نهج علاجي مبتكر يظهر نتائج واعدة ضد سرطان الرئة

الباحث المشارك بالدراسة في جامعة تكساس الدكتور جون وايدنز (جامعة تكساس)
الباحث المشارك بالدراسة في جامعة تكساس الدكتور جون وايدنز (جامعة تكساس)
TT

نهج علاجي مبتكر يظهر نتائج واعدة ضد سرطان الرئة

الباحث المشارك بالدراسة في جامعة تكساس الدكتور جون وايدنز (جامعة تكساس)
الباحث المشارك بالدراسة في جامعة تكساس الدكتور جون وايدنز (جامعة تكساس)

ابتكر باحثون أميركيون نهجاً جديداً أظهر نتائج واعدة ضد سرطان الرئة الذي يعد الأكثر فتكاً على الإطلاق من بين أنواع السرطان.

وأوضح الباحثون أن هذا النهج يركز على استهداف الخلايا السرطانية بالعلاج الكيميائي دون الإضرار بالخلايا السليمة، ونُشرت النتائج، الجمعة، بدورية «Bioactive Materials». ويقتل سرطان الرئة أكثر من 1.8 مليون شخص حول العالم سنوياً، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

وعلى الرغم من توافر علاجات للمرض مثل الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي، فإن نحو ربع المصابين بالمرض فقط يعيشون أكثر من 5 سنوات بعد التشخيص. ولتحسين فاعلية علاجات سرطان الرئة، طور الفريق نهجاً جديداً لتوصيل الأدوية مباشرة إلى الخلايا السرطانية.

واستخدم الباحثون في نهجهم المادة الخلوية الخاصة بالمريض كحصان طروادة لنقل حمولة الدواء المستهدفة مباشرة لخلايا سرطان الرئة. وتتضمن هذه العملية عزل الخلايا التائية (نوع من الخلايا المناعية) من مريض السرطان، وتعديلها وراثياً للتعبير عن مستقبل محدد يستهدف الخلايا السرطانية.

وأشار الباحثون إلى أن الخطوة الحاسمة في هذه التقنية الجديدة تركز على عزل غشاء الخلية عن هذه الخلايا التائية المُعدلة وراثياً، وتحميل الأغشية بأدوية العلاج الكيميائي، ثم تغليفها بحبيبات صغيرة لتوصيل الدواء. ويبلغ حجم هذه الجسيمات النانوية نحو 1/100 من حجم خصلة شعر.

وعندما يجري حقن هذه الجسيمات النانوية المغلفة بالغشاء مرة أخرى في المريض، يعمل غشاء الخلية دليلاً، حيث يوجه الجسيمات النانوية إلى الخلايا السرطانية بدقة. ويهدف هذا الأسلوب إلى خداع الجهاز المناعي للمريض، حيث تحاكي الجسيمات النانوية المغلفة خصائص الخلايا المناعية، وتتجنب اكتشافها وإزالتها من قبل الجسم.

وفي الدراسة، قام الباحثون بتحميل الجسيمات النانوية بعقار «سيسبلاتين» المضاد للسرطان. وتتراكم الجسيمات النانوية المغلفة بالغشاء في أجزاء الجسم المصابة بالأورام، وليس في أجزاء أخرى من الجسم.

ونتيجة ذلك، تمكن نظام توصيل الأدوية الجديد من تقليل حجم الأورام لدى المرضى، مقارنة بالمجموعة الضابطة، ما يدل على فاعليته.

ومن جانبه، قال الباحث المشارك بالدراسة في جامعة تكساس الأميركية، الدكتور جون وايدنز: «الميزة الرئيسية لهذه الطريقة تكمن في طبيعتها المُستهدفة للغاية، والتي تسمح لها بالتغلب على قيود العلاج الكيميائي التقليدي التي غالباً ما تؤدي إلى آثار جانبية ضارة وانخفاض نوعية الحياة للمرضى».

وأضاف عبر موقع الجامعة: «من خلال تقديم العلاج الكيميائي مباشرة إلى الخلايا السرطانية، تهدف الطريقة الجديدة إلى تقليل الأضرار الجانبية للأنسجة السليمة».

وأشار الفريق إلى أن هذا النهج يمكن أن يمهد الطريق لعصر جديد من الطب الشخصي مصمم خصيصاً للخصائص الفريدة لكل مريض والطبيعة المحددة للورم الذي يعاني منه. وأضاف الباحثون أن إمكانية تقليل الآثار الجانبية وتحسين الفاعلية تجعل هذه التقنية تقدماً جديراً بالملاحظة في مجال علاج السرطان.


مقالات ذات صلة

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فطر "الزر الأبيض" قد يبطئ تطور سرطان البروستاتا (رويترز)

نوع من الفطر يبطئ نمو سرطان البروستاتا... تعرف عليه

أكدت دراسة جديدة أنَّ فطر «الزر الأبيض» قد يبطئ تطور سرطان البروستاتا عن طريق إعاقة نمو الورم، ودعم الخلايا المناعية المقاومة للسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك حقن فيتامين سي عبر الوريد تتيح تحقيق مستويات مرتفعة لا يمكن الوصول إليها عبر الأقراص الفموية (جامعة أيوا)

فيتامين سي يحسن نتائج علاج سرطان البنكرياس

كشفت دراسة سريرية أميركية عن نتائج وُصفت بـ«الواعدة» لعلاج سرطان البنكرياس المتقدم باستخدام فيتامين سي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
TT

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب في جميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

وأظهرت الدراسة، التي قادها فريق من جامعة كوينزلاند في أستراليا، ونُشرت نتائجها، الجمعة، في دورية «The Lancet Psychiatry»، أن كثيرين من المصابين بالاكتئاب لا يتلقون العناية اللازمة، ما يزيد من معاناتهم ويؤثر سلباً على جودة حياتهم.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 300 مليون شخص الاكتئاب، مما يجعله السبب الرئيسي للإعاقة عالمياً. وتشير التقديرات إلى أن 5 في المائة من البالغين يعانون هذا المرض. وضمّت الدراسة فريقاً من الباحثين من منظمة الصحة العالمية وجامعتيْ واشنطن وهارفارد بالولايات المتحدة، وشملت تحليل بيانات من 204 دول؛ لتقييم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية النفسية.

وأظهرت النتائج أن 9 في المائة فقط من المصابين بالاكتئاب الشديد تلقّوا العلاج الكافي على مستوى العالم. كما وجدت الدراسة فجوة صغيرة بين الجنسين، حيث كان النساء أكثر حصولاً على العلاج بنسبة 10.2 في المائة، مقارنة بــ7.2 في المائة للرجال. ويُعرَّف العلاج الكافي بأنه تناول الدواء لمدة شهر على الأقل، إلى جانب 4 زيارات للطبيب، أو 8 جلسات مع متخصص.

كما أظهرت الدراسة أن نسبة العلاج الكافي في 90 دولة كانت أقل من 5 في المائة، مع تسجيل أدنى المعدلات في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا بنسبة 2 في المائة.

وفي أستراليا، أظهرت النتائج أن 70 في المائة من المصابين بالاكتئاب الشديد لم يتلقوا الحد الأدنى من العلاج، حيث حصل 30 في المائة فقط على العلاج الكافي خلال عام 2021.

وأشار الباحثون إلى أن كثيرين من المرضى يحتاجون إلى علاج يفوق الحد الأدنى لتخفيف معاناتهم، مؤكدين أن العلاجات الفعّالة متوفرة، ومع تقديم العلاج المناسب يمكن تحقيق الشفاء التام. وشدد الفريق على أهمية هذه النتائج لدعم خطة العمل الشاملة للصحة النفسية، التابعة لمنظمة الصحة العالمية (2013-2030)، التي تهدف إلى زيادة تغطية خدمات الصحة النفسية بنسبة 50 في المائة على الأقل، بحلول عام 2030. ونوه الباحثون بأن تحديد المناطق والفئات السكانية ذات معدلات علاج أقل، يمكن أن يساعد في وضع أولويات التدخل وتخصيص الموارد بشكل أفضل.

يشار إلى أن الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم، حيث يؤثر على ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، ويرتبط بشكل مباشر بمشاعر الحزن العميق، وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، مما يؤثر سلباً على الأداء الوظيفي والعلاقات الاجتماعية.