يضم شارع غبيرا وسط العاصمة السعودية، الرياض، العشرات من المطاعم والمقاهي السودانية التي يلجأ إليها السودانيون؛ لاسترجاع ذكريات بلدهم، وتناول أشهى مأكولاته، وخلال شهر رمضان تمتد على جنبات الشارع سُفر الإفطار المليئة بالأطعمة والمشروبات التقليدية.
وفي الغالب يبدأ الحضور وجبة الإفطار بتناول التمر ثم «البليلة»، وهي وجبة حمص مخلوط بأنواع أخرى من البقول المسلوقة مضاف إليها التمر، تلي ذلك الوجبات العادية وأشهرها «الويكة» وهي نوع من البامية مع «العصيدة»، و«ملاح الروب»، وهو عبارة عن لبن رائب ممزوج بقليل من عصارة الفول السوداني، إضافة إلى «القراصة» المصنوعة من القمح مع الإدام.
ويحرص السودانيون عند الإفطار على «المشاركة» حيث تقدم الأطباق بكميات كبيرة، يتناولونها معاً على سفرة واحدة، برفقة مشروب «الحلومر» وهو عصير يرتبط عادة بوجبة الإفطار الرمضانية ويتكون من خليط من الذرة والأعشاب والبهارات.
يقول عمر عربي مدير مطعم «ليالي السودان» في شارع غبيرا إن المطعم يقيم وجبة الإفطار الجماعية منذ 7 سنوات في كل أيام شهر رمضان، وبمبلغ رمزي لا يتجاوز 15 ريالاً سعودياً فقط (4 دولارات)، ومجاناً لمَن لا يستطيع توفير المبلغ، مؤكداً أن السودانيين يحرصون على التكاتف الاجتماعي، والوقوف مع بعضهم بعضاً، خصوصاً في هذه الأوقات التي تمر بها بلادهم بظروف صعبة، مشيراً إلى أن مثل هذه التجمعات تعيد إلينا الذكريات وتساعدنا على تعريف زوار المطعم بعاداتنا وتقاليدنا وأشهر مأكولاتنا.
من جانبه يقول المواطن السوداني أحمد الطيب إنه يحرص على زيارة المطعم كلما يحسّ بالحنين إلى الوطن، خصوصاً أنه يفتقد الأكلات الشعبية الرمضانية التي لا تتوفر إلا في رمضان، مضيفاً أنه لا يشعر بالغربة في «بلاده الثانية»، السعودية، مشيداً بما تقدمه للشعب السوداني من دعم مستمر خلال أزمته، ومؤكداً في الوقت ذاته وجود التآلف والمودة الكبيرة بين الشعبين.