أولى حلقات «الحشاشين» تثير تبايناً في مصر

متابعون يشيدون بقصة وإخراج المسلسل... وآخرون ينتقدون غياب «الفصحى»

كريم عبد العزيز في لقطة من العمل  (الشركة المنتجة)
كريم عبد العزيز في لقطة من العمل (الشركة المنتجة)
TT

أولى حلقات «الحشاشين» تثير تبايناً في مصر

كريم عبد العزيز في لقطة من العمل  (الشركة المنتجة)
كريم عبد العزيز في لقطة من العمل (الشركة المنتجة)

أثارت الحلقة الأولى من مسلسل «الحشاشين» ردود أفعال متباينة في مصر، فبينما أشاد متابعون بقصة وإخراج المسلسل الذي تدور أحداثه خلال القرن 11 الميلادي؛ انتقد آخرون غياب استخدام اللغة العربية الفُصحى في هذا العمل التاريخي، حيث جاء حواره بالعامية المصرية.

ويعد مسلسل «الحشاشين» من أضخم الأعمال الدرامية التي أنتجتها مصر خلال الموسم الرمضاني الحالي، حيث بدأ تصويره في عدة دول قبل عام، وهو من تأليف عبد الرحيم كمال وإخراج بيتر ميمي، ويقوم ببطولته كريم عبد العزيز بمشاركة فتحي عبد الوهاب، أحمد عيد، ميرنا نور الدين، إسلام جمال، نيقولا معوض.

ويتعرض المسلسل في إطار تاريخي لطائفة «الحشاشين» التي أسسها حسن الصباح، وشهدت الحلقة الأولى التي عرضت أمس تحت عنوان «العهد» في بدايتها سرداً صوتياً عن أحوال العالم الإسلامي بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام وخلفائه الراشدين الأربعة، حيث ظهرت الانقسامات والمذاهب والطوائف.

لقطة من «الحشاشين» (الشركة المنتجة)

وعرضت أحداث الحلقة لنشأة حسن الصباح الذي يؤدي دوره كريم عبد العزيز، قائد فرقة الباطنية، وسيد قلعة الموت في القرن 11، المعروف بـ«شيخ الجبل». كما شهدت الحلقة ظهور فتحي عبد الوهاب في شخصية وزير الدولة السلجوقية.

الحلقة الأولى أثارت تبايناً (الشركة المنتجة)

ووصف الناقد الفني المصري خالد محمود الحلقة الأولى من المسلسل بأنها «مثيرة ومدهشة، وتتميز بإبهار فني واضح»، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «السيناريو تميز منذ بدايته بالإيقاع السريع، وتنقل بنا في أكثر من مشهد، كما أن المقدمة التي جاءت قبل الحلقة كانت مفيدة ومهمة حتى تتمكن الأجيال المختلفة من متابعته».

وأضاف محمود أن «الرؤية البصرية جاءت مبهرة، والموسيقى رائعة لأمين بوحافة، كما أن أداء كريم عبد العزيز جاء مختلفاً للغاية، فنحن أمام مسلسل بتقنيات عالمية، وأجمل ما فيه الحرفية الفنية العالية التي بدت جاذبة من المشاهد الأولى».

ويبرر محمود تقديم المسلسل باللهجة العامية بأنها «وسيلة للوصول بالعمل لأكبر قدر من الجمهور البسيط».

بوستر المسلسل (الشركة المنتجة)

بينما عدّ الدكتور أحمد سلامة أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة الأزهر «اعتماد العمل اللهجة العامية أولَ خطأ تاريخي في المسلسل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الأعمال التاريخية لا بد أن تلتزم لغة عصرها وهي اللغة العربية الفصحى في ذلك الوقت، لتتحقق المصداقية بشكل أكبر».

مضيفاً أن «القائمين على العمل كان بإمكانهم تقديم دور تثقيفي إضافي للمشاهد البسيط بنشر الفصحى، ما يعطيه صقلاً وزخماً»، وضرب مثالاً بمسلسل «عمر» قائلاً: «إنه جعلنا نحب اللغة الفصحى، ونستمتع بمشاهدة العمل بها، كما أن الفصحى كانت ستزيد من فرص انتشار العمل في الدول الإسلامية، فلديَّ مثلا طلاب من الوافدين بالجامعة لا يفهمون اللغة العامية، ويتحدثون الفصحى، ولن يتمكنوا من متابعته».

وأشار سلامة إلى أن «الملابس التي ظهر بها الممثلون قد تكون ملائمة من خلال الوصف الذي وصلنا للملابس في العصر العباسي»، لافتاً إلى أن «المحتوى التاريخي لا يمكن الحكم عليه من أول حلقة».


مقالات ذات صلة

علي كاكولي لـ«الشرق الأوسط»: دوري في «فعل ماضي» مستفز

يوميات الشرق شخصية (برّاك) التي يقدمها كاكولي في المسلسل مليئة بالعقد النفسية (إنستغرام الفنان)

علي كاكولي لـ«الشرق الأوسط»: دوري في «فعل ماضي» مستفز

المسلسل الذي بدأ عرضه الخميس الماضي على منصة «شاهد»، يُظهر أنه لا هروب من الماضي؛ إذ تحاول هند تجاوز الليالي الحمراء التي شكّلت ماضيها.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق مشهد يُشارك فيه فغالي ضمن مسلسل «البيت الملعون» (صور الفنان)

عماد فغالي لـ«الشرق الأوسط»: لم أحقّق طموحي الكبير في عالم التمثيل

يتساءل اللبناني عماد فغالي، أسوةً بغيره من الممثلين، عن الخطوة التالية بعد تقديم عمل. من هذا المنطلق، يختار أعماله بدقة، ولا يكرّر أدواره باحثاً عن التجديد.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق أحمد حاتم في لقطة من مسلسل «عمر أفندي» (صفحة شاهد بـ«فيسبوك»)

«عمر أفندي»... دراما مصرية تستدعي الماضي

حظيت الحلقة الأولى من المسلسل المصري «عمر أفندي» بتفاعل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتصدرت «الترند» صباح الاثنين على «غوغل».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق أطلقت علامة تجارية لتصميم الأزياء خاصة بها (صور باتريسيا داغر)

باتريسيا داغر لـ«الشرق الأوسط»: أرفضُ كوميديا لا تفي موضوعاتها بالمستوى

بالنسبة إلى الممثلة اللبنانية باتريسيا داغر، الأفضل أن تجتهد وتحفر في الصخر على أن تزحف وتقرع الأبواب من دون جدوى.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق هند وإياد في مشهد يؤكد تباعدهما (شاهد)

نهاية مفتوحة لـ«مفترق طرق» تُمهد لموسم ثانٍ

أثارت نهاية حلقات مسلسل «مفترق طرق» ردود أفعال متباينة من جمهور «السوشيال ميديا» في مصر، حيث وصفها البعض بأنها «صادمة».

انتصار دردير (القاهرة )

كيف تشجع طفلك على الإبداع؟

الأطفال الذين يكبرون مع آباء يختلف بعضهم مع بعض بطريقة بناءة يمكن أن يصبحوا بالغين أكثر إبداعاً (أرشيفية - رويترز)
الأطفال الذين يكبرون مع آباء يختلف بعضهم مع بعض بطريقة بناءة يمكن أن يصبحوا بالغين أكثر إبداعاً (أرشيفية - رويترز)
TT

كيف تشجع طفلك على الإبداع؟

الأطفال الذين يكبرون مع آباء يختلف بعضهم مع بعض بطريقة بناءة يمكن أن يصبحوا بالغين أكثر إبداعاً (أرشيفية - رويترز)
الأطفال الذين يكبرون مع آباء يختلف بعضهم مع بعض بطريقة بناءة يمكن أن يصبحوا بالغين أكثر إبداعاً (أرشيفية - رويترز)

لا تحتاج إلى أسرة هادئة ومتناغمة لتربية طفل ليصبح مثل ستيف جوبز؛ لكن بعض النصائح والتوجيهات قد تساعدك في توفير بيئة تصلح لتشجيع طفلك على الإبداع واكتشاف مواهبه.

قال آدم غرانت، عالم النفس التنظيمي في كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا، مؤخراً، لبرنامج «ماذا الآن؟»: «إن الأطفال الذين يكبرون مع آباء يختلف بعضهم مع بعض بطريقة بناءة، يمكن أن يصبحوا بالغين أكثر إبداعاً».

يمكن لمثل هؤلاء الأطفال أيضاً أن يصبحوا أكثر مرونة عقلياً -كما كتب غرانت في مقال بصحيفة «نيويورك تايمز» عام 2017- وهي مهارة يطورها البالغون الناجحون للغاية في وقت مبكر من الحياة، كما يقول الخبراء.

لا يعني غرانت هنا الجدال المستمر والصراخ؛ بل إن الفكرة هي أن تكون نموذجاً للمناقشات البناءة لأطفالك، تلك التي يشارك فيها الطرفان في المحادثة، ويستمع كل منهما للآخر، ويصلان في الوضع المثالي إلى إجماع صحي.

يقول غرانت إن النشأة في أسرة تسودها المناقشات البناءة يمكن أن تُظهر للأطفال أن الجدال لا يخلق بالضرورة صراعاً دائماً، ويمكن أن يؤدي إلى طرق إبداعية لحل المشكلات.

كيف يمكن للخلافات البناءة أن تعزز الإبداع؟ تُظهِر الأبحاث أن الخلافات البناءة تساعد في تشكيل الأطفال المبدعين بطرق متعددة.

إن إحدى الدراسات طلبت من البالغين في أوائل الثلاثينات من العمر كتابة «قصص خيالية»، ووجدت أن أكثر القصص إبداعاً كانت مرتبطة بتعرضهم للصراع الأبوي في طفولتهم. ووجدت دراسة أخرى أن أكثر المهندسين المعماريين والعلماء الأكثر ابتكاراً واجهوا قدراً من الاحتكاك داخل أسرهم، وفقاً لما ذكرته شبكة «سي إن بي سي» الإخبارية.

وقال غرانت: «إذا لم تجادل أحداً أبداً، فمن غير المرجح أن تتخلى عن الطرق القديمة في القيام بالأشياء، ناهيك من قدرة الطفل على تجربة طرق جديدة. الخلاف هو الترياق للتفكير الجماعي... لا يوجد وقت أفضل من الطفولة لتعلم كيفية التعامل معه وتقبله».

وأوضح أن بناء الإبداع يجب ألا يضحي بشعور الطفل بالأمان، فقد لاحظت دراسة أجريت عام 2009 على 235 أسرة أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و7 سنوات شعروا بأمان عاطفي أكبر، عندما كان لديهم آباء يتجادلون بشكل بنَّاء.

وأضاف: «وعندما راقبتهم مرة أخرى بعد 3 سنوات، أظهروا تعاطفاً أكبر، وكانوا أكثر ودية في المدرسة».

وكتب غرانت في مقدمة كتاب له صدر عام 2021 بعنوان «فكر مرة أخرى... قوة معرفة ما لا تعرفه»: «المناقشة الجيدة ليست حرباً... إنها ليست حتى لعبة شد الحبل؛ حيث يمكنك جر خصمك إلى جانبك إذا شددت الحبل بقوة كافية».