إحياء «الحلم العربي» بمشاركة 12 مطرباً

صُنّاعه تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» عن كواليس الأوبريت

عمر عبد اللات ومدحت العدل وصلاح الشرنوبي (صفحة الفنان عمر عبد اللات على فيسبوك)
عمر عبد اللات ومدحت العدل وصلاح الشرنوبي (صفحة الفنان عمر عبد اللات على فيسبوك)
TT

إحياء «الحلم العربي» بمشاركة 12 مطرباً

عمر عبد اللات ومدحت العدل وصلاح الشرنوبي (صفحة الفنان عمر عبد اللات على فيسبوك)
عمر عبد اللات ومدحت العدل وصلاح الشرنوبي (صفحة الفنان عمر عبد اللات على فيسبوك)

أعادت مبادرة «صناع الأمل» التي تقام تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، ورئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، إحياء أوبريت «الحلم العربي» بعد 26 عاماً من طرحه.

ظهر الأوبريت إلى النور عام 1996، في «ساحة الشهداء» بالعاصمة اللبنانية بيروت، من تأليف الشاعر المصري مدحت العدل، وألحان صلاح الشرنوبي وحلمي بكر، وتوزيع حميد الشاعري، وإنتاج المنتج المصري أحمد العريان، وضم 21 فناناً عربياً.

أما النسخة الجديدة التي أطلقت في مدينة دبي ضمن مبادرة «صناع الأمل»، التي انطلقت (الأحد) فضمت 12 مطرباً من بينهم مطربون جدد لم يشاركوا في النسخة القديمة وهم: اللبناني عاصي الحلاني، والمصري أبو، والعراقي ماجد المهندس، والإماراتية اليمنية بلقيس، والتوزيع الموسيقي كان من نصيب اللبناني ميشال فاضل، وإخراج حسين سليم.

وعبّر الشاعر المصري مدحت العدل عن حماسه لإعادة إحياء أوبريت الحلم العربي قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «الشرارة الأولى جاءت من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ومبادرة صناع الأمل، وكانت لدي النية منذ فترة لتقديم جزء ثان من الحلم العربي، وهنا التقت الفكرتان وشرعنا على الفور في تنفيذ المشروع».

وعن كواليس التسجيل، قال: «الأوبريت تم تنفيذه في وقت استثنائي، خلال أيام تجمع أغلبية المطربين في دولة الإمارات من أجل التسجيل والتصوير، ولكننا قررنا اختصار مدة الأوبريت لنحو 4 دقائق ونصف الدقيقة، وقمنا باختيار كوبليهات محددة لكي نقدمها من جديد، بالإضافة لتقديم كوبليهات جديدة لم تقدم من قبل».

وعن سبب غياب فنانين شاركوا في النسخة القديمة ولم يشاركوا في الجديدة، أرجع العدل ذلك إلى «ظروف التصوير، فهناك فنانون اعتذروا عن عدم المشاركة بسبب انشغالهم بأمور متعاقدين عليها»، مضيفاً: «أرسلت لأغلبية الفنانين من أجل المشاركة، ومن ظهر في الكليب هو من وافق وكانت مواعيده تسمح له بالسفر والتسجيل والتصوير».

وأعرب الفنان اللبناني وليد توفيق عن سعادته لمشاركته للمرة الثانية في الحلم العربي، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «كنت من أوائل الفنانين الذين رحبوا بالمشاركة في الأوبريت القديم، وكنت أيضاً أول من سجل صوته في إعادة الحلم العربي، هذه الأعمال تخلد في مسيرتنا الفنية».

ودعم توفيق فكرة تقديم أوبريتات وطنية بصفة مستمرة، قائلاً: «نحن في حاجة ملحة لتقديم مثل هذه الأوبريتات في الوطن العربي؛ لأنها تخلق حالة من الترابط بين الدول العربية وتوحد أهدافنا ومطالبنا، الجميع تغنى بالحلم العربي، وكانت كلماته لسان حالنا في جميع الأزمات التي مررنا بها، فبدا الأوبريت وكأنه نشيد للوطن العربي».

وأشار الفنان اللبناني عاصي الحلاني إلى رغبته في تقديم اللهجة اللبنانية خلال فقرته في الحلم العربي: «لم تكن لدي الفرصة بالمشاركة في الحلم العربي القديم عام 1996، ولذلك انتهزت الفرصة وشاركت في إعادته لكي تظل في مسيرتي هذه المشاركة التاريخية».

وعن كواليس التسجيل، قال الحلاني لـ«الشرق الأوسط»: «كلنا حفظنا كلمات الحلم العربي عن ظهر قلب، ولذلك أحببت أن أضع البصمة اللبنانية على كلمات الأوبريت، لأن لغتنا العربية رائعة، مهما اختلفت طريقة نطقها، بل إن جمالها في تنوع لهجاتها».

ويقدم النسخة الجديدة من الحلم العربي 12 فناناً عربياً هم: الإماراتية أحلام، والعراقي ماجد المهندس، والسورية أصالة نصري، واللبناني وليد توفيق، والتونسي صابر الرباعي، والإماراتية اليمنية بلقيس، واللبناني عاصي الحلاني، والأردني عمر عبد اللات، والفلسطيني محمد عساف، واليمني أحمد فتحي، والمصري إيهاب توفيق، والمصري أبو.


مقالات ذات صلة

هاني شاكر في بيروت... الأحزان المُعتَّقة تمسحها ضحكة

يوميات الشرق بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)

هاني شاكر في بيروت... الأحزان المُعتَّقة تمسحها ضحكة

فنان الغناء الحزين يضحك لإدراكه أنّ الحياة خليط أفراح ومآسٍ، ولمّا جرّبته بامتحانها الأقسى وعصرت قلبه بالفراق، درّبته على النهوض. همست له أن يغنّي للجرح ليُشفى.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق موسيقى الشهر: عودة متعثّرة لشيرين... وأحلام تنفي الانفصال بالصور والغناء

موسيقى الشهر: عودة متعثّرة لشيرين... وأحلام تنفي الانفصال بالصور والغناء

بدل أن يصل صدى أغنيات شيرين الجديدة إلى جمهورها العربي، طغى عليها ضجيج المشكلات التي واكبت عودتها. ماذا أيضاً في الجديد الموسيقي لهذا الشهر؟

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق سمير روحانا خلال حفل بعلبك (المصدر منصة إكس)

شربل روحانا والثلاثي جبران مع محمود درويش يعزفون على «أوتار بعلبك»

الجمهور جاء متعطشاً للفرح وللقاء كبار عازفي العود في العالم العربي، شربل روحانا وفرقته، والثلاثي جبران والعازفين المرافقين.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق لقطات من أغنية محمد رمضان «مش فاضي» (يوتيوب)

محمد رمضان يُجدِّد الجدل حول «الإيحاءات الخادشة» في الأغنيات

أعاد الفنان المصري محمد رمضان الجدل حول «الإيحاءات الخادشة» في الأغنيات بعد طرحه أغنية «مش فاضي» عبر قناته في «يوتيوب» ومنصّات إلكترونية خلال الأيام الماضية.

أحمد عدلي (القاهرة )
الولايات المتحدة​ أعضاء فرقة «آبا» السويدية الموسيقية يصلون لحضور عرض في لندن ببريطانيا في 26 مايو 2022 (رويترز)

فرقة «آبا» تطلب من ترمب التوقف عن استخدام موسيقاها في التجمعات الانتخابية

طلب أعضاء فرقة «آبا» السويدية، أمس (الخميس)، من المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، دونالد ترمب، التوقف عن استخدام موسيقاهم في التجمعات الانتخابية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
TT

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)

مع انتشار اختبار «اللهجة الفلاحي» عبر مواقع التواصل في مصر بشكل لافت خلال الساعات الماضية، وتندُّر كثيرين على مفردات الاختبار التي عدَّها البعض «غير مألوفة» وتحمل معاني متعدّدة؛ تطوّر هذا الاختبار إلى «وصم اجتماعي» بتحوّل ناجحين فيه إلى مادة للسخرية، بينما تباهى خاسرون بالنتيجة، وعدّوا أنفسهم من أبناء «الطبقة الراقية».

وكتبت صاحبة حساب باسم بسمة هاني بعد نشر نتيجة اختبارها «اللهجة الفلاحي»، 5/ 20، عبر «فيسبوك»: «يعني أنا طلعت من EGYPT»، مع تعبير «زغرودة» للدلالة إلى الفرح.

ونشر حساب باسم المهندس رامي صورة لرجل يركب حماراً ويجري بسرعة وفرح، معلّقاً أنه هكذا يرى مَن نجحوا في اختبار «اللهجة الفلاحي».

وكتب حساب باسم سعيد عوض البرقوقي عبر «فيسبوك»: «هذا اختبار اللهجة الفلاحي... هيا لنرى الفلاحين الموجودين هنا وأقصد فلاحي المكان وليس الفكر».

ورداً على موجة السخرية والتندُّر من هذا الاختبار، كتب صاحب حساب باسم محمد في «إكس»: «هناك فلاحون يرتدون جلباباً ثمنه ألف جنيه (الدولار يساوي 48.62 جنيه مصري) ويمتلك بيتاً من هذا الطراز – نشر صورة لبيت بتصميم فاخر – ويعرف الصح من الخطأ، ويعلم بالأصول وهو أهل للكرم، تحية لأهالينا في الأرياف».

وأمام التحذير من تعرّض المتفاعلين مع الاختبار إلى حملات اختراق، كتب الإعلامي الدكتور محمد ثروت على صفحته في «فيسبوك»: «اختبار اللهجة الفلاحي مجرّد (ترند) كوميدي وليس هاكرز، ويعبّر عن جهل شديد في أصولنا وعاداتنا المصرية القديمة». فيما كتب حساب باسم إبراهيم عبر «إكس»: «أخاف المشاركة في الاختبار والحصول على 10/ 20. أهلي في البلد سيغضبون مني».

وتضمّ مصر عدداً من اللهجات المحلّية، وهو ما يردُّه بعض الباحثين إلى اللغة المصرية القديمة التي تفاعلت مع اللغة العربية؛ منها اللهجة القاهرية، واللهجة الصعيدية (جنوب مصر)، واللهجة الفلاحي (دلتا مصر)، واللهجة الإسكندراني (شمال مصر)، واللهجة الساحلية واللهجة البدوية. ولمعظم هذه اللهجات اختبارات أيضاً عبر «فيسبوك».

اختبار «اللهجة الفلاحي» يغزو وسائل التواصل (فيسبوك)

في هذا السياق، يرى أستاذ الأدب والتراث الشعبي في جامعة القاهرة الدكتور خالد أبو الليل أنّ «هذا (الترند) دليل أصالة وليس وصمة اجتماعية»، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «إقبال البعض في وسائل التواصل على هذا الاختبار محاولة للعودة إلى الجذور».

ويُضيف: «صوَّر بعض الأعمال الدرامية أو السينمائية الفلاح في صورة متدنّية، فترسَّخت اجتماعياً بشكل مغاير للحقيقة، حتى إنّ أي شخص يمتهن سلوكاً غير مناسب في المدينة، يجد، حتى اليوم، مَن يقول له (أنت فلاح) بوصفها وصمة تحمل معاني سلبية، على عكس طبيعة الفلاح التي تعني الأصالة والعمل والفَلاح. محاولة تحميل الكلمة معاني سلبية لعلَّها رغبةُ البعض في التقليل من قيمة المجتمعات الزراعية لأغراض طبقية».

ويتابع: «مَن يخوض الاختبار يشاء استعادة المعاني التي تعبّر عن أصالته وجذوره، أما من يتندّرون ويسخرون من الفلاحين فهُم قاصرو التفكير. ومن يخسرون ويرون أنّ خسارتهم تضعهم في مرتبة اجتماعية أعلى، فهذا تبرير للفشل».

ويشير أبو الليل إلى دور إيجابي تؤدّيه أحياناً وسائل التواصل رغم الانتقادات الموجَّهة إليها، موضحاً: «أرى ذلك في هذا الاختبار الذي لا يخلو من طرافة، لكنه يحمل دلالة عميقة تردُّ الحسبان للفلاح رمزاً للأصالة والانتماء».

لقطة من فيلم «المواطن مصري» الذي تدور أحداثه في الريف (يوتيوب)

ويعيش في الريف نحو 57.8 في المائة من سكان مصر بعدد 45 مليوناً و558 ألف نسمة، وفق آخر إحصائية نشرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2022، بينما يبلغ سكان المدن نحو 40 مليوناً و240 ألف نسمة.

من جهتها، ترى أستاذة علم الاجتماع في جامعة بنها، الدكتورة هالة منصور، أنّ «الثقافة الشعبية المصرية لا تعدُّ وصف (الفلاح) أمراً سلبياً، بل تشير إليه على أنه (ابن أصول) وجذوره راسخة»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «يُسأل الوافدون إلى القاهرة أو المدن الكبرى عن أصولهم، فمَن لا ينتمي إلى قرية يُعدُّ غير أصيل».

وتُرجِع الوصم الاجتماعي الخاص بالفلاحين إلى «الهجرة الريفية الحضرية التي اتّسع نطاقها بدرجة كبيرة نظراً إلى ثورة الإعلام ومواقع التواصل التي رسَّخت سلوكيات كانت بعيدة عن أهل الريف».

وتشير إلى أنّ «السينما والدراما والأغنيات ترسّخ لهذا المنظور»، لافتة إلى أنه «من سلبيات ثورة 1952 التقليل من قيمة المهن الزراعية، والاعتماد على الصناعة بوصفها قاطرة الاقتصاد. وقد أصبحت تلك المهن في مرتبة متدنّية ليُشاع أنَّ مَن يعمل في الزراعة هو الفاشل في التعليم، وهذا لغط يتطلّب درجة من الوعي والانتباه لتصحيحه، فتعود القرية إلى دورها المركزي في الإنتاج، ومكانها الطبيعي في قمة الهرم الاجتماعي».

وعمَّن فشلوا في اختبار «اللهجة الفلاحي» وتفاخرهم بذلك بوصفهم ينتمون إلى طبقة اجتماعية راقية، تختم أستاذة علم الاجتماع: «هذه وصمة عار عليهم، وليست وسيلة للتباهي».