أثارت مزاعم راجتْ بين بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر عن ظهور مدينة «رأس الحكمة» (على الساحل الشمالي المصري)، في تطبيق «غوغل للخرائط» (google maps)، بإشارة تزعم أنها «ولاية إماراتية»، حالةً من الجدل الواسع، وسط تساؤلات كثيرة حول حقيقة هذا التصنيف.
يأتي ذلك الجدل عقب أيام من تدشين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الجمعة الماضي، مشروع «رأس الحكمة التنموي»، حيث شهد الرئيسان إطلاق المشروع، واصفين إياه بأنه «يمثل نموذجاً للشراكة التنموية البناءة بين مصر والإمارات».
ومع مرور ساعات قليلة من الإعلان عن المشروع، أشار بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن المدينة تظهر في تطبيق «خرائط غوغل» بأنها «state of UAE» (ولاية إماراتية)، وهو ما حاولت حساباتٌ لأشخاص وصفحات تنتمي لجماعة «الإخوان المسلمين»، المحظورة رسمياً، الترويج له، زاعمين دخولهم على «خرائط غوغل»، وتأكدهم من وجود إشارة «ولاية إماراتية».
ووقعت مصر اتفاقاً لتطوير وتنمية مدينة «رأس الحكمة» بشراكة إماراتية، في فبراير (شباط) الماضي، بـ«استثمارات قدرت بنحو 150 مليار دولار خلال مدة المشروع»، (الدولار الأميركي يساوي 48.40 جنيه في البنوك المصرية).
ومع تصاعد الجدل حول تلك الإشارة، نفت منصات إعلامية مصرية مستقلة متخصصة في التحقق والتدقيق الاخباري، من بينها منصة «متصدقش»، (التي يتابعها نحو 1.1 مليون شخص على «فيسبوك»)، وكذلك صحف محلية، ما أثير عن وجود تلك الإشارة.
وقالت المنصة، في بيان لها: «يمكن لأي مستخدم لـ(خرائط غوغل) اقتراح تعديل اسم موقع أو نشاط تجاري على التطبيق، ويقوم (غوغل) بمراجعة التعديل وإذا وجده غير دقيق يمكنه عدم الموافقة على التعديل أو إلغاؤه بعد تطبيقه».
وتابعت: «بالبحث عن (Ra's al Hikmah) صباح الأحد 6 أكتوبر 2024، تبين أن كلمة (state of UAE) (ولاية إماراتية) غير موجودة، في حين أنها كانت مكتوبةً حتى مساء السبت 5 أكتوبر 2024».
«الشرق الأوسط»، بدورها، قامت بالبحث في خرائط «غوغل» عن «رأس الحكمة» بالعربية والإنجليزية، حيث لم تظهر الخريطة أي نتائج لما تم إثارته.
وتعقيباً، يشير محمد الحارثي، استشاري تكنولوجيا المعلومات في مصر، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه توجد خاصية أو طريقة على محرك البحث يستطيع من خلالها أي شخص، وليس «هاكرز»، استعراض الكود الموجود على الصفحة، ثم إجراء أي تعديل عليه، ما ينتج عنه تعديل البيانات لدى الشخص القائم بهذا التعديل فقط، على محرك البحث الشخصي على جهازه الشخصي، وبناءً عليه يستطيع أخذ لقطة من الشاشة (سكرين شوت) ونشرها، لكنه في الحقيقة لم يتم تعديل البيانات على الموقع».
ويلفت إلى أن «ذلك إحدى الطرق التي يلجأ إليها البعض للتضليل، لذا دائماً نحذر من الانسياق وراء ما هو منشور عن طريق لقطات الشاشة، لأنها قد لا تكون حقيقية، بل معدلة».
ويشير إلى أن «هناك وقائع سابقة تواجدت فيها أسماء مناطق بشكل مختلف، كان نتيجة أن (غوغل) تغير الأسماء نتيجة دخول عدد كبير من الأشخاص (ألف شخص على سبيل المثال) لكتابة أن هذه المنطقة تسمى بهذا الاسم، فيقوم بتغيير اسمها بناء على الإفادات التي وصلته».
الصورتين دول تم استخدامهم بنفس الطريقة لنشر أكاذيب هدفها تشويه العلاقات بين مصر والإمارات..الطريقة واحدة في الصورتين: حقيقة صغيرة وحواليها أكاذيب وإشاعات..الحقيقة الصغيرة هي إن الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد اتصوروا الصورة دي فعلا، زي ما الحقيقة الصغيرة إن على جوجل مابس... pic.twitter.com/BisZhmyjLN
— Loay Alkhteeb (@LoayAlkhteeb) October 6, 2024
ووجد تصحيح المعلومات المتداولة تفاعلاً من جانب مستخدمي «السوشيال ميديا»، ساخرين من ذلك التضليل، متهمين عناصر بجماعة «الإخوان المسلمين» بنشر الشائعات والأكاذيب لإثارة الرأي العام المصري، على خلفية إطلاق مشروع «رأس الحكمة» رسمياً.
لاقيت حاجه كوميدي جدا ان حد كاتب ان عليGoogal Mapsمكتوب علي منطقه رأس الحكمه انها ولايه اماراتيهوان ده معناه ان الريس باعها للإمارات مش مجرد حق انتفاعانتم عبط يا جماعهده سؤال بجدانتم كلكم كده يعنيGoogle mapsاي حد بيقدر يغير الاسم عليها
— Zahraa Khaled (@fatmabassoussy) October 6, 2024
وهو ما يعلق عليه الباحث المصري المتخصص في الإسلام السياسي، عماد عبد الحافظ، والمنشق عن جماعة «الإخوان»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن «التضليل ونشر الشائعات هما نهج إخواني».
وعادة ما تتهم السلطات المصرية «الإخوان المسلمين» بـ«نشر شائعات لإثارة الرأي العام». ووفق عبد الحافظ، فإن الجماعة «التي لديها خصومة مع النظام المصري ومع المجتمع أو شريحة كبيرة منه، لديها رغبة في الانتقام وإثارة أزمات ومشكلات في مصر، فأسلوب الشائعات والتشكيك في كل شيء هو نهج إخواني، حتى لا تكون الدولة مستقرةً أو يحدث لها تنمية أو تقدم».