جدتان تايوانيتان من «ثقل» الشيخوخة إلى وهج «الأوسكار»

بطلتا فيلم صوَّرهما فيه حفيدهما «بشراً حتى النخاع»

الجدّتان المُدركتان جدوى الحياة (شاترستوك)
الجدّتان المُدركتان جدوى الحياة (شاترستوك)
TT

جدتان تايوانيتان من «ثقل» الشيخوخة إلى وهج «الأوسكار»

الجدّتان المُدركتان جدوى الحياة (شاترستوك)
الجدّتان المُدركتان جدوى الحياة (شاترستوك)

تنظر تايوانيتان مسنّتان نحو شاشة «زووم»، وهما تجلسان جنباً إلى جنب وترتديان ملابس أنيقة. في حين يجلس حفيدهما، مخرج الأفلام شون وانغ، إلى شاشة مجاورة. يبدو متوتراً بعض الشيء، وهم يتحدّثون إلى عشرات الصحافيين في العاصمة تايبيه. يضحك قائلاً: «شعور سريالي أنْ أعقد مؤتمراً صحافياً مع جدتَيّ، ورؤيتهما يجيبان على الأسئلة، بينما أنا جالس هنا». حظيت جدّتا وانغ، تشانغ لي هوا (86 عاماً)، ويي يان فوي (97 عاماً)، بأشهر من الاهتمام الإعلامي الكبير، بعدما خطف فيلمه الوثائقي القصير، عن الثنائي، الأضواء، ورُشّح للفوز بجائزة «أوسكار». سار الثنائي على السجادة الحمراء في العرض الأول للفيلم، وفي حفل الغداء الخاص بتوزيع «الأوسكار»، وظهرا على صفحات مجلة «فانيتي فير». تنقل صحيفة «الغارديان» البريطانية عن يي قولها: «لم أحلم بأي شيء كهذا. يبدو الأمر كما لو كنتُ في عالم آخر». يقدّم الفيلم، ومدته 17 دقيقة، بعنوان «ناي ناي وواي بو»، لمحة عن الحياة البسيطة، ولكن الكاملة للسيدة يي، (ناي ناي)، أو جدّة المخرج وانغ لأبيه، والسيدة تشانغ (واي بو) أو جدّته لأمه. لقد ولدتا ونشأتا في تايوان، وعانتا من مصاعب ناجمة عن الفقر والحرب. في وقت سابق من هذا القرن، لحقتا بأبنائهما إلى الولايات المتحدة، واستقرتا في منطقة خليج كاليفورنيا. صوَّر وانغ جدّتيه منذ صغره. لم يصعب عليه إقناعهما بالسماح له بتصوير حياتهما اليومية، بما فيها الاستيقاظ في سريرهما، ومساعدة إحداهما الأخرى على ممارسة التمارين الصباحية، وطهي الطعام، والغناء، والرقص، والاعتناء بالحديقة. يقول وانغ: «ألهم هذا الفيلم حقيقة أنّ الناس مثل جدّتَي... كانوا يجرَّدون من إنسانيتهم، بينما استُهدِف أشخاص مثل ناي ناي وواي بو، ثم جرى التغاضي عنهم وإحالتهم إلى ضحايا جرائم الكراهية. لكن بمجرّد تمضية دقائق معهم، ستدركون أنهم يعيشون حياتهم بالكامل، وهم بشر حتى النخاع». «الوثائقي» شخصي، يتطرّق إلى الأسرة، والوحدة، والمشاعر المُصاحِبة لوفاة الأصدقاء، والموت الحتمي. فاجأ نجاحه وانغ، فيعلّق: «إن ذهابنا إلى حفل توزيع جوائز (الأوسكار)، سيبدو الأمر كأنه خوض رحلة مجنونة». تمتنّ الجدتان للعمل والدعم الذي تلقّاه، وتفخران بحفيدهما رغم أنّ فيلمه مليء بالنكات حول محاولاته لجعلهما مشهورتَيْن. تقول تشانغ: «قبل الفيلم، شعرتُ بأنني عجوز بلا الفائدة، ولكن بعد التصوير أدركنا أنه ثمة كثير يمكننا القيام به. يمكننا أن نكون شخصيات في الأفلام، وفاعلين في المجتمع».


مقالات ذات صلة

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)
سينما دياماند بوعبّود وبلال حموي في «أرزة» (مهرجان أفلام آسيا الدولي)

شاشة الناقد: فيلمان من لبنان

أرزة هي دياماند بو عبّود. امرأة تصنع الفطائر في بيتها حيث تعيش مع ابنها كينان (بلال الحموي) وشقيقتها (بَيتي توتَل). تعمل أرزة بجهد لتأمين نفقات الحياة.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق الفنان المصري أحمد زكي قدم أدواراً متنوعة (أرشيفية)

مصر تقترب من عرض مقتنيات أحمد زكي

أعلن وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو عن عرض مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، ضمن سيناريو العرض الخاص بمركز ثروت ‏عكاشة لتوثيق التراث.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.