الأوبرا المصرية تحتفي بـ«ملك التقاسيم» عبده داغر

مسيرة الفنان العالمي في أمسية رمضانية خاصة

الفنان المصري الراحل عبده داغر (دار الأوبرا المصرية)
الفنان المصري الراحل عبده داغر (دار الأوبرا المصرية)
TT

الأوبرا المصرية تحتفي بـ«ملك التقاسيم» عبده داغر

الفنان المصري الراحل عبده داغر (دار الأوبرا المصرية)
الفنان المصري الراحل عبده داغر (دار الأوبرا المصرية)

تحتفي دار الأوبرا المصرية بالموسيقار الراحل عبده داغر خلال أمسية فنية على مسرح معهد الموسيقى العربية، مساء الخميس، بالإضافة إلى توقيع كتاب بعنوان «عبده داغر... ظاهرة فنية غير قابلة للتكرار» للناقدة الموسيقية الدكتورة إيناس جلال الدين.

ويُعدّ الفنان الراحل عبده داغر (1936 – 2021) من الموسيقيين الذين تركوا علامة مميزة في الأوساط الفنية المصرية، وهو من أشهر عازفي الكمنجة على مستوى العالم، ومن رواد الموسيقى الشرقية، وأول من وضع منهجاً أكاديمياً لتدريسها، كما أسس فرقة الموسيقى العربية مع عبد الحليم نويرة.

ويشارك في الأمسية عدد من الفنانين الشباب من تلامذة الموسيقار الراحل، وهم محمد ظهير، وهشام عصام، بالإضافة إلى حازم شاهين مؤسس فرقة «اسكندريلا»، ويقدم ضيوف الاحتفالية عدداً من الفقرات الفنية التي تستدعي أعمال الموسيقار الراحل.

وعمل عبده داغر في بداياته عازف كمان في الفرق الخاصة بكبار المطربين مثل أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، ومحمد عبد المطلب، وعُرف بلقب «ملك التقاسيم»، واشتهر بأسلوب ومنهج مميز في العزف والتأليف، وقدّم أعماله في العديد من الدّول العربية والأوربية، حسب بيان للأوبرا.

وفي الاحتفالية التي يقدمها د.خالد داغر، رئيس دار الأوبرا المصرية السابق، يناقش الكتاب الذي صدر عن الموسيقار الراحل من خلال حوار مع المدير العام للتخطيط الموسيقي بالإذاعة المصرية، د.إيناس جلال الدين، مؤلفة الكتاب، التي قالت لـ«الشرق الأوسط»: «لم أكتب كتب السيرة الذاتية للفنان، ولكنّي ألقي الضوء على إبداعاته».

العازف والفنان المصري حازم شاهين (دار الأوبرا المصرية)

وشارك الفنان الراحل في مهرجانات موسيقية بفرنسا وهولندا وألمانيا وإسبانيا وبلجيكا، كما تولّى الإشراف على بيت الكمان الشرقي وتدريب طلّابه، وحصل على الكثير من الجوائز العالمية، منها جائزة «باديب للهوية الوطنية» من السعودية.

ورأت الناقدة الموسيقية أن «عبده داغر يمثل ظاهرة في العزف والتأليف الموسيقي لها خصوصيتها، واستطاع أن يخلق هذه الخصوصية من حبه للموسيقى، فقد وهب نفسه للموسيقى، ولذلك منحته الموسيقى الكثير من الإبداع».

«الحس الصوفي والبساطة المفرطة، ونقطة التّحول في طرق العزف وتقنيات الأداء»، من السّمات التي رصدها الكتاب إلى جانب شهادات لرفقاء الموسيقار الراحل سواء من تلاميذه أو أصدقائه أو من تعاونوا معه في حفلات خارج مصر.

وتابعت جلال الدين أن «الفنان عبد داغر يمثل حالة فريدة لا تتكرر كثيراً، كما أن الارتجال لديه هو الموهبة الربّانية التي استطاع أن يقدم من خلالها موسيقى ثرية»، ووصفت الراحل بأنه يمثل «آخر مدرسة تعليمية في الموسيقى العربية بالنقل الشفاهي، فهو ينقل خبرته وأعماله بشكل مباشر لكل من تتلمذوا علي يديه».

تأتي هذه الاحتفالية ضمن خطة وزارة الثقافة المصرية للاحتفاء برموز الإبداع، ومن المعروف أن الوزارة توثق لمسيرة من تركوا بصمة في مجال الفن والثقافة.

وقد سبق للناقدة الموسيقية د.إيناس جلال الدين أن صدرت لها مؤلفات عن نخبة من المبدعين المصريين، من بينهم الموسيقار علي إسماعيل، والمؤلف والموزّع فؤاد الظاهري، والفنان محمد منير وغيرهما.


مقالات ذات صلة

ما حقيقة تصنيف «رأس الحكمة» كـ«ولاية إماراتية» على خرائط «غوغل»؟

العالم العربي الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد يشهدان إطلاق مشروع رأس الحكمة (الرئاسة المصرية)

ما حقيقة تصنيف «رأس الحكمة» كـ«ولاية إماراتية» على خرائط «غوغل»؟

أثارت مزاعم راجت بين بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر عن ظهور مدينة «رأس الحكمة»، في تطبيق غوغل للخرائط بإشارة تزعم أنها «ولاية إماراتية»، حالة من الجدل.

محمد عجم (القاهرة)
العالم العربي دومة خلال توقيع نسخ من ديوانه (حسابه على فيسبوك)

الناشط المصري أحمد دومة مهدّد بالحبس مجدّداً بسبب ديوان شعر

يواجه الناشط المصري أحمد دومة شبح الحبس مجدّداً على خلفية ديوانه الشعري «كيرلي» الذي أُعيد إصداره مؤخراً، بعد بلاغات ضده بتهمة «ازدراء الأديان».

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا وزارة الزراعة المصرية تطلق منافذ متحركة لبيع بيض المائدة بأسعار مخفضة (وزارة الزراعة المصرية)

«غلاء البيض» يؤرق أسراً مصرية مجدداً

أرّق «غلاء البيض» أسراً مصرية مجدداً، وسط «اتهامات للتجار برفع الأسعار»، وتحركات حكومية بالتدخل لحل الأزمة.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من انتظام العملية التعليمية في المدارس المصرية (وزارة التعليم المصرية)

«التقييم الأسبوعي للطلاب»... هل يحدّ من الغياب بالمدارس المصرية؟

تأكيدات من وزارة التربية والتعليم المصرية بـ«استمرار تطبيق نظام التقييم والواجبات الأسبوعية» على الطلاب في المدارس.

أحمد عدلي (القاهرة )
شمال افريقيا وزير الطيران المدني المصري سامح الحفني خلال لقاء عضو مجلس الوزراء السعودي عصام بن سعد بن سعيد (مجلس الوزراء المصري)

السعودية ومصر تعززان التعاون في مجال الطيران المدني

رحّب وزير الطيران المدني المصري بوزير الدولة السعودي والوفد المرافق له، وأشاد بقوة وعمق العلاقات الثنائية الممتدة بين مصر والمملكة العربية السعودية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

بريطانية تتلقّى رداً على وظيفة تقدَّمت إليها قبل 48 عاماً

بعض الأوان لا يفوت (غيتي)
بعض الأوان لا يفوت (غيتي)
TT

بريطانية تتلقّى رداً على وظيفة تقدَّمت إليها قبل 48 عاماً

بعض الأوان لا يفوت (غيتي)
بعض الأوان لا يفوت (غيتي)

استعادت امرأة من مقاطعة لينكولنشاير البريطانية طلباً سبق أن تقدّمت به لشَغْل وظيفة أحلامها قائدةً استعراضية لدراجات نارية، بعد 48 عاماً من التقدُّم إلى هذه الوظيفة.

وفتحت تيزي هودسون (70 عاماً)، البريد، لتجد رسالة بعثت بها في يناير (كانون الثاني) 1976، تسأل فيها إمكان أن تكون متسابقة دراجات نارية، مع ملاحظة توضح بأنها كانت عالقة خلف درج مكتب بريد منذ ذلك الحين.

ونقلت «الغارديان» قولها لـ«بي بي سي»: «تساءلتُ دائماً لماذا لم أتلقَّ أي ردّ بشأن الوظيفة. والآن أعرف السبب. أما كيف وجدوني، رغم أنني انتقلتُ من منزل إلى آخر نحو 50 مرّة، ومن بلد إلى آخر 4 أو 5 مرّات، فذلك يبقى لغزاً».

وعلى الرغم من عدم تلقّيها أي ردّ بشأن وظيفة أحلامها، واصلت هودسون حياتها المهنية الناجحة بوصفها طيّارة استعراضية ومدرّبة طيران.

ولا تعرف مَن أعاد الرسالة مع ملاحظة مكتوبة بخط اليد مجهولة المصدر تقول: «تسليم متأخّر من مكتب بريد ستينز. جرى العثور على الرسالة خلف درج (كذا)، بعد نحو 50 عاماً فقط».

علّقت: «يعني لي كثيراً أن أستعيدها بعد كل هذا الوقت. لا أزال أذكر بوضوح عندما جلستُ في شقتي بلندن، لأكتب رسالة التقدُّم إلى الوظيفة».

وتابعت: «بحثتُ يومياً بين رسائلي البريدية، ولم أجد شيئاً. شعرتُ بخيبة شديدة، لرغبتي في أن أكون سائقة دراجات نارية».

وأشارت هودسون إلى أنها حرصت على الامتناع عن الإشارة إلى جنسها في الطلب، لاعتقادها أنها قد لا تنال فرصة إجراء مقابلة معها إذا علموا بأنها أنثى: «أخبرتهم بغباء أنني لا آبه بعدد العظام التي قد أكسرها، لاعتيادي على ذلك. وإذا كان بإمكاني التحدُّث إلى نفسي الأصغر سنّاً، فسأخبرها أن تنطلق وتفعل كل ما فعلتُه أنا من قبل. أمضيت وقتاً رائعاً في الحياة، حتى لو كسرتُ بعض عظامي».