التوتر قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية في منتصف العمر

هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)
هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)
TT
20

التوتر قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية في منتصف العمر

هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)
هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)

تظهر الأرقام السنوية ارتفاعاً حاداً في السكتات الدماغية بين أولئك الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً أو أكثر، حيث يلقي الخبراء باللوم على السمنة المتزايدة وارتفاع نسبة الكوليسترول والسكري وسوء نمط الحياة.

إلا أن هناك سبباً آخر رئيسياً يلقي الخبراء باللوم عليه في هذه المشكلة الصحية، وهو التوتر.

وتحدث السكتة الدماغية عندما ينقطع إمداد الدم إلى جزء من المخ، إما بسبب انسداد وإما انفجار وعاء دموي، ما قد يتسبب في موت خلايا المخ. ودون علاج طارئ، يمكن أن تكون السكتة الدماغية قاتلة أو تسبب إعاقات طويلة الأمد مثل الشلل وفقدان الذاكرة ومشكلات التواصل.

لماذا يسبب التوتر السكتة الدماغية؟

يقول الدكتور جوزيف كوان، المتخصص في إعادة تأهيل مرضى السكتة الدماغية: «في حين أنه من الصعب إثبات أن السكتات الدماغية مرتبطة بالتوتر، إلا أن هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية».

ويضيف كوان، الذي يعمل أيضاً استشارياً أول في مركز السكتة الدماغية في مستشفى تشارينغ كروس، أحد أكثر مراكز السكتة الدماغية ازدحاماً في المملكة المتحدة «عندما تكون متوتراً، يكون لديك مستويات أعلى من الأدرينالين؛ ما يرفع ضغط الدم، ويزيد من الالتهاب في الجسم، وكلاهما يتلف الشرايين، ويعد من عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية».

ولفت كوان إلى أن الأشخاص المصابين بالتوتر غالباً ما يلجأون لسلوكيات تزيد أيضاً من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، في محاولة منهم لتقليل توترهم.

ومن بين هذه السلوكيات شرب الكحول والتدخين وتناول الوجبات السريعة غير الصحية ومشاهدة التلفزيون، ومن ثم كثرة الجلوس وقلة ممارسة الرياضة.

ويقول كوان: «قديماً، كان الناس يعودون إلى المنزل من العمل، ويتناولون العشاء، ويذهبون في نزهة، ويقابلون بعض الأصدقاء، ويخرجون للرقص - ولكن الآن يعودون إلى المنزل، ويسكبون لأنفسهم كأساً من النبيذ، ويأكلون ويشاهدون التلفزيون».

ويضيف: «لقد جعل توصيل الطعام الوضع أسوأ - لست مضطراً حتى إلى مغادرة المنزل لتناول الطعام غير الصحي».

ما العوامل الأخرى التي تلعب دوراً في الإصابة بالسكتات الدماغية؟

تشمل المشكلات الصحية التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية ارتفاع ضغط الدم، والرجفان الأذيني (نوع من عدم انتظام ضربات القلب)، وارتفاع نسبة الكوليسترول والسكري.

ويقول كوان إن قلة النوم هي عامل خطر رئيسي للإصابة بالسكتات الدماغية، وكذلك السمنة، ولكن التوتر يغذي كل هذه العوامل.

ويضيف: «عندما تكون متوتراً، لا تنام جيداً وتكون أقل عرضة لممارسة الرياضة والعناية بجسمك».

كيف يمكن أن نتصدى للسكتة الدماغية في منتصف العمر؟

وفقاً للدكتور كوان، يحتاج الأشخاص في منتصف العمر إلى البدء في تناول الطعام بشكل أفضل، وممارسة لمزيد من التمارين الرياضية - والتوقف عن التوتر الشديد ومعالجة ارتفاع ضغط الدم والكولسترول.

ويقول: «لقد عرفنا خلال السنوات العشر الماضية أن أعداد المصابين بالسكتة الدماغية في الفئة العمرية من 45 إلى 55 عاماً تزداد بشكل أسرع من الفئات العمرية الأكبر سناً. إنهم يأتون إلى قسمي بسكتات دماغية حادة جداً».

ويضيف: «إنهم يميلون إلى الإصابة بجميع عوامل الخطر التقليدية المرتبطة بهذه المشكلة الصحية، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والتدخين والتوتر، ومع ذلك فإن ما يذهلني في هذه الفئة العمرية هو الانخفاض الشديد في النشاط البدني».

وينصح كوان الأشخاص بمتابعة قياسات ضغط الدم والكولسترول الخاصة بهم باستمرار، وكذلك قياس أوزانهم والسعرات الحرارية التي يتناولونها وعدد الخطوات التي يمشونها يومياً.


مقالات ذات صلة

التفاؤل يساعد على تجاوز الأزمات

يوميات الشرق التفاؤل هو نظرة إيجابية تدفع الأفراد إلى توقع الأفضل حتى في الظروف الصعبة (جامعة باث)

التفاؤل يساعد على تجاوز الأزمات

أفادت دراسة أميركية بأن الأشخاص المتفائلين يتمتعون بصحة نفسية أفضل وقدرة أكبر على التكيف مع الضغوط طويلة الأمد؛ مما يساعدهم على تجاوز الأزمات بمرونة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك سماعات الرأس العازلة للضوضاء من أكثر أنواع السماعات شهرة (رويترز)

هل تؤثر السماعات العازلة للضوضاء على السمع؟

أصبحت السماعات العازلة للضوضاء موضع تدقيق، بعد أن أثار خبراء مخاوف من أن الإفراط في استخدامها قد يُضعف مهارات السمع لدى الناس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك النوم يمكن أن يصبح أكثر صعوبة مع التقدم بالعمر (أرشيفية - أ.ف.ب)

ما الوقت المثالي للحصول على نوم عميق؟

على عكس الاعتقاد السائد، فإن النوم المبكر لا يعني بالضرورة صحة أفضل. إليك أفضل وقت للحصول على نوم عميق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تقطيع لشرائح لحم الأبقار في أحد المطاعم الأميركية يوم 12 يونيو 2024 (أ.ب)

لتفادي الإصابات الخطيرة... أنشطة شائعة يحذِّر منها الأطباء

كشف الأطباء مؤخراً عن قائمة طويلة من الأنشطة الشائعة التي قد تسبب ضرراً خطيراً، وتكلفك رحلة باهظة الثمن من العلاج، والذهاب إلى غرفة الطوارئ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك هناك فوائد صحية جمّة وغير متوقعة للمشي على قدمين حافيتين (رويترز)

فوائد غير متوقعة للمشي حافي القدمين

يقول الخبراء إن هناك فوائد صحية غير متوقعة لمشي الشخص حافي القدمين في المنزل.

«الشرق الأوسط» (لندن)

هل تؤثر السماعات العازلة للضوضاء على السمع؟

سماعات الرأس العازلة للضوضاء من أكثر أنواع السماعات شهرة (رويترز)
سماعات الرأس العازلة للضوضاء من أكثر أنواع السماعات شهرة (رويترز)
TT
20

هل تؤثر السماعات العازلة للضوضاء على السمع؟

سماعات الرأس العازلة للضوضاء من أكثر أنواع السماعات شهرة (رويترز)
سماعات الرأس العازلة للضوضاء من أكثر أنواع السماعات شهرة (رويترز)

تُعَد سماعات الرأس العازلة للضوضاء من أكثر أنواع السماعات شهرةً لأنها تعزل الأشخاص عن الضجيج المحيط بهم في الشارع والعمل.

إلا أن هذه السماعات أصبحت موضع تدقيق، بعد أن أثار خبراء السمع مخاوف من أن الإفراط في استخدامها قد يُضعف مهارات السمع لدى الناس، حيث أشاروا إلى أن تصفية الضوضاء الخلفية باستمرار قد تكون لها عواقب غير مقصودة على أذننا، وفقاً لما نقلته صحيفة «الغارديان» البريطانية.

ولاحظت رينيه ألميدا، رئيسة قسم السمعيات للبالغين في مؤسسة إمبريال كوليدج للرعاية الصحية، التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، ارتفاعاً في عدد البالغين الذين يأتون إلى عيادتها وهم يعانون مشاكل في السمع ليفاجأوا بأن الاختبارات تشير إلى أن سمعهم جيد.

وأضافت: «لقد اكتشفت مع الوقت أن المشكلة تكمن في أدمغتهم، وليس آذانهم، فقد يفشلون في تحديد مصدر صوت ما، أو يكافحون لمتابعة محادثة في القطار، أو في حانة أو في مطعم. وتُعرف هذه الحالة باسم اضطراب المعالجة السمعية (APD)، وغالباً ما يجري تشخيصها عند الأطفال، لذا فإن ارتفاع عدد البالغين الذين يعانون مشكلات مماثلة بدا غريباً بالنسبة لي. ولكنني أدركت أن الاستخدام الواسع النطاق لسماعات الرأس العازلة للضوضاء قد يكون السبب».

وأكملت: «إن الدماغ معتادٌ التعامل مع آلاف الأصوات المختلفة في الوقت نفسه، وكان دائماً قادراً على معرفة ما يستحق الاستماع إليه وما لا يستحق الاستماع إليه. ومع إلغاء الضوضاء، فأنت تعطي دماغك مصدراً واحداً للصوت، سواء أكان بودكاست أم موسيقى. مصدر واحد. ولا يوجد شيء آخر يمكن أن يشغل دماغك».

تصفية الضوضاء الخلفية باستمرار قد تكون لها عواقب غير مقصودة على آذاننا (أ.ف.ب)
تصفية الضوضاء الخلفية باستمرار قد تكون لها عواقب غير مقصودة على آذاننا (أ.ف.ب)

وتقول ألميدا إن الإفراط في استخدام السماعات العازلة للضوضاء قد يُضعف عملية النمو التي يتعلم بها الأطفال الانتباه إلى الأصوات. وبالنسبة للبالغين، قد يجعل ذلك أدمغتهم كسولة، تماماً كما تضعف العضلات دون ممارسة الرياضة. وفي كلتا الحالتين، قد يكافح الناس لتفسير الكلام في الضجيج المحيط بهم عندما يرغبون في ذلك.

ولفتت ألميدا إلى أنه في الوقت الحالي، لا يوجد دليل علمي على أن سماعات الرأس التي تعمل على إلغاء الضوضاء تُسبب اضطراب المعالجة السمعية، لكنها أكدت أهمية إجراء دراسات في هذا الشأن.

ويؤثر اضطراب المعالجة السمعية على ما يقرب من ثلاثة إلى خمسة في المائة من الأطفال في سن المدرسة. وقد ارتبط بانخفاض الوزن عند الولادة، وبالتهابات الأذن الوسطى المزمنة. وفي كبار السن، يمكن أن تحدث الحالة بسبب السكتة الدماغية أو تعرُّض الرأس لصدمة. وفي كثير من الحالات لا يتضح السبب أبداً.

وتقول الدكتورة شيريل إدواردز، اختصاصية السمع في مستشفى بوسطن للأطفال، إن الأطفال المصابين بهذا الاضطراب قد يجدون صعوبة في السمع بالفصول الدراسية، وصعوبة في تحديد مصدر الأصوات، كما أنهم يفتقدون الإشارات غير اللفظية، مثل التحول في نبرة الصوت التي تشير إلى السخرية، كما أنهم قد يعانون مشكلات في القراءة والتهجئة».

من جهته، يرى هارفي ديلون، أستاذ علم السمع بجامعة مانشستر، أن المشاكل السمعية التي تصيب الأشخاص بسبب استخدام سماعات الرأس العازلة للضوضاء، قد ترجع إلى فكرة أن الموسيقى الصاخبة يمكن أن تُلحق الضرر بالخلايا العصبية في الجهاز السمعي.

وأوضح قائلاً: «قد يكون الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة هو سبب مشكلة المعالجة السمعية، وليس ميزة إلغاء الضوضاء».

وتقول البروفيسورة داني توملين، رئيسة قسم السمع وأمراض النطق بجامعة ملبورن، إن الأشخاص الذين يستخدمون سماعات الرأس، التي تعمل على إلغاء الضوضاء لفترات طويلة، قد يجدون صعوبة في الاستماع عندما يخلعونها، لكنها أكدت ضرورة إجراء دراسات مفصلة للتعرف على السبب العلمي لهذا الأمر.