أفكار جديدة لتفادي أزمات المنافسة في تترات دراما رمضان

مسلسلات «جعفر العمدة» و«نسر الصعيد» و«أرض النعام» شهدت خلافات علنية

اسم باسم سمرة جاء في نهاية تتر مسلسل «العتاولة» (الشركة المنتجة)
اسم باسم سمرة جاء في نهاية تتر مسلسل «العتاولة» (الشركة المنتجة)
TT

أفكار جديدة لتفادي أزمات المنافسة في تترات دراما رمضان

اسم باسم سمرة جاء في نهاية تتر مسلسل «العتاولة» (الشركة المنتجة)
اسم باسم سمرة جاء في نهاية تتر مسلسل «العتاولة» (الشركة المنتجة)

لجأ صناع الأعمال الدرامية في مصر إلى أفكار جديدة لتفادي الأزمات التي تحدث بين الفنانين عادة على أسبقية كتابة الأسماء على تترات المسلسلات، خصوصاً في موسم رمضان الذي يشهد عرض ما يزيد عن 30 عملاً كل موسم.

وتشهد دراما رمضان هذا العام كتابة بعض الأسماء بشكل مختلف، ومن أبرز هذه الأعمال مسلسل «العتاولة» الذي يتقاسم بطولته أحمد السقا مع طارق لطفي وباسم سمرة.

وبينما تصدر شارة العمل اسم السقا وتلاه طارق لطفي، فإنه تم وضع اسم باسم سمرة قبل اسم المخرج في نهاية الشارة، فيما جرى وضع اسم الفنان صلاح عبد الله وسط الشارة.

ورغم تقاسم أسماء أبو اليزيد البطولة النسائية في مسلسل «صلة رحم» مع يسرا اللوزي، فإن اسم الأخيرة وضع في نهاية شارة العمل قبل اسم المخرج، فيما جرى وضع اسم الفنان رياض الخولي في نهاية شارة مسلسل «حق عرب» مسبوقاً بعبارة «كل هؤلاء النجوم يلتقون مع»، واستخدمت العبارة ذاتها مع الفنان منذر رياحنة على شارة مسلسل «المعلم»، الذي يشارك في بطولته مع مصطفى شعبان، لكن وضعت بمنتصف الشارة.

يسرا اللوزي على بوستر «صلة رحم» (حسابها على «فيسبوك»)

ورغم قناعة الناقد المصري أحمد سعد الدين بتراجع أهمية ترتيب الأسماء على شارة الأعمال الدرامية، فإن الأمر لا يزال يشكل أهمية لدى عدد كبير من الممثلين خصوصاً الفنانات، مشيراً إلى استحداث موضة وضع اسم الممثل قبل اسم المخرج في نهاية الشارة باعتبار أنها تضمن ظهور أسمائهم بشكل مميز.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن ترتيب الأسماء على الشارة لا يزال يتسبب ببعض المشكلات أحياناً سواء لدى المخرجين أو شركات الإنتاج، وهو ما يدفعهم أحياناً لتقديم شارة من دون أسماء.

وفي هذا السياق، تم وضع اسم الفنان كمال أبو رية في مسلسل «نعمة الأفوكاتو» قبل نهاية شارة العمل، منفرداً بعيداً عن أسماء باقي الممثلين التي جاءت في المقدمة، فيما جاء اسم الفنانة مي سليم مسبوقاً بلقب «النجمة» قبل نهاية شارة مسلسل «سر إلهي»، الذي تشارك في بطولته مع الفنانة روجينا، وتقاسم أحمد داش وعصام عمر ظهور أسمائهما على الشاشة في شارة مسلسل «مسار إجباري» الذي يعد بطولة مشتركة بينهما.

رياض الخولي على تتر مسلسل «حق عرب» (الشركة المنتجة)

وعلى عكس جميع المسلسلات التي تضمنت أسماء فريق العمل في شاراتها، تجاهل صناع مسلسل «جري الوحوش» وضع أسماء الأبطال الرئيسيين سواء على شارة البداية أو النهاية مع الاكتفاء بوضع أسماء ممثلي الأدوار الثانوية بشارة النهاية حصراً، وهو المسلسل الذي يتقاسم بطولته نضال الشافعي، ومحمد عز، ومحمود حجازي بجانب الفنانة فادية عبد الغني.

ورفض منتج المسلسل، مينا محروس في اتصال مع «الشرق الأوسط» التعليق على سبب تقديم شارة العمل من دون أسماء الأبطال، معتبراً أن «هذا الأمر يخصهم وحدهم كجهة منتجة للمسلسل».

ويؤكد المخرج المصري محمد فاضل أن التتر يصنف باعتباره عملاً إبداعياً، يستخدم المخرج أدواته لتقديمه من أجل التعبير عن فكرة المسلسل بالطريقة التي يراها، وهو أمر ليس له علاقة فقط بكتابة أسماء الممثلين ولكن أيضاً بما يتضمنه من لقطات.

موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «السنوات الأخيرة شهدت تدخلات من المنتجين فيما يتعلق بطريقة كتابة أسماء الفنانين على التترات لوجود اتفاقات مسبقة بينهم وبين الأبطال»، مشيراً إلى أن «هذه الشروط المستحدثة فرضت واقعاً مختلفاً».

وهو ما يؤكده المنتج المصري محمد فوزي الذي يشير إلى «وجود اتفاقات مبكرة على طريقة وضع الأسماء على التترات، ليس فقط للأبطال ولكن أيضاً للفنانين الذين يوافقون على تقديم أدوار مميزة كنوع من التكريم والشكر لهم على التتر».

مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنه أحياناً تتقاسم الأسماء الظهور على الشاشة وفي أحيان أخرى يتم وضع الأسماء في النهاية قبل اسم المخرج أو مصحوباً بوصف مختلف، وهو أمر يجري الاتفاق عليه عند التعاقد.

وشهدت عدة أعمال درامية سابقة أزمات استمرت لسنوات بين الممثلين، على غرار أزمة داليا البحيري وأنغام على تتر مسلسل «في غمضة عين»، فيما أعلنت الفنانة منه فضالي العام الماضي غضبها من ترتيب وضع اسمها على تتر العمل بعد الفنان أحمد داش في تتر مسلسل «جعفر العمدة» بطولة محمد رمضان.

الخلاف حول طريقة كتابة الأسماء حدث كذلك بمسلسل «نسر الصعيد» لمحمد رمضان، وهو ما جعل الفنانة التونسية دُرة تطالب بحذف اسمها من تتر المسلسل. وكشف منتج العمل جمال العدل في تصريحات تلفزيونية في عام 2018 عن سبب حذف اسم الفنانة التونسية دُرة، من تتر العمل قائلاً إنه «لم يتم التعاقد مع دُرة على محل وضع اسمها على التتر، وكان هناك اتفاق ضمني على وضع اسمها بعد محمد رمضان».

الفنانة التونسية دُرة (حسابها على «فيسبوك»)

وأضاف العدل: «لكن بعد اشتراك الفنانة وفاء عامر، تشاورت مع الكثيرين عن الأصح، وجاءت الردود بأهميتهما، لذلك وضعت اسميهما على لافتة واحدة» وهو ما لم تتقبله دُرة، وطالبت بأن يسبق اسمها الفنانة وفاء عامر، أو يتم حذفها من التتر، وتم اختيار الخيار الأخير.

فيما انسحب أحمد السعدني والراحل مصطفى درويش من مسلسل «كله بالحب»، بعدما عدا أن اسمهما وضعا على التتر على نحو غير مناسب، فيما دخلت رانيا يوسف في أزمة مع زينة، بسبب ترتيب الأسماء على تتر مسلسل «أرض النعام».


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».