبيراً بين الخطوط الدرامية هذا العام المستوحاة من عالم السوشيال ميديا وتأثيراتها على حياتنا، فمن الطبيعي أن تكون المسلسلات وكتابتها تستهدف بشكل كبير إيجاد أرضية على مواقع التواصل متمثلة في التفاعلات على الصفحات الشخصية لنجوم هذه الأعمال، ومن المؤكد أن هذا التفاعل يدفع أرقام المشاهدات للارتفاع، ويؤخذ بها بشكل كبير في حسابات منصات المشاهدة».
ويرى محمد فتحي، خبير الإعلام الرقمي، أن عدداً من المنتجين في الفترة الأخيرة أصبحوا يستعينون بالمؤثرين «الانفلوانسرز» وإسناد أدوار درامية لهم في استفادة من أعداد المتابعين لهم على المنصات، ثم «تطورت المسألة إلى أن أصبح الفنانون المشاركون في الأعمال الدرامية هم من يستخدمون صفحاتهم على السوشيال ميديا في الدعاية لأدوارهم مثل صورة من التسويق للعمل، وأعتقد أن أول من قام باستخدام هذه الدعاية عبر السوشيال ميديا كان كل من محمد رمضان وتامر حسني»، كما يقول في حديثه مع «الشرق الأوسط».
ويضيف خبير الإعلام الرقمي: «هذا العام أصبح استخدام الدعاية عبر منصات التواصل له طابع ممنهج، كاستخدام مقاطع الأغنيات وتصوير التفاعل عليها من بين طاقم العمل داخل الكواليس، وتصوير محتويات تخص العمل الدرامي المعروض بشكل تبدو له استراتيجية تسويقية، خصوصاً أن هذا يصب في مصلحة العائد الإعلاني في وقت صارت معايير تصدر الأعلى مشاهدة أو وصول العمل للترند تحتل أهمية كبيرة من صناع الدراما، تحديداً مع ارتفاع أعداد الأعمال المعروضة والمنافسة على عرضها عبر المنصات الرقمية، وفي النهاية يكون للجمهور حُكمه الخاص على العمل، فالنجاح لا يمكن تزويره».
ويبتكر نجوم الموسم الرمضاني الحالي، محتويات طريفة وتشويقية مستمدة من عالم المسلسلات التي يخضون بها المنافسة، مثل فيديو للفنان المصري حمادة هلال على صفحته على «إنستغرام» يبدو فيه وكأنه يوجه رداً على سؤال جمهور مسلسله «المداح» عمّا إذا كان الجن موجوداً في عالمنا أم لا، وخلال إجابته يتسلل من خلفه الفنان فتحي عبد الوهاب بملامح مخيفة كالتي يظهر بها في دوره بالمسلسل «الدكتور سميح»، في محاكاة لأجواء «الرعب» التي تسود المسلسل الذي يتخذ من الجن والسحر عالمين له.
ونشرت الفنانة المصرية جيهان الشماشرجي مقطع فيديو من مشهد حفل خطوبتها في مسلسل «كامل العدد»، وكتبت مازحة: «منتظرينكم في قاعة اللؤلؤة بعد العيد»؛ في تفاعل واسع ظهر في التعليقات من المتابعين حول أحداث قصة الحب المتوترة التي جمعت شخصية «إنجي»، التي تؤدي دورها، مع «كريم» الذي يلعب دوره الفنان صدقي صخر.