أزواج أثرياء يشعرون بأنهم مفلسون... وهذه هي الأسباب

لماذا لا يشعر البعض بالاستقرار المالي رغم أنهم أثرياء؟ (أيستوك)
لماذا لا يشعر البعض بالاستقرار المالي رغم أنهم أثرياء؟ (أيستوك)
TT

أزواج أثرياء يشعرون بأنهم مفلسون... وهذه هي الأسباب

لماذا لا يشعر البعض بالاستقرار المالي رغم أنهم أثرياء؟ (أيستوك)
لماذا لا يشعر البعض بالاستقرار المالي رغم أنهم أثرياء؟ (أيستوك)

عادة ما يتشاجر الأزواج على المال عندما تكون أوضاعهم الاقتصادية ضيقة، ومن المعروف أنه عندما يدخل الفقر من الباب يخرج الحب من الشباك. لكن الغريب حقا أن يكون المال سبب مشكلات بين الأزواج الأثرياء، وأن يسبب ضغطا نفسيا لهم حتى أنهم يشعرون بأنهم مفلسين.

فعلى سبيل المثال، تتبع كل من الزوجين ساندرا (46 عاماً)، وبراد (48 عاماً)، جانبين مهمين لبناء ثروتهما: صافي الثروة وفكرة واضحة عن أين تذهب أموالهما كل شهر. لكن ساندرا لا تزال تشعر بأن حالتها المالية غير جيدة، بحسب «سي إن بي سي».

وقالت ساندرا التي جمعت مع زوجها ثروة صافية قدرها 1.3 مليون دولار والتي تقوم بوضع الميزانية الشهرية للأسرة، للمليونير العصامي راميت سيثي في برنامجه الإذاعي «سأعلمك أن تكون غنياً»: «على الورق، لسنا مفلسين، ولكن يبدو الأمر كما لو أننا كذلك».

فلماذا لا يشعر البعض بالاستقرار المالي رغم أنهم أثرياء؟

هوية مالية مزورة

ووفق «سي إن بي سي» يعمل براد في قطاع الرهن العقاري، وهو ما يعني كسب ما بين 60 و70 ألف دولار شهرياً في عام جيد لسوق الإسكان. ولكن كانت هناك أيضاً فترات أقل كثافة حيث اعتمد على الدخل من أعمال الفعاليات والمدخرات من السنوات الأفضل.

لقد ساهم المرور بالعديد من التقلبات في حقيقة أن ساندرا لا تشعر أبداً بالأمان بشأن المال، حتى في الشهر الذي تحصل فيه على 70 ألف دولار.

وقال لها سيثي: «الهوية التي خلقتها لنفسك فيما يتعلق بالمال قد لا تكون دقيقة تماماً مع الواقع»

فلا حرج من اللعب بأمان عندما يتعلق الأمر بالإنفاق، خاصة عندما يكون لدى الشخص دخل متغير. لكن الخوف الشديد من إنفاق الأموال يزيد من الضغط على خطة ميزانية ساندرا والعلاقة بين الزوجين.

على الجانب الآخر، يميل براد إلى التعويض الزائد عن فترات انخفاض دخله باستثمارات محفوفة بالمخاطر تزيد من انزعاج ساندرا.

ووفق سيثي، فإن أحد الأسباب الرئيسية لنهج براد المحفوف بالمخاطر فيما يتعلق بالمال هو أنه بمجرد أن يشعر الناس بأنهم تأخروا، أو يشعرون بأن عليهم اللحاق بالركب أو حتى أن الوقت قد فات، فإنهم يبدأون في اتخاذ قرارات محفوفة بالمخاطر على نحو متزايد، وهو أمر ما يشبه الدوامة.

التعليق على التفاصيل الصغيرة

وأوضح سيثي أنه عندما يركز الزوجان بشدة على وضع الميزانية في الوقت التي يخضع فيها الدخل لتقلبات يصبحان عاجزي إلى حد ما فيما يتعلق بتحديد الأهداف على المدى الطويل والتخطيط المالي.

من وجهة نظر سيثي، يعود الأمر إلى المعنى الحقيقي لإدارة الأموال. ربما يكون براد وساندرا منشغلين بالتفاصيل الصغيرة التي لن تحرك الأمور في النهاية مثلا يقول براد إنه يراقب مصروف الوقود في سيارته ليتناسب مع ميزانية ساندرا. لكن على العكس أن إدارة الأموال تركز على المجالات ذات القيمة العالية، مثل تحديد ماهية حياتك الغنية، وإنشاء الفئات المناسبة ومناقشة نوع المراقبة التي تريدها لتلك الفئات. إنها اتخاذ قرار بشأن أسئلة مهمة مثل معدل الادخار وتاريخ سداد ديونك - هذه القرارات تساوي مئات الآلاف من الدولارات.

التواصل ثم التواصل

في حين أن براد وساندرا قد يكونان مهتمين جداً بالأرقام، إلا أن سيثي رأى أن المشكلة الأكبر هي أنه ليس لديهم نفس الأهداف لهذه الأرقام. وقال: «المشكلة الحقيقية هي أن لديهما الكثير من عدم الثقة والازدراء لدرجة أنهما لا يستطيعان التواصل بشأن هذا الأمر.

وتهتم ساندرا بالميزانية كثيراً لأنها تخشى ألا يتمكنا من رعاية أنفسهما وأطفالهما. يريد براد أيضاً التأكد من رعاية أسرته، لكنه يشعر أنه لا يوجد مبلغ بالدولار من شأنه أن يجعل ساندرا تشعر بالرضا.

قال براد: «أشعر بالإحباط الشديد من نفس المحادثة مراراً وتكراراً، سواء كان لدينا الكثير من المال في البنك أو ما إذا كان لدينا القليل جداً من المال في البنك. أشعر أننا نلعب لعبة معاكسة تماماً».

ووفق سيثي يجب أن يسأل الزوجين بعضهما البعض عما تعنيه الأمان حقاً للشخص الآخر وكيف يمكنهما الوصول إليه معاً. وقال: «إن التواصل بشكل أكثر وضوحاً وتحديداً، بالإضافة إلى التعاون لإيجاد حلول تناسب كلا الشريكين، يمكن أن يساعدهم في التوصل إلى خطة مالية تناسب احتياجاتهما، مما يسمح لهما بالتوقف عن القتال على كل دولار».


مقالات ذات صلة

من الرسوم الجمركية إلى التضخم: ما الذي ينتظر الاقتصاد الأميركي في 2025؟

الاقتصاد بورصة نيويورك في المنطقة المالية في مانهاتن (رويترز)

من الرسوم الجمركية إلى التضخم: ما الذي ينتظر الاقتصاد الأميركي في 2025؟

يدخل الاقتصاد الأميركي عام 2025 في حالة مستقرة وجيدة نسبياً؛ حيث شهدت البلاد انخفاضاً ملحوظاً في معدلات التضخم التي كانت قد أثَّرت على القوة الشرائية للمستهلكين

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد رسم بياني لمؤشر أسعار الأسهم الألمانية «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)

أسهم أوروبا تتراجع مع تركيز المستثمرين على البيانات الاقتصادية

تراجعت الأسهم الأوروبية في ختام أسبوع مختصر بسبب العطلات، حيث ركز المتداولون على البيانات الاقتصادية بحثاً عن مؤشرات بشأن اتجاه أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد لوحة تعرض مؤشر سوق طوكيو للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)

الأسواق الآسيوية ترتفع مع استمرار ضعف «وول ستريت»

ارتفعت الأسواق الآسيوية، الجمعة، بعد أن تراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية، حيث استمر ضعف «وول ستريت» في نهاية العام الماضي حتى بداية عام 2025.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
الاقتصاد لافتة خارج بورصة نيويورك تشير إلى تقاطع شارعي وول ستريت وبرود ستريت (أ.ب)

بداية متواضعة للأسواق الأميركية في 2025 مع تفاؤل حذر

بدأت مؤشرات الأسهم الأميركية عام 2025 بتحركات متواضعة الخميس وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.3 % في التعاملات المبكرة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شاشة تظهر الرقم الختامي لمتوسط ​​أسهم «نيكي» في طوكيو (وكالة حماية البيئة)

أسواق الأسهم الآسيوية تبدأ العام بتراجع مع ترقب لعودة ترمب

بدأت معظم أسواق الأسهم الآسيوية العام الجديد بتراجع يوم الخميس، حيث استعد المستثمرون لعودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)

كلاب مدرّبة لرصد آفات مدمّرة في المحاصيل الزراعية

الكلاب المدربة وسيلة فعّالة في اكتشاف بيض حشرة الفانوس المرقطة (جامعة كورنيل)
الكلاب المدربة وسيلة فعّالة في اكتشاف بيض حشرة الفانوس المرقطة (جامعة كورنيل)
TT

كلاب مدرّبة لرصد آفات مدمّرة في المحاصيل الزراعية

الكلاب المدربة وسيلة فعّالة في اكتشاف بيض حشرة الفانوس المرقطة (جامعة كورنيل)
الكلاب المدربة وسيلة فعّالة في اكتشاف بيض حشرة الفانوس المرقطة (جامعة كورنيل)

أفادت دراسة أميركية حديثة بأن الكلاب المدربة يمكنها أن تصبح وسيلة فعّالة في اكتشاف بيض حشرة «الفانوس المرقطة»، وهي آفة زراعية غازية تُهدد المحاصيل في الولايات المتحدة.

ووجد الباحثون من جامعة كورنيل أن الكلاب كانت أكثر قدرة من البشر على اكتشاف البيض في الغابات المحيطة بالمزارع؛ ما يمثِّل تقدماً مهماً في مكافحة هذه الآفة، ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «Ecosphere».

والمعروف أن موطن حشرة «الفانوس المرقطة» (Lycorma delicatula) الأصلي في الصين وجنوب شرقي آسيا، لكنها انتشرت في السنوات الأخيرة إلى الولايات المتحدة، حيث ظهرت لأول مرة في ولاية بنسلفانيا عام 2014، وانتشرت منذ ذلك الحين إلى 18 ولاية أخرى منها نيويورك.

هذه الحشرة ذات الأجنحة المرقطة باللونين الرمادي والأحمر تُعد خطراً كبيراً على المحاصيل؛ إذ تتغذى على عصارة النباتات، ما يُضعف الأشجار والمحاصيل مثل العنب والتفاح.

وتُسهّل قدرتها على وضع البيض على أسطح متنوعة، كالأخشاب، انتشارها السريع. وفي المناطق الموبوءة، قد تُتلف 80 - 100 في المائة من محصول العنب في موسم نمو واحد.

إضافة إلى ذلك، فإن الانتشار الواسع لهذه الحشرة يتسبب في زيادة استخدام المبيدات الحشرية، ما يرفع التكاليف الزراعية بنسبة تصل إلى 170 في المائة.

وشملت الدراسة 20 مزرعة في بنسلفانيا ونيوجيرسي، حيث قام البشر والكلاب المدربة بتفتيش أماكن وضع بيض حشرة «الفانوس المرقطة» بين أشجار العنب والغابات المجاورة.

وداخل المزارع، تفوّق البشر على الكلاب، إذ اكتشفوا 31 مجموعة بيض في الساعة مقارنة بـ24 مجموعة للكلاب، نتيجة القدرة على التفتيش المنهجي.

لكن في الغابات المجاورة، تفوقت الكلاب على البشر بثلاثة أضعاف، حيث اكتشفت 7.6 مجموعة بيض في الساعة مقابل 6.7 مجموعة للبشر.

ويُعزى ذلك إلى اعتماد الكلاب على حاسة الشم؛ ما يمنحها ميزة في البيئات المعقدة كالغابات، حيث يصعب على البشر رؤية البيض الصغير والمموه، وفق نتائج الدراسة.

وأشار الباحثون إلى أن الاكتشاف المبكر لبيض هذه الحشرة يمكن أن يحد من انتشارها إلى الحقول، ما يحمي المحاصيل، ويقلل استخدام المبيدات الحشرية، وهو ما يخفف الأعباء المالية على المزارعين، ويحافظ على البيئة.

وأضافوا أنه يمكن توسيع استخدام الكلاب المدربة لمناطق جديدة أو لمكافحة أنواع أخرى من الآفات الزراعية الغازية؛ ما يدعم جهود الزراعة المستدامة عالمياً.