«قمة الهرم» يُروّج للحضارة المصرية القديمة في الصين

وقعت مصر والصين بروتوكولاً لتنظيم معرض أثري بمتحف شنغهاي من 19 يوليو (تموز) 2024 إلى 17 أغسطس (آب) 2025.

وأعرب وزير السياحة والآثار المصري أحمد عيسى عن تطلّعه إلى أن تشهد كبرى الشركات السياحية في الصين افتتاح المعرض والترويج للمنتج السياحي المصري في الصين.

التوابيت المكتشفة في سقارة ستكون حاضرة بالمعرض (وزارة السياحة والآثار المصرية)

يضمّ المعرض الذي يحمل عنوان «قمة الهرم... حضارة مصر القديمة»، 787 قطعة أثرية تعود لعصور مختلفة من الحضارة المصرية القديمة، اختيرت من عدد من المتاحف المصرية منها قصر المنيل، والإسماعيلية، والسويس، والأقصر، بالإضافة إلى عدد من القطع الأثرية من مخازن آثار سقارة من نتاج أعمال حفائر البعثة الأثرية المصرية بالمجلس الأعلى للآثار والعاملة في منطقة البوباسطيون، حسب مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.

ووفق مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف في المجلس الأعلى للآثار، فإن تمثالاً من الكوارتزيت للملك توت عنخ آمون وآخر للملك أمنمحات الثالث، وتمثالاً لثالوث الملك رمسيس الثاني يتوسط المعبودة إيزيس والمعبودة حتحور، وتمثالاً راكعاً للملكة حتشبسوت، ومجموعة من التوابيت والأواني الكانوبية والأثاث الجنائزي من الأسرة 21، هي من بين القطع التي يضمها المعرض.

جانب من لقاء المسؤولين المصريين والصينيين (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ومن المقرر أن يضم المعرض كذلك إسورة من الذهب للملكة إياح حتب، وتاجاً من الذهب للملكة تاوسرت، فضلاً عن القطع الأثرية من منطقة آثار سقارة، ومنها 10 توابيت خشبية ملونة، وعدد من مومياوات الحيوانات التي اكتشفت بخبيئة المومياوات في المنطقة نفسها، بالإضافة إلى مجموعة من تماثيل الأوشابتي وبعض الأثاث الجنائزي الذي يعود إلى العصر المتأخر.

مجموعة من التوابيت المكتشفة حديثاً في سقارة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بدوره، أعرب الدكتور تشو إكس ياوبو، مدير متحف شنغهاي عن ثقته في تحقيق المعرض نجاحاً كبيراً ومساهمته في زيادة الحركة السياحية الوافدة لمصر من الصين، موجهاً الدعوة لعيسى لزيارة الصين وافتتاح المعرض.

ويشدّد ثروت عجمي، رئيس غرفة السياحة في الأقصر، على أهمية هذه المعارض في الترويج للمنتج السياحي المصري، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنه يتمنى تنظيم المعرض في أكثر من ولاية صينية لتعظيم الاستفادة المنشودة؛ موضحاً أنه رغم الإنفاق الضعيف للسائح الصيني خلال زيارته لمصر فإنه ينشّط حركة السياحة في المدن السياحية ومن بينها الأقصر، معداً أن زيادة الحركة الوافدة من هناك ستُسهم في انتعاشة الأسعار والإيرادات.

وكان مجلس الوزراء المصري قد وافق الأسبوع الماضي على تمديد فترة إقامة معرض «رمسيس وذهب الفراعنة»، المقام حالياً بالمتحف الأسترالي في مدينة سيدني الأسترالية، لمدة 7 أيام إضافية تنتهي في 26 مايو (أيار) المقبل بدلاً من 19 مايو 2024. كما وافق المجلس كذلك على استمرار جولات معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» إلى المدينة السادسة، طوكيو باليابان، في الفترة من 7 مارس (آذار) 2025 حتى 7 سبتمبر (أيلول) 2025.

وحقق معرض «رمسيس» إقبالاً كبيراً من الجمهور الأسترالي، وهو ما يُشجع السلطات المصرية على تنظيم معارض جديدة تحقق أرباحاً مالية للجانب المصري، وتعرّف جمهور تلك الدول بالحضارة المصرية وتحفّزهم على زيارة مصر.

وزيري ومدير متحف شنغهاي عقب توقيع البروتوكول وخلفهما وزير السياحة المصري (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وقال أحمد عيسى إن مصر تستهدف جذب 3 ملايين سائح صيني سنوياً بحلول عام 2028 بوصفه جزءاً من استراتيجية البلاد الطموحة لزيادة حصتها في سوق السياحة الصينية.

وأضاف الوزير في تصريحات لوكالة أنباء «شينخوا» في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أن مصر تستقبل راهناً ما بين 4 آلاف و5 آلاف سائح صيني أسبوعياً، وعدّ عيسى هذا الرقم بـ«الجيد» مقارنة بالأرقام السابقة، مؤكداً: «أعتقد أنه يمكننا أن نحقق أكثر من ذلك بكثير».

وأوضح عيسى أن «الطريق نحو جذب 3 ملايين سائح صيني سنوياً بحلول عام 2028 تعني جذب 60 ألف سائح أسبوعياً»، مشيراً إلى أن الأمر يتطلب المزيد من مقاعد الطيران والغرف الفندقية استعداداً للنمو المتوقع في أعداد السياح الصينيين في مصر.

وحسب بيانات أكاديمية السياحة الصينية، وهي مؤسسة بحثية تابعة لوزارة الثقافة والسياحة الصينية، فإن السوق السياحية الصينية، كانت تصدّر نحو 150 مليون سائح سنوياً قبل جائحة «كورونا»، وبلغ معدل إنفاق السياح الصينيين خارج بلادهم أكثر من 250 مليار دولار.