ابتكر باحثون أميركيون نهجاً جديداً أظهر نتائج واعدة ضد سرطان الرئة الذي يعد الأكثر فتكاً على الإطلاق من بين أنواع السرطان.
وأوضح الباحثون أن هذا النهج يركز على استهداف الخلايا السرطانية بالعلاج الكيميائي دون الإضرار بالخلايا السليمة، ونُشرت النتائج، الجمعة، بدورية «Bioactive Materials». ويقتل سرطان الرئة أكثر من 1.8 مليون شخص حول العالم سنوياً، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وعلى الرغم من توافر علاجات للمرض مثل الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي، فإن نحو ربع المصابين بالمرض فقط يعيشون أكثر من 5 سنوات بعد التشخيص. ولتحسين فاعلية علاجات سرطان الرئة، طور الفريق نهجاً جديداً لتوصيل الأدوية مباشرة إلى الخلايا السرطانية.
واستخدم الباحثون في نهجهم المادة الخلوية الخاصة بالمريض كحصان طروادة لنقل حمولة الدواء المستهدفة مباشرة لخلايا سرطان الرئة. وتتضمن هذه العملية عزل الخلايا التائية (نوع من الخلايا المناعية) من مريض السرطان، وتعديلها وراثياً للتعبير عن مستقبل محدد يستهدف الخلايا السرطانية.
وأشار الباحثون إلى أن الخطوة الحاسمة في هذه التقنية الجديدة تركز على عزل غشاء الخلية عن هذه الخلايا التائية المُعدلة وراثياً، وتحميل الأغشية بأدوية العلاج الكيميائي، ثم تغليفها بحبيبات صغيرة لتوصيل الدواء. ويبلغ حجم هذه الجسيمات النانوية نحو 1/100 من حجم خصلة شعر.
وعندما يجري حقن هذه الجسيمات النانوية المغلفة بالغشاء مرة أخرى في المريض، يعمل غشاء الخلية دليلاً، حيث يوجه الجسيمات النانوية إلى الخلايا السرطانية بدقة. ويهدف هذا الأسلوب إلى خداع الجهاز المناعي للمريض، حيث تحاكي الجسيمات النانوية المغلفة خصائص الخلايا المناعية، وتتجنب اكتشافها وإزالتها من قبل الجسم.
وفي الدراسة، قام الباحثون بتحميل الجسيمات النانوية بعقار «سيسبلاتين» المضاد للسرطان. وتتراكم الجسيمات النانوية المغلفة بالغشاء في أجزاء الجسم المصابة بالأورام، وليس في أجزاء أخرى من الجسم.
ونتيجة ذلك، تمكن نظام توصيل الأدوية الجديد من تقليل حجم الأورام لدى المرضى، مقارنة بالمجموعة الضابطة، ما يدل على فاعليته.
ومن جانبه، قال الباحث المشارك بالدراسة في جامعة تكساس الأميركية، الدكتور جون وايدنز: «الميزة الرئيسية لهذه الطريقة تكمن في طبيعتها المُستهدفة للغاية، والتي تسمح لها بالتغلب على قيود العلاج الكيميائي التقليدي التي غالباً ما تؤدي إلى آثار جانبية ضارة وانخفاض نوعية الحياة للمرضى».
وأضاف عبر موقع الجامعة: «من خلال تقديم العلاج الكيميائي مباشرة إلى الخلايا السرطانية، تهدف الطريقة الجديدة إلى تقليل الأضرار الجانبية للأنسجة السليمة».
وأشار الفريق إلى أن هذا النهج يمكن أن يمهد الطريق لعصر جديد من الطب الشخصي مصمم خصيصاً للخصائص الفريدة لكل مريض والطبيعة المحددة للورم الذي يعاني منه. وأضاف الباحثون أن إمكانية تقليل الآثار الجانبية وتحسين الفاعلية تجعل هذه التقنية تقدماً جديراً بالملاحظة في مجال علاج السرطان.