المساحات الخضراء تقلّل حاجتك إلى زيارة الطبيب النفسي

الاضطرابات العقلية تؤثر في 22 % من البالغين بأميركا

TT

المساحات الخضراء تقلّل حاجتك إلى زيارة الطبيب النفسي

توصّلت دراسة أميركية إلى أنّ سكان المدن، الذين يعيشون في نطاق المناطق الحضرية المزوّدة بمساحات خضراء كبيرة، يحتاجون إلى خدمات أقلّ للصحة العقلية.

وأوضح الباحثون أنّ هذه النتائج يمكن أن تكون لها آثار مهمّة على التخطيط الحضري للمدن، ونُشرت النتائج، الخميس، في «المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة».

وازداد انتشار اضطرابات الصحة العقلية في الولايات المتحدة، خلال السنوات الماضية، مما أثّر في أكثر من 22 في المائة من السكان البالغين، وفق الباحثين.

زيادة المساحات الخضراء تعزّز الرفاهية (عبد الفتاح فرج)

ومع الزيادة الكبيرة في هذه الاضطرابات، وجدت دراسات سابقة علاقة كبيرة بين المساحات الخضراء الحضرية، وتحسين الصحة العقلية في أستراليا وفنلندا، ومع ذلك فإنّ فهم التأثير الكامل لهذه العلاقة يساعد على تعزيز صحة الإنسان.

وخلال الدراسة الجديدة، ركز الباحثون على استكشاف العلاقة بين توافر المساحات الخضراء في الأحياء الحضرية بولاية تكساس، وزيارات الصحة العقلية لدى السكان.

وراجعوا بيانات مئات الآلاف من البالغين، الذين تردّدوا على العيادات الخارجية في مدن تكساس لعلاج الاكتئاب، والاضطرابات ثنائية القطب، والتوتّر، والقلق، خلال الفترة من 2014 إلى 2019.

واحتوت البيانات على معلومات حول لقاءات المرضى، بما في ذلك عمر المريض، وجنسه، وعِرقه، وتحصيله التعليمي، وحالته الوظيفية، ومستوى الفقر.

كما قاس الباحثون مدى توافر المساحات الخضراء في المناطق الحضرية باستخدام مقياس «NatureScore»، الذي يعتمد على البيانات المتعلّقة بعوامل مثل الهواء، والضوضاء، والتلوّث الضوئي، والحدائق، ومظلات الأشجار، لحساب كمية العناصر الطبيعية للمساحات الخضراء ونوعيتها.

ويُستخدم المقياس لتحديد كمية العناصر الطبيعية في موقع معيّن وجودتها، ويعطي درجة من 0 إلى 100، علماً بأنّ 100 هو أعلى درجة.

ووجد الباحثون أنّ المدن التي حصلت على درجة أكثر من 60 في المقياس، انخفض بها عدد السكان الذين يتردّدون على عيادات الصحة العقلية المختلفة بنحو 50 في المائة.

كما وجدوا أنّ المدن التي نالت نتيجة تزيد على 40، تُعدّ مناسبة للطبيعة، ويبدو أنّ هذه الدرجة هي عتبة الصحة العقلية الجيدة.

المساحات الخضراء فوائدها كثيرة (عبد الفتاح فرج)

من جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة في جامعة تكساس، الدكتور جاي مادوك، إنّ زيادة المساحات الخضراء في المدن يمكن أن تعزّز الرفاهية والصحة العقلية، وهو أمر بالغ الأهمية؛ نظراً إلى أنّ أكثر من 22 في المائة من السكان البالغين في الولايات المتحدة يعانون اضطرابات الصحة العقلية.

وأضاف، عبر موقع الجامعة، أنّ الأشخاص الذين عاشوا في أحياء حصلت على درجة أكثر من 60 في المقياس، كان لديهم احتمال أقل بنسبة 51 في المائة للإصابة بالاكتئاب، واحتمال أقل بنسبة 63 في المائة للإصابة بالاضطرابات ثنائية القطب، وهي حالة صحية عقلية تتسبّب في تقلبات مزاجية مفرطة.


مقالات ذات صلة

صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)

مرض السكري قد يسرّع من انكماش المخ

كشفت دراسة جديدة أن مرض السكري من النوع الثاني قد يؤدي إلى انكماش المخ بشكل سريع مع التقدم في العمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
TT

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب في جميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

وأظهرت الدراسة، التي قادها فريق من جامعة كوينزلاند في أستراليا، ونُشرت نتائجها، الجمعة، في دورية «The Lancet Psychiatry»، أن كثيرين من المصابين بالاكتئاب لا يتلقون العناية اللازمة، ما يزيد من معاناتهم ويؤثر سلباً على جودة حياتهم.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 300 مليون شخص الاكتئاب، مما يجعله السبب الرئيسي للإعاقة عالمياً. وتشير التقديرات إلى أن 5 في المائة من البالغين يعانون هذا المرض. وضمّت الدراسة فريقاً من الباحثين من منظمة الصحة العالمية وجامعتيْ واشنطن وهارفارد بالولايات المتحدة، وشملت تحليل بيانات من 204 دول؛ لتقييم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية النفسية.

وأظهرت النتائج أن 9 في المائة فقط من المصابين بالاكتئاب الشديد تلقّوا العلاج الكافي على مستوى العالم. كما وجدت الدراسة فجوة صغيرة بين الجنسين، حيث كان النساء أكثر حصولاً على العلاج بنسبة 10.2 في المائة، مقارنة بــ7.2 في المائة للرجال. ويُعرَّف العلاج الكافي بأنه تناول الدواء لمدة شهر على الأقل، إلى جانب 4 زيارات للطبيب، أو 8 جلسات مع متخصص.

كما أظهرت الدراسة أن نسبة العلاج الكافي في 90 دولة كانت أقل من 5 في المائة، مع تسجيل أدنى المعدلات في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا بنسبة 2 في المائة.

وفي أستراليا، أظهرت النتائج أن 70 في المائة من المصابين بالاكتئاب الشديد لم يتلقوا الحد الأدنى من العلاج، حيث حصل 30 في المائة فقط على العلاج الكافي خلال عام 2021.

وأشار الباحثون إلى أن كثيرين من المرضى يحتاجون إلى علاج يفوق الحد الأدنى لتخفيف معاناتهم، مؤكدين أن العلاجات الفعّالة متوفرة، ومع تقديم العلاج المناسب يمكن تحقيق الشفاء التام. وشدد الفريق على أهمية هذه النتائج لدعم خطة العمل الشاملة للصحة النفسية، التابعة لمنظمة الصحة العالمية (2013-2030)، التي تهدف إلى زيادة تغطية خدمات الصحة النفسية بنسبة 50 في المائة على الأقل، بحلول عام 2030. ونوه الباحثون بأن تحديد المناطق والفئات السكانية ذات معدلات علاج أقل، يمكن أن يساعد في وضع أولويات التدخل وتخصيص الموارد بشكل أفضل.

يشار إلى أن الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم، حيث يؤثر على ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، ويرتبط بشكل مباشر بمشاعر الحزن العميق، وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، مما يؤثر سلباً على الأداء الوظيفي والعلاقات الاجتماعية.