تدشين مبادرة «ممكنات الاستثمار» في قطاع الضيافة بالسعودية

تسعى لجذب استثمارات خاصة بنحو 11 مليار دولار

وكيل وزارة السياحة لتمكين الوجهات السياحية متحدثاً خلال «قمة مستقبل الضيافة» (واس)
وكيل وزارة السياحة لتمكين الوجهات السياحية متحدثاً خلال «قمة مستقبل الضيافة» (واس)
TT

تدشين مبادرة «ممكنات الاستثمار» في قطاع الضيافة بالسعودية

وكيل وزارة السياحة لتمكين الوجهات السياحية متحدثاً خلال «قمة مستقبل الضيافة» (واس)
وكيل وزارة السياحة لتمكين الوجهات السياحية متحدثاً خلال «قمة مستقبل الضيافة» (واس)

دشّنت وزارة السياحة بالتعاون مع وزارة الاستثمار، مبادرة «ممكنات الاستثمار» في قطاع الضيافة، التي تأتي ضمن برنامج الممكنات الاستثمارية في القطاع السياحي الذي أطلقته الوزارة مؤخراً، على هامش «قمة مستقبل الضيافة» المقامة في الرياض تحت شعار «استثمر في السعودية وازدهر في السياحة»، بحضور عدد من المستثمرين المحليين والدوليين.

وأوضح وكيل وزارة السياحة لتمكين الوجهات السياحية المهندس محمود عبد الهادي، أن هذه المبادرة تعد جزءاً من الأهداف الاستراتيجية لوزارة السياحة لتعزيز مكانة المملكة؛ كونها وجهة سياحية عالمية مع توفير فرص استثمارية كبيرة للمستثمرين المحليين والدوليين.

وأضاف أن هذه المبادرة صممت خصيصاً لتناسب طبيعة الوجهات السياحية الواعدة ولتحفيز الاستثمار فيها، مشيراً إلى أن المبادرة تهدف لزيادة وتنوع العروض، ورفع الطاقة الاستيعابية لمرافق الضيافة في الوجهات السياحية.

وأبان أن مبادرة الممكنات الاستثمارية في قطاع الضيافة تسعى لجذب الاستثمارات الخاصة بقطاع الضيافة في وجهات سياحية محددة، بما يصل لنحو 42 مليار ريال (11.2 مليار دولار)، بعائدات تقدر بحوالي 16 مليار ريال (4.2 مليار دولار) على الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بحلول عام 2030.

البنية التحتية السياحية

ولفت عبد الهادي إلى أن المبادرة ستسهم في توفير ما يصل إلى 120 ألف فرصة عمل إضافية بحلول عام 2030 في تلك الوجهات، بالإضافة لمساهمتها في تعزيز البنية التحتية السياحية ومرافق الضيافة في المملكة، مبيّناً أن تعاون وزارة السياحة مع عدد من الشركاء في مختلف القطاعات الحكومية لتحسين رحلة المستثمر، نتج عنه انخفاض في الرسوم الحكومية السنوية المتعلقة بالقطاع بما يقارب 22 في المائة.

وتابع أن وزارة السياحة تحرص على التعاون مع وزارة الاستثمار وجميع الجهات الحكومية الأخرى من أجل النهوض بالقطاع السياحي في تحقيق مستهدفات «رؤية 2030» المتعلقة بتنويع مصادر الميزانية العامة للدولة، ورفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي ليصل إلى 10 في المائة بحلول عام 2030.

وتأتي المبادرة جزءاً من برنامج ممكنات الاستثمار السياحي الذي يهدف إلى تحقيق زيادة طموحة في عدد الغرف الفندقية إلى أكثر من 550 ألف غرفة، التي ستسهم في استضافة 150 مليون سائح سنوياً بحلول عام 2030.

جاذبية السياحة المتنوعة

من جانبه، أكد وكيل وزارة الاستثمار لتطوير الاستثمارات المهندس صالح الخبتي، حرص الوزارة على تعزيز التعاون مع وزارة السياحة من أجل تهيئة البيئة الاستثمارية وتحفيز المستثمرين المحليين والدوليين بما يخدم القطاع السياحي الواعد، مؤكداً أن الوزارة تسعى في ظل ازدياد الفرص الاستثمارية إلى تمكين المستثمرين وتقديم أكبر قدر ممكن من التسهيلات والمرونة في جميع الإجراءات ذات العلاقة، وذلك من أجل تحقيق بيئة استثمارية تتميز بالكفاءة العالية وبسهولة لممارسة الأعمال.

يشار إلى أن هذه المبادرة صممت لتنشيط قطاع الضيافة، وتقديم مجموعة نوعية من الإمدادات في الوجهات السياحية الرئيسية إضافة إلى تعزيز جاذبية السياحة المتنوعة في المملكة، وتتيح فرصاً مميزة للمستثمرين المحليين والدوليين للمشاركة في نمو القطاع وجني ثمار ازدهاره في المملكة، حيث تتضمن حزمة من الممكنات والحوافز الاستراتيجية مُعدة خصيصاً لتحسين تكلفة الأعمال، وتشمل تسهيل الوصول إلى الأراضي الحكومية بشروط ميسرة، وتبسيط عمليات تطوير المشاريع، وإيجاد حلول للتحديات التي قد تواجه المستثمرين، بجانب تطوير عدد من اللوائح التنظيمية.


مقالات ذات صلة

الثقافة الصينية تتجسد داخل ساحة «سيتي ووك» في جدة

يوميات الشرق تجسَّدت عادات وتقاليد البلد الآسيوي وموروثه الشعبي التقليدي عبر مجموعة من العروض الفنية والاستعراضية التفاعلية (الشرق الأوسط)

الثقافة الصينية تتجسد داخل ساحة «سيتي ووك» في جدة

تجسد منطقة «مدينة الصين» داخل «سيتي ووك» في جدة، عادات وتقاليد البلد الآسيوي وموروثه الشعبي التقليدي عبر مجموعة من العروض الفنية والاستعراضية التفاعلية.

إبراهيم القرشي (جدة)
يوميات الشرق مسرحية «رمضان ميوزيكال سكول» ستدشن سلسلة المسرحيات التي ستقام على المسرح العربي في «سيتي ووك»... (الشرق الأوسط)

ليالٍ طربية ومسرحيات كوميدية بين «أرينا» و«المسرح العربي» في جدة

تشهد مدينة جدة بموسمها الترفيهي في صيف هذا العام مزيجاً متنوعاً من الحفلات الغنائية والمسرحيات الكوميدية التي ستقام في مواقع عدة بالمدينة الساحلية.

إبراهيم القرشي (جدة)
الاقتصاد معبد أبو سمبل من المزارات السياحية الشهيرة في مصر (وزارة السياحة والآثار)

كيف حافظت مصر على «أرقامها القياسية» في السياحة مع «حرب غزة»؟

تعدّ الأقصر وأسوان من المقاصد السياحية المصرية التي تحظى بكثافة في السياحة الوافدة خلال فصل الشتاء، إلا أن مراقبين لاحظوا وجود وفود مختلفة في الفترة الحالية.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق أغنية الفنان راشد الماجد تعبّر عن الاشتياق لفعاليات وأماكن جدة الترفيهية (إكس)

راشد الماجد يتغنّى بـ«موسم جدة»

أطلق «موسم جدة» أغنية «والله وحشانا يا جدة»، بصوت الفنان راشد الماجد، وكلمات الشاعر أحمد علوي، وألحان نواف عبد الله، معبّرة عن الاشتياق لفعاليات جدة الترفيهية.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الاقتصاد عدد السائحين الوافدين لمصر خلال النصف الأول من العام الجاري بلغ  7.069 مليون سائح (وزارة السياحة والآثار المصرية)

7 ملايين سائح زاروا مصر خلال النصف الأول من 2024

رغم تداعيات حرب غزة على الاقتصاد المصري، حافظ قطاع السياحة على أرقامه القياسية التي حققها العام الماضي على مستوى أعداد السائحين والإيردات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الاقتصاد البريطاني تحت المجهر... 5 قضايا حاسمة تنتظر إجابات

الأعلام البريطانية ترفرف في مهب الريح أمام البرلمان عند جسر وستمنستر (رويترز)
الأعلام البريطانية ترفرف في مهب الريح أمام البرلمان عند جسر وستمنستر (رويترز)
TT

الاقتصاد البريطاني تحت المجهر... 5 قضايا حاسمة تنتظر إجابات

الأعلام البريطانية ترفرف في مهب الريح أمام البرلمان عند جسر وستمنستر (رويترز)
الأعلام البريطانية ترفرف في مهب الريح أمام البرلمان عند جسر وستمنستر (رويترز)

بينما يستعد البريطانيون للتصويت على أول تغيير للحكومة منذ 14 عاماً، يوم الخميس، تشير الشركات التي خفّضت تصنيفاتها الائتمانية للمملكة المتحدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وخفّضتها مجدداً عندما أحدثت رئيسة الوزراء المستقيلة ليز تراس اضطراب الأسواق عام 2022، إلى وجود قائمة من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات، وفق «رويترز».

1- الاستقرار أم الانزلاق؟

وتقول وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال» إن الأوضاع المالية المتوترة في المملكة المتحدة هي القضية الرئيسية في هذه الانتخابات بالنظر إلى أن نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة تقترب من 100 في المائة.

ووعدت جميع الأطراف بإصلاح الخدمات العامة المتداعية، والاستثمار في البنية التحتية دون زيادة الضرائب الرئيسية. لكن ذعر السوق عندما تعهدت رئيسة الوزراء آنذاك ليز تراس بإنفاق مبالغ كبيرة في عام 2022 كان بمثابة تحذير واضح ضد الإفراط في التطرف.

وقال فرنك جيل من «ستاندرد آند بورز»: «نحن مهتمون بالتوازن بين تعديلات الإيرادات والنفقات، الأمر الذي سيمكّنهم (الحكومة الجديدة) من تحسين الوضع المالي الأساسي».

ومع احتمال حدوث عجز متواضع نسبياً قدره 1.3 نقطة مئوية من عجز الموازنة الأولية للناتج المحلي الإجمالي هذا العام، فإن المملكة المتحدة ليست بعيدة عن توازن استقرار الديون مثل أقرانها من مجموعة السبع، مثل الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا على الأقل.

وقال جيل: «لكن لا تزال هناك تساؤلات حول تكوين عملية الضبط المالي على مدى السنوات القليلة المقبلة... نحاول أن نلقي نظرة على استدامة المزيج المالي. ما يمكن تحقيقه بالفعل وما لا يمكن تحقيقه».

2- ما حجم النمو الاقتصادي؟

رفعت وكالة «فيتش» توقعاتها للتصنيف الائتماني للمملكة المتحدة إلى «مستقر» في مارس (آذار)، مما جعلها متماشية مع «موديز»، ولكن لا تزال درجة أقل من تصنيف «ستاندرد آند بورز» البالغ «إيه إيه».

وافترضت توقعاتها «الحذرة» وجود «موازنة بين أولويات السياسة والحد من المخاطر التي تهدد استدامة المالية العامة»، مع ملاحظة كيف كانت نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة أكثر من ضعف متوسط ​​الناتج المحلي الإجمالي البالغ 48 في المائة في البلدان ذات الفئة «إيه إيه».

ومع ذلك، فإن النمو الاقتصادي الراكد، الذي بلغ متوسطه 1.6 في المائة فقط سنوياً على مدى العقد الماضي، سوف يحتاج إلى الانتعاش بشكل كبير، لمنع تراجع التصنيف مرة أخرى.

ولن يكون تحقيق هذه الغاية بالمهمة السهلة، نظراً للرياح المعاكسة المتمثلة في الهجرة الصافية، فضلاً عن القضايا المتعلقة بالمشاركة في سوق العمل ونمو الإنتاجية.

3- قواعد بريطانيا المالية

وهناك أيضاً مسألة ما إذا كان سيتم إجراء تغييرات على القواعد المالية التي فرضتها المملكة المتحدة ذاتياً، التي تتطلب انخفاض ديون القطاع العام كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي على مدى فترة 5 سنوات.

وأشار بعض كبار مسؤولي حزب «العمال» إلى أن الإصلاحات الجادة غير مطروحة على الطاولة في الوقت الحالي، نظراً لحساسية الأسواق.

ومن المقرر أن تكون السنة المالية 2024 - 2025 ثاني أعلى سنة لإصدارات الديون الحكومية على الإطلاق عند 278 مليار جنيه إسترليني (350 مليار دولار)، وكانت فاتورة الفائدة على ديون بريطانيا وحدها مذهلة عند 111 مليار جنيه إسترليني في العام الماضي، أي نحو 4.4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.

والأمر المطمئن هو أن العائد على السندات الحكومية لأجل 10 سنوات، الذي يمثل تكاليف الاقتراض لحكومة المملكة المتحدة، انخفض عن أعلى مستوياته في العام الماضي بما يزيد قليلاً على 4.1 في المائة.

4- وضع العملة الاحتياطية

تريد شركة التصنيف الأوروبية «سكوب» معرفة ما سيتم فعله لضمان احتفاظ الجنيه بوضع العملة الاحتياطية العالمية المرغوبة وهو ما يساعد المملكة المتحدة على بيع ديونها، خصوصاً مع ارتفاع البدائل مثل اليوان الصيني.

وقال دينيس شين من «سكوب»: «هل هناك أي شيء يمكن القيام به لضمان المكانة القوية الحالية للجنيه الإسترليني داخل النظام النقدي العالمي؟».

وأضاف أن «حكومة مستقرة تدير سياسات موازنة ذات مصداقية» هي أفضل طريقة للقيام بذلك، «وكذلك تعزيز الوصول إلى السوق الموحدة (للاتحاد الأوروبي)»، في إشارة إلى المهمة الصعبة المتمثلة في معالجة جراح ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

5- إعادة التأميم

كانت كميات لا تُحصى من مياه الصرف الصحي الخام التي تتدفق إلى الأنهار والبحار في المملكة المتحدة من شركات المياه الخاصة موضوعاً ساخناً في الانتخابات، حيث وعدت الأحزاب باتخاذ الإجراءات اللازمة.

وقد بدأ المستثمرون بالفعل في إنقاذ شركات المياه الكبرى مثل «التيمس»، خوفاً من الوقوع في مأزق؛ بسبب المبالغ الضخمة من الأموال التي يجب إنفاقها لحل هذه المشكلة.

وإذا لم يتقدموا بالمال، فإن «نهر التيمس» قد ينهار بشكله الحالي، كما حذّر البعض في الصناعة.

وهذا يعني أن الحكومة ستحتاج إلى التدخل وتشغيلها، وهو ما سيكون معقداً ومكلفاً ويضيف إلى ديون المملكة المتحدة.

وقال جيل: «إذا كان لا بد من تمويل ذلك، فسوف ينعكس ذلك في تقييمهم المالي (للمملكة المتحدة)». وأضاف: «هل سيكون تغيير التصنيف كافياً؟ أشك في ذلك، لأنه في الواقع هناك مجموعة من العوامل»، التي ستؤدي إلى ذلك.