«بيلبورد عربية» تطلق أولى جلساتها احتفاءً بتنوّع الثقافة الموسيقية

تنفرد الجلسات الحصرية بكسرها القوالب التقليدية المرافقة عادة للحفلات

الفنان أحمد سعد أحد العشرة المتصدرين لقائمة «بيلبورد عربية» ضيف الجلسة الأولى حيث سيغنّي أجمل أغنياته (الشرق الأوسط)
الفنان أحمد سعد أحد العشرة المتصدرين لقائمة «بيلبورد عربية» ضيف الجلسة الأولى حيث سيغنّي أجمل أغنياته (الشرق الأوسط)
TT

«بيلبورد عربية» تطلق أولى جلساتها احتفاءً بتنوّع الثقافة الموسيقية

الفنان أحمد سعد أحد العشرة المتصدرين لقائمة «بيلبورد عربية» ضيف الجلسة الأولى حيث سيغنّي أجمل أغنياته (الشرق الأوسط)
الفنان أحمد سعد أحد العشرة المتصدرين لقائمة «بيلبورد عربية» ضيف الجلسة الأولى حيث سيغنّي أجمل أغنياته (الشرق الأوسط)

أعلنت «بيلبورد عربية» إطلاق جلساتها الموسيقية الحصرية التي تجمع بين الطرب والغناء والثقافة الموسيقية العصرية والألحان المبتكرة لتقدّم لعشّاق الموسيقى من جميع الأجيال تجربة سمعية وبصرية متكاملة.

وستكون جلسات «بيلبورد عربية» رحلة استكشافية يدمج فيها الفنانون العرب كلمات أغنياتهم الشهيرة بقوالب موسيقية جديدة وإيقاعات مختلفة بما يعيد تصوّر العلاقة بين اللغة والكلمات وبين شتّى الألحان والتوجّهات الموسيقية والثقافات الأخرى. وستنتهي كل جلسة بمقابلات حصرية توجز إلهام الفنانين والعملية الإبداعية المرافقة لفنّهم وأغنياتهم.

كما تنفرد هذه الجلسات الحصرية بكسرها القوالب التقليدية المرافقة عادة للحفلات الموسيقية، من خلال العمل مع الفنانين على إعادة تقديم أغانيهم المفضّلة بطرق مبتكرة. فمن العروض الإيقاعية الصوتية إلى مزيج من الإيقاعات المستوحاة من اللاتينية والخليجية والعربية والأفرو-كاريبية، تُعدّ كل جلسة احتفالاً بالتنوع الموسيقي عبر ارتجال إبداعي شيّق.

وسيكون الفنان أحمد سعد، أحد العشرة المتصدرين لقائمة «بيلبورد عربية لأفضل 100 فنان»، منذ انطلاق القوائم، ضيف الجلسة الأولى، حيث سيغنّي أجمل أغنياته وأكثرها رواجاً معتمداً على إيقاعات جديدة وقوالب موسيقية بديعة ومتعدّدة الثقافات والخلفيات برفقة عازفين مبدعين، فيصبح للأغنية نفسها معنى آخر وذاكرة مختلفة.

وتأتي هذه الجلسات استجابة للانتشار الواسع الذي تحظى به الموسيقى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتماشياً مع استراتيجية «بيلبورد عربية» لتوفير منصّة تفاعلية تسلّط الضوء على الفنّانين العرب المخضرمين والجدد وتحتفي بإبداعاتهم وتصلهم بجمهور أوسع وشرائح متنوّعة. كما تأتي عقب إطلاق منصّة «بيلبورد عربية» وقوائمها الرئيسية في ديسمبر (كانون الأول) 2023، بما فيها قائمتا «بيلبورد عربية هوت 100 للموسيقى العربية» و«بيلبورد عربية لأفضل 100 فنان».

يذكر أن «بيلبورد عربية» منصّة إعلامية رائدة تُسلّط الضوء على الفنانين العرب والموسيقى بمختلف أنماطها الثرية وتعدد ثقافاتها والنابعة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأطلقت هذه المنصة بالشراكة بين المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، أكبر مجموعة إعلامية متكاملة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، و«بيلبورد العالمية»، العلامة الشهيرة والأكثر تأثيراً في عالم الغناء والموسيقى.

وتهدف «بيلبورد عربية» لإعادة تعريف المشهد الموسيقي العالمي على أيدي مجموعة من المختصين والخبراء ودعم الفنانين العرب واحتضان إبداعاتهم لتسهيل وصولهم إلى الساحة العالمية، وتقدّم «بيلبورد عربية»، امتياز «بيلبورد العالمية» الشهيرة ولأول مرة لسوق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما في ذلك الجوائز الموسيقية، والقوائم الموسيقية، وأسبوع الموسيقى العربية، وغيرها الكثير.

وستقدم «بيلبورد عربية»، قوائمها الموسيقية العالمية المتخصصة ولأول مرة لتسليط الضوء على الموسيقى بمختلف أنماطها الثرية وتعدد ثقافاتها في العالم العربي، كما أنها تعد وجهة متابعي الموسيقى العربية ومحبيها للاطلاع على أحدث المقالات والقصص والمقابلات الحصرية وتغطيات الأحداث بالصوت والصورة جميعها في مكان واحد.


مقالات ذات صلة

بـ11.3 مليون دولار... كمان استثنائي يصبح ثالث أغلى آلة موسيقية تباع في مزاد (صور)

يوميات الشرق كمان نادر من طراز ستراديفاريوس بيع بمزاد علني (إ.ب.أ)

بـ11.3 مليون دولار... كمان استثنائي يصبح ثالث أغلى آلة موسيقية تباع في مزاد (صور)

بيع كمان نادر من طراز ستراديفاريوس، صنعه أنطونيو ستراديفاري عام 1714 خلال «عصره الذهبي»، بسعر 11.3 مليون دولار خلال مزاد علني أقيم الجمعة في نيويورك.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الوتر السادس من كليبها الغنائي {مكمّلة بالنيّة} (هناء الادريسي)

هناء الإدريسي لـ«الشرق الأوسط»: الأغنية تحكي قصتي وما مررت به في مشواري

لم يخفت وهج الفنانة هناء الإدريسي منذ تخرّجها في برنامج «ستار أكاديمي» حتى اليوم. بقيت محط أنظار متابعيها في العالم العربي.

فيفيان حداد (بيروت)
الوتر السادس شاهيناز لا تنشغل بجدل الألقاب التي تظهر على الساحة ({الشرق الأوسط})

شاهيناز لـ«الشرق الأوسط»: معايير النجاح تغيرت بفعل التكنولوجيا

أبدت المطربة المصرية شاهيناز سعادتها بردود الفعل حول أغنيتها الجديدة «الجواز» التي طرحتها الشهر الماضي عبر المنصات الإلكترونية وصورتها بطريقة «الفيديو كليب»

أحمد عدلي (القاهرة)
الوتر السادس محمد ثروت في حفل فرقة التراث بالأوبرا المصرية ({الشرق الأوسط})

محمد ثروت لـ«الشرق الأوسط»: لا أقلد رموز الطرب المصري

قال المطرب المصري محمد ثروت إنه سيطرح أغنية جديدة في عيد الفطر المقبل، تُعد آخر لحن قدمه له الراحل محمد رحيم، وهي بعنوان «أنا آخر مرة زمان»

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق بيونسيه تحتضن ابنتها بلو آيفي كارتر بعد فوزها بـ«غرامي» أفضل ألبوم (رويترز)

«غرامي 2025»... بيونسيه تفوز أخيراً وشاكيرا تتضامن مع المهاجرين

احتفالية الـ«غرامي»... أبرز الفائزين وأقوى الخطابات وأكثر اللحظات تأثيراً.

كريستين حبيب (بيروت)

«أساطير» مصطفى رحمة تنحاز للمرأة والحكايات الشعبية

معرض «أساطير» للفنان المصري مصطفى رحمة (إدارة الغاليري)
معرض «أساطير» للفنان المصري مصطفى رحمة (إدارة الغاليري)
TT

«أساطير» مصطفى رحمة تنحاز للمرأة والحكايات الشعبية

معرض «أساطير» للفنان المصري مصطفى رحمة (إدارة الغاليري)
معرض «أساطير» للفنان المصري مصطفى رحمة (إدارة الغاليري)

تأسر القوة الدائمة للأساطير القديمة والفولكلور الفنانين المعاصرين والجمهور على حد سواء، وتتداخل قصصها الزاخرة بحكايات الأبطال والمخلوقات الخيالية والأحلام والرموز الشعبية مع التجربة الإنسانية بعمق؛ فتقدم فيضاً من المشاعر الجماعية، واحتفاءً بالتراث الثقافي، وحلولاً لأزمات راهنة، وكأنها جسر بين الماضي والحاضر.

وعبر 20 عملاً فنياً يضمها معرضه الجديد «أساطير» المقام بغاليري «بيكاسو» بالزمالك (غرب القاهرة) يجسِّد الفنان المصري مصطفى رحمة الأساطير والحكايات الشعبية والتراثية المصرية من خلال رؤيته الخاصة، مازجاً بين الأيقونات التاريخية لبلاده وشخوصه الخاصة، وناسجاً عالماً سحرياً بالخطوط والألوان.

نسج مصطفى رحمة عالماً ساحراً بالخطوط والألوان (إدارة الغاليري)

ويعتمد رحمة على منظور مغاير للتصورات المألوفة عن الأساطير والحكايات القديمة، ويعيد تفسيرها من خلال مشاعر وأفكار يناقش من خلالها قضايا مجتمعية معاصرة، مثل الحنين إلى الجمال الطبيعي، وبساطة الحياة، والبحث عن البهجة والفن الجميل، والتنقيب عن مجتمع الهوانم، وجمهور يشبه الحضور في حفلات أم كلثوم.

ولا يعمل هذا التقاطع بين القديم والجديد أو إحياء الأساطير في أعماله بالمعرض على إحياء القصص القديمة أو الملامح المفتقدة للمجتمع المصري فحسب، بل يسمح أيضاً للجمهور بإيجاد الصلة والمعنى فيها؛ كمحاولة لاستعادة بعض من هذه الملامح، إيماناً منه بأن «الفن المستوحى من الأساطير يمكن أن يعمل كرابط بين الثقافات والعصور».

من المعروف أن استدعاء الأساطير في الفن ليس ظاهرة جديدة، فمن اللوحات الجدارية الفخمة في عصر النهضة إلى الفخار المُعقد في اليونان القديمة، لجأ الفنانون إلى الموضوعات الأسطورية؛ للتعبير عن الحقائق الإنسانية، واستكشاف المشاعر المتشابكة.

عالم من الأساطير والأحلام في لوحات مصطفى رحمة (إدارة الغاليري)

وفي الفن التشكيلي العربي برز الكثير من الفنانين الذين تفاعلوا مع الأسطورة والحكاية الشعبية ومنهم عبد الهادي الجزار الذي اصطبغت أعماله بالحكايات الشعبية والأبطال الأسطوريين والجن والنذر، وكذلك مصطفى الرزاز الذي نهل من التراث الشعبي عبر أبعاد أسطورية، باحثاً عن أعماق دلالية ورمزية، بينما بحث الفنان العراقي ماهود أحمد عن أسطورة جلجامش، وكان الفنان البحريني عبد الله المحرقي من أكثر الفنانين استلهاماً للأسطورة في المشهد التشكيلي الخليجي، وارتبط الفنان المصري حلمي التوني باستلهام التراث الشعبي والأساطير والسير الهلالية.

ويأتي مصطفى رحمة من خلال هذه التجربة الفنية الجديدة ليقدم وجهاً آخر للأسطورة والحكي البصري الشعبي؛ كوسيلة لمعالجة موضوعات راهنة مثل الهوية وأزمات الإنسانية وسيطرة المجتمع الذكوري، جاعلاً الأسطورة والأيقونات التاريخية حاضرة بقوة وسلاسة في الحياة اليومية.

ومن خلال القيام بذلك، صنع حواراً بين القديم والحديث، وقدم نسيجاً غنياً من القصص داعياً المشاهدين إلى التفكير في حياتهم، والعالم من حولهم لعلهم يقودون التغيير المجتمعي، فيرفضون القبح والظلم ومحاولة النيل من هوية وطنهم.

ينحاز الفنان للمرأة في أعماله (إدارة الغاليري)

وأثناء ذلك أيضاً يترك رحمة الفرصة كاملة للمتلقي لكي يتفاعل مع لوحاته من دون أي تدخل، لا يفرض عليه مشاعره أو أفكاره عبر اختيار عناوين للوحاته، أو الحديث عنها، أو تفسير مغزى اختياره لأيقونات بعينها من حضارة وطنه أو تراثه أو أساطير ثقافته الغنية، ويقول مصطفى رحمة لـ«الشرق الأوسط»: «ليست تلك مهمتي؛ فليس للفنان أن ينصح ويوجه الجمهور، إنما هو فقط يوحي له عبر أعماله بالمشاعر وجماليات الحياة، يساعده أن يحس بالبهجة والحب والسعادة».

وهكذا يجعل رحمة الأساطير والحكايات الشعبية والرموز التي استدعاها من الحضارات المصرية المختلفة في لوحاته تعمل كعدسة يمكن من خلالها استكشاف التجارب والعواطف الإنسانية الداخلية المعقدة والتعبير عنها، والإحساس أيضاً بالعالم المحيط من خلال تأمل أعماله.

ويضيف: «يساعدنا الفن على الشعور بذواتنا، والتعرف على حقيقة مشاعرنا؛ فهو أشبه ما يكون بمرآة حقيقية للنفس»، ويتابع: «تنعكس على صفحته كل انفعالاتنا وتجاربنا، بل أستطيع القول إن الفن يطهر أهواءنا، وينقي انفعالاتنا ويحقق نوعاً من التوافق بين وجداننا وفكرنا، أو بين رغباتنا وواجباتنا».

الفنان مصطفى رحمة يمزج بين الأساطير والواقع (إدارة الغاليري)

ليست النساء الجميلات - اللاتي يحلو لهن أن يطلق عليهن اسم «هوانم زمان» وهو عنوان معرض سابق له - أو الراقصات الفاتنات، أو الحيوانات الأليفة والطيور والآلات الموسيقية والشمس والهلال ووجوه الغيوم وغير ذلك من عناصر لوحاته الأثيرة؛ هي وحدها ما يكسب عالم رحمة البهجة والحيوية، هناك أيضاً خطوطه الرشيقة البسيطة - المتحررة من القواعد الأكاديمية الصارمة - والقادمة من قلب القصص الفانتازية التي ظل طويلاً يرسمها للأطفال في مجلة «ماجد»، والتي ألّف ونشر العديد من الكتب حولها.

ومع هذه البهجة اللافتة والألوان الزاعقة في بعض لوحاته، فإنه يحتفظ برصانة التكوين، والطبقات اللونية الغنية التي تشير إلى وعيه الجمالي.