الفنانة المصرية سلوى محمد علي: استفدت كثيراً من أفلام الطلبة

«الإسماعيلية التسجيلي» كرمها لكثرة مشاركاتها في الأعمال القصيرة

سلوى محمد علي خلال ندوة تكريمها (إدارة المهرجان)
سلوى محمد علي خلال ندوة تكريمها (إدارة المهرجان)
TT

الفنانة المصرية سلوى محمد علي: استفدت كثيراً من أفلام الطلبة

سلوى محمد علي خلال ندوة تكريمها (إدارة المهرجان)
سلوى محمد علي خلال ندوة تكريمها (إدارة المهرجان)

استهل «مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة» بمصر، برنامج دورته الـ25 المقامة في الفترة من 28 فبراير (شباط) إلى 5 مارس (آذار)، بندوة تكريم الفنانة سلوى محمد علي، ظهر (الخميس)، التي يكرمها المهرجان بوصفها «أكثر ممثلة ساهمت في دعم الأفلام القصيرة» حيث شاركت بالتمثيل في أكثر من مائة فيلم، أغلبها مشروعات تخرج، وعُرفت بأنها «صديقة الطلبة»، حيث ترفض تقاضي أجر عن مشاركتها بأفلامهم.

وقالت سلوى عن ذلك: «في الحقيقة أنا التي استفدتُ كثيراً من العمل في أفلام الطلبة والأفلام المستقلة، لأن صُنَّاعها لديهم شغف ورؤية، ويأتون للبلاتوه (مذاكرين)، عكس ما يحدث أحياناً في أعمال المحترفين، حيث تُنفَّذ (حسب النية)».

وأضافت أنها تشعر بالغيرة على مهنة الإخراج، لأنه لا يوجد ممثل جيد، دون مخرج شاطر يقوده ويوجهه، لافتة إلى أن المخرج لديه مهام كبيرة ولم يعد هناك وقت للبروفات، مما أثر على الأعمال الفنية، لأن البروفات، سواء في السينما أو المسرح أو المسلسلات، مهمة لكي يفهم كل ممثل دوره ويتناقش مع المخرج، حرصاً على عدم إضاعة الوقت خلال التصوير.

وأشارت سلوى إلى استفادتها من الدراسة بـ«معهد النقد الفني»، وأشادت بفضل كثير من أساتذتها عليها بوصفها ممثلة.

سلوى محمد علي خلال تكريمها بحفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

وتطرقت سلوى لقصة حبها وزواجها من المخرج المسرحي الراحل محسن حلمي، وذكرت أن قصتهما ترتبط عندها بعروض مسرحية، مثلما تقول: «أحببنا بعض في (دقة زار) وتزوجنا في (المحبظاتية)، وأنجبنا بناتنا في (هبط الملاك في بابل)». وأضافت: «قبل أن نتزوج قال لي: (اختاري إما الزواج أو العمل معاً) فقلت له: (الزواج طبعاً)»، واستطردت ضاحكة: «قلت له ذلك لثلاثة أسباب: أنني كنت أحبه جداً، وكنت أخشى من فكرة العنوسة، وأرغب في أن أتزوج وأنجب».

ونالت شخصية «الخالة خيرية» التي قدمتها سلوى في حلقات «عالم سمسم» شهرة واسعة، وتعلق بها الكبار والصغار، وقالت سلوى: «أشعر بالغيرة من (الخالة خيرية)، فقد كنت أقدم مونولوغات مهمة على المسرح، ويلتف الجمهور حولي بمجرد نزولي، ويقولون: (نريد أن نلتقط صوراً مع الخالة خيرية)، وأحياناً أكون قدمت دوراً مهماً في فيلم وأتوقع أن الجمهور سيشيد به لأُفاجأ لدى خروجي من العرض بأنهم يسألونني عن (الخالة خيرية)، لذا أشعر بالغيرة منها، لأنها نجحت أكثر مني»

علي تحدثت عن مشوارها في مهرجان الإسماعيلية (إدارة المهرجان)

وتحدثت عن عملها مع المخرج محمد خان، في فيلم «فتاة المصنع»، مؤكدة أنها كانت تحلم بالعمل معه منذ شاهدت فيلمه «موعد على العشاء»، وكانت قد عملت مع نجله حسن في أعمال مسرحية، ومع ابنته نادين خان في مشروع تخرجها، وجاء محمد خان يمثل معها بالفيلم، مؤكدة أنها خططت كي تقترب منه، لأن حلمها كان أن تشارك في فيلم من إخراجه، فكانت تستيقظ مبكراً مثله لتجلس معه وتحوم حوله، وحينما بدأ يعد لفيلم «فتاة المصنع» استدعاها، وظلَّت خلال التصوير خائفة من أن تموت قبل أن تكمل الفيلم، لأنها أرادت أن تترك لأسرتها فيلماً يجمعها بالمخرج الراحل.

وكان المهرجان قد افتُتح مساء الأربعاء بـ«قصر ثقافة الإسماعيلية»، بحضور الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، واللواء شريف بشارة محافظ الإسماعيلية، ورئيس «المركز القومي للسينما» الدكتور حسين بكر، و«رئيس المهرجان» الناقد عصام زكريا الذي ذكر في كلمته أنه من المهم انتهاز هذا الحدث السينمائي المهم للتأكيد على التضامن مع القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.

وبدأ الحفل بعرض فيلم قصير تضمَّن أهم المراحل التي توثِّق تاريخ المهرجان منذ انطلاقه، كما تم عرض لقطات من الأفلام المتنافسة خلال هذه الدورة ولجان التحكيم في كل مسابقة، كما شهد تكريم المخرج الأميركي ستيف جيمس والفنانة المصرية سلوى محمد علي، وأعلن عن تكريم المخرج الفلسطيني مهدي فليفل خلال حفل الختام، كما شهد تكريم اسم المخرجة سميحة الغنيمي التي رحلت قبل أيام من انعقاده.

وتحتفي هذه الدورة بمئوية ميلاد رائد السينما التسجيلية المخرج الراحل عبد القادر التلمساني، حيث انفرد المهرجان بعرض النسخة التي قام بترميمها خلال حفل الافتتاح لفيلميه القصيرين؛ «الفاس والقلم» الذي يتناول مبادرة مجموعة من طلبة الجامعات بمحو أمية فلاحي إحدى قرى محافظة الشرقية، و«نهاية بارليف» الذي يروي كيف نجح الجنود المصريين في تحطيم أسطورته وعبوره، خلال حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973.

وزيرة الثقافة ومحافظ الإسماعيلية بين مسؤولي المهرجان و«المركز القومي للسينما» (إدارة المهرجان)

وأكد المخرج مجدي أحمد علي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «مهرجان الإسماعيلية» سيظل أحد أهم المهرجانات المصرية؛ كونه مهرجاناً نوعياً متخصصاً في الأفلام التسجيلية والقصيرة، وأنه يُقام في وقت توقفت فيه جهات إنتاج الأفلام القصيرة بما فيها «المركز القومي للسينما» الذي ينتج أعمالاً محدودة، كما توقف «التلفزيون» و«هيئة الاستعلامات» عن ذلك أيضاً، ولم يعد القطاع الخاص يدعم إنتاجها، في الوقت الذي تنتشر فيه هذه السينما، وتُعد وسيلة مناسبة للطلبة وللمواهب الشابة، لا سيما مع ظهور الموبايل، معرباً عن طموحه في التواصل بشكل أكبر مع جمهور الإسماعيلية، من خلال عرض أفلامه في عدة قاعات سينما ليظل مهرجانا شعبياً، مثلما كان يقدم عروضه في المقاهي.


مقالات ذات صلة

«أدونيس» في «أعياد بيروت»... مرآة جيل يتلمَّس صوته

يوميات الشرق الغناء أحياناً شفاء (أعياد بيروت)

«أدونيس» في «أعياد بيروت»... مرآة جيل يتلمَّس صوته

مَن غنّوا مع أنطوني وصفّقوا لنيكولا وجوي وجيو، شكَّلوا جزءاً من الحكاية ومن الأغنية والصدى الذي يعود إليهم من فوق المسرح، كأنّ الفرقة مرآتهم وهم امتداد لوجودها.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق لقطة من فيلم المخرج التونسي عبد اللطيف كشيش المشارك في «لوكارنو» (مهرجان كان)

9 أفلام عربية للمشاركة في «لوكارنو السينمائي»

تشهد الدورة الـ78 لـ«مهرجان لوكارنو السينمائي» بسويسرا، حضوراً عربياً لافتاً؛ حيث تشارك أفلام عربية في عدد من أقسام المهرجان الذي يضم 11 قسماً.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانات الثلاث في «ديوانية حب» (خاص - الشرق الأوسط)

«ديوانية حب» افتتحت «مهرجانات بيت الدين» بثلاث قامات نسائية

ليلة عامرة أحيتها الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة إلى جانب الفنانتين المصرية ريهام عبد الحكيم، والسورية لبانة القنطار. ثلاثة أصوات نسائية عربية، لكل منها ألقها…

سوسن الأبطح (الرياض)
يوميات الشرق يُستعاد صوت فريدي ميركوري فتُضاء الذاكرة (الشرق الأوسط)

«غود سايف ذا كوين» تُحيي روح فريدي ميركوري في لبنان وتستحضر جنون الروك

ما تقدَّم كان طَقْساً روحياً تدفَّقت فيه المشاعر مع كلّ نغمة وكلّ ضربة إيقاع، واستيقظت فيه الروح، وانتفضت القلوب، وتوحَّد الجمهور في حالة جماعية من النشوة...

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفائزون في مهرجان عمّان السينمائي الدولي الذي اختتم فعالياته أمس (إدارة المهرجان)

مهرجان عمّان السينمائي يختتم دورته السادسة بتوزيع الجوائز على مستحقّيها

«الذراري الحمر» و«إلى عالم مجهول» في طليعة الأفلام الفائزة بجوائز مهرجان عمّان السينمائي الدولي. ماذا عن باقي الأفلام الفائزة؟

كريستين حبيب (عمّان)

مقتنيات حفيدة الخديو إسماعيل في متحف المركبات الملكية بمصر

مكتبة حفيدة الخديو إسماعيل في متحف المركبات الملكية (وزارة السياحة والآثار)
مكتبة حفيدة الخديو إسماعيل في متحف المركبات الملكية (وزارة السياحة والآثار)
TT

مقتنيات حفيدة الخديو إسماعيل في متحف المركبات الملكية بمصر

مكتبة حفيدة الخديو إسماعيل في متحف المركبات الملكية (وزارة السياحة والآثار)
مكتبة حفيدة الخديو إسماعيل في متحف المركبات الملكية (وزارة السياحة والآثار)

أعلن متحف المركبات الملكية ببولاق (وسط القاهرة) عن افتتاح مكتبته التي تضم نحو 5 آلاف كتاب في مجالات متنوعة، من بينها كتب ولوحات نادرة عن الحضارة المصرية القديمة كانت ضمن مقتنيات حفيدة الخديو إسماعيل، النبيلة نجلاء خيري.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذه المكتبة «إضافة نوعية للمتحف، ودعامة أساسية لدور المتاحف بوصفها مركزاً للتعلم والبحث العلمي، ما يدعم دور المجلس الأعلى للآثار بصفته مؤسسة علمية».

وأضاف، في بيان للوزارة، الأربعاء، أن «هذه المكتبة تحتوي على مكتبة الدكتورة نادية لقمة، مدير عام ترميم آثار ومتاحف القاهرة الكبرى الأسبق، والمتخصصة في علوم الترميم والصيانة، بالإضافة إلى مكتبة النبيلة نجلاء خيري، حفيدة الخديو إسماعيل، والتي تضم مجموعة من مقتنياتها الخاصة، من أثاث وصور فوتوغرافية نادرة تم توثيقها من خلال أفراد أسرتها».

وتضم المكتبة مجموعة متميزة من الكتب النادرة في علوم الآثار المصرية، والإسلامية، والقبطية، والعصر الحديث، والعصرين اليوناني والروماني، ومن أبرز محتويات المكتبة مجموعة «تاريخ الجبرتي» التي تعود إلى عام 1213 هجرياً، وأعمال المنافع العامة في عهد محمد علي باشا الكبير، كما تم تزويد المكتبة بمجموعة من الكتب بلغة برايل، إلى جانب كتب في مجالات الاقتصاد، والفلسفة، والأدب، وكتب دينية وأخرى للأطفال.

وأعرب رئيس قطاع المتاحف، مؤمن عثمان، عن حرصه على إثراء هذه المكتبات بالمقتنيات المرتبطة بالمتحف، على غرار ما تم عرضه في مكتبة النبيلة نجلاء خيري.

وأكدت الدكتورة نادية لقمة أهمية المكتبات المتخصصة في علوم الترميم، لما لها من دور محوري في توفير المعرفة للباحثين والطلاب، في ظل ندرة هذا النوع من الكتب. وأشادت بطريقة تصنيف وتنظيم وعرض مكتبتها، بما يضمن سهولة الوصول والاستفادة منها.

وتضم مكتبة النبيلة نجلاء خيري، حفيدة الخديو إسماعيل مجموعة من الروايات باللغة الفرنسية، وكتب متخصصة في فنون الرسم والتصوير، والحضارة المصرية القديمة، بالإضافة إلى مصاحف بعدة لغات (العربية، الإنجليزية، الفرنسية)، تعكس جميعها المستوى الثقافي الرفيع للنبيلة نجلاء. وفق تصريحات لمسؤولة شؤون المكتبات بقطاع المتاحف إسراء عبد الجواد.

ويسعى المتحف لإنشاء قاعدة بيانات إلكترونية لمحتويات المكتبة، إضافة إلى تخصيص رمز كودي يضم معلومات تعريفية عن النبيلة نجلاء خيري وأفراد من الأسرة العلوية.

وعدّ أمين محمود الكحكي، مدير متحف المركبات الملكية، افتتاح المكتبة يمثل نقلة نوعية في تعزيز الدور الثقافي للمتحف، وربط الزائرين بجذورهم التاريخية من خلال ما تحتوي عليه من مراجع نادرة، تخدم الباحثين والزائرين على حد سواء.

ويعود إنشاء متحف المركبات الملكية إلى عهد الخديو إسماعيل الذي حكم مصر بين عامي (1863 – 1879)، وهو من أعرق المتاحف النوعية على مستوى العالم؛ حيث تخصص في عرض وحفظ التراث الثقافي الخاص بالمركبات الملكية التي ترجع لعصر أسرة محمد علي وكل ما يتعلق بها، كما يسلط الضوء على الاهتمام بتربية الخيول في هذه الآونة. وفي عهد الملك فؤاد الأول حمل المتحف اسم «إدارة الإسطبلات الملكية»، وقد تم تحويل المبنى إلى متحف تاريخي بعد ثورة 1952.