مع حلول شهر رمضان، ترقّ القلوب وتنشط النفوس لفعل الخير ومضاعفة العطاء، لإعانة المحتاجين، وسد حاجات المعوزين، وتمثّل الحملة السعودية للعمل الخيري في نسختها الرابعة صورة جلية لهذا التنافس في العطاء والمسابقة إلى الجود في وجوه البذل، التي يتسابق إليها أفراد، ومؤسسات سعودية، تواظب للعام الرابع على التوالي على التبرع عن طريق المنصة. وتستمر الحملة طوال أيام شهر رمضان، وتشهد خلالها صوراً ملهمة من العطاء؛ إذ تتقاطر التبرعات من الأفراد والأسر والشركات، للمساهمة في دعم وتمويل العديد من وجوه العطاء، وسد احتياجات الكثير من الأسر المعوزة وإسعاد المحتاجين والتخفيف من معاناة المساجين وذوي الظروف الصعبة.
ودُشنت النسخة الرابعة من الحملة، بتبرعين سخيين من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ إذ مثّل التبرعان دفعة وانطلاقة للحملة الوطنية، عبر منصة «إحسان» لدعم العمل الخيري وتعزيز قيم البذل والعطاء في المملكة. وفي الساعات الأولى من انطلاقها يوم (الجمعة) الماضية، تجاوز مجموع تبرعات المحسنين مليار ريال، في حين تستمر المنصة في استقبال بذل المتبرعين حتى نهاية الشهر الفضيل، في صورة من التعاضد والتكاتف والإحسان الذي لا ينقطع عبر المنصة.
تبرعان سخيان من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- انطلقت بهما #الحملة_الوطنية_للعمل_الخيري بنسختها الرابعة عبر #منصة_إحسان لدعم العمل الخيري وتعزيز قيم البذل والعطاء في المملكة. pic.twitter.com/z7mx7a2TT2
— منصة إحسان (@EhsanSA) March 16, 2024
وجوه العطاء في «إحسان»
وتتيح منصة «إحسان» فرصاً متنوعة للتبرع في مختلف المجالات الخيرية والتنموية، وتسد حاجات متنوعة، بين أسرة فقدت عائلها، ومريض يكابد الفقر والمرض معاً، وأبناء يحنون لرؤية والدهم الذي أرهقه الدين والسجن، وعائلة حاصرها العوز وهدد استقرارها، وغيرها من الحاجات التي تبحث عن فرص لسدها ومحسن يتكفل بها. ويتيح التبرع من خلال «إحسان»، دعم المشاريع المستدامة، وصناعة أثر لا ينقطع وتحقيق أثر اجتماعي طويل الأجل، كما يتيح إعانة وتفريج كرب المعسرين والمستحقين عبر توجيه التبرعات إلى خدمة «تيسرت» بمساريها لمن صدرت بحقهم أحكام تنفيذ قضائي، أو التيسير في سداد فواتير الكهرباء للمحتاجين.
ومن فرص التبرع التي تتيحها «إحسان»، منصة «فرجت» لإعانة من صدر بحقهم أمر قضائي بسبب الحقوق المالية عليهم، والتبرع لقضاء الكفارات لمستحقيها في جميع مدن المملكة، بالإضافة إلى الفرص الإغاثية التي تمنح للحالات الطارئة والمشاريع الإغاثية والإنسانية في شتى دول العالم وفي مختلف المجالات، ويتم ذلك بالتعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
مقر «إحسان»... عطاء وأثر
وفي مقر منصة «إحسان» بمدينة الرياض، يعمل الفريق كنقطة اتصال حيوية وتفاعلية لا تهدأ طوال أيام الحملة، وتعكف فرق المنصة على أعمالها كخلية نحل لمتابعة ورصد كل التفاصيل المتعلقة بوصول التبرعات وتنظيمها، وتشجيع المحسنين على المسابقة إلى وجوه الخير. وعبر الحسابات الخاصة بالمنصة على مواقع التواصل، تظهر قصص من الإحسان والعطاء؛ إذ تحول حساب منصة «إحسان» على موقع التواصل الاجتماعي «x» إلى جدارية تشع بقصص من العطاء الذي يبادر إليه الأفراد والمؤسسات على حد سواء، وهم يجودون بالأموال ويتفاعلون باستمرار ويتشاركون الخير في دعم الأعمال الخيرية والتنموية وتعظيم أثرها والمساهمة في وجوه الحملة الوطنية للعمل الخيري. وفي المعرض المصاحب للحملة الوطنية للعمل الخيري بنسختها الرابعة التي انطلقت الجمعة الماضية، يجد الزائر فرصة للتعرف على آثار الحملة ونتائجها من خلال مجموعة من المشاريع المعروضة في طريق الاكتمال والانطلاق.
ويُبرز المعرض اكتمال أكثر من 95 في المائة من مشروع مستشفى «سلام» الوقفي بالمدينة المنورة الذي يعد أول مستشفى وقفي من نوعه بالمملكة، ويقع المشروع في الساحة الغربية للمسجد النبوي على امتداد طريق السلام بمساحة تقدر بنحو 750 متراً مربعاً، ويحتوي على 14 طابقاً يشمل قسم الطوارئ الذي يتسع لأكثر من 4000 حالة أسبوعياً، والعناية المركزة التي تستوعب أكثر من 300 حالة أسبوعياً، وغسل الكلى لخدمة أكثر من 400 مريض أسبوعياً.
ويضم المعرض عدداً من الأركان التي تستعرض أثر الإحسان في صور متعددة تنقلها للزوار شاشات تفاعلية تُجسّد أثر عطاءات المحسنين في مختلف المجالات الخيرية والتنموية، وأثر الإحسان في أنحاء المملكة عبر خريطة تفاعلية تجسد السخاء الذي غطى جميع مناطق المملكة في مختلف المجالات التي أعانت المستفيدين من خدمات منصة «إحسان». واشتمل المعرض على ركن مخصّص لصندوق «إحسان» الوقفي الذي تم إطلاقه خلال حفل تكريم المحسنين الثالث في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، وجاء من أجل تحقيق الاستدامة المالية للفرص الخيرية، وتمكين القطاع الخيري في المملكة عبر توفير فرص الوقف المستدام للمحسنين من الأفراد والجهات لاستثمار مبالغ التبرع للوقف وصرف العائد منها على أوجه البر المتنوعة بالتعاون مع أكثر من 1700 جمعية أهلية داخل المملكة.
6 مليارات ومائتا مليون ريال
ونجحت المنصة في وصول نفعها خلال الحملات الثلاث السابقة إلى أكثر من 4.8 مليون شخص عادت بالأثر الإيجابي على حياتهم، وذلك وفق حوكمة منصة «إحسان»، التي تستهدف دعم وتمويل مجموعة من المجالات الخيرية والتنموية، منها التعليمي، والاجتماعي، والصحي، والإغاثي، والبيئي، والاقتصادي، والتقني، وغيرها. وتواصل الحملة عبر منصة «إحسان» استقبال التبرعات على مدار الساعة خلال أيام شهر رمضان، في حين وصل الحجم الإجمالي للتبرعات في المنصة حتى الآن إلى أكثر من 6 مليارات ومائتي مليون ريال. وتهدف منصة «إحسان» إلى تعزيز ثقافة التبرع والتكاتف المجتمعي بما يتواكب مع مستهدفات «رؤية السعودية 2030» ودعم المشاريع المجتمعية والحالات الإنسانية، وتمكين المجتمع من التبرع من خلال قنوات رسمية آمنة.