البلاغات تحاصر أرملة حلمي بكر

نجله وشقيقاه اتهموها بـ«التسبب في وفاته»

الموسيقار حلمي بكر في برنامج «صاحبة السعادة» (فيسبوك)
الموسيقار حلمي بكر في برنامج «صاحبة السعادة» (فيسبوك)
TT

البلاغات تحاصر أرملة حلمي بكر

الموسيقار حلمي بكر في برنامج «صاحبة السعادة» (فيسبوك)
الموسيقار حلمي بكر في برنامج «صاحبة السعادة» (فيسبوك)

رغم انتهاء أزمة دفن جثمان الموسيقار المصري حلمي بكر، الذي تُوفي مساء الجمعة الموافق الأول من مارس (آذار) الحالي عن عمر يناهز 86 عاماً، فإن أزمات جديدة بدأت مع تقدم نجل الراحل وشقيقيه ببلاغات للنائب العام المصري تتهم أرملته سماح القرشي بـ«التسبب في وفاته».

كان نجل الراحل قال عقب انتهاء مراسم الجنازة إن والده تعرض للإهمال والتقصير في رعايته في الفترة الأخيرة، ونقله من محل سكنه لمحل سكن أسرة زوجته بمحافظة الشرقية (دلتا مصر)، رغم حالته الصحية الحرجة، ومعاملته بشكل لا يليق به من قبل زوجته، كما منعت عنه الاتصال بمجلس نقابة الموسيقيين أو بأي من أفراد أسرته وأصدقائه، حسب قوله.

وأضاف هشام حلمي بكر، في تصريحات تلفزيونية، أن «والده كشف له عن تعرضه للتعنيف قبل عامين، ومحاولة اقتحام محل سكنه من قبل بعض الخارجين عن القانون».

وتقدم المحامي مرتضى منصور، وكيل هشام ببلاغ الأحد للنائب العام المصري، ضد أرملة الراحل، وشخص آخر يُدعى على السعدي، متهماً إياهما فيه بالتسبب في وفاة حلمي بكر.

حلمي بكر ومصطفى كامل (الشرق الأوسط)

وجاء في البلاغ أن «المرحوم حلمي بكر في عدد من مداخلاته الهاتفية ولقاءاته التليفزيونية استغاث من أن المشكو في حقها الأولى تعتدي عليه بالضرب، سواء بنفسها أو بواسطة عدد من البلطجية استأجرتهم، وتم تحرير عدة محاضر عن هذه الاعتداءات، منها على سبيل المثال وليس الحصر المحضر رقم 7283 لسنة 2019 جنح العجوزة، كما أعلن المرحوم حلمي بكر أن هذه السيدة تحتجزه وتعذبه وتطفئ السجائر المشتعلة في جسده»، وفق البلاغ.

وقال مقدم البلاغ ضد أرملة الراحل حلمي بكر إنه منذ أسابيع قليلة أخرجت المشكو في حقها الراحل من المستشفى، وكان في حاجة ماسة إلى رعاية طبية دقيقة، ونقلته إلى منزل والدتها في إحدى قرى كفر صقر بالشرقية، واحتجزته في منزل والدتها دون أي رعاية صحية أو طبية، وأصرت على رفض نقله إلى أي مستشفى خاص أو حكومي، وتركته بالشرقية، وأقامت هي في القاهرة، وادعت أنه هو من رفض دخول المستشفى، كما منعت عنه الاتصال بمجلس نقابة الموسيقيين، أو بأي من أفراد أسرته، أو أي من أصدقائه، وكانت هي دائماً التي ترد على كل اتصالاتهم.

في المقابل، ردت سماح القرشي، أرملة الراحل حلمي بكر، على هذه الاتهامات، قائلة في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن الهدف من تقديم البلاغات هو تعطيل بلاغ آخر تقدمت به خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، ويتضمن اتهامات عدة ضد شقيقي الراحل، حسب تعبيرها.

الموسيقار الراحل حلمي بكر وزوجته (الشرق الأوسط)

ولفتت القرشي إلى أن «ما يحدث راهناً محاولة لجذب الانتباه من أجل الظهور الإعلامي نظير مقابل مادي للحديث عن الموسيقار الراحل واستغلال سيرته لمصالح شخصية»، وفق قولها.

وتضيف أنها «ردت على هذه الاتهامات في بيان رسمي (الأحد)، واعتبرت ذلك إساءة بالغة لاسم زوجها الراحل وابنتها».

وذكرت أنها «حريصة على تنفيذ وصية الموسيقار الراحل بعدم الرد على المهاترات والقيل والقال والاندفاع وراء ما يثار بأي شكل»، مشيرة إلى أنها تحتفظ بمستندات وفيديوهات وصور منذ سنوات، وستظهرها في الوقت المناسب، وتتضمن كافة التفاصيل، واعتبرت أن ما يفعلونه استفزاز لها ولابنتها.

وقالت القرشي إن هشام نجل زوجها الراحل على تواصل مع أخته ريهام، وأرسل لها هدايا تذكارية، كما كشفت القرشي أن الرد سيكون حتمياً في القريب العاجل بشكل رسمي كي يطلع الناس على الحقائق الخفية، وأنها لا تخاف مطلقاً مهما يجري من أحداث وتشويه واتهامات، وسوف تصعد الأمر عبر استغاثة للجهات المعنية للرد على ما يحدث.

ونوهت القرشي بأن زوجها أصدر «بيان رد اعتبار لها قبل رحيله، وطالما ردد أنه يكره الشهرة والأضواء وانتابته حالة نفسية سيئة في أيامه الأخيرة بسبب ما تعرض له من أقرب الناس له»، وفق قولها.

وتصدرت أخبار بكر الرأي العام في مصر أخيراً، لا سيما بعد وفاته، وذلك عقب نشوب أزمة بين أفراد عائلته أدت إلى تأخير دفن الجثمان حتى وصول ابنه هشام من أميركا، ووصل الأمر إلى اتهامات متبادلة بين أشقاء الراحل وأرملته بمحاولة اختطاف جثمانه وإخفاء تصريح الدفن.


مقالات ذات صلة

قاض من تكساس يعلّق إصلاحاً حول الهجرة أصدره بايدن

الولايات المتحدة​ تمثال برونزي يمثّل العدالة في محكمة ألبرت في برايان الأميركية في أليكساندريا بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة 1 سبتمبر 2020 (رويترز)

قاض من تكساس يعلّق إصلاحاً حول الهجرة أصدره بايدن

أمر قاض في ولاية تكساس، الاثنين، بتعليق السياسات الرامية لتسهيل حصول أزواج رعايا أميركيين على وضع قانوني في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشح الرئاسي الجمهوري، الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في 14 أغسطس 2024، في ويست بالم بيتش، فلوريدا، الولايات المتحدة (أ.ف.ب)

قاض أميركي يرفض مساعي ترمب لإقصائه في قضية ستورمي دانيالز

فشل الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، للمرة الثالثة، الأربعاء، في محاولته إقصاء قاضٍ يستعدّ لإصدار الحكم عليه في قضية شراء صمت ممثلة إباحية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسن تتحدث إلى وسائل الإعلام في ألينج في جزيرة بورنهولم بالدنمارك... 14 يونيو 2024 (أ.ف.ب)

السجن 4 أشهر للمعتدي على رئيسة وزراء الدنمارك وترحيله

حكمت محكمة دنماركية، اليوم الأربعاء، على بولندي يبلغ من العمر 39 عاما بالسجن أربعة أشهر وأمرت بترحيله بتهمة الاعتداء على رئيسة الوزراء الدنماركية في كوبنهاغن.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
أوروبا رينو بيغوم شقيقة الفتاة البريطانية شاميما بيغوم تحمل صورة شقيقتها وتناشدها العودة إلى منزلها في لندن فبراير 2015 (رويترز)

القضاء البريطاني يمنع «عروس داعش» من العودة نهائياً إلى المملكة المتحدة

لن يُسمح لشاميما بيغوم بالعودة إلى المملكة المتحدة أبداً بعد أن رفضت المحكمة العليا الاستماع إلى استئنافها ضد سحب جنسيتها البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ المرشح الجمهوري للرئاسة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يحمل عملاً فنياً وقعه للفنان لوال إيزواجبي يتناول محاولة اغتيال ترمب في تجمع انتخابي بمركز مؤتمرات جامعة ولاية جورجيا في 3 أغسطس 2024، في أتلانتا (أ.ف.ب)

أميركا تتهم باكستانياً على صلة مزعومة بإيران بالضلوع في مؤامرة تستهدف ترمب

وجّهت الولايات المتحدة تهماً لرجل باكستاني يُقال إنه على صلة بإيران فيما يتعلق بمؤامرة اغتيال فاشلة ربما كانت تستهدف الرئيس السابق دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هاني شاكر في بيروت... الأحزان المُعتَّقة تمسحها ضحكة

بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)
بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)
TT

هاني شاكر في بيروت... الأحزان المُعتَّقة تمسحها ضحكة

بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)
بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)

القبلات المتطايرة التي تدفّقت من هاني شاكر إلى أحبّته طوال حفل وداع الصيف في لبنان، كانت من القلب. يعلم أنه مُقدَّر ومُنتَظر، والآتون من أجله يفضّلونه جداً على أمزجة الغناء الأخرى. وهو من قلّة تُطالَب بأغنيات الألم، في حين يتجنَّب فنانون الإفراط في مغنى الأوجاع لضمان تفاعل الجمهور. كان لافتاً أن تُفجّر أغنية «لو بتحبّ حقيقي صحيح»، مثلاً، وهو يختمها بـ«وأنا بنهار»، مزاج صالة «الأطلال بلازا» الممتلئة بقلوب تخفق له. رقص الحاضرون على الجراح. بارعٌ هاني شاكر في إشعالها بعد ظنّ أنها انطفأت.

بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)

تغلَّب على عطل في هندسة الصوت، وقدَّم ما يُدهش. كان أقوى مما قد يَحدُث ويصيب بالتشتُّت. قبض على مزاج الناس باحتراف الكبار، وأنساهم خللاً طرأ رغم حُسن تنظيم شركة «عكنان» وجهود المتعهّد خضر عكنان لمستوى يليق. سيطر تماماً، بصوت لا يزال متّقداً رغم الزمن، وأرشيف من الذهب الخالص.

أُدخل قالب حلوى للاحتفاء بأغنيته الجديدة «يا ويل حالي» باللهجة اللبنانية في بيروت التي تُبادله الحبّ. قبل لقائه بالآتين من أجله، كرَّرت شاشة كبيرة بثَّها بفيديو كليبها المُصوَّر. أعادتها حتى حُفظت. وحين افتتح بها أمسيته، بدت مألوفة ولطيفة. ضجَّ صيف لبنان بحفلاته، وقدَّم على أرضه حلاوة الأوقات، فكان الغناء بلهجته وفاءً لجمهور وفيّ.

بقيادة المايسترو بسام بدّور، عزفت الفرقة ألحان العذاب. «معقول نتقابل تاني» و«نسيانك صعب أكيد»، وروائع لا يلفحها غبار. الأغنية تطول ليتحقّق جَرْف الذكريات. وكلما امتّدت دقائقها، نكشت في الماضي. يوم كان هاني شاكر فنان الآهات المستترة والمعلنة، وأنّات الداخل وكثافة طبقاته، وعبق الورد رغم الجفاف والتخلّي عن البتلات. حين غنّى «بعد ما دابت أحلامي... بعد ما شابت أيامي... ألقاقي هنا قدامي»، طرق الأبواب الموصودة؛ تلك التي يخالها المرء صدأت حين ضاعت مفاتيحها، وهشَّم الهواء البارد خشبها وحديدها. يطرقها بأغنيات لا يهمّ إن مرَّ عُمر ولم تُسمَع. يكفيها أنها لا تُنسى، بل تحضُر مثل العصف، فيهبّ مُحدِثاً فوضى داخلية، ومُخربطاً مشاعر كوَقْع الأطفال على ما تظنّه الأمهات قد ترتَّب واتّخذ شكله المناسب.

هاني شاكر مُنتَظر والآتون من أجله يفضّلونه جداً (الشرق الأوسط)

تتطاير القبلات من فنان يحترم ناسه، ويستعدّ جيداً من أجلهم. لا تغادره الابتسامة، فيشعر مَن يُشاهده بأنه قريب ودافئ. فنانُ الغناء الحزين يضحك لإدراكه أنّ الحياة خليط أفراح ومآسٍ، ولمّا جرّبته بامتحانها الأقسى، وعصرت قلبه بالفراق، درّبته على النهوض. همست له أن يغنّي للجرح ليُشفى، وللندبة فتتوارى قليلاً. ولا بأس إن اتّسم الغناء بالأحزان، فهي وعي إنساني، وسموّ روحي، ومسار نحو تقدير البهجات. ابتسامة هاني شاكر المتألِّمة دواخلَه، إصرار وعناد.

تراءى الفنان المصري تجسيداً للذاكرة لو كان لها شكل. هكذا هي؛ تضحك وتبكي، تُستعاد فجأة على هيئة جَرْف، ثم تهمد مثل ورقة شجر لا تملك الفرار من مصيرها الأخير على عتبة الخريف الآتي. «بحبك يا هاني»، تكرَّرت صرخات نسائية، وردَّ بالحبّ. يُذكِّر جمهوره بغلبة السيدات المفتتنات بأغنياته، وبما تُحرِّك بهنّ، بجمهور كاظم الساهر. للاثنين سطوة نسائية تملك جرأة الصراخ من أجلهما، والبوح بالمشاعر أمام الحشد الحاضر.

نوَّع، فغنّى الوجه المشرق للعلاقات: «بحبك يا غالي»، و«حنعيش»، و«كدة برضو يا قمر». شيءٌ من التلصُّص إلى الوجوه، أكّد لصاحبة السطور الحبَّ الكبير للرجل. الجميع مأخوذ، يغنّي كأنه طير أُفلت من قفصه. ربما هو قفص الماضي حين ننظر إليه، فيتراءى رماداً. لكنّ الرماد وجعٌ أيضاً لأنه مصير الجمر. وهاني شاكر يغنّي لجمرنا وبقاياه، «يا ريتك معايا»، و«أصاحب مين»؛ ففي الأولى «نلفّ الدنيا دي يا عين ومعانا الهوى»، وفي الثانية «عيونك هم أصحابي وعمري وكل أحبابي»، لتبقى «مشتريكي ما تبعيش» بديع ما يُطرب.

ضجَّ صيف لبنان بحفلاته وقدَّم على أرضه حلاوة الأوقات (الشرق الأوسط)

استعار من فيروز «بحبك يا لبنان» وغنّاها. بعضٌ يُساير، لكنّ هاني شاكر صادق. ليس شاقاً كشفُ الصدق، فعكسُه فظٌّ وساطع. ردَّد موال «لبنان أرض المحبّة»، وأكمله بـ«كيف ما كنت بحبك». وكان لا مفرّ من الاستجابة لنداء تكرَّر. طالبوه مراراً بـ«علِّي الضحكاية»، لكنه اختارها للختام. توَّج بها باقة الأحزان، كإعلان هزيمة الزعل بالضحكاية العالية.