«حوض»... فيلم سعودي ينتصر للأحلام المؤجلة ويقتنص جائزة «صور» الدّولي

المخرجة ريما الماجد لـ«الشرق الأوسط»: هو رسالة للعالقين في أماكنهم لمواجهة مخاوفهم

‎⁨مشهد من الفيلم (الشرق الأوسط)⁩
‎⁨مشهد من الفيلم (الشرق الأوسط)⁩
TT

«حوض»... فيلم سعودي ينتصر للأحلام المؤجلة ويقتنص جائزة «صور» الدّولي

‎⁨مشهد من الفيلم (الشرق الأوسط)⁩
‎⁨مشهد من الفيلم (الشرق الأوسط)⁩

لطالما أدهشت الأفلام السعودية الجمهور في مهرجانات سينمائية عدّة، منها الفيلم القصير «حوض»، الذي حاز الأسبوع الحالي على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان «صور السينمائي الدّولي» للأفلام القصيرة في لبنان، كما سبق أن فاز بمسابقة «ضوء» لدعم الأفلام التابعة لوزارة الثقافة، وعُرض في مهرجان «أفلام السعودية» 2023، ومهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» بدورته الماضية، ومهرجانات سينمائية أخرى.

الفيلم الذي يأتي في حدود ربع ساعة، يتناول قصة كاتبة سيناريو تُدعى علياء، تحاول لسنوات كبح جماح أحلامها وطموحاتها، وفي لحظة ما تقرّر تحويل قصة كتبتها إلى فيلم سينمائي، لتخرج لها كل مخاوفها الداخلية وتتجسد أمامها واقعاً مُرّاً ومخيفاً، إلا أنها تقاوم وتُصرّ على تحقيق شغفها الدفين وتجاوز هذه المخاوف التي قيدتها لسنوات مضت.

المخرجة السعودية ريما الماجد (الشرق الأوسط)

المخاوف الداخلية

تتحدث المخرجة السعودية ريما الماجد لـ«الشرق الأوسط» عن فيلمها الذي تراه ينتصر للأحلام المؤجلة، مبيّنة أنه يتضمن جزءاً منها، وتضيف: «أردت من خلاله أنا وزميلتي مروة، التي كتبت قصته معي، أن نهديه لأولئك الذين لديهم أحلام عدة، ويتردّدون في تحقيقها بسبب المخاوف الداخلية وليس المجتمع، ومتى تخلّص المرء منها فسيكون قادراً على الوصول لمبتغاه».

ويتضمن الفيلم مشهداً خيالياً لصفٍّ مدرسيّ تكون فيه المعلمة أشبه بروبوت آلي يلقّن الطالبات ما يجب عليهن قوله، وتبدو بمظهر مخيف مرتدية زيّاً أسود، ومحتفظة بأداء صارم، وبقية الطالبات يتشابهن في المظهر باستثناء بطلة الفيلم علياء التي تظهر مختلفة في الصف. تعلّق الماجد على المشهد هذا، موضحة أنها استوحته من صورة وصلتها أثناء كتابة الفيلم، لمعلمة أجنبية تقف أمام طلابها وتشير إلى ضرورة تقبل آراء الطالب، وإن اختلفت عمّا هو متوقع.

وتشير الماجد هنا إلى أنها ترى أن الحياة لا تقتصر على اللونين الأبيض والأسود، بل هناك لون رمادي من الضرورة تقبله، لذا بالغت في إظهار المعلمة بشكل حاد على هيئة روبوت آلي يُعيد تكرار الكلام أكثر من مرة، في إسقاط على واقع بعض المعلمين الذي لا يتقبلون الاختلاف، ما يخلق مخاوف داخلية لدى الطالب، تستمر معه لسنوات طويلة.

بوستر الفيلم (الشرق الأوسط)

من الكتابة للسينما

ويبدو لافتاً أن ريما الماجد دخلت إلى عوالم السينما من بوابة الكتابة، عن ذلك تقول: «علاقتي بالكلمة سبقت علاقتي بالكاميرا»، مشيرة إلى أنها كانت تميل إلى الكتابة التعبيرية منذ كانت في صفوف المدرسة، خصوصاً كتابة القصص، مع ولعها بمشاهد الأفلام في تلك الفترة، ولم تدرك حينها أن السينما هي شغفها الحقيقي، لتذهب لدراسة العلوم الطبية والعمل في مجال التثقيف الصّحي، مضيفة: «أثناء عملي في المستشفى كنت أذهب للمرضى لتثقيفهم حول وضعهم الصحي، وحينها كنت أسمع قصصهم وأكتبها، فأنا شغوفة بسرد الحكايات».

وبعد نحو 3 أعوام، شعرت الماجد أنها بحاجة للانتقال إلى قسم جديد يدور حول تصوير الأفلام، وكان ضمن مساراته إنتاج الأفلام التوعوية، وذلك قبل أكثر من 10 سنوات، ومع بداية انتشار شبكات التواصل الاجتماعي، لتتعلم حينها كتابة النصوص بشكل ذاتي، ومن ثَمّ انتقلت إلى عالم الإخراج، وصنعت لها علاقات جيدة مع صنّاع الأفلام الذين يسّروا لها سُبل تطوير موهبتها السينمائية.

سيرة فنيّة

ريما الماجد هي صانعة أفلام وكاتبة سيناريو إلى جانب كونها مطورة نصوص، وكانت نائبة رئيس لجنة السينما والأفلام في جمعية الثقافة والفنون بالرياض عامي 2018 و2019، وهي كاتبة سيناريو ومخرجة لكثير من الأفلام التوعوية والموشن غرافيك في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الفترة بين 2010 و2021، ولها عدد من التجارب والمشاركات الفنية، منها كتابة سيناريو في مسلسل «ضرب الرمل» عام 2019، إلى جانب كونها مشرفة محتوى وإنتاج لكثير من المسلسلات السعودية «مالي شغل بالسوق»، و«إسعاف»، و«الزاهرية».

كما أنها منتجة الفيلم السعودي الوثائقي «من ذاكرة الشمال» (2021)، بالإضافة إلى كونها مشرفة محتوى وإنتاج مسلسل «قرة عينك» الذي عُرض في رمضان الفائت، وسبق أن ترشح لها نصٌ في مبادرة الشرق الأوسط للإعلام (MEMI)، كما مُنح النص نفسه منحة تطوير خاصة لمدة 6 أسابيع في جامعة جنوب كاليفورنيا (USC) في كلية الفنون السينمائية بلوس أنجليس، إضافة إلى مشاريع فنية أخرى كثيرة عملت عليها.


مقالات ذات صلة

أربعينات القرن الماضي تجذب صناع السينما في مصر

يوميات الشرق أحمد عز في لقطة من فيلم «فرقة الموت» (الشرق الأوسط)

أربعينات القرن الماضي تجذب صناع السينما في مصر

يبدو أن سحر الماضي دفع عدداً من صناع السينما المصرية إلى اللجوء لفترة الأربعينات من القرن الماضي بوصفها مسرحاً لأحداث أفلام جديدة.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق مهرجان القاهرة السينمائي لتنظيم ورش على هامش دورته الـ45 (القاهرة السينمائي)

«القاهرة السينمائي» يدعم صناع الأفلام بالتدريبات

أعلن «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» عن تنظيم مجموعة متخصصة من الورش لصنّاع الأفلام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج معتز التوني يتوسط وأمينة خليل فريق العمل خلال العرض الخاص بالقاهرة (الشركة المنتجة)

«X مراتي» فيلم مصري جديد يراهن على «الضحك» فقط

يرفع الفيلم المصري «X مراتي» شعار «الضحك للضحك» عبر كوميديا المواقف الدرامية التي تفجرها قصة الفيلم وأداء أبطاله.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق  الحدث يهتم بالتنوّع البيولوجي والسينما (مهرجانات ريف)

انطلاق «مهرجانات ريف»... ومشكلات بيئة جنوب لبنان في الصدارة

تُعدّ «مهرجانات ريف» المُقامة في بلدة القبيات، الوحيدة لبنانياً التي تتناول موضوعات البيئة، فتضيء على مشكلاتها وتزوّد روّادها بحلول لمعالجتها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق حورية فرغلي (إنستغرام)

حديث حورية فرغلي عن حياتها الشخصية يلفت الانتباه في مصر

لفتت الفنانة المصرية، حورية فرغلي، الانتباه في مصر بعد حديثها عن تفاصيل في حياتها الشخصية، والسبب الذي لأجله قالت إنها «تمنت الموت».

محمد الكفراوي (القاهرة )

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.