«بيلبورد عربية» تحتفي بالتضاريس الخلابة بمبادرة «أصوات الأرض»

ألحان مستنبَطة من تضاريس مناطق مختلفة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

المبادرة تعبر عن الفخر والاعتزاز بأرض العالم العربي (الشرق الأوسط)
المبادرة تعبر عن الفخر والاعتزاز بأرض العالم العربي (الشرق الأوسط)
TT

«بيلبورد عربية» تحتفي بالتضاريس الخلابة بمبادرة «أصوات الأرض»

المبادرة تعبر عن الفخر والاعتزاز بأرض العالم العربي (الشرق الأوسط)
المبادرة تعبر عن الفخر والاعتزاز بأرض العالم العربي (الشرق الأوسط)

أعلنت «بيلبورد عربية» إطلاق «أصوات الأرض»، أول مبادرة فنية من هذا النوع، تعبيراً عن الفخر والاعتزاز بأرض العالم العربي، من خلال الاحتفاء بأصالة طبيعة المنطقة الخلّابة عبر أعمال موسيقية إبداعية.

‏ولإنتاج هذا المشروع الموسيقي الضخم، جمعت «بيلبورد عربية» واستخلصت أصواتاً فريدة من خمس مناطق مختلفة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عبر تقنيات تحليل الخرائط والبيانات الطبوغرافية ومن ثم حفرها على أسطوانات موسيقية فونوغرافية تمكّن المستمعين لأول مرة على الإطلاق، من الإنصات إلى تعرّجات تضاريس الأرض العربية وتكوينها بوصفها نموذجاً فنّياً موسيقياً.

أصوات فريدة مستخلَصة من 5 مناطق مختلفة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (الشرق الأوسط)

وتمثّل نماذج «أصوات الأرض» فرصة ثمينة لجميع المنتجين والفنانين وعشّاق الموسيقى حول العالم لترجمة شغفهم عبر أعمال فنّية إبداعية مستوحاة من تلك المقطوعات.

ووجَّهت «بيلبورد عربية» دعوة مفتوحة للفنانين والمنتجين حول العالم للمشاركة في هذه المبادرة وتأليف مقطوعات موسيقية متنوّعة استناداً إلى تلك النماذج أو إنتاج أغانٍ كاملة، يجري إدراجها كأعمال إبداعية في قائمة الموسيقى الرائجة.

ويمكن للمستمعين والمنتجين تحميل النماذج الصوتية لمبادرة «أصوات الأرض» عبر موقع المنصة وقنواتها الرسمية.

مقطوعات موسيقية تعكس خصوصية منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (الشرق الأوسط)

ويضمّ موقع «بيلبورد عربية» 20 مقطوعة موسيقية تعكس خصوصية منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وجمالها وتنوّع طبيعة الأرض العربية بين المساحات الخضراء الشاسعة والوديان والكثبان الرملية والجبال الصخرية وغيرها.

كما يضمّ مقطوعات من صوت «العلا» في قلب السعودية، حيث تتقاطع القارات، وتقف شاهداً على تلاقي الحضارات وعظمة الطبيعة.

تحتفي المبادرة بأصالة طبيعة المنطقة الخلّابة عبر أعمال موسيقية إبداعية (الشرق الأوسط)

ومن الأردن، تضم المقطوعات ‏صوت «الطفيلة» التي تسمو في أحضان الهضاب الجنوبية للأردن، واحةً خصبةً وسط المساحات القاحلة، بتاريخ عريق ومتجذّر كبساتين الزيتون الخضراء فيها، وصوت «تنغير» في المملكة المغربية التي تشمخ بين سلسلة جبال الأطلس الكبيرة والصغيرة، واحةً مغربية محفورة بقوة نهرَي «تودغا» و«دادس». إضافةً إلى ‏صوت «وادي قاديشا» في لبنان الذي ينحدر من أحضان مرتفعات لبنان، ملوّحاً للعابرين كلوحة أسطورية بالغة الجمال تعكس روعة الطبيعة الأم، وصوت «الأقصر» في مصر، هذه المدينة العريقة التي تنهض من سهول مصر الصحراوية، لتحكي قصة «وادي الملوك».

وتتضمّن المبادرة، اتفاقية تعاون مشتركة بين «بيلبورد عربية» والشركة التقنية الإعلامية «gamma»، التي أسّسها حديثاً لاري جاكسون وآيك يوسف، لإنتاج مجموعة فريدة من الأعمال الفنية التي تحاكي الجيل الجديد في العالم العربي بالتعاون مع نجوم الموسيقى في المنطقة. وستثمر هذه الشراكة إنتاج ألبوم «أصوات الأرض» المكوّن من 10 أغانٍ، يجري إطلاقها بشكل منفصل تباعاً على مدار هذا العام، احتفاءً بالثقافة المتنوعة لموسيقى المنطقة، وبما يؤسس للتعاون بين المنتجين العالميين والمواهب الموسيقية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

يُذكر أن «بيلبورد عربية» باتت ضمن الوجهات الرئيسية لعشّاق الموسيقى العربية وفنّانيها، بفضل دأبها وجهودها لتطوير سوق الموسيقى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبالنظر إلى الدعم الكبير الذي تقدّمه للفنّانين العرب الجدد والمخضرمين لتسهيل وصولهم إلى الساحة العالمية.


مقالات ذات صلة

حفل لإحياء تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب بالأوبرا المصرية

يوميات الشرق تمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة (الشرق الأوسط)

حفل لإحياء تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب بالأوبرا المصرية

في إطار استعادة تراث كبار الموسيقيين، وضمن سلسلة «وهّابيات» التي أطلقتها دار الأوبرا المصرية، يقام حفل لاستعادة تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق يهدف الحفل إلى تزويد اللبنانيين بجرعات أمل من خلال الموسيقى (الجامعة الأميركية)

بيروت تحتفل بـ«التناغم في الوحدة والتضامن»... الموسيقى تولّد الأمل

يمثّل الحفل لحظات يلتقي خلالها الناس مع الفرح، وهو يتألّف من 3 أقسام تتوزّع على أغنيات روحانية، وأخرى وطنية، وترانيم ميلادية...

فيفيان حداد (بيروت)
الوتر السادس إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)

زياد غسان صليبا لـ«الشرق الأوسط»: والدي فنان عالمي

يعدّ زياد الابن الأصغر للفنان غسان صليبا. وهو مثل شقيقه وسام جذبه عالم الفن بكل أبعاده، فمشى على خطى والده المغني وأخيه الممثل وسام صليبا.

فيفيان حداد (بيروت)
الوتر السادس سليم في حفلها بأكاديمية الفنون المصرية بروما ({الشرق الأوسط})

السوبرانو أميرة سليم لـ«الشرق الأوسط»: لا أسعى لمنافسة أحد

كشفت مطربة الأوبرا المصرية (السوبرانو) أميرة سليم عن استعدادها لتقديم أغنيات باللهجة العامية المصرية بعدما قدمت أغنية «بنحب المصرية»

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق حفل سيمفوني للموسيقى الغنائية بالأوبرا خلال الكريسماس (وزارة الثقافة المصرية)

«رسالة سلام» في احتفالات الكريسماس بمصر

بمقطوعات موسيقية وأغانٍ من الإنشاد الصوفي والترانيم الكنسية والتراتيل القبطية والأعمال التراثية، والدمج بين الفنون العربية والأجنبية، تستقبل مصر الكريسماس.

محمد الكفراوي (القاهرة )

دريد لحّام لـ«الشرق الأوسط»: انقضت سنوات القهر وأنا لم أكن مع النظام بل ضد الفوضى

الفنان السوري دريد لحّام (فيسبوك)
الفنان السوري دريد لحّام (فيسبوك)
TT

دريد لحّام لـ«الشرق الأوسط»: انقضت سنوات القهر وأنا لم أكن مع النظام بل ضد الفوضى

الفنان السوري دريد لحّام (فيسبوك)
الفنان السوري دريد لحّام (فيسبوك)

يطوي دريد لحّام بعد أسابيع عامه الـ90 وفيه طاقة شابٍ ما زال يعمل ويخطّط ويحلم بسوريا جديدة. أمضى أكثر من نصف تسعينه في بلدٍ كان يُعرف بـ«سوريا الأسد». أما اليوم فقد تبدّلت التسميات والرايات والوجوه، ويبدو الممثل العابر للأجيال مستعداً هو الآخر للعبور إلى فصلٍ مختلف من تاريخ وطنه. ذهب الأسد وبقي مَن علقَ في ذاكرة أجيالٍ من المشاهدين العرب باسم «غوّار الطوشة».

من قلب دمشق، يطلّ عميد الفنانين السوريين متحدّثاً إلى «الشرق الأوسط» عن أمله بغدٍ أفضل، تتّسع فيه البلاد للآراء كلّها. يعبّر عن ارتياحه إلى التحوّل الجذري الحاصل. يختصر انطباعه حول أحداث الأسبوعَين اللذَين تليا سقوط نظام بشار الأسد بالقول: «أشعر بأنّ هناك حياة مختلفة عمّا كانت عليه سابقاً خلال سنوات القهر». يذهب في تفاؤله أبعد من ذلك ليعلن أنه على استعداد لتجهيز عملٍ مسرحي أو تلفزيوني جديد. يودّ أن يطلق عليه عنوان «مبارح واليوم»، وهي العبارة ذاتها التي يعتمدها لوصف ما تعيشه سوريا حالياً.

«لم أكن مع السُّلطة»

كان لحّام من أوّل المباركين للشعب السوري من خلال فيديو نشره عبر صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي. تلك الحماسة إلى «هروب الأسد» كما سمى، وصفها الرأي العام بـ«التكويعة»، على أساس أنّ لحّام كُرّم من قِبَل بشار الأسد وهو عُرف بدعمه النظام، لا سيّما خلال سنوات الحرب في سوريا.

يعترض لحّام على ذلك وعلى «التشهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي»، موضحاً موقفه السابق بالقول: «أنا مع النظام بمعنى أنني ضد الفوضى، ومع بلدي سوريا لكني لم أكن مع السلطة، والفرق كبيرٌ بينهما». يدعّم رأيه المناهض للسُلطة بمفهومها الذي كان سائداً في سوريا، مستشهداً بأعمالٍ له انتقدت النظام القائم على مرّ الأجيال. يعود مثلاً إلى مسلسل «وادي المسك» (1982) الذي «مُنع بسبب انتقاده السلطة بمسائل كثيرة»، لا سيّما منها الفساد والإثراء غير المشروع. «كان ممنوع نقول إنو في مسؤولين فاسدين»، يضيف لحّام.

لحّام المعروف بدعمه للنظام السابق يقول إنه كان ضد الفوضى وليس مع السلطة (أ.ف.ب)

انتقاد الأحصنة ممنوع...

يشكو الفنان السوري من مقصّ الرقيب الذي لم يوفّر سيناريو مسلسل ولا نصاً مسرحياً. «في أحد المسلسلات كتبتُ حواراً بين حمارٍ وإنسان يشكو فيه الحمار من أنه مظلوم ويعمل كثيراً لينال القليل من التبن، فيما الحصان يركض ربع ساعة ويحصل على الدلال والاهتمام». يتابع لحّام: «تصوّري أن الرقيب منع تلك المقارنة بين الحمار والحصان، مبرّراً ذلك بأنّ باسل الأسد يحب الأحصنة، ولا يجب بالتالي انتقادها».

يؤكّد لحّام أنه لطالما لجأ إلى الاستعارات والتسميات المخترَعة في مسرحياته، وأفلامه، ومسلسلاته، تفادياً للمَنع أو الرقابة. في مسرحية «غربة» (1976)، يقول إنه هرب إلى جغرافيا أخرى كي يمرّر أفكاره: «حتى إذا أتى مَن يحاسبنا نقول له إننا نتحدث عن قرية غربة وليس عن بقعة جغرافية في سوريا». كذلك حصل في فيلم «الحدود» (1982)، حيث «استبدلتُ سوريا ولبنان بواسطة شرقستان وغربستان».

ملصق فيلم «الحدود» الذي جمع دريد لحّام ورغدة في الثمانينات (فيسبوك)

«دريد بدّو قطع لسان»

في النصف قرن الماضي من حُكم آل الأسد، أكثر ما أقلقَ لحّام على سلامته وأمنه، وأَشعرَه بأنّ القمع الفني تحوّل إلى تهديد شخصي، كان قول أحد المسؤولين في مجلسٍ خاص: «دريد بدّو قطع لسان». وفق تعبيره: «كانت تلك أصعب فترة».

وتوجّه بالكلام لمَن حكموا سوريا خلال السنوات الـ50 الماضية، حيث قال: «الله لا يسامحكم». يذكّر هنا بالقول المأثور حول السلطة: «لو دامت لغيرك لما آلت إليك»، مضيفاً: «لقد ظنّوا أنهم باقون إلى الأبد، ولم يعرفوا أن الأبد ليس سوى لربّ العالمين».

دريد لحّام بشخصية «أبو سامي» من مسلسل «سنعود بعد قليل» (فيسبوك)

صهاريج المازوت والأسلحة

وهو الذي سبقَ أن دخل إلى «قصر الشعب» وقابلَ الأسد، ويؤكّد أنه حاول مرة وخلال لقاءٍ جمع الرئيس السابق بالفنانين في بداية الحرب، ولفتَ نظره إلى أمرٍ أقلقَه، حيث حذّر لحّام حينذاك «من خروج صهاريج مازوت من سوريا إلى لبنان وعودتها ممتلئة بالأسلحة تحت عيون المسؤولين عن المعابر الحدودية، وهذه قمّة الفساد». يُذكر أنّ سامعَه اكتفى بالاستماع ولم يحاوره.

أما للسلطة الحالية وتلك التي ستحكم سوريا في المستقبل، فيقول لحّام: «انتبهوا قبل أي شيء إلى مسألة الرأي والرأي الآخر، لأن لا مجتمعاً يعيش برأي أحاديّ». وأكثر ما يريحُه «أننا انتهينا من الحُكم الأحادي»، راجعاً في هذا السياق إلى فظاعة ما تكشّف خلف أسوار السجون السورية: «يمكن بالعالم كلّه ما في سجن مخصص لأصحاب الرأي إلّا عندنا بسوريا».

حتى الآن، هو لم يلتقِ بمَن هم على رأس السلطة الجديدة، إلّا أنه يلفت إلى أنّ «الأشخاص الموجودين في الشارع والذين يتولّون حراسة البلد، تعاملوا معنا بودٍّ منقطع النظير. شعرتُ بأنهم أصدقاء وأحبّاء لنا ولسوريا».

يقول لحّام إن أكثر ما يريحه بسقوط النظام هو نهاية الرأي الأحادي (فيسبوك)

«تفسير أعوَج»

ويبدو لحّام مطمئناً إلى أنّ سوريا الجديدة ستكون دولة مدنيّة تتّسع للآراء كلّها، ولا تخضع للحُكم الطائفي، على قاعدة أنّ «البلدَ لطالما كان بعيداً عن الطائفية». ويراهن على شعبٍ عانى الأمرَّين خلال العقود الماضية، وهو يتمنّى على أبناء بلده «أن يكونوا سوريين مائة في المائة، وألّا ينتموا سوى إلى وطنهم».

ويتأسف على أجيالٍ من السوريين «أضاعوا زهرة شبابهم في الغربة أو قضوا في رحلات العبور البَحري هرباً من الخدمة العسكرية الإلزامية، حيث كانوا يُرغمون على تأديتها لـ8 أو 10 سنوات». وهذا الموضوع تطرّق إليه لحّام خلال لقاءٍ جمعه في الماضي بوزير دفاع النظام السابق؛ حيث قال له حين ذلك: «حرام تتركوهم بالخدمة كل هالسنين». وأجابه أنهم بذلك يقضون على البطالة. ويعلّق لحّام على ذاك الموقف الذي سمعه بالقول: «يا له من تفسيرٍ أعوج!».

وبالحديث عن عبور الحدود، أكثر ما يَحضُر لحّام حالياً هي شخصية «عبد الودود» من فيلم «الحدود». ويرغب في تصوير جزءٍ ثانٍ منه، حتى يتمكّن عبد الودود من قول ما لم يستطع قوله خلال العهد السابق. أما بخصوص المشاريع الجاري التحضير لها، فيحلّ دريد لحّام ضيف شرف على مسلسل رمضاني، كما يستعدّ لخوض تجربة سينمائية جديدة إلى جانب المخرج باسل الخطيب في فيلم بعنوان «زيتونة». ويتطرّق العمل إلى شخص معروف تاريخياً في المجتمع الدمشقي يُدعى زيتونة، وهو كان يجمع المال من المقتدرين ليوزّعه على الفقراء، رغم أنه كان أكثر منهم فقراً.