يسعى «ماراثون أقرأ»، الذي أطلقه مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء» في ثلاث مدن عربية هي: الظهران في المملكة العربية السعودية، والإسكندرية بمصر، والرباط في المغرب، الخميس، إلى توسيع دائرة القراءة لتكون مصدراً للإلهام لدى الشباب العربي.
ويُعد الماراثون فريداً من نوعه؛ كونه يستهدف الفئات العمرية المختلفة من مراحل التعليم الأساسي (الابتدائي)، إلى الشباب في التعليم الجامعي، وتقوم فكرته على زراعة شجرة، مقابل قراءة 100 صفحة، ويستهدف، في دورته الثالثة، العام الحالي، قراءة 500 ألف صفحة، وزراعة 5 آلاف شجرة.
وذكر طارق خواجي، الاستشاري الثقافي لبرامج «إثراء»، أن الماراثون يسهم في مبادرة السعودية الخضراء، موضحاً أن «المركز ساهم، العام الماضي، في زراعة أكثر من 4 آلاف شجرة».
كانت الدورة الأولى للماراثون قد أُقيمت في مركز «إثراء» أيضاً، وشهدت قراءة 162 ألف صفحة، وزُرع أكثر من 1500 شجرة، بالتعاون مع «المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التّصحر»، وزُرعت 5 آلاف شتلة في مدينة الإحساء السعودية لمجموع القراءة في الدورتين الأولى والثانية، بمشاركة من المتسابقين.
وأشار خواجي، في فيديو نشره المركز على صفحته بموقع «إكس»، إلى «توسيع نطاق الماراثون عربياً ليضمّ قراء مكتبة الإسكندرية في مصر، والمكتبة الوطنية في المغرب»، موجهاً الدّعوة للجميع للانضمام للماراثون؛ «ليكونوا سبباً في ازدهار الأرض العربية وإثراء العقول».
ويسعى الماراثون إلى جذب الشباب والقرّاء من كل الفئات والأعمار، حتى 2 مارس (آذار) من العام الحالي، كما يسعى إلى أن يكون مصدراً لإلهام مليون مواطن عربي، بحلول عام 2030، وفق بيان حول الفعالية.
وعدّت دينا يوسف، رئيسة قطاع المكتبات بمكتبة الإسكندرية، هذا الحدث «تظاهرة ثقافية مهمّة تُعيد تنشيط فكرة ارتياد المكتبات، وتؤكد أهمية القراءة، وفي الوقت نفسه تزيد الوعي البيئي».
وقالت دينا يوسف، لـ«الشرق الأوسط»: «إن «الماراثون شهِد إقبالاً كبيراً من كل الفئات العمرية، خصوصاً الأطفال والشباب، وهناك أُسرٌ بكاملها حضرت إلى المكتبة، في اليوم الأول، برفقة أبنائهم؛ لتشجيعهم على القراءة».
وأشارت إلى أن «مكتبة الإسكندرية ساهمت في هذا الماراثون بكل مكتباتها النوعية، سواء المكتبة العامة أم مكتبة الطفل، ومكتبة النشء، ومكتبة طه حسين للمكفوفين وضِعاف البصر، ومكتبات ذوي الاحتياجات الخاصة، وكل من يشاركون يشعرون بسعادة بالغة».
وتضمّ مكتبة الإسكندرية، التي افتُتحت عام 2002 أكثر من مليونيْ كتاب بمختلف اللغات، وتضمّ عدداً من المكتبات النوعية، على غرار المكتبة الفرنكوفونية.
وتنقسم جوائز الماراثون إلى 4 فئات: ميدالية نحاسية لقراءة 100 صفحة، وميدالية برونزية لقراءة 200 صفحة، وميدالية فضية لقراءة 500 صفحة، وميدالية ذهبية لقراءة ألف صفحة.
ويسعى مركز «إثراء» إلى دعم اقتصاد المعرفة والإسهام في تطوير جميع الأصعدة الثقافية والمعرفية، من خلال الانفتاح على ثقافات العالم. ويقع المركز في مدينة الظهران على مساحة 80 ألف متر مربع، ويضمّ مكتبة ومختبراً للأفكار ومتحفين، ومعرضاً للطاقة وقاعات للعرض المسرحي والسينمائي.
في حين تُعدّ المكتبة الوطنية بالمملكة المغربية من الصروح الثقافية العتيقة، فيعود إنشاؤها إلى عام 1920، تحت اسم الخزانة العامة للكتب، وصولاً إلى عام 2003 حين حصلت على اسمها الحالي.